علّي (ع) سبّاق الأمم

محمد يوسف العرادي

 

من منا لا ينشد الكمال في كل شيء وأعني به الكمال على افق العقل البشري وحسب إمكانيات الواقع فالكمال لله وحده لا شريك له، الله خلق الخلق وفضّل بعضهم على بعض، ولو بحثنا في التاريخ منذ بدء الخليقة وليومنا هذا أيوجد رجلاً أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

بالطبع لا فهو النبي الخاتم ومبّلغ أعظم الرسالات، ولابد أن يكون الصادر منه صحيح بالكامل ولا يقبل النقاش فما هو إلا وحي يوحى فكلامه من الله والصادر من الله لا يرد ولا يبدل، ولو مدح الرسول صلى الله عليه وآله رجلاً أو إمرأة فإن الله قد مدحه قبله فهو يبلغ عن الله، والشخصية التي يحبها الله ورسوله ولا تضاهيها شخصية في الأولين ولا الأخرين هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والذي من كثرة ما قال فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من المناقب لم يستطع احد أن ينكرها رغم سبه على المنابر السنوات الطوال.

 ورغم تكميم الافواه عن ذكر مناقبه إلا أن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون المنافقون المجرمون فأنظر ماذا كتب علماء أهل العامة في حق علي عليه السلام، قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري ((لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي)) وهذا حديث صحيح يثبت أن الامام علي عليه السلام هو الأسبق في إحراز المرتبة الأولى من بين الصحابة في ذكر المناقب المثبتة في الكتب.

 وكان الأسبق أيضاً بإسلامه ودليل ذلك من كتب المخالف قبل الموالي فقد أخرج النسائي بسنده إلى زيد بن أرقم قال ((أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب)) وأما أسبقيته في حب الله له عليه السلام فقد أخرج النسائي بسنده إلى أنس بن مالك قال ((إن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجاء أبو بكر فردّه وجاء عمر فردّه وجاء علي فأذن له))، والمتأمل في الرواية يخرج بنتيجة مفادها أن من يحبه الله ليس شخصية عادية والله لا يحب ثم يكره لان علمه حضوري وعالماً بالأمور فحبه للإمام علي حب لا يتغير لعلمه بطهارته لانه اذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا.

فهو الصحابي الأول في كل شيء قال ابن عباس ((والسابقون الأولون)) نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام، سبق الناس كلهم بالإيمان، وصلى إلى القبلتين، وبايع البيعتين بيعة بدر وبيعة الرضوان، وهاجر الهجرتين مع جعفر من مكة إلى الحبشة، ومن الحبشة إلى المدينة)) وقال النبي صلى الله عليه وآله ((إن سبّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا طرفة عين : عليّ بن أبي طالب، وصاحب ياسين، ومؤمن آل فرعون، فهم الصديقون وعليّ أفضلهم))، وعن الصادق عليه السلام ((ثلة من الأولين)) ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون، ((وقليل من الآخرين)) علي بن أبي طالب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/تموز/2013 - 20/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م