روحاني في دافوس.. براغماتية لعلاج إيران

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يبدو أن إيران تسعى لعلاج مشاكل -قديمة جديدة- سواء في الداخل أو الخارج على الصعيديين السياسي والاقتصادي، وذلك عن طريق انتهاج سياسية خارجية اكثر اتزانا قائمة على التعقل والاعتدال لإنعاش الاقتصاد المتعثر، بسبب العقوبات الدولية الاقتصادية المفروضة على طهران نتيجة الأزمة النووية الإيرانية عمرها عقد تقريبا، غير ان تغييرات التي طرأت خلال المدة القليلة الماضية بتغيير الحكم في إيران من هيمنة المتشددين الى دفة المعتدلين بقيادة الزعيم الجديد حسن روحاني، حققت تقدما دبلوماسيا على مستوى السياسية الخارجية، وذلك من خلال الانفتاح على دول العالم الكبرى وخاصة العدو اللدود أمريكا بنحو غير مسبوق، وهو ما تجسد بالمفاوضات بشأن ملفها النووي المثير للجدل مع الدول الكبرى لتثمر هذه المفاوضات اتفاق نووي مرحلي في جنيف رفع جزءا من العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، ويمكن ان يشكل هذا الاتفاق آملا جوهرا في انعاش الاقتصاد الايراني المرهق، وهذا ما سافر من أجلها روحاني إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث سيتودد إلى مجتمع الاعمال العالمي ويجتمع مع عدد من مسؤولي شركات النفط، لاقناع المستثمرين الاجانب بالعودة الى بلاده التي تضم بعض أكبر موارد النفط والغاز في العالم.

إذ يرى بعض المراقبين أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيحاول اغراء الشركات العالمية والمستثمرين في منتدى دافوس، بعد تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده، لكن أي طفرة تجارية ستتوقف على نجاح المحادثات النووية في المدى الطويل، خصوصا وأن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يشكل فرصة مهمة للجمهورية الإسلامية وذلك لأسباب اقتصادية يمكن ان تحقق رؤية سياسية بعلاقات دبلوماسية مثمرة.

ويرى الكثير من المحللين أن رئيس الجمهورية الإسلامية، حاول أن يلعب جميع الأوراق الدبلوماسية بصبغة اهتمامية على الصعيديين المحلي والدولي، لكن في الاونة الاخيرة زادت الخلافات الدولية مع بعض الدول الإقليمية والدولية بسبب دعم طهران للحكومة السورية في الحرب الدائرة هناك بالاضافة الى مخاوفها بشأن حقوق الانسان وشكاوى اخرى، لكن كان رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على هذه الخلافات وخاصة مع امريكا بسياسية براغماتية بحتة عندما قال إن من الممكن تحويل العداء على مدى أكثر من ثلاثة عقود مع الولايات المتحدة إلى صداقة إذا بذل الجانبان جهدا.

في حين يرى محللون آخرون ان روحاني يواجه عقبات عدة مثل تضييق الولايات المتحدة الخناق على استخدام إيران النظام المالي العالمي، وعدم التيقن بشأن مستقبل محادثات البرنامج النووي، بعد اتفاق أولي مدته ستة أشهر، والمصالح الشخصية في إيران المتشككة بدورها إزاء الاستثمارات الغربية.

لذلك بات روحاني يحتاج الى استعادة الشركات النفطية. وقد التقى عددا كبيرا من مندوبي القطاع الموجودين في دافوس بعيدا عن الانظار. ولم يتم استغلال الموارد النفطية الايرانية الكبيرة في السنوات الاخيرة بسبب العقوبات الدولية التي تسبب في فرضها البرنامج النووي الايراني.

بينما يريد المسؤولون الإيرانيون تنظيم سباق بين المنافسين الأوروبيين - ولاحقا الشركات الأمريكية - للحصول على أفضل الصفقات، لكن إبرام صفقات لن يكون ممكنا إلا بعد رفع العقوبات بالكامل ضمن تسوية نهائية.

