مضى النور وجاء الظلام...!!

(1)

هلال آل فخرالدين

 

تعدد مواطن وصايا تأكيد النبي(ص) بلزوم الكتاب والعترة

 أخرج مسلم في صحيحه 7-122بإسناده عن زيد بن أرقم قال: (قام رسول الله (ص) وسلّم ـ يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خماً بين مكّة والمدينة، فمحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد ألا يا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أنْ يأتي رسول ربي فاُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهُدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي).

أخرج أحمد في مسنده 5-181 بإسناده عن زيد بن ثابت قال: (قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السّماء والأرض، أو ما بين السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.)

أخرج الترمذي في صحيحه 5-621بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله (ص)في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: (يا أيّها الناس، قد تركت فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

 جاء في الدر المنثور للسيوطي 2-60أخرج ابن سعد وأحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص)أيها الناس:(إني تارك فيكم ما إنْ أخذتم به لنْ تضلّوا بعدي، أمر بيّن، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لنْ يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض).

أخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك 3-110عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: (نزل رسول الله (ص)بين مكّة والمدينة عند شجرات خمس ودوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله (ص)عشية فصلّى ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أنْ يقول، ثم قال: أيّها الناس إني تارك فيكم أمرين لنْ تضلّوا إنْ اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي، ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ـ ثلاث مرات ـ قالوا: نعم: من كنت مولاه فعلي مولاه)

أخرج الحاكم في المستدرك 3-533عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع رسول الله (ص)، حتى انتهينا إلى غدير خم، فأمر بدوح فكسح في يومٍ ما أتى علينا يوم كان أشدّ حراً منه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيّها الناس: إنّه لم يبعث نبي قط إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله. وإنّي أوشك أنْ أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده: كتاب الله عزّوجل. ثم قام فأخذ بيد علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم: قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح

أخرج الطبراني في المعجم الكبير 5-186-187بإسناده عن زيد بن أرقم قال: (نزل النبي (ص) يوم الجحفة، ثم أقبل على الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني لا أجد لنبي إلاّ نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن ادعى فأجيب، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نصحت. قال: أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق، وأن البعث بعد الموت حق؟ قالوا: نشهد، قال: فرفع يديه فوضعهما على صدره، ثم قال: وأنا أشهد معكم. ثم قال: ألا تسمعون ! قالوا: نعم. قال: فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون عليَّ الحوض، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تحلفوني في الثقلين:

فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟

قال: كتاب الله، طرف بيد عزّوجل، وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلّوا، والآخر: عترتي. وإنّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض. وسألت ذلك لهما ربي. فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم. ثم أخذ بيد علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

النبي قاتل على التنزيل وعلي على التأويل

 اخرج ابن ابي شيبة (كما في الصواعق) عن عبد الرحمان بن عوف قال: لمّا فتح رسول الله (ص)مكة انصرف إلى الطائف، فحصرها سبع عشرة ليلة أو تسع عشرة ليلة، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال(: أوصيكم بعترتي خيراً وإنّ موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمنَّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة أو لأبعثنَّ إليكم رجلاً مني أو كنفسي يضرب أعنافكم. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه ثم قال: هو هذا.)

روى ابن سعد بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص):(إني أوشك أن أدعى فأجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و إن اللطيف الخبير أخبرني إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.) وفي رواية اخرى قال (ص):(يا أيها الناس إني فرطكم و أنتم واردون علي الحوض ألا وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني و سألت ربي ذلك فأعطانيه ألا وإني قد تركتهما فيكم: كتاب الله و عترتي أهل بيتي ولا تسبقوهم فتفرقوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم أيها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار ألا و إن علي بن أبي طالب أخي و وصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله): و كان (ص)يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام و نحوه انظر مصادر السلف

تأكيد ابن حجر لطرق كثيرة للحديث وفي مواضع متعددة

قال ابن حجر الهيتمي المكي في الصّواعق المحرقة:89-90 (ثم اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرةً وردت عن نيف وعشرين صحابياً، ومرّ له طرق مبسوطةُ في حادي عشر الشّبه، وفي بعض تلك الطّرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى: أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي اُخرى: أنه قال ذلك بغدير خم، وفي آخر أنه قال لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف كما مر.

أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها، اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.

وصايا رسول الله (ص) قبل رحيله اواخر ما اوصى به النبي (ص)امته

ولما علم النبي (ص)بدنو أجله جعل يحذر امته الفتنة من بعده والخلاف عليه مقاما بعد مقام و يؤكد وصاتهم بالتمسك بالقران وعترته و الاجتماع عليها والاخذ بهما وعدم التفريط بهما و يحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم و النصرة والاعتصام بهم في الدين و يزجرهم عن الاختلاف و الارتداد و كان فيما ذكره من ذلك ما تواترت به الاخبار وطفحت به الروايات

وفي رواية ـ عند الطبراني ـ عن ابن عمر: إنّ آخر ما تكلّم به النبي(ص): أُخلفوني في أهل بيتي.

وقال العّلامة الأزهري في تهذيب اللغة 9|78: (روي عن النبي (ص)أنه قال في مرضه الذي مات فيه:(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.)

ورواه ابن حجر المكي عن أم سلمة في مرضه قالت ـ وقد امتلأت الحجرة بأصحابه: 89.

