تويتر.. يغرد اقتصاديا وتكنولوجيا ولكن بقيود قانونية

 

شبكة النبأ: موقع التواصل الاجتماعي تويتر والذي يعتبر من أهم واشهر المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنت، يسعى وبحسب بعض الخبراء الى رسم خطط جديدة ومهمة في سبيل التغلب على بعض الصعوبات السابقة من خلا في تطوير خدماته وإضافة تغييرات جديدة وتعزيز مكانته في سوق العالمية الذي اعتبره البعض نجاح مهم، وفي هذا الشأن فقد ارتفع سهم شركة تويتر للتواصل الاجتماعي 92 بالمئة في أول يوم تداول له ببورصة نيويورك للأوراق المالية مع تهافت المستثمرين على شراء أسهم موقع التدوين المصغر مما يرفع القيمة السوقية للشركة إلى 25 مليار دولار.

وبلغ سعر السهم عند الفتح 45.10 دولار ارتفاعا من سعر الطرح العام الأولي البالغ 26 دولارا ثم صعد مجددا ليصل إلى 50 دولارا. وقالت مصادر إن الطرح اجتذب طلبا قويا حيث زاد حجم طلبات الشراء التي تقدم بها المستثمرون على حجم الأسهم المطروحة 30 مثلا مراهنين على إمكانية نمو شركة التواصل الاجتماعي التي تكبدت خسائر مالية. وإذا افتتح التعامل في السهم عند 45.50 دولار فإن ذلك سيعادل قفزة بنسبة 75 بالمئة مقارنة بسعر الطرح العام الأولي مما يجعلها أكبر قفزة في سلسلة من "القفزات" التي سجلتها أولى أيام التداول في عمليات الطرح العام الأولي.

وكانت شبكة التدوين المصغر سعرت السهم عند 26 دولارا في الطرح الذي يشمل 70 مليون سهم وهو مستوى فوق النطاق المستهدف بين 23 و25 دولارا الذي تم رفعه من قبل. وعلى أساس الطرح العام الأولي تبلغ قيمة تويتر 14.1 مليار دولار مع إمكانية الوصول إلي 14.4 مليار دولار إذا مارس المكتتبون خيارا لشراء أسهم فوق العدد المخصص.

وتشير بيانات تومسون رويترز إلى أنه في حال ممارسة هذا الخيار بالكامل كما هو متوقع فإن الشركة قد تجمع 2.1 مليار دولار مما يجعله ثاني أكبر طرح عام أولي لموقع إلكتروني بعد طرح فيس بوك البالغة قيمته 16 مليار دولار العام الماضي ويليه طرح جوجل عام 2004 في المركز الثالث.

ويبلغ عدد مستخدمي تويتر 230 مليون مستخدم على مستوى العالم من بينهم رؤساء دول ومشاهير ولكن الشبكة خسرت 65 مليون دولار في أحدث ربع وتظل هناك تساؤلات بخصوص توقعات المدى الطويل. ويفتقر موقع تويتر أيضا إلى شيوع وانتشار فيس بوك أو عنصر "الإدمان" الذي يجعل الناس يزورون الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم بصفة يومية. وأظهر استطلاع أن 36 بالمئة من المشتركين في تويتر يقولون إنهم لا يستخدمونه.

صدارة في قلوب المراهقين

في السياق ذاته بات "تويتر" موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما في أوساط المراهقين الأميركيين، مطيحا بالتالي بموقع "فيسبوك"، وفق ما جاء في دراسة صادرة عن مصرف تجاري أميركي. وأكد 26% من المراهقين المشمولين بالدراسة والبالغ عددهم 8600 مراهق أميركي أنهم يفضلون استخدام تويتر، في مقابل 23% كشفوا ميولهم إلى استخدام فيسيبوك وتطبيق إنستغرام التابع له، بحسب هذه الدراسة التي أجراها مصرف الاعمال بايبر جافراي. وكانت دراسة سابقة أجراها المصرف عينه قد أظهرت أن 30 إلى 33% من المراهقين يفضلون "فيسبوك" على "تويتر".

