خطوات نحو دعم الاستقرار الأمني في العراق

علي الطالقاني

 

عكست الأعمال الإرهابية في العراق صور بشعة، ومع دخول العراق عامه العاشر وهو يعيش أزمة أمنية حالكة يشهد تصاعدا أمنيا خطيرا، حيث بلغ عدد الضحايا منذ مطلع عام 2013 وحتى نهاية ايلول/سبتمبر 5740 قتيلا. فيما شهد شهر أيلول مقتل 979 واصيب الفان و133. فيما بلغ مجموع العمليات الإرهابية أكثر من 1000 حادث ارهابي شهريا.

وقدرت احصاءات أن عدد القتلى من المدنيين في العراق منذ عام 2003 بحوالي 460 ألف شخص.

وبسبب عدم التزام القوى السياسية والأمنية بواجباتها بصورة صحيحة وحمايتها للمدنيين، بدأ يفكر الأهالي في تكوين أو الاندماج مع جماعات مسلحة من أجل حماية المناطق المستهدفة وهي غالبيتها من مدن شيعية وهو الأمر الذي يعتبر اختبارا للأهالي في صبرهم على الأوضاع الأمنية السيئة.

قوات الأمن العراقية من جهتها تفتقر إلى عوامل الخبرة والقوة، كما أن التنسيق بين المؤسسات الأمنية شبه منعدم وتعيش أجواء بيروقراطية فضلا عن تأثرها بالمناحرات السياسية بين الكتل.

أما خارج المدن يشكو الجيش العراقي من انعدام المعلومة الاستخبارية وضعف في القدرات اللوجستية، حيث هناك مساحات زراعية وصحراوية واسعة، تستغل التنظيمات الارهابية الفراغ الأمني وتعمل على استغلال تواجد الأهالي وتخويفهم واقناع قسم آخر منهم بالانضمام الى صفوف ما يسمى بالمجاهدين واستغلال اسم الدين من أجل كسب العقول والقلوب.

خطوات نحو دعم الاستقرار

على الرغم من إنفاق الحكومة العراقية ملايين الدولارات على أجهزة الأمن وتسليحها، إلا أنها عاجزة عن تكوين استراتيجية قوية ومتماسكة، فضلان عن فقدان الأجهزة الأمنية عناصر استراتيجية مهمة تشمل معالجة التطرف والشعور بالظلم والغبن من قبل ابناء المناطق التي يتواجد فيها التنظيم الذي يستغل بدوره الفقر والحرمان وانعدام الأمن والثقافة.

القوات العراقية من جانبها تخلت عن الحل الواقعي لمكافحة الارهاب حيث أوقفت دعمها في فترات سابقة لحلفائها وقامت بممارسات أمنية تقليدية وأخرى مسيئة. لذا يتعين على قادة العراق دعم عدة إجراءات من أهمها:

1- لقد أخفق العراقيون في إيجاد صيغة تعاون عملية مع واشنطن التي ترتبط مع العراق بمعاهدة أمنية، لذا فان العراق معني بتكامل التنسيق مع البرامج الاقليمية والدولية الخاصة بمكافحة الارهاب.

2- ايجاد حلفاء من الداخل يحظون بالاحترام ولديهم خبرة في فض النزاعات ويعملون من اجل القضاء على التنظيمات الارهابية.

3- دعم مشروع "قوات الصحوات" وهو أحد الخيارات المهمة، حيث أثبتت التجربة خلال السنوات الماضية على أن هذه القوات قادرة على أن تحد من حركة تنظيم القاعدة.

4- الحث على اجراء انتخابات نزيهة يشترك فيها الجميع من أحزاب سياسية ومواطنين، من أجل عدم لجوء بعض المواطنين الى تنظيم القاعدة الذي يصور نفسه أنه قادر على اعطاؤهم الحقوق.

5- تفعيل دور رجال الدين المعتدلين من خلال بيانات ومؤتمرات موحدة توضح مخاطر الفكر الإرهابي، من أجل تقويض السلطة الدينية التي تدعي بها قوى الارهاب.

6، وفي سبيل تعزيز دور الأجهزة الأمنية، ينبغي على الحكومة العراقية ان تسلسل القيادات الأمنية وفق رؤية مهنية وإدارية منظمة، وتفعيل الدور الرقابي على عمل هذه الأجهزة الأمنية بصورة دقيقة وشفافة ومهنية.

7، تعيين مبعوثين دائمين للمناطق التي تعاني من تواجد تنظيم القاعدة بحيث يمتلكون صلاحيات حل النزاعات والمفاوضات ويشرفون على وضع وتنفيذ استراتيجيات مكافحة الإرهاب.

يبدو ان الهجمات المنسقة بالسيارات المفخخة أخذت تتسارع وتقول معلومات أن أكثر من أربعة الاف انتحاري فجروا انفسهم في العراق منذ عام 2003.

ويُعتقد أن اعداد الجماعات الارهابية في العراق وسوريا التي يتم تبادل الخبرات بينهما الى 25000 الف مقاتل ومعظمهم شارك بعمليات ارهابية في العراق واليمن وافغانستان وليبيا.

وتزايد التوتر الطائفي في المنطقة، وخاصة مع تفاقم الأزمة في سوريا ولبنان والعراق الذي يرتبط مقاتلو القاعدة تحت لواء "الدولة الاسلامية في العراق والشام" حيث توفر الأزمة مناخات تساعد على نمو التنظيمات الارهابية.

* كاتب وباحث في شؤون الإرهاب

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alialtilqiny.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/تشرين الثاني/2013 - 30/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م