تويتر... مغرد أزعج الحكام وبعض العوام

باسم الزيدي

 

شبكة النبأ: عندما انطلقت فكرة انشاء تويتر عام 2006 كمشروع بحثي أجرته شركة (odeo) الامريكية بدأ الموقع في الانتشار كخدمة جديدة على الساحة في عام 2007 من حيث تقديم التدوينات المصغرة "والتي تدور فكرتها ببساطة حول السؤال (ماذا تفعل الآن؟) وتكون الإجابة والتي لا تتجاوز 140 حرف، وبعد أن يقوم المستخدم بتحديث حالته ترسل التحديثات إلى الأصدقاء المشتركين"، مما حدا بالشركة صاحبة الابتكار في أبريل 2007 بفصل الخدمة عن الشركة وتكوين شركة جديدة باسم Twitter بدءاً من ديسمبر 2009، حيث تحول تويتر الى أكثر من مجرد موقع اجتماعي يقوم على تبادل المدونات الصغيرة بعد ان استطاع استقطاب الملايين من المستخدمين حول العالم واستطاع ان يثبت نفسة كجزء من الحياة الاجتماعية المعاصرة وتحول الى ملتقى للنخبة في شتى صنوف المعرفة "كما يعبر عنه بعض المحللين" وصانع للثورات وملاذ امن للمعارضين السياسيين والباحثين عن الحرية ونبذ الاضطهاد على الرغم من الصعوبات التي تواجه شركة تويتر ومستخدميها من قبل الكثير من دول العالم والمتمثلة في الضغط على الشركة لتقديم بيانات سرية حول بعض المستخدمين او محاوله الحكومات تقييد خدمة تويتر واجبارها على محو بعض المدونات من موقعها خصوصاً تلك التي تتعلق بمعارضتها وتكوين رأي عام مناهض لها.

في الولايات المتحدة

حيث اعلن موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ان الطلبات التي تلقاها من الحكومات في العالم اجمع حول مستخدميه ازدادت بشكل مطرد في النصف الاول من العام الجاري، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تقدمت لوحدها باكثر من ثلاثة ارباع هذه الطلبات، وفي تقرير حول الشفافية قال موقع المدونات الصغرى انه تلقى من الحكومات في الاشهر الستة الاولى من العام ما مجموعه 1157 طلبا للحصول على معلومات بشأن حسابات على تويتر، مشيرا الى ان 78% من هذه الطلبات اتت من الولايات المتحدة، واضاف الموقع انه استجاب لطلبات الحكومة الاميركية في 67% من الحالات، ولفت تويتر الى ان الطلبات الحكومية للاستفسار عن مستخدميه لا تنفك تتزايد، مشيرا الى ان عدد هذه الطلبات بلغ 1009 في النصف الثاني من 2012 مقابل 849 طلبا في النصف الاول من ذاك العام، وفي ما يتعلق بالنصف الاول من 2013 فان اليابان حلت ثانية في الترتيب خلف الولايات المتحدة مع 8% من الطلبات (مقابل 6% في النصف الثاني من 2012)، واشار الموقع الذي يتخذ موقعا له في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا (غرب)ان الطلبات التي تلقاها من السلطات تعلقت في غالب الاحيان بتحقيقات جنائية، مؤكدا ان القانون يمنع عليه الكشف عن فحوى المعلومات التي تطلبها منه السلطات. بحسب فرانس برس.