وعليه يبدو ان الرئيس الإيراني حسن روحاني سيسعى الى ان تتفاوض بلاده مع الولايات المتحدة في إطار التعامل البناء مع المجتمع الدولي وتنتظر أن تترجم واشنطن أقوالها إلى أفعال، كما يرى إن العلاقة بين إيران وأوروبا تشهد الآن تطبيعا مع دخول الاتفاق النووي المؤقت حيز التنفيذ، حيث تحاول الادارة الروحانية تعزيز العلاقات مع حلفائها التقليديين وبدء الحوار مع الاعداء، لتتحول من التركيز على الوسائل العسكرية الى الوسائل الدبلوماسية في اطار جهود اصلاح علاقاتها مع الدول الإقليمية والدولية وإنعاش الاقتصاد مجددا.

إيران تتفاوض مع أمريكا وتطبع علاقاتها مع أوروبا

في سياق متصل قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده تتفاوض مع الولايات المتحدة في إطار "التعامل البناء" مع المجتمع الدولي وتنتظر أن تترجم واشنطن أقوالها إلى أفعال، وقال روحاني الذي كان يتحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن العلاقة بين إيران وأوروبا تشهد الآن تطبيعا مع دخول الاتفاق النووي المؤقت حيز التنفيذ، ودعا روحاني في كلمته أمام نحو 2500 من القادة السياسيين وكبار رجال الأعمال في العالم الشركات الأوروبية إلى اغتنام الفرص الاقتصادية في إيران خاصة شركات الطاقة الكبرى، وقال "الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لإقامة التعاون البناء من أجل تعزيز أمن الطاقة العالمي واستغلال مواردها الضخمة من النفط والغاز".

وتأكيدا على هذا المسعى الإيراني عقد روحاني اجتماعا خاصا مع مسؤولين تنفيذيين في قطاع النفط والغاز بفندق في المنتجع السويسري قبل إلقاء كلمته، وجرى تطبيق اتفاق بين إيران والقوى العالمية الست بما فيها الولايات المتحدة للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ودعا روحاني إلى التعاون مع جميع جيران إيران ولكنه لم يخص السعودية بالذكر ورفض إدراج إسرائيل بين الدول التي تسعى طهران لإقامة علاقات ودية معها حين ضغط عليه مرتين، وقال إن طهران تريد الصداقة والتعاون مع "جميع الدول التي تعترف بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية". بحسب رويترز.

وجدد روحاني تعهد إيران التقليدي بعدم السعي لتصنيع أسلحة نووية وقال إن طهران مستعدة لقبول جميع الضمانات وعمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريطة ألا تتعرض "للتمييز". وتعتقد دول غربية أن الجهود النووية الإيرانية تهدف إلى اكتساب قدرات عسكرية، وأضاف روحاني "لم نسع قط ولن نسعى لامتلاك الأسلحة النووية... أعلن أنه لا مكان للسلاح النووي في استراتيجيتنا الأمنية".

وقال روحاني إن بلاده لديها رغبة قوية في التوصل لتسوية دائمة للقضية النووية بينما يسري الاتفاق المؤقت الذي تبلغ مدته ستة أشهر. ولكنه أشار إلى أن دولا أخرى قد تستسلم "للضغط الذي تمارسه أطراف أخرى" لعدم التوصل لاتفاق في إشارة مستترة إلى إسرائيل، وفي علامة على صعوبة التفاوض على اتفاق طويل الأمد قال روحاني "لن تقبل إيران بأي عقبات أمام تقدمها العلمي"، وقال الرئيس الإيراني "أعلن من هنا أن من الأولويات النظرية والعملية لحكومتي التعامل البناء مع العالم".

وفي استهداف واضح للسعودية وقطر جدد روحاني انتقاد دول لم يسمها قال إنها تدعم الإرهاب في سوريا مشيرا إلى أن هذا الدعم سيرتد على هذه الدول داخل اراضيها، ومن المقرر أن يلتقي روحاني مع صحفيين وعدد من كبار رجال الأعمال قبل مغادرة دافوس في وقت لاحق.

التغلب على العداء

وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري سئل الرئيس الإيراني حسن روحاني بشأن إمكانية وجود سفارة أمريكية مرة أخرى يوما ما في طهران بدلا من سفارة سويسرا التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في إيران قال روحاني لتلفزيون آر.تي.إس. العام "لا يستمر عداء إلى الأبد ولا تستمر صداقة الى الابد أيضا. لذلك علينا أن نحول العداوات الى صداقة".

