تكنولوجيا المستقبل... خارطة جديدة لحياة بلا حدود

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: التكنولوجيا سمة ميزت العصر الحديث عن سالف العصور التي عاشها الانسان، وحتى وقت قريب، لم تشكل الا نسبة قليلة من الفائدة العملية بالنسبة له، واقتصرت على بعض الاكتشافات والتجارب الأولية لمخترعين خالطهم الخيال والطموح في تحقيق ما يصبون اليه، وربما كان معرفة اغلب تلك الاختراعات يقتصر على الدائرة الضيقة التي تحيط بهم.

لكن المذهل في الامر، ان التكنولوجيا وعصر التقنية يستجيب لمن يبحث عنه، فالسباق التقني والابتكارات التي غزت معظم المجالات الحياتية المعروفة، فتحت أبواب معرفية جديدة، مكنت الانسان من الغاء حدود المستحيل والانطلاق من الممكن في كل شيء يتعلق بها.

ثم انطلق التطور وتوالت النجاحات وحققت البشرية في عقود قليلة ما عجزت عنه لألاف من السنين التي عاشتها حضاراتها السابقة.

وكان للشركات العلمية المتخصصة والدعم الكبير للأبحاث العلمية من قبل الدول والمؤسسات الخاصة ورعاية المخترعين والأموال الكبيرة التي من الممكن ان يحصلوا عليها لقاء ابتكاراتهم الجديدة، كلها عوامل ساهمت بشكل فعال في توسيع حدود التقدم العلمي.

اليوم يعيش الانسان حياة أفضل من سابقه، والفخر يعود في جانب كبير منه الى التكنولوجيا التي يمكن ان يقال عنها انها سهلت حياة الانسان وازالت اغلب العقبات التي كانت تقف امامه.

كما ان الطموح لم يقتصر عند هذا الحد، بل يشير اغلب الخبراء والمختصين ان المراحل القادمة ستكشف عن ثورات تقنية جديدة تغير إدراك الانسان وربما تجعل من الأيام التي يعيشها الانسان حاضراً "محدودة" إذا ما قورنت بالابتكارات القادمة والأفكار الطموحة التي سترسم خارطة جديدة للإنسانية جمعاء.   

البرمجيات تفكر مثل البشر تقريبا

في سياق متصل تؤكد شركة "آي بي ام" ان اجهزة "ذكية أكثر فأكثر" ستساهم في تغيرات رئيسية ومنها قاعات دراسة تتعرف على التلاميذ وحواسيب تحدد تصرفات مستخدميها للكشف عن قراصنة المعلوماتية.

وقالت المجموعة التي تعنى بالمعلوماتية ان التكنولوجيا ستؤثر على حياتنا في السنوات الخمس المقبلة بخمس طرق مختلفة مع "أنظمة ادراكية تسمح للأجهزة بالتعلم والتفكير المنطقي وستكون موصولة الينا بطريقة طبيعية وشخصية أكثر".

واضافت "آي بي ام" انه في وقت باتت فيه البرمجيات "تفكر" مثل البشر تقريبا، فان قوة الحواسيب المرتبطة بالبيانات المخزنة في "الحوسبة السحابية"، ستسمح بابتكارات جديدة في قاعات الصفوف والمتاجر وعيادات الأطباء، وسبق للشركة الاميركية ان صممت حاسوبا ذكيا قادرا على الرد على اسئلة برنامج الالعاب التلفزيوني الاميركي "جابردي".

واكدت "آي بي ام " ان "الحواسيب ستصبح أكثر ذكاء وأكثر احتراما لحاجات كل شخص" وستساعدنا على "معالجة مشاكل كانت تبدو مستعصية بفضل كل المعلومات التي تحيط بنا ومن خلال اقتراح أفضل فكرة علينا".

وستكون قاعات الصفوف مجهزة بأنظمة تسمح بمتابعة التلاميذ وتحليل تقدمهم فضلا عن مساعدة المدرسين على تحديد أفضل تقنيات التعلم، وقال نائب رئيس "آي بي ام" المكلف الابتكارات بيرني مييرسن "قاعة الصف ستحفظ كل تلميذ، ان انجاز هذا الامر بسيط بشكل ملفت". بحسب فرانس برس.