تركيا وتويتر

من جهتها قالت تركيا انها طلبت من شركة تويتر انشاء مكتب تمثيلي لها داخل البلاد قد يمنح تركيا قبضة اكثر احكاما على موقع المدونات الصغيرة الذي اتهمته بانه ساعد في اثارة اسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ومع ان التيار الرئيسي لوسائل الاعلام التركية تجاهل الاحتجاجات إلى حد كبير خلال الايام الاولى للاضطرابات ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك كمتنفس للاتراك المعارضين الحكومة، وقال وزير النقل والاتصالات بينالي يلدريم للصحفيين انه بدون وجود للشركة في البلاد فان الحكومة التركية لا تستطيع الوصول بسرعة لمسؤولي تويتر واصدار اوامر لهم بمسح محتوى او طلبات للحصول على بيانات مستخدمين، وقال "عندما تطلب معلومات نرغب في ان نرى شخص ما في تركيا يمكنه تقديمها، هناك حاجة لوجود محاور يمكننا تقديم شكوانا اليه ويمكنه تصحيح الخطأ اذا ما كان هناك خطأ"، وقال يلدريم "اخبرنا جميع وسائل التواصل الاجتماعي، اذا عملت في تركيا فلا بد ان تلتزم بالقانون التركي"، واحجمت تويتر عن الرد على طلب الحكومة لكن شخصا مطلعا على تخطيط الشركة قال ان الشركة ليس لديها خطط حالية لفتح مكتب في هذا البلد، ونجح ضغط تركيا على شركة جوجل في ان تفتح مكتبا لها هناك في اكتوبر تشرين الاول الماضي بعدما حجبت موقع يوتيوب عن المستخدمين الاتراك لمدة عامين، ويوتيوب احد فروع جوجل. بحسب رويترز.

وقال مسؤول في الوزارة طلب عدم الافصاح عن اسمه ان الحكومة طالبت تويتر بالكشف عن هويات مستخدمين بثوا رسائل تعتبر اهانة للحكومة او لرئيس الوزراء او تستهزىء بحقوق الانسان، ولم يتضح على الفور ما اذا كانت تويتر استجابت، وقالت فيسبوك في بيان انها لم تقدم بيانات مستخدمين للسلطات التركية ردا على طلبات الحكومة عن الاحتجاجات وقالت انها قلقة من مقترحات شركات انترنت بانها قد تقدم بيانات بصورة متواترة، وفي وسط بعض من اسوأ الثورات السياسية في البلاد في سنوات وصف رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان تويتر بانه "وباء" على الرغم من ان اعضاء كبارا في حزبه يستخدمونه بانتظام، وقال ان مثل هذه المواقع تستخدم لنشر الاكاذيب عن الحكومة بهدف ارهاب المجتمع، ومتحدثا في معهد بروكينجز في واشنطن قال ديك كوستولو الرئيس التنيفيذي لتويتر انه كان يراقب التطورات في تركيا لكنه اكد على ان تويتر لم يتدخل في النقاش السياسي.

الحالة النفسية

فيما قال باحثون اميركيون انه بات بامكانهم قياس الحالة النفسية للمجتمع من خلال التغريدات التي يكتبها مستخدمو الانترنت فيه على موقع تويتر، وذلك باستخدام برنامج متخصص، وهذا البرنامج الذي يقيس مستوى السعادة والحزن اطلق عليه اسم "هيدونومتر"، ويمكن تحميله عبر الانترنت من موقع هيدونومتر.اورغ، ويجمع هذا البرنامج معطيات من موقع تويتر منذ خمس سنوات، ويقيس التحسنات والتراجعات في مزاج المستخدمين، ويحلل البرنامج 10% من كل التغريدات المكتوبة باللغة الانكليزية، ويعطي فكرة عن المزاج العام لمستخدمي الانترنت، ولا سيما في الولايات المتحدة، ولاحظ الباحثون ايضا ان اليوم الذي شهد انفجار ماراتون بوسطن، الخامس عشر من نيسان/ابريل، كان الاكثر حزنا لدى مستخدمي الانترنت منذ خمس سنوات، يليه يوم الرابع عشر من كانون الاول/ديسمبر الذي قتل فيه عشرون طفلا في مدرسة في نيوتاون، أما الايام الاكثر سعادة، فكانت ايام الاعياد، مثل الميلاد وعيد الشكر، ويرتكز برنامج القياس هذا على حوالى عشرة الاف كلمة مصنفة في مقياس من تسع درجات، فكلمة "سعيد" درجتها 8,3، أما أدنى الكلمات رتبة في مقياس السعادة فهي "حادث" ودرجتها 2,6، و"حرب" ودرجتها 1,8، و"سجن" ودرجتها 1,76. بحسب فرانس برس.