وكشفت الدراسة عينها ان "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام" هي أكثر ثلاثة مواقع تواصل اجتماعي استخداما في أوساط الشباب الأميركي. و4% منهم يفضلون مدونة "تامبلر"، في مقابل 3% لموقع غوغل. وشرح جين مانستر الخبير في المصرف أنه بالرغم من ميول المراهقين إلى استخدام مواقع أخرى، نعتقد أن فيسبوك سيقدم في الأشهر المقبلة مصادر جديدة بفضل أشرطة الفيديو وتطبيق إنستغرام.

برامج وخدمات

في السياق ذاته ابتكر علماء بريطانيون برنامج كومبيوتر "يرصد المزاج العام للمواطنين" باستخدام موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي. ويمكن للبرنامج، الذي يحمل اسم "ايموتيف"، المساعدة في تهدئة الاضطرابات وتحديد التهديدات المبكرة للسلم العام. ويعمل هذا البرنامج من خلال الدخول إلى المحتوى العاطفي للتعليقات التي يكتبها المستخدمون على موقع التواصل الاجتماعي الشهير. ويقول فريق العلماء من جامعة "لافبرو" إن هذا التطبيق يمكنه فصح ما يصل إلى ألفي تغريدة مصغرة في الثانية الواحدة، وتصنيفها بناء على التعبير عن واحدة من ثمانية مشاعر. ويصل عدد التعليقات على الموقع أكثر من 340 مليون تغريدة يوميا.

ويشير الفريق إلى أن هذا النظام يمكنه استخلاص التعبيرات المباشرة عن مشاعر الغضب والاستياء والخوف والسعادة والحزن والاندهاش والخجل والارتباك من كل تغريدة تبث على الموقع. وأوضح الباحثون أن استخدام "ايموتيف" لتقييم أي مزاج عام جماعي جغرافيا يمكنه أن يساعد الشرطة في تعقب أي سلوك إجرامي محتمل أو تهديدات للسلامة العامة. وأضافوا بأنه من الممكن أن يوجه هذا البرنامج السياسة الوطنية بشأن أفضل الطرق للتعامل مع أحداث جسيمة.

وقال الأستاذ توم جاكسون، الذي قاد فريق البحث، إن التعليقات العامة على المواقع الاجتماعية وفرت سجلا دقيقا وواقعيا حول طبيعة مشاعر الأشخاص. وأضاف عقب مقتل الجندي لي ريغبي في ووليتش كان هناك فيض من مشاعر الحزن والاستياء عبر تويتر. وتابع عبر الناس في أنحاء البلاد عن مشاعرهم إزاء هذا الاعتداء غير المبرر، بينما استخدام آخرون الحادث للتحريض على الكراهية العنصرية ضد المسلمين.

وقال جاكسون "بعد يومين من مقتله ناشدت عائلته التزام الهدوء، وقالت إن نجلها لم يكن يرغب في استخدام اسمه كذريعة لتنفيذ هجمات ضد آخرين". وأوضح بأن "هذا النداء كان له تأثير فوري تقريبا، وهو ما أدى إلى تدفق مشاعر إيجابية. وأشار إلى أن تويتر هو منصة دقيقة للغاية يمكن من خلالها للمستخدمين التعبير عما يشعرون به بشأن حدث ما، سواء أكان فعلا إجراميا، أو سياسة حكومية جديدة أو حتى تغييرا في الطقس. وأردف بأنه من خلال برنامج الحاسوب الذي طورناه يمكننا فحص هذه التعبيرات عن المشاعر، وتصنيفها جغرافيا وتتبع كيفية تطورها. ويستخدم هذا البرنامح حاليا فقط في تحليل التعليقات على موقع "تويتر" في بريطانيا، لكن الباحثين يقولون إنه يمكن تحديثه بسهولة لمراقبة وفحص التغريدات على مستوى العالم.

على صعيد متصل أطلق تويتر نظام تحذير يمكن الاستفادة منه لنشر معلومات طارئة عندما تكون وسائل الاتصالات الأخرى غير شغالة. وأوضح الموقع الالكتروني أن نظامها هذا مفيد خلال الكوارث الطبيعية أو عندما تكون وسائل الاتصالات التقليدية غير متوافرة. وكتب غابي بينا رئيس المنتجات في "تويتر" "نعلم كم من المهم تلقي معلومات موثوقة في ظروف مماثلة، مضيفا أن تحذيرات تويتر هي وسيلة جديدة للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة عندما تكونون في أمس الحاجة إليها.

