خبر بايت

علي فاهم

 

في خبر بايت وغير عاجل ومكرر بث من على منصة برلمان عراقنا الجريح (بفعل انفجار عبوة ناسفة للأمل وأخرى مسيلة للدموع) والذي مازال ينزف أرواحاً وأحلاماً وامالاً دون أن يكلف أحداً نفسه تضميد جراحه المتقرحة قبل أن يلفظ هذا الوطن انفاسه الاخيرة، مفاد الخبر ان مجموعة من ممثلي الشعب اتفقوا على اغتيال ثمانية الاف مدرسة وخمسة الاف مستشفى ومئات المشاريع الخدمية والسكنية وتم تصفية هذا الكم الهائل من الآمال بضربة قاضية وبسلاح التجاذبات والتناحرات والمصالح الحزبية.

بعد ان كانت هذه المشاريع قابعة في سجون البرلمان منذ الدورة السابقة وانتظرت بفارغ الصبر صدور العفو العام عنها لترى النور وتفرح اطفال العراق وتشفي مرضاه وتسعد أبنائه المخدرين والمعلبين في بيوت تتوالد عليهم لتحشرهم جيل بعد جيل ولكن من ملئت رؤوسهم بالنزاعات والصراعات على مكاسب هنا وهناك أومن يحاول أن يمسك ويعرقل قدم منافسه من أن تخطوا خطوة حتى ان كانت في مصلحة (المكاريد) من أبناء العراق، فان لم يخرج الخير من تحت يده فهو شر مطلق، وأن لم يكتب المشروع باسمه فهو فساد مطلق، وان لم تتغنى الفضائيات برسمه فهو فشل مطلق، فإلى متى تبقى عربتنا واقفة لا تتحرك وعجلاتها بين مسروقة ومكسورة ومثقوبة والعصي تتكاثر فيها وبأيدي من يدعي حرصه وحبه وتفانيه لهذا الشعب وهذا البلد؟

 وواقع الحال يفضحهم ويفضح كذبهم ونفاقهم ودجلهم، أنا لا اعتب على هؤلاء الذين يجرون الوطن بحبال ادعاءاتهم الخاوية الى حفرة مظلمة لا يخرج منها الا جسد ممزق تنهشه كلاب الجيرة وأرادات الوحوش عبر البحار وانما أستغرب من أتباع هؤلاء من (المكاريد) انفسهم الذين يحرمون من هذه المشاريع على أيدي قادتهم وهم مستخدمون لوظيفة واحدة هي الركوب عليهم فترة الانتخابات وبعدها فليذهبوا الى الجحيم، فمالهم هل هم نائمون أم منيمون؟ هل هم مغيبون أم مغبيون هل هم غافلون أم مستغفلون؟؟ أم أنهم همج رعاع ينعقون؟ افلا يتدبرون؟ أفلا يعقلون؟ ألا يتساءلون؟؟

ان تبريرات من اعترض واغتال وحتى من بقي يتفرج على عدم إمرار قانون البنى التحتية المرحل من الدورة السابقة بذريعة احتمال الفساد هو اعلان واعتراف صريح منهم على فشلهم، لأنهم الجهاز الرقابي والتشريعي على كل ما يجري في البلد، فذريعة توقيف المشاريع التنموية في البلد بفعل وجود الفساد هو رفع الراية البيضاء والاستسلام من قبل هؤلاء أمام هذا العدو والاعتراف بالهزيمة النكراء وعلينا تقبل العزاء في الوطن، اذن لماذا تعيدون انتخاب هؤلاء الفاشلين المنهزمين؟ وتعيدوهم الى منصة المواجهة؟ إن كل من وقف بوجه هذا القانون كائن من كان هو خائن.. لأنه خان امانة الولاء للشعب وفضل مصالحه الحزبية على مصالح الناس، وهو جبان.. لأنه اعترف أنه لا يستطيع مواجهة الفساد رغم انها مهمته التي يتقاضى عليها اجره الباذخ، وبالتالي هو سارق وكاذب وأبشركم أنهم سيعودون في الدورة القادمة ليأكلوا أحلام مكاريد العراق على مائدة البرلمان القادم، فكروش هؤلاء لا تشبع من التهام أحلامنا.

ودمتم سالمين.

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alifahim.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/تشرين الثاني/2013 - 5/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م