الأكاديمية الإدارية المحلية

أساسية كمطلب جماهيري ومؤسساتي

علي إسماعيل الجاف

 

تسعى الدول المتقدمة الى توفير جهات ساندة لكي تكون مخرجاتها معيارية ومثالية وتلبي حاجة المواطن والمجتمع ولا تحاول هدر المال والوقت والجهد في قضايا شكلية، وإنما تبذل قصارى جهدها في البحث والتطوير وإيجاد الأفكار المتميزة والآراء النيرة والمواضيع الجديدة من اجل ان تكون مبدعة كمؤسسات عملاقة ورصينة ومعتمدة دوليا.

 لكن نرى العكس من ذلك في بلداننا العربية من حيث بطء حركة التطوير والتقدم والبحث العلمي لأننا ندرك كبشر ان التطوير البشري والمدني يعرقل مهام وواجبات المبتدئين ويحدد ويبرز المبدعين والكفاءات، ويظهر الطاقات النيرة ويهمش الإعمال الترقيعية والشكلية ويقضي على ماسحي الأكتاف، والترهل والفساد المؤسساتي.

فاليوم، بلدنا، بحاجة الى انشاء الأكاديمية الإدارية المحلية هدفها تقييم الموارد البشرية علميا وفنيا وإنسانيا والسعي الجدي لتغيير السلوك الإنساني من حيث حب الوطن والمواطنة وتحمل المسؤولية والمبادرة الحقيقية والعمل الطوعي في بناء الإنسان والمؤسسة والمنطقة والمجتمع للوصول الى مرحلة الرقي والازدهار.

لا نرى اليوم المنتسب او الموظف او الإنسان البسيط قادرا على مواكبة التقدم العلمي في مجال الإدارة والقيادة والتواصل والاتصال، لا نسعى الى مواكبة النظريات الحديثة او الدراسات التطبيقية لان الدولة لا تهتم بالبحث الإنساني والعلمي ولا تريد ان تعتمد عليه بينما الدول الأخرى تخصص مليارات الدولارات لأجله، وتشكيل الفرق الميدانية للحفاظ على الموروث والثروات والمصادر وتأليف المناهج والكتب حول ذلك لتستفيد منها الأجيال المستقبلية. ولابد ان تتوفر جهات داعمة لذلك وتوفير الميزانيات المناسبة والمتابعة المتواصلة.

تتولى الأكاديمية الإدارية المحلية مهمة العمل على تطوير كفاءة ومهارة وقدرة الإنسان المحلي والسعي لتطويره من حيث السعي لتنويره وتمكينه وتمتين مدخلاته الذاتية ليصبح قادرا على المحادثة، وتطبيق المفاهيم الحديثة في التصرفات والسلوكيات والتعامل مع البيئة والصحة الشخصية، وتوفير الجهد والمساعدة والمساندة الى الدولة وإدخاله في دورات في القيادة والإدارة وإدارة الموارد والمال الشخصي، والتطوع الذاتي في توفير المال للدعم للبرامج الخاصة بالفقراء والأيتام.

كذلك، تسعى الأكاديمية الى إقامة مؤتمرات وندوات وورش تعليمية وتطويرية وتأهيلية وتدريبية في مجالات متنوعة منها: التخطيط الاستراتيجي، الخطط المؤسساتية، أدارة الموارد البشرية، أدارة المكاتب والسكرتارية، الإدارة الوسطى والعليا، الأرشفة والتوثيق والتدوين، المكاتبات والمراسلات (المخاطبات)، أعداد الخطط التدريبية، تقييم الأداء، وغيرها. ونقول ان التدريب لوحده لا يكفي وإنما تتولى الأكاديمية النزول الى الشارع ومخاطبة الرأي العام بإقامة مهرجانات وملتقيات ومجالس محلية مع المجتمع في مجال فض النزاعات وإدارة الصراعات، وإلغاء العادات والمواريث السيئة التي تضرب بالإنسان وسلب حقوقه.

كذلك، السعي الجدي الى وضع برامج في حقوق الإنسان وتمكين المرأة خصوصا المرأة الريفية والاهتمام ببرامج التربية والتعليم والصحة والزراعة والبيئة الإدارية وتوفير حلول لها عبر نافذة الهيئات الاستشارية والفنية المحلية والمجتمعية.

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/aliismaeelaljaf.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/آب/2013 - 21/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م