وتتوقع "آي بي ام" ان تتمكن متاجر من دمج انشطتها على الارض وعبر الانترنت بفضل تكنولوجيات قريبة من الذكاء الاصطناعي، اما الاطباء فيمكنهم وضع علاجات مفصلة لكل مريض من خلال الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) على ما اوضح مييرسن، واضاف "لا حاجة الى اخضاع الجسم لوابل من العلاجات من اجل معالجة مرض السرطان، فيمكن التوصل الى علاج مفصل لتحسين الفاعلية في مكافحة الخلايا السرطانية من دون المساس بالخلايا السليمة".

والاجهزة الذكية التي ستستغل البيانات المخزنة في "السحب" ستتحول الى "حراس رقميين" تحمي الافراد من قراصنة المعلوماتية لأنها ستكون قادرة على التعرف على التصرفات غير الاعتيادية للفرد عبر الانترنت.

واوضح مييرسن "الحارس الرقمي سيعرف أنك شخص لا يدخل الى مواقع مقامرة، ولن يكتفي هؤلاء الحراس بوقف التصرف بل سيحققون للكشف عمن يقف وراءه وسينقلون المعلومات الى السلطات"، وتتوقع "آي بي ام" ايضا ان تقيم المدن شبكات اجتماعية عبر الهواتف او الاجهزة الذكية ستسمح لها بتوجيه خدماتها بشكل أفضل وتوثيق العلاقة بين سكانها.

ثورة ثلاثية الابعاد

الى ذلك ومن إعادة تشكيل الجسد وتصنيع السيارات إلى استنساخ تحف فنية، قد تحدث التكنولوجيات الثلاثية الأبعاد ثورة شبيهة بتلك الناجمة عن شبكة الانترنت، مع شعار مفاده "مثلما بدلت الانترنت معالم العالم في التسعينيات، يستعد العالم اليوم لتغير جديد"، عقد معرض "3دي برينتشوو" فعالياته في باريس مقدما أحدث التطورات في مجال التكنولوجيات الثلاثية الأبعاد، وهذه التقنية المبتكرة قبل ثلاثة عقود باتت اليوم متوفرة للمستهلكين.

وراحت المطبوعات الثلاثية الابعاد تحدث ثورة في مجال تصنيع بعض القطع، مختصرة العملية الطويلة التي تبدأ برسم القطعة لتنتهي بتصميمها.

وهي تستخدم اليوم على نطاق واسع، من الاستوديوهات الهوليوودية إلى المختبرات، مرورا بالمتاحف ومجال تصميم الأزياء، ويهيمن على هذا المجال العملاقان الأميركيان "ستراتاسيس" و"3دي سيستمز"، لكن هذا القطاع بدأ يزدهر أيضا في ألمانيا، لا سيما فيما يخص القطع المعدنية، وشرح ماتيو شاروا وهو مصمم رقمي يعمل في باريس أن "الميزة الأكبر للتكنولوجيات الثلاثية الابعاد هي أنها تسمح بتكييف التصاميم بحسب الطلبات".

فقد أرسل له أحد الزبائن صورة عن ابنه قام بتحويلها إلى نسخة ثلاثية الأبعاد، وطلب منه زبون آخر أن يصمم له غطاء لهاتفه الخلوي، في حين طلب زبون ثالث نسخة طبق الأصل من مسكة باب لم تعد متوفرة في المتاجر، ويقوم كوسمو فينمان الشغوف بالفنون بتصوير تحف فنية معروضة في المتاحف، وبات هذا التمثال النصفي الروماني المنسوخ في متناول جميع محبي الفنون، أما شركة "كوود" التي تتخذ في بريطانيا مقرا لها، فهي تقدم خدمة تصوير الاشياء واستنساخها بغض النظر عن حجمها.