ودخل اتفاق مؤقت هذا الأسبوع حيز التنفيذ مع ست قوى عالمية من بينها الولايات المتحدة لكبح جماح برنامج إيران النووي مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الاقتصادية.

وفي المقابلة التي تحدث فيها باللغة الفارسية وترجمها التلفزيون باللغة الفرنسية قال روحاني ان العلاقات مع واشنطن كانت صعبة في الماضي لكن بالعمل الجاد وجهود الجانبين يمكن التغلب على المشاكل، وقال "هذا الجهد ضروري لبناء الثقة لدى الجانبين. إيران في الواقع تمد يدها بالسلام والصداقة لكل دول العالم وتريد علاقات ودية وجيدة مع كل دول العالم".

ولم يتحدث بخصوص المفاوضات الأكثر صعوبة في المستقبل للتوصل الى اتفاق دائم بشأن برنامج إيران النووي الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى تطوير أسلحة نووية، لكنه تحدث بفتور عن مؤتمر السلام الذي رعته الامم المتحدة بشأن الحرب في سوريا والذي عقد في مونترو بسويسرا في غياب إيران الحليف الرئيسي لدمشق والتي استبعدت بعد رفضها تأييد هدف الانتقال السياسي في سوريا، وقال "التوصل إلى نتيجة سيكون مسألة بالغة الصعوبة لكن ما أتمناه هو أنه إذا سارت كل الجهود في اتجاه أمنيات الشعب السوري أن يسود هذا الاتجاه"، وأضاف "أما فيما يتعلق بإمكانية أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه فإني تنتابني الكثير من الشكوك".

العقبات لا تزال كثيرة أمام روحاني

من جانبه قال مستشار غربي لكثير من الشركات العالمية الكبرى "سأندهش إذا اعتلت إيران سريعا لائحة الأسواق المغرية لكنها قد تكون جذابة لشركات صناعية معينة في المدى القصير إلى المتوسط"، وقال طالبا - شأنه شأن كثيرين عندما يتعلق الأمر بالشأن الإيراني - عدم نشر اسمه بسبب الحساسيات السياسية "إيران تبعث بإشارات في الاتجاه الصحيح وهو شيء محل ترحيب لكن أعتقد أن معظم رجال الأعمال سيتوخون الحذر وسينتظرون إلى أن تتضح الصورة"، وبعد استهلال كان له مفعول السحر في الأمم المتحدة في سبتمبر أيلول يرفع روحاني الستار عن الفصل الثاني لعودة طهران إلى الساحة الدولية عندما يخطب أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري وهو الحدث الذي يجذب رجال السياسة والأعمال من أنحاء العالم.

كان البيت الأبيض كشف عن ملخص للاتفاق المؤقت الذي أبرم في نوفمبر تشرين الثاني الماضي بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى ووافقت إيران بموجبه على وقف إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة بحلول 20 يناير كانون الثاني، وفي المقابل يبدأ تخفيف بعض العقوبات المفروضة بسبب البرنامج النووي الذي تشك دول غربية في إنه يهدف إلى تصنيع أسلحة وهو ما تنفيه إيران.

وفي المدى القصير ستقتصر فرص المشاريع على قطاعات مثل الغذاء والسلع الاستهلاكية والدواء والسيارات والبتروكيماويات. وبموجب الاتفاق المرحلي تستطيع إيران إنفاق 4.2 مليار دولار من الأموال التي سيفك تجميدها لستة أشهر لكن معظم العقوبات ستستمر لحين التوصل إلى اتفاق طويل المدى.

لكن الإمكانيات في سوق حجمها 76 مليون نسمة في بلد يملك بعض أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم ستستقطب الشركات الأجنبية الباحثة عن فرص للمدى الطويل، وتقول إيران إنها تريد عودة سبع شركات طاقة هي شل وتوتال وايني وأو.ام.في وشتات أويل من أوروبا وإكسون موبيل وكونوكو فيليبس الأمريكيتان.

