صناعة السيارات.. جهود ابتكارية وحرب اقتصادية

 

شبكة النبأ: تشهد صناعة السيارات منافسة شديدة بين العديد من الشركات العملاقة التي تسعى الى مضاعفة الجهود وخلق افكار وخدمات ابتكارية ومتطورة، تلبي طموحات العملاء والزبائن وهذا ما أتاح لها السيطرة على الاسواق العالمية وتعويض بعض خسائر الكبيرة  أبان الأزمة الاقتصادية العالمية، التي كانت سبباً مباشرا في افلاس بعض الشركات، لكن في الوقت نفسه اضافت هذه الازمة تحديات جديدة لتلك الشركات -وخصوصاً لصناعة السيارات الفارهة- تجلت بإمكانيتها في احداث الفرق وتغير المعادلة الحالية لصالحها والاستمرار في صناعتها الفاخرة مستعينة بذلك على خبرتها الطويلة ومنتجها الراقي وترغيب الزبون.

إذ يرى بعض الخبراء الاقتصاديين في هذا الشأن ان صناعة السيارات اصبحت اليوم تلعب دورا مهماً واساسياً في المعادلة الاقتصادية للكثير من الدول، وهو ما سيسهم باتساع رقة التنافس والابداع والتطوير وانتاج سيارات خاصة وفريدة واقتصادية، تعتمد في عملها على التكنلوجيا المتطورة التي كشفت عنها الخطط والدراسات المستقبلية، مما سيرفع من حدة الصراع بين الشركات المتنافسة كافة، ففي ظل هذه الحرب التجارية والصراع الاقتصادي المحتدم، يبقى السؤال قائما كيف سوف ستكون صناعة السيارات في السنوات المقبلة؟.

وفي هذا الشأن فقد قالت مؤسسة (آي.اتش.اس اوتوموتيف) الاستشارية في مجال صناعة السيارات في توقعات إن مبيعات المركبات الذاتية القيادة دون تدخل من الانسان ستمثل نحو تسعة في المئة من الحجم الإجمالي لمبيعات السيارات عالميا بعد نحو عقدين. وقال ايجيل يوليوسن المحلل بالمؤسسة إن الدراسة انصبت على هذه السيارات التي ستسير "دون اي حاجة للتركيز الذهني من جانب سائقها."

ومثل هذه النوعية من السيارات غير متوافرة للبيع حاليا الا ان المؤسسة توقعت توافرها عام 2025 على وجه التقريب. وتوقعت المؤسسة ان يبلغ حجم المبيعات عالميا من هذه السيارات عام 2025 نحو 230 الف سيارة وهو رقم دون نسبة واحد في المئة من 115 مليون سيارة من المتوقع ان تباع ذاك العام. الا ان يوليوسن قال إنه بحلول عام 2035 سيصل عدد السيارات الذاتية القيادة الى 11.8 مليون سيارة او تسعة في المئة من 129 مليون سيارة من المتوقع ان تباع عالميا في ذلك العام.

وستتركز معظم هذه المبيعات في اسواق عريقة لبيع السيارات مثل الولايات المتحدة واوروبا الغربية واليابان. واضاف يوليوسن ان معدل نمو مبيعات السيارات الذاتية القيادة سيتجاوز مبيعات السيارات الكهربية التي يعيبها ارتفاع سعر البطاريات. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك كشفت شركة بي إم دبليو عن سيارة جديدة ذاتية القيادة باستطاعتها السير عبر المنعطفات والطرق المتعرجة وذلك في معرض الاليكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس. ويمكن لهذا الطراز من السيارات المعدلة التي تنتمي للفئة الثانية كوبيه والفئة السادسة غران كوبيه الاندفاع في مضمار سباق والتحكم في حركتها دون تدخل من قائد السيارة.

وتستخدم السيارة جهاز رادار ذا 360 درجة، وأجهزة استشعار بالموجات فوق الصوتية وكاميرات، وهي خواص تساعد السيارة في استشعار طريقها والتكيف مع البيئة المحيطة بها. كما عرضت شركة بوش، المعروفة بمنتجاتها من السلع البيضاء (الأجهزة المنزلية الكهربائية) وقطع غيار السيارات، تكنولوجيا جديدة تستخدم الهواتف الذكية في عملية توجيه السيارة أتوماتيكيا إلى مكان وقوفها في مرآب الانتظار.