ولا داعي إلى أن يلجأ الحبيب إلى خدمات نحات في حال كان يريد صنع تمثال لحبيبته، "فالأمر يستغرق ثلاث دقائق للتصوير وساعتين لتسجيل المعطيات وما بين 4 و8 ساعات لصنع التماثيل من السيراميك أو البلاستيك"، بحسب آين جاكسن المهندس لدى "كوود" الذي شرح أن العملية تكلف برمتها 220 جنيه استرليني (حوالي 260 يورو).

وهذا التمثال الثلاثي الأبعاد يساعد خياطكم مثلا على تصميم الازياء على قياسكم من دون الحاجة إلى قصد مشغله، وقد قام مصممو أزياء بتقديم عرض للأزياء التي تطغى عليها الأشكال الهندسية والتصاميم النباتية، واعتبر ماتيو شاروا أن "هذه التقنية تحدد مواصفاتها الجمالية الخاصة، تماما كما فعل فن التصوير قبل أكثر من قرن".

وتعد سيارة "اوربي" الأيروديناميكية التي تصنعها شركة "كور إكولوجيك" بالتقنية الثلاثية الابعاد أكثر مراعاة للبيئة من السيارات التي تصنعها المجموعات التقليدية.

وتستخدم أيضا هذه التقنية في الهندسة الداخلية، فتعرض مثلا شركة "لابيتا آمبريمي" لفرانسوا برومان غرف نوم صممت بالكامل بالتكنولوجيات الثلاثية الابعاد.

وختم ماتيو شاروا قائلا إن "أسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق عن قدرات الآلات وقدرات العمال، فما الحاجة إلى الاستنساخ بواسطة التقنيات الجديدة ما في وسع الإنسان نسخه؟".

إلكترونيات ذكية

فيما يمكن التحكم في الأجهزة المنزلية من خارج المنزل من خلال تطبيق على ساعة سامسونج الإليكترونية أعلنت شركة سامسونغ الكورية الجنوبية للإلكترونيات عن إطلاق خدمة البيت الذكي "سمارت هوم"، وتعمل على ربط كافة الأجهزة الكهربائية والالكترونية والتطبيقات في المنزل والتحكم فيها من خلال نظام واحد.

وعلى سبيل المثال تقول الشركة إن الخدمة الجديدة ستمكن المستخدم من إطفاء أنوار المنزل وإغلاق أجهزة التلفزيون وغيرها من الأجهزة المنزلية بمجرد النطق بعبارة "سوف أخرج الآن" وذلك عبر تطبيق جديد أضيف للساعة الذكية التي تنتجها الشركة، وحتى الآن لا زالت هذه الخدمة قاصرة على منتجات سامسونغ ولكن الشركة أوضحت أنها خططت لتوسيع الخدمة لتشمل منتجات تنتجها شركات أخرى، ومع ذلك، شكك خبراء في إمكانية إقبال شركات أخرى على تلك الخدمة ودعمها معللين ذلك بأن سامسونغ منافس شرس ويمتلك الخدمة كاملةً.

وفي إطار المنافسة، من المقرر أن تكشف شركات أخرى خلال المعرض عن خططها لتقديم منتجات لمنافسة سامسونغ ومن بينها شركة اركوس الفرنسية التي ستعرض جهاز كمبيوتر لوحي، يعمل بنظام التشغيل اندرويد، يُمكن من خلاله الربط بين الأجهزة الموجودة في المنزل والتحكم فيها مع إمكانية الدخول على البيانات والمعلومات المخزنة داخلها.

أما شركة إل جي فتقدم نظام "هوم تشات" المعلن عنه منذ العام الماضي والذي يسمح بالتحكم في الأجهزة الموجودة في المنزل عن بعد من خلال رسائل نصية قصيرة يرسلها المستخدم إلى تلك الأجهزة.

وقالت سامسونغ إنها سوف توفر في منتجها الجديد ثلاث خصائص، الأول هو جهاز للتحكم في الأجهزة المنزلية مثل تكييف الهواء عبر تطبيق الكتروني يمكن استخدامه من داخل المنزل أو خارجه مجهز بخاصية الأوامر الصوتية، حيث يمكن استخدامه من خلال النطق ببعض العبارات، وهي الإمكانية التي زُودت بها أجهزة التحكم عن بعد في التليفزيونات الحديثة.