ويجمع هذا البرنامج كل يوم حوالى 50 مليون تغريدة من كل انحاء العالم، بحسب ما شرح الباحثون في جامعة فيرمونت (شمال شرق)، وقال الباحث بيتر دودز "نضع كل هذه الكلمات في وعاء ضخم" لنقيس مؤشر السعادة، واضاف "هذا يعطي فكرة جيدة جدا عن مستوى السعادة في كل لحظة"، ولكن هذا الجهاز ليس بعيدا عن ارتكاب اخطاء في القياس، ففي يوم مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن كان بحسب هذا البرنامج من أكثر الايام حزنا، ومرد ذلك الى كثرة استخدام عبارات "موت" و"قتل" في التغريدات، ما ضلل البرنامج، ويسعى مصممو هذا البرنامج الى ادراج معطيات جديدة فيه، الى جانب تغريدات تويتر، من غوغل ونيويورك تايمز ومدونات، وهذا البرنامج يرصد حاليا فقط التغريدات باللغة الانكليزية، لكن سيبدأ جمع بيانات باثنتي عشرة لغة، وعبارة "هدنوميتر" تعود للفيلسوف والاقتصادي الايرلندي فرانسيس ادغورث الذي اطلقها في اواخر القرن التاسع عشر تعبيرا عن "آلة نموذجية يمكنها ان تقيس باستمرار درجة سعادة الفرد".

رؤساء مولعون

الى ذلك وعندما تدفق مليون من أبناء الأرجنتين الغاضبين على الشوارع في وقت سابق من شهر ابريل الماضي احتجاجا على حكومة الرئيسة كريستينا فرنانديز قررت أن تدون رسالة عبر موقع تويتر تلتها رسالة أخرى، ثم أخرى، وقالت في إحدى هذه التغريدات "نعم، أنا عنيدة بعض الشيء وكبيرة في السن أيضا، لكن في النهاية أنا محظوظة لأني بلغت هذه السن الكبيرة، اليس كذلك؟"، كما أنها تحدثت عن لوحة الفسيفساء التي تعود إلى القرن التاسع عشر في قصرها "الرائع" ومزايا برنامج تابع للحكومة لمحو الامية، وفي نهاية اليوم كانت فرنانديز قد أرسلت 61 تغريدة خلال تسع ساعات وهو معدل كبير حتى بمعايير أمريكا اللاتينية حيث يتعامل الرؤساء وغيرهم من كبار الساسة مع مواقع التواصل الاجتماعي بحماس كبير لا يضاهيه حماس في أي منطقة بالعالم، ومنح ولع الزعماء السياسيين في أمريكا اللاتينية بموقع تويتر على وجه الخصوص ملايين المتابعين فرصة للاطلاع على عملية صنع القرار وقت حدوثها وفي كثير من الأحيان على أكثر أفكار زعمائهم خصوصية، لكن هذا الوضع أشعل جدلا حول ما إذا كان بعض الزعماء يبالغون في نشر هذه الأفكار بلا قيود مما يجعل السياسة تتسم بقدر اكبر من الاستقطاب ويجعل المواجهات تأخذ طابعا شخصيا وربما يجعل الزعماء أنفسهم في صورة غير محببة عندما ينشرون كلاما عن محادثات مع غرباء داخل دورة المياه على سبيل المثال كما فعلت فرنانديز هذا الشهر. بحسب رويترز.