وتأمل شركات صناعة السيارات أن تفضي خاصة الاستشعار والتحكم في قيادة السيارات آليا إلى خفض معدلات الحوادث مقارنة بالسيارات التي يقودها البشر، لاسيما مع تسجيل الولايات المتحدة نحو 50 ألف حادث طريق سنويا. وأشارت دراسة أجراها مركز "إينو" للنقل عام 2013، إلى أنه في حال انتشار السيارات ذاتية القيادة ولو بنسبة عشرة في المئة في شوارع الولايات المتحدة فذلك قد يؤدي إلى تقليل ضحايا حوادث الطرق بنحو ألف شخص.

وتتضمن أحدث طرازات السيارات عددا من وسائل المساعدة التكنولوجية للسائقين بداية من خاصية التحذير حال انحراف السيارة عن مسارها وصولا إلى خاصية الانتظار. وتجيز حاليا ولايات كاليفورنيا وفلوريدا ونيفادا تجربة المركبات ذاتية القيادة في طرقها العامة. غير أن الوضع يختلف في أوروبا التي لم تجز حتى الآن السيارات ذاتية القيادة ولا يزال هناك وقت طويل قبل أن يألف الأوربيون رؤيتها تسير في شوارعهم وطرقهم السريعة.

نمو السوق العالمية

الى جانب ذلك خفضت شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات توقعها لنمو السوق العالمية هذا العام وهو ما يشير إلى تزايد قلق الصناعة بشأن تقلبات الأسواق الناشئة بالرغم من انتعاش أولي للطلب في أوروبا. وقال جيروم ستول مدير مبيعات رينو في معرض جنيف للسيارات إن الشركة خفضت توقعها لنمو المبيعات العالمية قليلا عن اثنين بالمئة وهو المعدل الذي كانت تتوقعه سابقا.

وقال ستول "بالرغم من ظهور علامات انتعاش في أوروبا فإننا نرى مصاعب في الأسواق الناشئة" مشيرا إلى طلب أضعف من المتوقع لاسيما في روسيا والأرجنتين وتركيا والجزائر. وبعد تباطؤ المبيعات على مدى ست سنوات بدأت سوق السيارات في أوروبا تظهر مؤشرات على التعافي مع خروج الدول الأوروبية من حالة الركود بما في ذلك الدول الأشد تضررا من أزمة الديون السيادية. وأظهرت بيانات الصناعة ارتفاع مبيعات السيارات في ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وانخفاضها في فرنسا.

لكن بعض الأسواق الناشئة مثل البرازيل وروسيا تشهد تباطؤا في الطلب وتخشى الشركات أن تؤدي أحدث موجة من التقلبات التي أثارها التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا إلى مزيد من الضعف. وقال كريستيان كلينجلر مدير مبيعات فولكسفاجن أكبر شركة أوروبية لصناعة السيارات "هبطت عملات بعض الدول 20 و 30 و 35 بالمئة. وهذا أمر له عواقبه دائما .. وعواقب وخيمة جدا إذا لم يكن هناك إنتاج محلي." وقال مارتن فينتركورن الرئيس التنفيذي لفولكسفاجن "نحن شريك تجاري رئيسي لروسيا ونراقب أوكرانيا وروسيا بقلق."

لكن مسؤولي الشركات مازالوا متفائلين في الأغلب بشأن مستقبل صناعة السيارات العالمية ويشيرون إلى استمرار الطلب القوي في الصين - أكبر سوق سيارات في العالم - وإلى انتعاش في الولايات المتحدة. وقال ستول عن خفض رينو لتوقعات النمو "إنها مسألة عشر نقطة مئوية."

 من ناحية أخرى قال هاينز جاكوب نويسر مدير تطوير العلامة التجارية فولكسفاجن إن جهود صناعة أول سيارة منخفضة التكلفة للشركة تعثرت بسبب صعوبات في الوصول إلى المستويات المستهدفة للتكلفة. وتابع "هناك صعوبة متزايدة" في الوصول إلى مستويات التكلفة اللازمة للموافقة على إنتاج سيارة اقتصادية.