والخاصية الثانية هي امكانية استخدام الكاميرات المدمجة في الأجهزة المختلفة مثل التلفزيونات، والتي يمكن استغلالها عبر التطبيق الجديد من سامسونغ للحصول على تصوير حي لما يحدث داخل المنزل يُبث عبر الهاتف الذكي للمستخدم، وذلك لمراقبة المنزل أثناء التواجد بالخارج، ومن الممكن ألا تلقى الخدمة الجديدة رواجًا إذا لم تقبل عليها الشركات المنافسة لسامسونج.

أما الخاصية الثالثة فهي خدمة العملاء، حيث ترسل خدمة "سمارت هوم" من سامسونغ تحذيرات للمستخدم إذا ما احتاج أي جهاز منزلي إلى إصلاح أو تنظيف أحد أجزائه، فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يخبرك التطبيق بأن مصباح الثلاجة قد تلف، أو أن فلتر غسالة الملابس قد تعرض للانسداد.

ويمكن تشغيل تطبيق سامسونغ الجديد على بعض التليفزيونات والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، وساعة غلاكسي من سامسونغ، ويعمل التطبيق عن طريق إرسال رسالة إلى جهاز كمبيوتر رئيسي ينقلها بدوره إلى مجموعة أجهزة أخرى مثل أجهزة التكييف، والثلاجات، والغسالات، والمكانس الكهربائية، وأجهزة الروبوت، والمصابيح الحديثة، والكاميرات الرقمية، وباقي الأجهزة المتصلة بالإنترنت.

وأضافت الشركة أنها بصدد التوسع في المنصة الالكترونية الخاصة بهذا التطبيق لتدعم التحكم في أجهزة الرعاية الطبية وأقفال الأبواب وبعض النظم البيئية في المنازل في وقتٍ لاحقٍ، كما تخطط سامسونغ لإطلاق بروتوكول البرمجيات الخاصة بخدمة سمارت هوم لتمكين الشركات الأخرى من دعم منتجاتها بنفس الخدمة.

ويشكك الخبراء في إمكانية تحقيق أهداف الشركة في استخدام الخدمة في أجهزة من إنتاج شركات أخرى، وهو ما قد يقف حائلًا أمام نجاح التكنولوجيا الحديثة.

فعدم إقبال الشركات المنافسة على استخدام التطبيق الجديد من سامسونغ سوف يؤدي إلى اقتصاره على التحكم في الأجهزة المنزلية من إنتاج سامسونغ فقط، وهو ما قد يعيق ازدهار الخدمة الجديدة لأنه من المعروف أن المستهلك قد يُقدم على شراء تلفزيون من سامسونغ، إلا أنه من الصعب أن يشتري غسالة أو ثلاجة من إنتاج عملاق تكنولوجيا الاتصالات.

روبوتات متطورة

من جهتهم كشف علماء في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا عن روبوت جديد على شكل مكعب يمكنه القفز والتقلب ويؤلف مع أقرانه أشكالا مختلفة، وليس للروبوت الجديد الذي أطلق عليه اسم "مكعبات إم" أي أجزاء خارجية ولكن بإمكانه التحرك باستخدام آلية "دولاب الموازنة"، وهي أداة دوارة تستخدم لتخزين طاقة الدوران، وتتمكن الروبوتات من هذا النوع من الالتصاق ببعضها من خلال الطاقة المغناطيسية.

وتطلع العلماء لإنتاج أنواع جديدة من الروبوتات المصنوعة من أجزاء تستطيع أن تتجمع ذاتيا في أشكال مختلفة مثل الرجال الآليين الذين ظهروا في سلسلة أفلام "تيرمينيتور".

وفي عالم الواقع، سعى الباحثون في قسم علوم الحاسب بمعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا ومختبر الذكاء الصناعي إلى التفكير في إنشاء جيوش من المكعبات التي يمكن استخدامها لإجراء الإصلاحات المؤقتة في الجسور أو المباني، أو صناعة سقالات يمكنها أن تنصب ويعاد تشكيلها ذاتيا.