قال الان كلاترباك مدير مجموعة (آر.إيه.بي) ومقرها بوينس ايرس والتي تسعى لتحسين درجة تحضر الخطاب السياسي "كل من يستخدم تويتر يعلم أنه في بعض الأحيان تكتب شيئا ما وتضغط على زر الإرسال دون ان تفكر مليا في الأمر، هذا وضع خطير في السياسة، ورأينا أمثلة كثيرة على هذا"، وأضاف "يجب أن نجعل زعماءنا السياسيين يرقون إلى معايير مختلفة، نرى رسالة تقول، أنا أتناول شطيرة الآن، وتفكر في قرارة نفسك وتقول، ومن يكترث بهذه المعلومة؟"، ومع شهرة زعماء امريكا اللاتينية من أمثال فيدل كاسترو الذي كان يلقي خطبا مدتها خمس ساعات بالخطاب المنمق فليس من المدهش أن بعض الزعماء في العصر الحديث تبنوا منبرا جديدا للتعبير عن أنفسهم من خلاله لكنهم يسعون جاهدين أيضا لتقليص العبارات التي تعبر عن أفكارهم بحيث لا تتجاوز 140 حرفا، كما أن الساسة يوجهون الإهانات لآخرين حتى قبل عصر تويتر مثلما وصف الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه "شيطان" في الأمم المتحدة عام 2006، لكن ما من شك أن هذه التكنولوجيا جعلت القدح والذم يصل أسرع من أي وقت مضى، وبعد انتخابات فنزويلا المحتدمة الشهر الجاري والتي أجريت لاختيار زعيم بعد رحيل تشافيز كانت هناك لحظات تبادل فيها المرشحان الهجوم عبر تويتر.

وأشار نيكولاس مادورو الذي فاز بالانتخابات في نهاية الامر إلى المعارضين باعتبارهم "فاشيين" وقال "في إطار كراهيتهم العمياء ويأسهم هم قادرون على كل شيء"، أما المرشح الخاسر انريكي كابريليس فقد استخدم تويتر للتشكيك في النتائج بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها قائلا "أصبح يوجد رئيس غير مشروع!"، كما استخدم زعماء في دول أخرى تويتر وإن لم يمكن بنفس القدر، الرئيس الامريكي باراك اوباما له استخدام قوي لكن صفحته الشخصية تقول إنه يرسل بنفسه عددا محدودا فقط من التغريدات، وكان قد مر عليه نحو اكثر من شهر دون ان يرسل تغريدة بنفسه، وعلى العكس من ذلك فإن زعماء أمريكا اللاتينية الأكثر إفراطا في استخدام تويتر هم فرنانديز ومادورو والرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس والرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو ويرسلون جميعا كما يقول المساعدون نسبة كبيرة من التغريدات بأنفسهم، وكان الأكثر شعبية على الإطلاق تشافيز الذي كان لديه اكثر من أربعة ملايين متابع على تويتر قبل وفاته في مارس اذار، لكن ليس كل رؤساء امريكا اللاتينية يحبون تويتر، فعلى سبيل المثال توقفت ديلما روسيف رئيسة البرازيل عن إرسال التغريدات عقب انتخابها مباشرة عام 2010، وقال أحد مساعديها "تعتقد أنه مضيعة شديدة للوقت".

لكن بالنسبة لآخرين اصبح ذلك جزءا من هوياتهم، ومنذ ان ترك رئيس كولومبيا السابق ألفارو أوريبي منصبه عام 2010 كان يرسل في بعض الاحيان عشرات التغريدات يوميا منتقدا سانتوس لضعفه في ملف الأمن ضمن انتقادات أخرى يوجهها له، ويقول منتقدو أوريبي إنه بخس قدر نفسه ويعوق عمل خلفه الذي اختاره بتدخله المتكرر في شؤون الحياة اليومية، لكنه لم يبد أي مؤشر على التراجع بل وعلق في مكتبه صورة ساخرة لنفسه وهو يمسك جهاز بلاكبيري يرسل عبره التغريدات، قال أوريبي عبر البريد الالكتروني "إنه يتيح التواصل المباشر دون وسطاء، الخطر يكمن في انه يغري الناس بالرد طبقا للانطباعات الأولى لذلك أحاول تجنب رؤية الكثير من الاستفزازات التي تصل"، وعلى افضل تقدير يساعد تويتر على تذكير الناخبين بأن ساساتهم من البشر بل ولهم نقاط ضعف.

