اللعناء في الكتاب والسنة والسلف..!!!

 (1)

هلال فخرالدين

 

الشجرة الملعونة: جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى مخاطبا حبيبه المصطفى(ص): (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) الاسراء: 60ا

يؤكد العلامة الشيخ محمد الخضري في اتمام الوفاء بسيرة الخلفاء ص191 انهم بني امية الذين نزوا على الخلافة الاسلامية نزو القردة والخنازير وتلك الرؤيا ارقت رسول الله (ص) كثيرا وما وجد بعدها متبسما بل مهموما مغموما من رؤياه تلك من نزو بني امية على منبره ويعني تسلطهم على ارثه ورسالته وشريعته وتقمص خلافته بالمكر وحد السيف وهم شرار خلق الله وجبابرة عباده. انظر تفسير الكاشف ج1 ص249. في اخبار اغتمام رسول الله (ص) عندما رأى -بني امية ينزون على منبره نزو القردة - وما نزل به القران مخبرا بذلك من قوله تعالى (والشجرة الملعونة). فلم يرى رسول الله (ص) بعدها ضاحكا وكان شديد الغم ومتواصل الحزن. فكيف قفز هؤلاء على سده السلطة الاسلامية يبطلون احكام الله ويحرفون سنة رسول الله ويستبيحون كل الحرمات.. والواحدي في اسباب النزول عن ابن عباس (هذا الحي من قريش) جاء في الذكر الحكيم: (وأولئك آلذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم) محمد: 23

لعن النبي (ص) لبني امية...

اخرج الحاكم في مستدرك الصحيحين ج4 ص 480-481 عن ابي برده الاسلمي قال لعن النبي(ص) (بنو اميه). جاء في الفيض القدير 487 عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): (ان اهل بيتي سيلقون من بعدي قتلا وتشريدا وان اشد قوما لنا بغضا بنو امية وبنو المغيرة وبنو مخزوم).

ويروي ائمة السلف احاديث صحيحة لرسول الله (ص) في لعن من حارب الله ورسوله شيخ الطلقاء ابو سفيان ومعاوية ويزيد بقوله (ص): (اللهم العن الراكب والقائد والسائق)

عن ابي هريرة عن النبي(ص) قال: (هلاك امتي على يد اغيلمة من قريش)

وللمزيد انظر ما جاء مجمع الزوائد ج10 ص72 عن فتنه بني امية وبني الحكم وغيره من المصادر الطافحة بجرائمهم وما اقترفوه من موبقات وما اجترحوه من منكرات سواء بإبادة عترة المصطفى (ص) واهل بيته ام باستباحة الحرم الامن (مكة) وبتهديم وحرق الكعبة ام باستباحة المدينة وقتل الصحابة واستباحة الاعراض ونهب الاموال وجعل الصحابة والتابعين خول اي عبيد ليزيد.. !!

لعن النبي (ص) لمعاوية

 يذكر الحفاظ ان رسول الله (ص) لعن ابي سفيان ومعاوية واخيه يزيد عندما رأى ابو سفيان راكبا ومعاوية واخيه احدهما سائق للجمل ولأخر قائدا له فقال (ص): (اللهم العن الراكب والسائق.

ويذكر أئمة السلف بعض من اقوال المصطفى (ص) في التحذير والذم واللعن لطغمة بني امية الشريرة وعلى راسها حامل راية البغي معاوية بن هند اكلة الاكباد موضحا حقيقته كاشفا عن شخصيته الابليسية ومبينا نواياه الخبيثة ومقاصده الشريرة من منطلق الناصح الحريص على امته من مكائد وجرائم الفئة الباغية الاشرار. جاء في النهج ج4 ص79 روى العلاء بن حريز القشيري قال رسول الله (ص) لمعاوية: (لتتخذن يا معاوية البدعة سنة والقبح حسنا اكلك كثير وظلمك عظيم).. ويروي النسائي حديث رسول الله (ص) في معاوية عندما ارسل خلفه عدة مرات وفي كل مرة يقولون يأكل فقال (ص): (لا اشبع الله بطنه) فما شبع بعدها ابدا ولكن الكذبة والوضاعين أبو إلا ان يزيفوا ويجعلوا له مخرج (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون) الجاثية: يعنى (لا اشبع الله بطنه حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامة).. وجاء في مجمع الزوائد ج10 ص72 عن فتنه بني اميه وبني الحكم.