وتتميز الروبوتات المؤلفة من وحدات صغيرة في كونها قادرة على التكيف مع أي تضاريس والتصدي لأي مهمة تطلب منها، ويتم التحكم حاليا في "مكعبات إم" من جانب تعليمات حاسوبية ترسل عبر موجات لاسلكية.

ويقول جون رومانيشين أحد قادة فريق البحث في مختبر الذكاء الصناعي "نريد المئات من هذه المكعبات أن تكون منتشرة بشكل عشوائي في أرض غرفة ما فتصبح قادرة على التعرف على بعضها وتتجمع وتتحول دون تدخل إلى كرسي أو سلم أو مكتب كما يطلب منها".

ويتم التحكم حاليا في "مكعبات إم" من جانب تعليمات حاسوبية ترسل عبر موجات لاسلكية ولكن في المستقبل يأمل الباحثون أن يتم تحميل صيغ معينة داخل هذه المكعبات بحيث يمكن أن تكون مستقلة تماما وقادرة على التكيف مع بيئات مختلفة.

ويأمل العلماء أيضا في تزويد هذه المكعبات بأجهزة استشعار وكاميرات تمكنها من التعرف على بيئتها وتحديد كيفية إنجاز مهمة معينة في حالات القتال أو الطوارئ.

وفي السياق ذاته يقدم المعرض الدولي للرجال الآليين في طوكيو روبوتات حديثة طورها اليابانيون يمكنها أن تعمل ضمن فرق العمال في المصانع، وتساعد في تدبير المنزل وشؤون المطبخ والتسوق.

ويمكن لهذه الروبوتات ان تنفذ مهمات قد يعجز عنها البشر، اذ يمكن مثلا ان يلتقط الرجل الالي بسرعة شديدة قطع دومينو متناثرة على سجادة متحركة وان ينظمها في مجموعات سداسية، ثم يقوم الرجل الآلي الثاني بجمعها ووضعها في علبة في لمح البصر، ولا يتصور ان يتمكن رجلان من تنفيذ الامر نفسه بهذه السرعة والدقة.

وهناك ايضا ربوتوات كبيرة، تجتمع في فرق من ستة رجال أليين، تؤدي مهمات دقيقة في تصنيع السيارات. بحسب فرانس برس.

ويقول اوسامو كومياجي ممثل مجموعة ياسكاوا لصناعة الروبوتات "في الآونة الاخيرة اصبحت هذه الروبوتات الصناعية قادرة على تنفيذ مهمات جماعية، على غرار ما يفعله العمال في المصانع".

ويضيف "هناك شرطان كي يتمكن الرجال الآليون من العمل معا: ان يكون الواحد قريبا من الآخر، وان يكون لكل منها المجال في التحرك دون الاصطدام بالآخر".

وبات بإمكان التقنيات الحديثة ان تصنع روبوتات قادرة على التكيف مع الظروف المحيطة بها، والتفاعل مع المكان لإتمام مهماتها، وذلك بفضل "اجهزة استشعار متعددة" تزود بها، من بينها كاميرات، ويوضح كومياجي ان "الحاسوب الذي يزود به الروبوت، أسرع من عقل الانسان في حساب المسافات والابعاد، ما يجعله أكثر يقظة في تجنب الاصطدام".

وعلى ذلك، فان الرجل الالي اليوم لم يعد مضطرا لوقف كل عملياته كلما رصد احدا قريبا منه او رجلا آليا آخر في نطاقه، بل أصبح قادرا على التعامل معه والعمل معا دون ان يزعج أحدهما الآخر، في مجال التدبير المنزلي، أصبح هناك الكثير من طرازات الروبوتات القادرة على الاستجابة لأوامر صوتية مثل "أطفئ التلفزيون"، او التذكير بمواعيد تناول الادوية.

ويشبه الروبوت "مياموري" الذي تنتجه مجموعة "في آر تي سي" مصباحا ضوئيا، لكنه في حقيقة الامر قادر على القيام بعملية مراقبة لكل أرجاء المنزل، أو مركز العناية حيث يوضع ليعمل، ويمكنه ان يعطي انذارا في حال وجود ما يحتاج الى التنبه، اما روبوت "فوجي" فهو يساعد الاشخاص المعوقين على النهوض من الفراش او الكرسي.