"ياهو" و"تويتر"

على صعيد ذي صله اعلنت مجموعة الانترنت الاميركية "ياهو!" انها ستبدأ باضافة تعليقات مأخوذة من شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الى صفحات اخبارها، وشرحت مديرتها العامة ماريسا ماير على مدونة المجموعة الرسمية أن "الرسائل المباشرة (التي ينشرها على تويتر) السياسيون والمشاهير والوسائل الاعلامية اصبحت مصدرا مهما للمعلومات بالوقت الحقيقي"، واكدت ان "ياهو!" ستضيف رسائل من تويتر "ذاتية وذات صلة" بالاخبار المرفقة بها، وستصبح هذه الخدمة متوافرة من اجل مستخدمي الانترنت الاميركيين، وشددت ماير التي تولت ادارة "ياهو!" الصيف الماضي وتسعى الى تحفيز نمو المجموعة على تبسيط خدمات المجموعة وتكييفها مع حاجات المستخدمين. وقد حدثت الصفحة الرئيسية لبوابة "ياهو!" الالكترونية وخدمة الرسائل الالكترونية "ياهو! مايل". بحسب فرانس برس.

التدابير الأمنية

فيما أعلنت خدمة "تويتر" مؤخراً أنها ستعزز تدابيرها الأمنية بعد سلسلة من عمليات القرصنة التي طالت حسابات تابعة لمجموعات إعلامية كبيرة وشركات خلال الأسابيع الأخيرة، وكشفت خدمة التواصل الاجتماعي أنها ستعتمد نظاما جديدا لمراقبة بيانات النفاذ إلى الحسابات، في إطار عمليات تدقيق ثانية في هويات المستخدمين، غير أن هذا النظام لن يكون إلزاميا، وشرح جيم أوليري من القسم المعني بالشؤون الأمنية في "تويتر" أنه سيطلب من المستخدم "عنوان بريد إلكتروني ورقم هاتف صالحين للاستخدام، وهو سيخضع بداية لاختبار سريع للتحقق من صلاحية هاتفه"، وسيوجه هذا النظام الجديد رسالة إلى هاتف المستخدم تتضمن رمزا خاصا ينبغي عليه تسجيله بالإضافة إلى كلمة السر المعتمدة، وكانت حسابات مجموعات إعلامية كبيرة، من قبيل "فايننشال تايمز" و"أسوشييتد برس" ووكالة فرانس برس، قد تعرضت خلال الفترة الأخيرة لعمليات قرصنة، وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "الجيش السوري الإلكتروني" تابعة لنظام الرئس السوري بشار الأسد على ما يبدو مسؤوليتها عن عدة عمليات قرصنة، أبرزها تلك التي طالت حسابي "أسوشييتد برس" ووكالة فرانس برس، وكان الموقع الأميركي الساخر "ذي أونيين" قد أفاد في بداية أيار/مايو بأنه وقع ضحية عملية قرصنة، وكشفت "تويتر" في شباط/فبراير انها تعرضت لهجوم معلوماتي "جد متطور" سرقت خلاله كلمات السر التابعة لأكثر من 250 ألف مستخدم. بحسب فرانس برس.