في السياق ذاته بينما يتسارع تعافي سوق السيارات الأوروبية لا تجد فولكسفاجن أكبر مصنع للسيارات في المنطقة جديدا ما تعرضه لعلامتها الفاخرة أودي خلال معرض جنيف إلا سيارة رياضية تخاطب شريحة محدودة من السوق. وتكشف أودي التي تسهم بنحو نصف أرباح التشغيل لشركتها الألمانية الأم النقاب عن نسخة جديدة من السيارة الرياضية تي.تي وهو طراز شكل أقل من اثنين بالمئة من مبيعات العلامة البالغة 1.58 مليون في 2013.

في المقابل تعرض منافستها بي.ام.دبليو أحدث طراز من فئتها "آي" للسيارات الكهربائية ذات التكنولوجيا المتطورة وتعرض وحدة مرسيدس-بنز لشركة دايملر نسخة جديدة من سيارتها الأفضل مبيعا الفئة سي. وبعد أن ضاعفت خطوط منتجاتها والتسليمات على مدى السنوات العشر الأخيرة لتضييق هوة المبيعات مع متصدرة سوق السيارات الفاخرة بي.ام.دبليو لم تعرض أودي جديدا يذكر مقارنة مع منافساتها على مدى عدة معارض في الفترة الأخيرة.

بل إن تعديلات كانت مقررة في 2014 لسيارتيها الأعلى مبيعا فئة الصالون ايه4 والرياضية متعددة الاستخدامات كيو7 ستتأجل إلى العام القادم بسبب الحاجة إلى تعديلات كبيرة في السيارتين. ويدفع هذا بعض المحللين إلى التشكيك في قدرة أودي على مواصلة نمو المبيعات القوي الذي حققته في السنوات الأخيرة وبلوغ هدفها لتخطي بي.ام.دبليو بحلول عام 2020 وهو ما قد ينسف خطط فولكسفاجن كي تصبح أكبر منتج للسيارات في العالم. بحسب رويترز.

وقال ستيفان براتزل مدير مركز إدارة السيارات وهو مؤسسة أبحاث مقرها قرب مدينة كولونيا الألمانية "تواجه أودي موجة قحط في وقت تبدو فيه مرسيدس بصدد شن هجوم مضاد على منتجي السيارات الفاخرة." وأضاف "الترتيب الحالي ليس قدرا محتوما" مشيرا إلى التصنيف الحالي لشركات صناعة السيارات الفاخرة.

سيارات تخاطب بعضها

في السياق ذاته أعلنت إدارة الطرق السريعة الأمريكية لسلامة المرور أنها ستمضي قدما في خططها المرتبطة بالتكنولوجيا الجديدة والتي ستمكن السيارات من التواصل مباشرة مع بعضها البعض. وأشاد خبراء بإمكانية قدرة هذه التكنولوجيا المعروفة باسم التواصل من مركبة إلى مركبة أو " V2V" على إنقاذ الحياة. وعلى سبيل المثال، بدلا من اضطرار السائق إلى القيام بعمل ما بسبب توقف سيارة قبالة سيارته، فإن أي تطبيق في المكابح في إحدى السيارات من شأنه أن يرسل إشارة إلكترونية إلى السيارات الأخرى. وتتمكن هذه السيارات من الرد فورا وبصورة تلقائية.

وتتيح التكنولوجيا أيضاً بتطبيق إجراءات أخرى، مثل تحويل السير أو زيادة السرعة، من خلال إرسال إشارة إلى السائقين الآخرين في المنطقة، ما يسمح للسيارات بتجنب الارتطام ببعضها بسرعة أكبر من خلال الاعتماد على العين البشرية وردود الفعل. وقال وزير النقل الأمريكي أنتوني فوكس في بيان: "من خلال مساعدة السائقين بتجنب الحوادث، فإن هذه التكنولوجيا تلعب دورا رئيسيا في تحسين طريقة توجه الناس إلى المكان الذين يريدون الذهاب إليه، مع ضمان أن الولايات المتحدة لا تزال رائدة في صناعة السيارات العالمية."

ويمكن أن تكون هذه التكنولوجيا عنصرا في التحكم الذاتي، والقيادة الذاتية للسيارات، ولكن يمكن أن تكون مفيدة أيضاً في السيارات التي يقودها البشر. ويمكن أن تساهم التكنولوجيا في تجنب 80 في المائة من الحوادث وفقا لإدارة الطريق السريعة الأمريكية لسلامة المرور. وعملت شركات صناعة السيارات المختلفة على التكنولوجيا لعدة سنوات، حيث تم فحص فوائد السلامة في إطار كل من العالم الحقيقي وظروف الاختبار. بحسب CNN.