وتتجه الشركات اليابانية ايضا الى تصميم روبوتات لمساعدة الاشخاص المسنين على التنقل داخل منازلهم او خارجها، مثل مجموعة فوناي التي صممت روبوتا يشرف على تنقلات الكبار في السن مانعا اياهم من السقوط مثلا، ويمكن تحديد مكان وجوده عبر الانترنت.

وصممت مجموعة دوغ روبوتات صغيرة على شكل سلال ذات دواليب، لا تبتعد عن صاحبها وهي عملية في التسوق، وعند العودة الى المنزل يمكن الاستعانة بالذراع الروبوتية لوضع كل شيء في مكانه، وللتخلص من القشور والمهملات التي توضع في روبوت يأتي بنفسه لجمع القمامة.

مشاريع العام الجديد

من جانب اخر يبدو أن العام الجديد 2014 هو عام المستقبل بامتياز، إذ يحمل الكثير من الابتكار، ومشاريع تكنولوجية بعضها ما زال في مهده، وبعضها الآخر من المتوقع أن نراه في الأسواق في بداية العام الجديد.

ونقدم إليكم أفضل المشاريع العلمية الجديدة والمبتكرة، والتي من المتوقع أن تحصل قريبا على التمويل أو تم تمويلها مؤخرا. بحسب سي ان ان.

1.  لوحة "بيغ" التنظيمية: وتعتبر "بيغ" لوحة مثقبة مصنوعة من مادة الألمنيوم، التي يمكن أن تحمل أي شيء تريده، وتأتي اللوحة مع أوتاد الصغيرة، يمكن التحكم بها، ووضعها على متن الوتد لحمل الأمتعة، مثل الهاتف الذكي، والمفاتيح، والمجوهرات، ويمكن أيضا أن تكون بمثابة منضدة لأجهزة الهاتف المحمول.

2. العجلة الذكية "فلاي كلاي": ويمكن تثبيت العجلة الذكية على الدراجة الخاصة بك واستخدام الدراجة بلا أي جهد، وتبدأ العجلة الذكية بالعمل لدى تحريك الرجلين، ويمكن التحكم بسرعتها، التي تصل إلى 20 ميلا في الساعة، ويمكن أيضا قفل العجلة من التطبيق، واقتفاء أثر الدراجة إذا كان تعرضت إلى السرقة، وتبلغ كلفتها 590 دولار.

3. منصة للهاتف والشاشة اللوحية "ميستاند": وتتمتع المنصة المصنوعة من الألمنيوم، بالدوران ثلاثي الأبعاد، والذي يسمح بالتحكم بالشاشة اللوحية أو الهاتف المحمول بطريقة مرنة، وتتضمن أوتاد شفط صغيرة التي تربط بسهولة إلى الجهاز اللوحي، وتعتبر مثالية للتصفح، وممارسة الألعاب الإلكترونية.

4. كرة النينجا "نينجا سفير": وتسمح "نينجا سفير" بالسيطرة على البيئة الخاصة بك واقتفاء أثر الأشياء في حياتك، ويمكن توصيلها بالأجهزة وتتبع الحيوانات الأليفة، فضلاً عن مراقبة درجة الحرارة والإضاءة والطاقة وإطفاء الأجهزة عندما لا تكون قيد الاستعمال.

5.  لوحة اللمس التفاعلية "تاتش بورد": وتعتبر لوحة اللمس التفاعلية هي مركز التحكم لجعل أي شيء تفاعلي وذات استجابة، وتتمتع اللوحة باستشعار اللمس والاستشعار عن بعد، وتعمل على المواد التوصيلية، كذلك، تتمتع بجهاز "ميدي" وبطاقة "مايكرو أس دي" حتى تتمكن من تغيير الأصوات بحسب الحاجة.