وأما حديث أنّه قاله في مرضه وقد امتلأت الحجرة، فقد أخرجه الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة: (ان النبي (ص) قال في مرض موته: (أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً، فينطلق بي، وقد قدّمت إليكم القول معذرةً إليكم، ألا إني مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله عزّوجل وعترتي. ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما)

وفي أخرى ـ عند الطبراني وأبي الشيخ ـ: إنّ لله عزّوجل ثلاث حرمات فمن حفظهنّ حفظ الله دينه ودنياه، ومن لم يحفظهنّ لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته. قلت: ما هنّ؟ قال: حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي.

مضى صاحب الدين وجاء اصحاب الدنيا

الانقلاب على الاعقاب..!!

القران يؤكد على انقلاب القوم بعد رحيل المصطفى (ص)

لايمكن ان تطمس النصوص المقدسة مهما تأولوا او زيفوا كما لايمكن ان نلغي عقولنا لأجل هالات مقدسة مصنوعة..!

جاء في الذكر الحكيم:(وما محمد الا رسول افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) ال عمران:144.هذا الايه تبين ما سوف يؤل ليه الاصحاب من الانقلاب على الاعقاب والفتنة والارتداد انظر كافة تفاسير القران

وعن تفسير الآية في قوله تعالى (واتقوا فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه) الانفال:25قال الزبير ابن العوام لقد قرانا هذه الايه زمانا وما ارانا من اهلها فاذا نحن المعنيون بها.! تفسير ابن كثير ج2 ص488-489

فقد صدق ظن رسول الله (ص) ما كان يتوقعه من حدوث الفتن والدسائس والانقلاب على الاعقاب (الردة) من بعده كما هو واضح كانت من اصحابه (ص)ومن كانوا قريبين منه وليس كما يطلقونها على اقوام وقبائل ادعوا زيفا ردتهم الجماعية وقتلوهم وحرقوهم من غير حق ولاسند شرعي كما بينا في بحث (حروب الردة)

رسول الله (ص) يخبر بما سيؤل اليه امر اصحابه من بعده

مما لامشاحة فيه بكثرة الاحاديث المتواترة عن رسول الله(ص) يخبر بها اصحابه عن سوء منقلبهم وسوء عاقبتهم من بعده ما لم يلتزموا باحكام القران وسنته ومن تجنب عدم الاحداث في الدين والابتداع في الشرع. وقد وردت احاديثه تلك بصيغ متعده من (رجوعهم القهقرى) من بعده او (احداثهم في الدين) وانه لايسلم منهم -اي اصحابه -الا (كهمل النعم) دلالة واضحة على انحرف كلي وضلال جماعي بحيث لم يسلم من تلك الفتنته العمياء الا قلة قليه ومعدودة عد الاصابع من الصحابة فقط!! مصابيح السنه للبغوي ج2 ص 537 قال رسول الله (ص) اني فرطكم على الحوض ومن مر علي شرب ومن سرب لم يظمأ ابدا ليردن علي اقوم اعرفهم ويعرفونني ثم يحال بينيهم فيقال: انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقا لمن غير بعدي) صحيح البخاري كتاب الفتن ج9 ص58 وكما جاء في صحيح البخاري في كتاب الفتن عن ابي سعيد الخدري حيث يضيف الى الحديث السابق يقول (ص)..(انهم مني فيقال انك لاتدري ما بدلوا بعدك فاقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي).

 عن النبي (ص) قال انا على الحوض انتظر من يرد عي فيؤخذ بناس من دوني فا اقول امتي فيقول لا تدري مشوا على القهقرى).

قال النبي (ص):(انا فرطكم على الحوض ليرفع الي رجال منكم حتى اذا هويت لاناوله ما اختلجوا دوني فاقول اي ربي اصحابي يقول لاتدري ما احدثوا بعدك).

وجاء في الكنز الثمين في احاديث النبي الامين ص424 عن ابي هريره قال: رسول الله (ص) (بينا انا قائم على الحوض اذا زمره حتى اذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: الى اين؟ قال: الى النار والله فقلت ما شائنهم؟ قال: ارتدوا على ادبارهم القهقري ثم اذا زمره اخرى حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال لهم: هلم قلت: الى اين؟ قال: الى النار والله قلت: ما شائنهم؟ قال: انهم ارتدوا على ادبارهم فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم) اي قله قليلة ومعدودة عد الاصابع من ثبت واستقام على الهدى النبوي والنهج المحمدي حيث جاء في صحيح البخاري ج9 ص59 قال: رسول الله (ص) (انكم سترون بعدي اثره وامورا تنكرونها) وان كل انسان وعمله كما جاء في الذكر الحكيم (ومن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره) كما جاء في الزواجر في حديث صحيح ج1 ص51(ان ما بقى من الدنيا بلاء وفتنه وانما مثل اعمال احدكم كا الوعاء اذا طاب اعلاه طاب اسفله واذا خبث اعلاه خبث اسفله). وجاء في الزواجر ج1 ص 51 وروى البخاري وابو يعلي وابن حبان والحاكم (لو ان احدكم يعمل في صخره صماء ليس لها باب ولا كوه لخرج عمله كائنا ما كان)51 لا شك أن الفتن ستقبل وتقبل وتقبل بعد وفاته، وعلى الناس أن يتوقعوا ظلامًا في فترات كثيرة مقبلة، والرسول أخبر عن فتنة من هذا النوع ستأتي على أمته، روى مسلم عن أبي هريرة: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا".

والمقصود بالوعد هنا هو الفتنة والحروب، كما يقول النووي في شرح صحيح مسلم.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/كانون الثاني/2014 - 29/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م