وقالت الوكالة الأمريكية إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تحسن أيضاَ في تدفق حركة المرور وتوفير الوقود. أما معهد التأمين لسلامة الطرقات السريعة فأشار في بيان إلى أنه قد تمر أعواماً عدة قبل أن تتمكن التكنولوجيا الجديدة من إنقاذ عدد كبيرة من الأرواح.

السيارات والهواتف الذكية

على صعيد متصل لجأت شركات صناعة السيارات الى تقنيات الهواتف الذكية لزيادة إمكانات سياراتها رخيصة الثمن المصنوعة خصيصا للمدن والمنافسة في سوق نما ليسجل عشرة في المئة تقريبا من مبيعات السيارات الجديدة في اوروبا. وسوف تعرض سيارات اوبل آدم روك وبيجو 108 الجديدة وستروين سي1 وتويوتا ايجو - وهي سيارات مدمجة صنعت للاستخدام داخل المدن - في معرض جنيف للسيارات وجميعها مزودة بشاشات كبيرة تعرض مكتبات موسيقية وخرائط ملاحية مخزنة على هواتف ذكية.

وتجذب هذه الكماليات الزبائن في فئات سيارات أعلى لكن تضاف الان الى سيارات أصغر وتستهدف شريحة جديدة من السائقين الأصغر سنا المغرمين بالتقنية. وقال دينش باليوال الرئيس التنفيذي في هارمان انترناشونال وهي شركة مصنعة لانظمة الترفيه في السيارات "ما كانت تتميز به السيارات الفارهة يظهر الآن في منتجات متوسطة ومنخفضة (السعر)." واضاف "يحدث هذا نتيجة تغير في نمط الحياة. لم يعد يرغب الناس في الانفصال عن التقنيات الحديثة لمجرد انهم داخل سيارة."

والسيارات المدمجة الصغيرة أخف وزنا وأقل في استهلاك الوقود ولذلك فهي أرخص سعرا وأقل كلفة عندما يتعلق الأمر بشرائها وصيانتها. وباتت هذه الفئة التي تترواح اسعارها من 9500 يورو وحتى 11500 يورو (13100-15900 دولار) شائعة بين المشترين للسيارات الجديدة في اوروبا حيث لا تزال القارة تكافح للخروج من فترة طويلة من الضعف الاقتصادي.

من جهة اخرى أعلنت مجموعة "آبل" عن نيتها إطلاق تقنية جديدة هذه السنة تعرف ب "كاربلاي" تسمح بالنفاذ إلى جميع خدمات هاتف "آي فون" في السيارة، من خلال استخدام خصوصا نظام "سيري" للمساعدة الصوتية. وأوضحت "آبل" في بيان أن "نظام كاربلاي يسمح لمستخدمي هواتف آي فون بإجراء اتصالات واستعمال الخرائط والاستماع إلى الموسيقى والاطلاع على رسائلهم من خلال كلمة بسيطة أو كبسة على الشاشة".

وستقدم سيارات "فيراري" و"فولفو" و"مرسيدس بينز" هذه التقنية الجديدة خلال معرض السيارات في جنيف. وتتضمن قائمة المصنعين الذين من المزمع أن يعتمدوا هذا النظام الجديد في سياراتهم "هوندا" و"بي ام دبليو" و"تويوتا" و"جنرال موتورز" و"بيجو سيتروين". وسيصبح في وسع السائقين وصل هواتف "آي فون" بالسيارة وتوجيه تعليمات صوتية لنظام "سيري" ليساعدهم على إجراء اتصالات أو قراءة الرسائل أو كتابتها. بحسب فرانس برس.

ومن شأن نظام "كاربلاي" أن يدل السائق على الطريق الأسهل ويسمح له بتفادي زحمات السير. وقد يرشد نظام "سيري" السائق في مساره. وسيتمكن السائقون أيضا من النفاذ إلى أغانيهم ومحتويات "آي تيونز". وجاء في الموقع الإلكتروني ل "آبل" أن "كاربلاي المتوفر في بعض السيارات الجديدة للعام 2014 هو وسيلة ذكية وآمنة لاستخدام هاتف آي فون في السيارة".