6. "ماكاو" آداه تصميم بصرية للمواقع الإلكترونية: قد لا تحتاج إلى معرفة رمز لبناء موقع إلكتروني، إذ أن "ماكاو" هي تطبيق تصميم بصري على شبكة الانترنت الذي يتيح إليك وضع الرموز، بلا كتابة التعليمات البرمجية، ويتمتع التطبيق بمحرر الصور ومحرك التصميم الذي يتيح رسم تخطيط الموقع الإلكتروني.

7. الصمامات الكهربائية "تطبيق السيارة فيوز": وتسمح إليك الصمامات الكهربائية بالاتصال بالبيانات داخل سيارتك، ويربط جهاز صغير بمنفذ سيارتك ويتزامن مع التطبيق والذي يمنحك كل البيانات في سيارتك، مثل الموقع ومستوى الوقود، ومن خلال هذه المعلومات، يمكن تتبع الرحلات الخاصة بك والتكاليف، ويمكن أن يتتبع التطبيق أيضا استخدام الوقود الخاص بك، ويتيح إليك معرفة حاجة سيارتك إلى الصيانة.

8. "ميكرون" جهاز فاصل للوقت: ميكرون يجعل من فصل الوقت سهل على مستوى المهارة، ويمكن وضع الجهاز في الكاميرا والتطبيق الأصلي، وبمجرد وصل الجهاز إلى الكاميرا، يمكنك برمجة فصل الوقت، باستخدام التطبيق.

9. جهاز محمول للتحكم الألعاب: إذا كنت متعطشا للألعاب، فإن وحدة التحكم بالألعاب المحمولة قد تأتي في متناول اليدين، ويبلغ حجم الجهاز الهاتف الذكي، مع وحدة تحكم صغيرة بما يكفي لتتناسب في جيبك، ويمكن ربط وحدة التحكم بعدد من أجهزة "بلوتوث" بما في ذلك الهواتف الذكية، وأقراص وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

10. الساعة الذكية "نبتون باي": ويدعي "نبتون باين" أنه جهاز مستقل بحيث أن الساعة الذكية هي كل ما يحتاجه الأشخاص، بلا أي ربط بالهاتف الذكي، ويمكن إجراء المكالمات الهاتفية ودردشة الفيديو، والتقاط الصور، واستخدام المدمج في نظام تحديد المواقع، وإرسال الرسائل النصية عن طريق لوحة مفاتيح كاملة، ويمكنك حتى تصفح مواقع الإنترنت عبر الجيل الثالث "3G" وخدمة "WiFi".

11. مكتب كمبيوتر محمول "سلايت": ويعتبر وسيلة مريحة لاستخدام الكمبيوتر المحمول في كل الأماكن، ويتكون المكتب المحمول من خيزران خفيف الوزن، وصديق للبيئة، ويتضمن فتحات للتهوية، ما يشكل حلاً سهلاً لهذه المشكلة القديمة لتفادي الحرارة من الكمبيوتر المحمول.

10. الشريط المغناطيسي "دارستريب": ويعتبر الشريط مغناطيسي من جانب واحد ولزج من جهة أخرى، ويمكن انتزاع الطول المطلوب من الشريط المغناطيسي وإلصاقه على أي مادة.

13. التصميم الغرافيكي "إنفوأكتيف": ويستخدم الاشخاص بشكل متزايد التصميم الغرافيكي لرواية القصص، إذ أنه من المهم عرض المعلومات بدقة وأسلوب مفيد، ويستخدم التطبيق على شبكة الإنترنت، ما يسمح لأي شخص ببناء التصميم الغرافيكي بأسلوب تفاعلي وديناميكي وذات استجابة، من دون أي معرفة مسبقة.

14. "بايثون كوردز" شاحن حماية "ماك بوك": إذا كنت تعباً من دفع ثمن الشاحن الثالث لـ"ماك بوك" الخاص بك، ربما حان الوقت للاستثمار في "بايثون كورد"، وصنعت الأداة الصغيرة من مادة "السيليكون" حيث تثبت إلى الشاحن وتساهم بتوزيع الضغط على كتلة أكبر، ما يقلل من خطر انقطاع سلك الشاحن الخاص بك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/كانون الثاني/2014 - 19/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م