خدمة جديدة

الى ذلك من المرتقب أن يبدأ موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باختبار خدمة في الولايات المتحدة تسمح للمروجين بتقديم إعلانات أكثر استهدافا للمستخدمين، وكشف كيفين فيل مدير المنتجات في رسالة نشرت على المدونة الرسمية للموقع أن "المستخدمين لن يروا مزيدا من الإعلانات على تويتر، بل إعلانات أفضل"، ومن شـأن هذه الوظيفة الجديدة أن تسمح مثلا للمتاجر بتوجيه إعلاناتها للمستخدمين الذين اشتروا بضائع من عندها أو اطلعوا على موقعها الإلكتروني، وهي تقوم بمقارنة المعطيات المجمعة من المتاجر (مثل عناوين البريد الإلكتروني وبروتوكولات الانترنت) ببيانات حسابات مستخدمي "تويتر"، وأكد كيفين فيل "لن نعطي أي معلومات إضافية للمروجين بشأن المستخدمين"، وسيكون في وسع المستخدمين تعطيل هذه الخدمة في حساباتهم.

يذكر ان موقع التغريد "تويتر" يشهد هذه الأيام ظاهرة فريدة حيث أن كثيرا من شركات الاستثمار المالي خصصت فرقا مهمتها تقصي الفرص التي يتيحها الموقع قبل أن تنتبه إليها وسائل الإعلام أو غيرها، ومن أبرز الشركات التي ظهرت مؤخرا ولفتت الأنظار إليها شركة كيمان أتلانتيك التي أسسها بول هاوتين، وتعتمد فقط على ما يتم نشره على فيسبوك وتويتر، ونجحت الشركة التي تأسست قبل ثلاث سنوات، في إعداد تطبيق يقوم بدور المصفاة لتلك الفرص مستخدما معادلات رياضية لفحص 400 مليون تغريدة يوميا، ومن ثمّ حصر التركيز على ما معدله خمس تغريدات لا غير، ولاحقا تقوم الشركة بالمضاربة في أسواق المال والمنقولات العالمية بناء على نتائج ذلك التطبيق، ويقول هاتوين إن التطبيق يأخذ بعين الاعتبار الشعور العام السائد بشأن سهم معين أو سوق محددة، ويضيف أنه حتى في حال تأكد خطأ تغريدة ما، فإن ذلك يمنحه فرصة لتحقيق أرباح مثلما حدث عندما أيقن أن التغريدة المنسوبة لوكالة أسوشيتد برس هي غير حقيقية، وبالتالي نجح في الاستفادة من الهبوط الظرفي في السوق، ويتعهد هاوتين بأرباح لا تقل عن 12 بالمائة للمساهمين بل إنه وزع عليهم أرباحا لا تقل عن 18 بالمائة خلال العام الماضي. بحسب سي ان ان.

انفجار في البيت الأبيض

من جانب اخر جاء في التغريدة الكاذبة: "خبر عاجل: إنفجاران في البيت الأبيض، وباراك أوباما مصاب"، وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن قراصنة اخترقوا حسابها على تويتر ونشروا تغريدة كاذبة عن حدوث إنفجارات في البيت الأبيض، وتم تعليق حساب الوكالة على "توتير" بعد نشر هذه التغريدة الكاذبة، ونصح بتجاهل كافة التغريدات المنشورة على حسابها ولأجل غير مسمى، وجاء في التغريدة الكاذبة: "خبر عاجل: إنفجاران في البيت الأبيض، وباراك أوباما مصاب"، وتسببت هذه التغريدة في هبوط حاد لمؤشر "داوو جونز" وذلك بمعدل 150 نقطة، ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في هذه الحادثة، وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحافي بعد نشر التغريدة الزائفة على الفور"إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخير"، مضيفاً "تعافت الأسهم المالية بسرعة"، ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" على حسابها على "توتير" بأن حسابها اخترق، وبأن التغريدة حول هجمات ضد البيت الأبيض عارية من الصحة، وأضافت الوكالة أن القرصنة على حسابها على "توتير" جاءت بعد محاولات متكررة من قبل قراصنة الإنترنت لسرقة كلمات المرور الخاصة بصحفيين فيها، وقال الناطق باسم الوكالة بول كولفورد إنه "تم تعليق حساب "توتير" الخاص بالصحيفة بعد تعرضها للقرصنة ، مضيفاً "فتح تحقيق حول هذا الموضوع"، وتبنت مجموعة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد إختراق حساب "توتير" التابع للوكالة، وقالت في تغريدة نشرتها على الموقع "الجيش السوري الإلكتروني يمتلك الآن وكالة اسوشيتد برس، إلى اللقاء أوباما"، وقال الجيش السوري الإليكتروني إنه قام بعمليات قرصنة على حسابات "توتير" التابعة للعديد من وسائل الأعلام ومنها لـ "سكاي نيوز أرابيا" و "وكالة فرانس برس" و"الجزيرة". بحسب بي بي سي.