وشاركت رينو وبيجو الفرنستيان في مؤتمر لصناعة السيارات في إيران في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وقد ينطوي أسطول الطائرات الإيراني العتيق على فرص لبوينج وايرباص، وقال بيجان خاجه بور وهو مستشار أعمال إيراني مقيم في فيينا إن هناك بوادر "حمى الذهب" في طهران حيث تهرع روسيا والصين إلى محاولة إبرام اتفاقات لمقايضة النفط قبل وصول الشركات الغربية بالتكنولوجيا التي تتوق لها إيران. وقال خاجه بور العضو المنتدب لشركة عطيه انترناشونال "نتلقى استفسارات من عدد كبير من الزبائن القدامى وبعض العملاء الجدد".

وقال مسؤول كبير لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "الشركات الأمريكية تواقة إلى دخول السوق الإيرانية .. من مصنعي السيارات إلى مصنعي الطائرات .. يمهدون الأرض لحين رفع العقوبات"، وقال خاجه بور إن من أبرز القطاعات الواعدة في المدى القصير السيارات والصناعات الدوائية والغذاء والسلع الاستهلاكية وفي المدى الطويل إنتاج النفط والغاز والتكنولوجيا والطائرات.

وقالت متحدثة باسم فندق هوما في طهران - وهو مركز للأعمال التجارية الدولية - إن عدد النزلاء الأوروبيين زاد 30 بالمئة عنه قبل عام. لكن لا الفندق ممتلئ بالنزلاء ولا الرحلات المتجهة إلى العاصمة بالركاب.

وبحسب مهرداد جلالي بور مدير مؤسسة تطوير التجارة الإيرانية قامت وفود تجارية من تركيا وجورجيا وأيرلندا وتونس وقازاخستان والصين وايطاليا والهند والنمسا والسويد بزيارة إيران منذ أوائل ديسمبر كانون الأول.

وتوجه مشرعون بريطانيون إلى هناك هذا الشهر ويقوم وفد من رجال الصناعة الفرنسيين بزيارة طهران بين الثاني والخامس من فبراير شباط، وقد يقدم قطاع السيارات نصرا سريعا، وإيران من أكبر عشر أسواق في العالم بطلب بلغ 1.5 مليون سيارة سنويا في 2011 قبل تشديد العقوبات، وقال مسؤول تنفيذي بقطاع السيارات في المنطقة إن الطلب تراجع إلى حوالي 800 ألف لكن يمكن أن يرتفع سريعا.

وكانت رينو وبيجو ونيسان وسوزوكي وكيا ومازدا تقوم في مرحلة سابقة بتزويد شركاء إيرانيين بالمكونات ليتولوا تجميعها محليا، والآن تسد الشركات الصينية تلك الفجوة جزئيا لترفع بحسب المسؤول التنفيذي حصتها في السوق من واحد بالمئة إلى ما بين خمسة وستة بالمئة.

وقال خاجه بور إن شركات الطيران الإيرانية بحاجة إلى ما يقدر بنحو 400 طائرة جديدة. وتستطيع الشركات حاليا شراء المكونات فقط لكن بوينج وايرباص ستستفيدان فور رفع العقوبات بشكل كامل.

وزار ديفيد كوين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية أوروبا لمناقشة استمرار العمل بالعقوبات التي تحول دون استخدام إيران لنظام المدفوعات العالمي، وقال مسؤول أمريكي كبير إن كوين بعث برسالة صارمة. وأبلغ الصحفيين "إيران ليست مفتوحة للشركات .. هناك مجالات معينة مفتوحة لكنها محدودة"، وقال "الرسالة الموجهة إلى قطاع الأعمال هي أنهم إذا كانوا يعتقدون أننا رفعنا العقوبات فهذا سوء فهم. العقوبات قائمة". بحسب رويترز.

وقال مسؤول أمريكي إن الأموال الإيرانية البالغة 4.2 مليار دولار التي تقرر فك تجميدها بموجب الاتفاق المرحلي ليست سوى جزء ضئيل من إجمالي الأصول الأجنبية المجمدة لها في أنحاء العالم والتي قدرها المسؤول بنحو 100 مليار دولار.

ويقول محللون سياسيون إيرانيون إن روحاني بحاجة إلى التعجيل ببث "شعور بالارتياح" من تخفيف العقوبات لحشد دعم الرأي العام ومؤسسة الحكم لتسوية نووية.

