كربلاء تحتضن أهالي الفلوجة

علي فاهم

 

استقبلت مدينة كربلاء المقدسة في مدينة الزائرين وبعض دور المواطنين من أبناء المدينة عددا كبيرا من العوائل المنكوبة التي جاءت نازحة من مدينة الفلوجة هرباً من الإقتتال الدائر في محيط مدينتهم بين الجيش العراقي والعشائر العراقية من جهة وعصابات ما يسمى بداعش وبعض الفصائل المسلحة من بقايا التنظيمات الارهابية التي أنضوت تحت مظلة ما يسمى المقاومة الشريفة والتي غيرت بوصلتها باتجاه الارهاب الطائفي ضد المكون الشيعي يساندهم إفرازات ساحات الاعتصام الذين تم تجنيدهم وتدريبهم وتسويقهم من قبل العصابات التكفيرية وخلف كل هؤلاء ساتر سياسي يتخبط في البحث عن مصالحه ومكتسباته أينما تكون بغض النظر عن الوسائل والنتائج من جهة أخرى.

ليس مستغرباً أن تحتضن كربلاء الحسين (عليه السلام) اخوتهم من أبناء مدينة الفلوجة والرمادي وفي نفس الأيام تزف كوكبة من شبابها شهداء على مذبح الطائفية لا ذنب لهم الا انهم يبحثون عن لقمة عيش شريفة ويحمون أخوتهم في كل مناطق العراق من شر الإرهاب فعادوا الى أهلهم أشلاء متناثرة.

 ورغم اقتران أسماء الفلوجة والرمادي بذكريات مريرة في ذاكرة أبناء كربلاء ابتداءً من أحداث الانتفاضة الشعبانية مروراً بمذبحة الحجاج وليست أحداث النخيب الآمها ببعيدة عنا، الا انك لا تجد قلباً لكربلائيٍ يحمل ضغناً أو حقداً أو كرهاً لأخيه المسلم في الرمادي أو الفلوجة أو في أي مدينة أو طائفة أخرى بل تجد أبناء كربلاء يتنافسون في احتضان هذه العوائل ويتسابقون لخدمتهم وتقديم لهم ما يحتاجونه ويعتبرون أنفسهم مقصرين بخدمتهم مهما قدموا لهم.

 كيف لا وهم تخرجوا من مدرسة الامام الحسين (عليه السلام) الذي سقى خيل الكتيبة التي جعجعت به وبأهله من الماء الذي يبقيه حياً كيف لا وهم يحملون رحمة (الحسين) الذي بكى على أعدائه لأنهم سيدخلون النار بسبب قتله، ليس مستغرباً على من يعرف شيعة (علي) وما يحملون من قلوب نَقعت بحُبِ أهل البيت فتسامت عن الآثام والأحقاد.

 وليس غريباً أن لا تجد لهذه المبادرة مساحة تستحقها في فضائيات الفتنة التي تسوّق ما يحدث في محافظة الانبار على أنه حرب طائفية ضد أبناء السنة، لأن هذا الاحتضان الأخوي يهدم مشروعهم الطائفي المقيت ويقوض أركان خططهم في تمزيق العراق والانسياق في مشروع بايدن التجزيئي ومشروع كوندليزا رايس في شرق أوسط جديد الذي يريد تفتيت المنطقة لدويلات طائفية متناحرة ولتصبح إسرائيل هي الدولة الأعظم والأكثر امنا ويذهب غيرها الى الجحيم، عندما تناولت قناة الـ (BBC) هذا الموضوع أنهت برنامجها بتعليقين لمشاركين على صفحتها على الفيس بوك قرأهما مقدم البرنامج حيث قال: كتب حسين علي من كربلاء (أهالي الفلوجة نحملهم على رؤوسنا في كربلاء) وقال عمر الدليمي من الانبار: (سنقطع رؤوس مليشيات المالكي في الانبار) !! ودمتم سالمين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/كانون الثاني/2014 - 16/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م