معاوية امام الفئة الباغية

يلاحظ ان الجعل الالهي للامامة على نمطين الاول: ان الله سبحانه جعلهم ائمة يهدون الى سبيله قال تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا) الانبياء: 73 وعلى العكس يوجد ائمة يدعون الى جهنم قال تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) القصص: 41

والثابت اجماعا وبنصوص مقدسة متواترة عن كافة ائمة السلف ان معاوية ورهطه الفئة الباغية التي تدعوا الى جهنهم في محاربة أهل الحق بالخروج على الامام علي وقتل خير الصحابة وتتبع الصالحين من التابعين وغيرهم وقتلهم وصلبهم وغير ذلك حتى صار معاوية امام الفئة الباغية التي تدعوا إلى النار! اخرج الامام البخاري في صحيحه (477) والامام أحمد في مسنده عن النبي(ص): (عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) كما اخرج مسلم في صحيحه (1844)

واكد النبي على امته ان يفرقوا بين معاوية وعمرو ابن العاص لانهم لايجتمعون على خير حتى ان بعض الصحابة كان عندما يراهما جالسين يدخل بينهم ويذكر الحديث... اخرج الامام احمد في مسنده من حديث أبي برزة الاسلمي الحديث 18944 ‏.. قال: أسمعت ‏ ‏أبا برزة ‏، ‏قال: ‏ ‏كنا مع رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏في سفر فسمع ‏ ‏رجلين ‏ ‏يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول: لا يزال ‏ ‏حواري ‏ ‏تلوح عظامه ‏ * ‏زوى ‏ ‏الحرب ‏ ‏عنه أن يجن فيقبرا ‏

‏فقال النبي ‏ (ص): ‏إنظروا من هما قال: فقالوا: معاوية وابن العاص، قال: فقال النبي ‏(ص): ‏ ‏اللهم ‏ ‏إركسهما ‏ركسا ‏ ‏ودعهما إلى النار دعا.

حبر الامة ابن عباس يلعن معاوية

 تؤكد مصادر السلف ان معاوية جهد على طمس الشريعة وتحريفها ! روى الامام احمد في مسنده -1\217- بسند صحيح ان ابن عباس لعن معاوية لكنهم رووا هذه الرواية على الابهام بقوله بدل معاوية (فلان) تسترا على معاوية!! قال ابن عباس: (لعن الله فلانا عمد إلى أعظم أيام الحج فمحى زينته وإنما زينة الحج التلبية). (كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون). لكن الامام ابن خزيمة في صحيحه قد افصح وبين -4\260- إن المراد باللعن معاوية بن ابي سفيان!

قال التابعي الحسن البصري في تشخيص سيئات معاوية الكبرى خصاله الخبيثة الرئيسية: (أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الامة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذو الفضيلة واستخلافه ابنه يزيد بعده سكيرا خمارا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله (ص): (الولد للفراش وللعاهر الحجر) وقتله حجرا ويلا له من حجر مرتين) وهذه الرواية ذكرها الحفاظ وأقروها ولم يعقبوها بشيء وهم الحافظ ابن جرير الطبري في تاريخه ج3ص232 وابن الاثير في الكامل ج3ص337 والحافظ ابن الجوزي في المنتظم ج5ص243 والحافظ الامام السيوطي في النجوم الزاهرة ج1ص141

أئمة السلف يلعنون معاوية

وكان جماعة من أئمة الامة وشيوخ السلف يلعنون معاوية امثال الامام الحافظ القاضي ابو عبد الله الضبي وهو من رجال الستة قال ابن حجر في التهذيب ج2ص66 قال الخليلي في الارشاد ثقة متفق عليه.. وكذلك قال قتيبة: حدثنا جرير الحافظ سمعته يشتم معاوية علانية وكذلك الامام أبو غسان النهدي وأبو نعيم الفضيل بن دكين وعبيد الله بن موسى وجماعة من شيوخ البخاري وعبد الرزاق والنسائي والحاكم وجماعة من أهل افضل والعلم من الائمة والحفاظ.

ونختم حديثنا عن أمام الطلقاء وخليفة البغي معاوية بما يقوله الامام عبد الرزاق صاحب (المصنف) المتوفى سنة (211) هجرية: في سير أعلام النبلاء ج9ص570 قال: كبير أئمة أهل السنة و شيخ الامام أحمد بن حنبل ومصنفه من مراجع أهل السنة في أخذ الاحاديث والاثار والرجال عندما يأتي اسم معاوية او ذكره يقول: (لاتقذر مجلسنا بذكر ابن أبي سفيان).

كذب فضائل معاوية

قال الحافظ بن حجر في فتح الباري على صحيح البخاري ج7ص104: (وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها مايصح من طريق الاسناد وبذلك جزم الامام إسحاق بن راهويه والامام النسائي) أي كبار أئمة السلف اثبتوا بطلان ما نسب الى معاوية من فضائل وجزموا بعدم صحتها وان كل ما لفقوه من احاديث تمتدح معاوية واهية ساقطة وكلها محض احاديث مكذوبة ولا يرويها غير الضعفاء والمجروحين من الرواة..

واخيرا قم وارمق نهاية معاوية في احد مزابل دمشق قال تعالى: (قل سيروا في الارض فانظرا كيف كان عاقبة المجرمين) النمل: 69

hilal.fakhreddin@gmail.com

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/helalAlfakardeen.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/تشرين الثاني/2013 - 14/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م