أحد الرابحين المحتملين هي إمارة دبي وهي منفذ تجاري قديم لإيران لكنه حكومتها امتثلت بتردد للعقوبات الأمر الذي أثار استياء طبقة التجار ذات النفوذ.

وقال جيم كرين الباحث بمعد بيكر التابع لجامعة رايس في هيوستون بولاية تكساس الأمريكية "التخفيف الجزئي للعقوبات المفروضة على إيران هدية من السماء لدبي .. أكثر من عشرة آلاف شركة مرتبطة بإيران تعمل في دبي معظمها في إعادة تصدير السلع والتكنولوجيا التي لا تستطيع إيران الحصول عليها من طريق آخر".

أحد هؤلاء ويدعى محمد (53 عاما) يستورد البضائع من أوروبا والشرق الأوسط مستفيدا من الجنسية الألمانية التي يحملها بينما يعاني زملاؤه ممن لا يملكون جوازات سفر أجنبية. وأبلغ رويترز "بعد شهرين من انتخاب روحاني لاحظت أن الشركات التي كنت أتعامل معها تفضل الانتظار لمعرفة ما سيحدث على أمل أن تعمل مباشرة مع الحكومة"، وقال "رجل أعمال ألماني كنت أشتري منه آلات مستعملة لصناعة المنسوجات أخبرني صراحة أنه خاطب السفارة (الإيرانية) بشأن زيارة طهران وأنه يفضل أن يبيع الآلات إلى الحكومة مباشرة .. هذا الاتفاق دمر مركزي وعملي. لم يعد أي من الطرفين بحاجة إلى".

جذب شركات النفط العملاقة

الى ذلك ذكرت وسائل الاعلام ان وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانة سيسعى في دافوس الى اقناع الشركات النفطية الغربية العملاقة باستئناف نشاطاتها في ايران بعد الاتفاق النووي في جنيف الذي رفع جزءا من العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

وقال زنقانة كما نقل عنه الموقع الالكتروني للاذاعة والتلفزيون +ايريب+ "حددنا كما هائلا من الاستثمارات والانشطة التقنية لاعادة اطلاق انتاج النفط والغاز (...) وبامكان الشركات الدولية الكبرى ان تلعب دورا".

وقد تراجعت صادرات الخام، الحيوية للاقتصاد الايراني، باكثر من النصف بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضت على طهران لحملها على وقف برنامجها النووي المثير للخلاف. ويتهم الغربيون واسرائيل ايران بالسعي الى امتلاك القنبلة الذرية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، رغم نفي طهران المتكرر.

واضاف الوزير الايراني "اثناء اجتماع صناعة النفط والغاز في دافوس الذي سيشارك فيه الرئيس الايراني (حسن روحاني)، سالتقي وجها لوجه مع كبار مسؤولي الشركات الكبرى لاشرح لهم"، وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي، اشار زنقانة الى عدة شركات نفطية دولية يتفاوض معها لتزيد استثماراتها في ايران.

وقد جمدت ايران قسما من انشطتها النووية لستة اشهر، مقابل تخفيف العقوبات الاوروبية والاميركية، تطبيقا لاتفاق تاريخي مبرم مع القوى الكبرى في تشرين الثاني/نوفمبر في جنيف. والاتفاق يعتبر مرحلة اولى نحو التفاوض على اتفاق شامل.

واكد زنقانة ان "جهود وزارة النفط تتركز على فترة ما بعد العقوبات". وقد بدأت اجهزته بمراجعة طبيعة عقود الشراكة مع الشركات الاجنبية لجذب الاستثمارا، واوضح انه دعي اليه بسبب فضول العالم لرؤية "الوجه الجديد لايران" بعد انتخابه رئيسا في حزيران/يونيو 2013.

وسيشارك اكثر من اربعين رئيس دولة وحكومة اضافة الى 2500 مشارك من 22 الى 25 كانون الثاني/يناير في المنتدى الاقتصادي العالمي بنسخته الرابعة والاربعين الذي سيضم ككل سنة نخبة من السياسيين والاقتصاديين من سائر اصقاع العالم في مدينة دافوس منتجع التزلج الثري الصغير في منطقة الالب السويسرية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/كانون الثاني/2014 - 27/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م