المرتبة الأولى

على صعيد متصل حافظ مصنع السيارات الياباني "تويوتا" على مرتبة الصدارة في السوق العالمية، مع مبيعات شملت 9,98 ملايين سيارة في العام 2013 وارتفاع بنسبة 2% بالمقارنة مع العام 2012، وهو توقع أن تتخطى مبيعاته العشرة ملايين وحدة هذا العام. وقد تقدم العملاق الذي يتخذ في مدينة ناغويا مقرا له تقدما بسيطا على منافسيه الأميركي "جنرال موتورز" (9,7 ملايين سيارة) والألماني "فولكسفاغن" (9,5 ملايين سيارة).

وكاد المصنع الياباني أن يتخطى عتبة العشرة ملايين سيارة التي لم يتخطاها بعد أي مصنع سيارات. وتتوقع "تويوتا" أن تشمل مبيعاتها 10,32 ملايين وحدة في العام 2014. وارتفعت مبيعات "تويوتا" بنسبة 7% في الولايات المتحدة و9% في الصين و1% في أوروبا، غير أنها تراجعت بنسبة 5% في اليابان التي تعد أكبر سوق له.

وكان المصنع الياياني قد خسر مرتبة الصدارة في العام 2011 على حساب الأميركي "جنرال موتورز" إثر الزلزال والتسونامي اللذين ضربا الأرخبيل في الحادي عشر من آذار/مارس من العام عينه واللذين قيدا إنتاجية المجموعة. لكن "تويوتا" استعاد المرتبة الأولى عالميا سنة 2012. و كان قد احتل مرتبة الصدارة للمرة الأولى في العام 2008 في بداية الأزمة المالية العالمية، مطيحا ب "جنرال موتورز" الذي كان قد حافظ عليها لمدة 70 عاما.

من جانب اخر فبعد الاميركيتين فورد وجنرال موتورز قررت شركة تويوتا اليابانية انها ستوقف تصنيع السيارات في استراليا التي ما زالت تحت وقع صدمة اعلان الانهاء التدريجي لصناعة السيارات فيها. واعلنت الشركة الاولى عالميا في هذا القطاع انها ستوقف مع حلول 2017 العمل في مصانعها في التونا في ضاحية ملبورن (جنوب شرق). واتى هذا الخبر في استراليا كضربة كبرى.

وصرح رئيس الوزراء توني ابوت الذي ينتظر ان يزور اليابان في نيسان/ابريل "لا شيء يمكننا ان نفعله او نقوله سيحد من تسريح هذا العدد الكبير من الاشخاص"، كما اكد انه حاول حتى النهاية ان يقنع تويوتا بالعدول عن قرارها. "لكن المهم هو ان نتذكر انه فيما تغلق صناعات تفتح اخرى ابوابها ومع زوال عدد من الوظائف تنشأ غيرها. ستكون هناك ايام افضل" بحسب ابوت.

واوضح رئيس مجلس ادارة تويوتا اكيو تويودا "كنا نأمل مواصلة الانتاج في استراليا لكننا اضطررنا الى اتخاذ هذا القرار الصعب لان هذه السوق خاضعة لمنافسة كثيفة جدا، فيما ان الدولار الاسترالي يتمتع بحيوية كبرى، بالإضافة الى تراجع مجمل انتاج السيارات في استراليا".

وراى زعيم المعارضة الاسترالية بيل شورتن ان هذا الاعلان يعني ببساطة "موت صناعة السيارات في استراليا". واعتبرت نقابة عمال قطاع السيارات الاسترالي ان الانسحاب المعلن قد يسبب انكماشا في في البلاد حيث يشهد الاقتصاد صعوبات بعد استناده طوال عقد على صناعات المناجم.

في العام الفائت انتجت تويوتا في استراليا اكثر من 100 الف سيارة من الفئة المتوسطة (كامري واوريون) ما يشكل بالكاد 1% من انتاجها العالمي (اكثر من 10 ملايين سيارة عام 2013). وشهد انتاجها تراجعا منتظما منذ 2008-2009 عندما بلغ 150 الف سيارة قبل الازمة المالية.

ويشغل فرع تويوتا الرئيسي 3900 عاملا، لم تصدر اي معلومات عن مصيرهم.

كما تملك الشركة مركزا فنيا يعمل فيه 150 شخصا قد يتم "تقليص" نشاطاته بحسب تويوتا التي لم تقدم تفاصيل. لكن الشركة ستبقي على خدمات المبيعات والتوزيع. وياتي هذا الاعلان بعد اسابيع على قرار مماثل لشركة جنرال موتورز الاميركية التي ستوقف مع حلول 2017 كذلك انتاج فرعها جي ام غولدن (2900 شخص). وسبق ان اعلنت شرطة فورد انها ستوقف تجميع سياراتها في استراليا عام 2016 (1200 شخص).