ويتلقى المستخدمون الذين يتسجلون في هذا النظام رسائل على هواتفهم مباشرة مبعوثة من حسابات رسمية مختارة. وقد سمح تويتر لعدد من المنظمات في الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بإرسال هذا النوع من التحذيرات، وسيسمح بذلك أيضا ل"مؤسسات عامة ومنظمات غير حكومية في كل أنحاء العالم". ومن الهيئات التي اختارها "تويتر" لإرسال هذه التحذيرات الصليب الأحمر الأميركي والوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى مشابهة. بحسب فرانس برس.

وذكرت بريدجت كوين من "تويتر" بأن هذا الموقع الالكتروني كان منصة حيوية لنشر المعلومات أثناء موجات المد البحري (تسونامي) في اليابان والإعصار ساندي، والتفجيرات في ماراتون بوسطن. وأشارت إلى أن الجهات المهتمة بهذه التحذيرات تضم وكالات الأمن العام وحفظ النظام والوكالات التي تدير الكوارث والحكومات المحلية والمنظمات الخاصة التي تقدم المساعدة عند وقوع كوارث.

إرشادات واحكام

من جانب اخر قال المدعي العام البريطاني دومينيك جريف انه يعتزم تقديم ارشادات لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في بلاده لمساعدتهم على تجنب خرق القوانين البريطانية الخاصة بالازدراء عند كتابة تعليقات بشأن القضايا المنظورة أمام المحاكم. وتهدف الارشادات التي ستنشر وفقا لكل حالة على حدة الى تجنب تكرار العديد من الحوادث الشهيرة هذا العام التي خالف فيها مستخدمو موقع تويتر القانون.

وقال جريف "المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك تعني ان الافراد بوسعهم الان الوصول الى الاف الاشخاص من خلال تغريدة واحدة او تعليق." واضاف في بيان "هذه إمكانية مثيرة للاهتمام لكن يمكن ان تشكل تحديات مؤكدة للنظام القضائي الجنائي." وفي وقت سابق اصدر قضاة حكما بالسجن 14 شهرا مع ايقاف التنفيذ على رجل خالف قرارات احدى المحاكم من خلال نشر صور زعم انها لجون فينابليس الذي اثار قتله للطفل جيس بلجر في 1993 غضبا شعبيا. بحسب رويترز.

وتعريف ازدراء المحكمة هو تعطيل سير العدالة من خلال إعلان اسماء ضحايا تم الحفاظ على سرية هوياتهم على سبيل المثال. وقال متحدث باسم مكتب المدعي العام ان الارشادات ستكون لتوعية المواطنين وليس لزيادة المحاكمات. وستنشر الارشادات على الجزء الخاص بمكتب المدعي العام في موقع الحكومة البريطانية على الانترنت وعلى حساب مكتب المدعي العام على تويتر.

من جهة اخرى حكمت محكمة في الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب على مغربي في السابعة عشرة من عمره بالسجن ثلاث سنوات بعد إقدامه على التهديد بقتل الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر رسالة على شبكة تويتر، على ما أفادت مصادر قضائية. ووجهت لسفيان المنحدر من مدينة أزيلال وسط المغرب، تهم ارتكاب جريمة إلكترونية والدعوة الى العنف عبر وسائل إعلام إلكترونية، بعد نشره رسالة على تويتر العام الماضي يهدد فيها بقتل باراك أوباما.

وكتب المنحدر "سأقتل رئيسكم وكل الأشخاص الذين سيكونون برفقته. هذا ما سأفعله عندما آتي الى امريكا الشهر المقبل"، وهي الجملة التي جرته الى التحقيق والاعتقال. وسيقضي عقوبته في مركز إعادة تأهيل القاصرين "عكاشة" في مدينة الدار البيضاء حسبما أكدت مصادر قضائية. ويجرى التحقيق ومحاكمة القاصرين في جلسات مغلقة تجمع القاضي وهيأة الدفاع والأهل، ولم يعرف ان كان محامو هذا القاصر قد استأنفوا الحكم، لكنهم طالبوا خلال محاكمته بمراعاة "ظروف التخفيف" في حق موكلهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/كانون الأول/2013 - 7/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م