تغريدات مسيئة

من جهته أخرى تجري الشرطة في بريطانيا تحقيقا بشأن سلسلة من التغريدات العنيفة والجنسية المسيئة عبر توتير أرسلت إلى ستيلا كريسي النائبة في البرلمان عن حزب العمال، وقامت النائبة بإعادة إرسال بعضا من هذه التغريدات إلى أعضاء توتير الذين يتبعونها والمقدرين بنحو 30 ألف شخص، وحذرت كريسي أصحاب هذه التغريدات المسيئة من أنهم سيواجهون العدالة، وتعرضت كريسي إلى هذه الانتهاكات عبر توتير بعد أن دعمت علنا كارولين كريادو-بيريز، وهي صاحبة حملة نسوية ناجحة لادراج وجوه نسائية على أوراق النقد البريطانية، وذلك بعد أن تلقت الأخيرة تهديدات عبر الانترنت بالاغتصاب، وقد فتحت هذه القضايا الجدل بشأن أفضل الطرق للتعامل مع "متصيدي الانترنت" وهو مصطلح يشير إلى الأفراد والجماعات الذين يستخدمون حساباتهم على الإنترنت لكتابة رسائل مسيئة للآخرين، وقامت النائبة العمالية بإبلاغ الشرطة البريطانية عن التغريدات المسيئة ليلة الاثنين، واوضحت كريسي أنها تلقت تغريدات تحمل تهديدا بالاغتصاب وكتبت في تغريدة لها عبر توتير" سوف أقوم بالإبلاغ عنكم إلى الشرطة والتيقن من اتخاذ موقف". بحسب بي بي سي.

وكانت ساحة الإنترنت قد شهدت عملية مناشدة طالبت توتير بإضافة خاصية "الإبلاغ عن انتهاك" وذلك في أعقاب رصد التهديدات باغتصاب كارولين كريادو-بيريز، ووقع أكثر من 9 آلاف شخص على هذه المناشدة، وقالت كريادو-بيريز إن التغريدات المسيئة بدأت يوم إعلان وضع صورة الروائية البريطانية الشهيرة جين أوستين على عملة من فئة 10 جنيهات استرلينية، وأبلغت الشرطة أنها تلقت "نحو 50 تغريدة مسيئة، وأنها تعرضت لشبكة من الرجال الذين ينسقون لتنفيذ هجمات تستهدف النساء"، واضافت أن الأسلوب المتاح على موقع التواصل الاجتماعي توتير للإبلاغ عن انتهاك لا يكفي، لاسيما في حالة استلام هذا الكم من الانتهاكات، وأضافت "تويتر بحاجة إلى أن يقف إلى جانب الضحايا"، وقالت كريسي إنها "غاضبة" من كون تويتر لم يفعل أي شيء حتى الآن بشأن الانتهاك الذي تعرضت له كريادو-بيريز، وقال توني وانج من شركة تويتر في بريطانيا إن الشركة "تختبر السبل التي تفضي إلى تبسيط" عملية الإبلاغ عن انتهاكات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 12/آب/2013 - 4/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م