وكانت شركة السيارات اليابانية الاخرى الموجودة في البلاد، ميتسوبيشي موتورز، اغلقت مصنعها في اديلاييد (جنوب) قبل خمس سنوات. وقد يعني انسحاب تويوتا الموجودة في البلاد منذ 50 عاما وكانت اخر صانع سيارات ملتزم، التوقف التام لاي انتاج سيارات في استراليا في غضون 3 سنوات. وبيعت حوالى 1,3 ملايين سيارة في البلاد في العام الفائت ما يجعل منها سوقا متواضعة نسبيا. وباعت تويوتا 214 الف سيارة في العام الفائت ما يوازي 20% من الاجمالي. بحسب فرانس برس.

وافادت صحيفة نيكي اليابانية ان اليد العاملة الاسترالية في صناعة السيارات تكلف ما معدله 30% اكثر منها في الولايات المتحدة، وهو حجة مهمة لمؤيدي الانسحاب. امام هذه الصدمة اكد وزير الصناعة ايان مكفارلين ان الصناعة الاسترالية لديها مستقبل. وتابع "لكنه لن يكون نفسه" لان قرار تويوتا "سيغير وجه الصناعة الاسترالية الى الابد".

سيارة كل ثانيتين

من جانب اخر كشفت التوقعات عن أن العملاء في الصين سيتسلمون سيارة جديدة كل ثانيتين، ما يشكل جزءاً من خطة استهلاك للسيارات حيث من المقرر زيادة 21 مليون سيارة جديدة وشاحنة وحافلة، لأسطول النقل الإجمالي في العام 2014. ويعني استمرار النمو في هذا المعدل أن الصين ستضم على الأرجح أسطول سيارات أكبر من الولايات المتحدة بحلول العام 2020. ويوجد حوالي خمسة ملايين سيارة من أصل 260 مليون في الصين في العام 2020 ستكون مزودة بالبطارية أو الدواليب الكهربائية، فيما ستستخدم السيارات الأخرى خلايا الوقود.

ولكن بأغلبية ساحقة، فإن سيارات الركاب ما زالت تعمل على البنزين ووقود الديزل، ما يشكل السبب الرئيسي في طلب الصين على النفط، الأمر الذي يقدم لمحة في النظرة إلى الطاقة العالمية في العام 2014 وما بعده. وتعتبر الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم و تستورد 60 في المائة من النفط الخام لتلبية احتياجات النقل وغيرها، فضلا عن إطلاق بعض الصناعات و محطات توليد الطاقة.

ورغم أن الطلب يتزايد على النفط في قطاع النقل، إلا أن الصين تحاول التقليل من اعتمادها على هذه المادة، من خلال التركيز على الفحم والطاقة النووية والغاز الطبيعي و مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية والطاقة المائية. ومن المتوقع أن تزيد المبيعات العالمية للسيارات وتصل إلى ما يقرب من 75 مليون سيارة، وفقا لتوقعات رابطة صناعة السيارات الألمانية في وقت سابق. ومن المتوقع أن تحصل بين 23 و 24 مليون من هذه المبيعات في الصين ، مقارنة بـ16 مليون سيارة في الولايات المتحدة في العام 2014.

وفي دراسة العام الماضي، أوضحت شركة "ماكينزي" أنه بصرف النظر عن القيود الحكومية وتنامي سوق السيارات المستعملة، فإن العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مبيعات السيارات الجديدة في الصين على مدى العقد المقبل تشمل تعزيز الصناعة، وخيارات وسائل النقل العام وتحسين ونمو السيارات وتقاسم وتأجير السيارات من الشركات. بحسب CNN.

في الوقت ذاته، أشارت "ماكينزي" إلى أن المزيد من المشترين الصينيين يبحثون عن سيارات أكبر وأفضل وأكثر تكلفة مثل سيارات الدفع الرباعي الرياضية. ومن المقرر أن تصبح الصين أكبر لاعب في قطاع الطاقة العالمي مقابل النقل، وأكبر مستخدم في العالم للسيارات الكهربائية والمستخدمة لخلايا الوقود.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/آذار/2014 - 6/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م