أمن المعلومات والتهديدات الجسيمة

زاهر الزبيدي

 

يضطلع أمن المعلومات بأهمية كبيرة مع تنامي التكنولوجيات المختلفة وإتساع ظاهر سرقة المعلومات وتهكيرها عبر وسائل وبرمجيات جرمية هدفها الأساس التجسس وتسريب المعلومات على إختلافها.. وأمن المعلومات يعرف "أنه العلم الذي يعمل على توفير الحماية للمعلومات من المخاطر التي تهددها أو الاعتداء عليها وذلك من خلال توفير الأدوات والوسائل اللازم توفيرها لحماية المعلومات من المخاطر الداخلية أو الخارجية" وأمن المعلومات يتعرض لدينا اليوم الى مخاطر جمة سنفرد مقالتنا تلك لنوع واحد من تلك التهديدات والذي يتم عبر تسريب المعلومات من موظفين داخل المؤسسات الحكومية!

ففي تصريح للسيد سعد معن الناطق باسم عمليات بغداد، نشرته إحدى الصحف المحلية، أعلن فيه عن إعتقال شبكة متخصصة بالقتل وسرقة المحال التجارية والمنازل مكونه من 13 عنصراً بينمهم امرأة تعمل في أحد المصارف مهمتها الأساس تتحدد في تقديم التفاصيل للعصابة عن عملاء ذلك المصرف لتنفيذ عمليات إجرامية بحقهم، وتضم العصابة ثلاثة منتسبين في الأجهزة الأمنية نفذوا عمليات إجرامية من خلال عجلات القوات الأمنية!

من هنا نتطرق الى أهمية كاميرات المراقبة في الإطاحة بالعصابات الجرمية وكشف جرائمها أو على أقل تقدير الإسراع بالقبض عليها ولكننا اليوم امام جريمة لها أبعاد كبيرة أهمها مشاركة موظفة في أحد المصارف وما تم تسريبه من معلومات عن زبائن المصرف ممن يمتلكون أرصدة وحسابات كبيرة، التي من المفترض أن تكون سرية جداً، وتلك حالة قد تتكرر في مؤسسات عدة من مؤسساتنا الحكومية فكل مكاتب المعلومات يجب أن تمتلك كوادر مؤهلة لإدارتها بالشكل الذي نتجنب معه تسريب المعلومات معهما كان نوعها وإلا فإننا مع تكرار تلك الحالات سوف نواجهه أمراً خطيراً يتمثل في فقدان ثقة الشعب بكل المؤسسات الحكومية وهذا ما سيجرنا لاحقاً الى تعرض الخطط الحكومية الى الفشل الذريع بفقدانها لعنصر مهم من عناصر القوة لدى القوات الأمنية لنحوله الى عنصر ضعف شديد بسبب عدم تمكننا من الحفاظ على أمنية المعلومة وسريتها.

إن الحفاظ على سرية المعلومات مسؤولية كبيرة يجب عدم رهنها بصغار الموظفين من الذين لا يمتلكون موثوقية عالية لدى إدارة المؤسسات الحكومية، المصرفية والأمنية والإدارية.. فالعشرات من الوثائق الحكومية والعقود العسكرية، تسليحية مهمة، تُسرّب من مؤسسات مهمة لتعرض على شاشات الفضائيات المختلفة فإذما سُربت تلك العقود ماذا عن أسرار تلك المؤسسات؟

لقد أثبت إكتشاف تلك الجريمة أن هناك تنوعاً وظيفياً في العصابات الجريمة على المؤسسات الأمنية أن تحسن تفكيكه من خلال إجراءات إدارية وأمنية مهمة لتقطع دابر تلك الجرائم المحبطة والمؤلمة لما تتسببه من خسائر بشرية ومادية كبيرة.. نحن في غنى عنها.. حفظ الله العراق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/آذار/2014 - 30/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م