السمو النفسي ومقدمات الإنجاز

السيد محمود الموسوي

 

قبل أن نتحدث عن القواعد العامة للإنجاز، سنتحدث عن المقدمات الأساسية التي تجعل تلك القواعد في وعاء يسعها، وذلك بالحديث عن النفس، تلك المنطقة الحساسة في الإنسان، والنفس هي الأرضية التي ينبت فيها كل الصفات الحسنة وتنمو فيها الفضائل، فإن كانت أرضاً صالحة طيبة ستعطيك نتائج صالحة وطيبة، وإن كانت تلك الأرض سبخة وخبيثة، ستعطي نباتاً من نفس جنسها، فلن يحصد منها الإنسان إلا الثمر الفاسد.

النفس هي المحطة الأهم عند الإنسان، وبتقويتها يكون قوياً، وبسدادها يكون سديداً.. وبضعفها يكون كذلك، يقول الله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)[1]. وهي محرك أساسي ومؤثر عظيم في حياة الإنسان، وسوف نذكر هنا بعض جوانب التأثير:

تأثير النفس على العقل وقرارته

قد نظن أننا عندما نقتنع بشيء ما من جهة عقلية، ونؤمن بفكرة بأدلتها وبرهانها السديد، فإننا سوف نتبع تلك الفكرة عملياً، وسوف نمتثل لما تقتضيه، وما تستلزمه، كلا.. فكم من شخص آمن بالأفكار السليمة ولكنه لم يطبقها، ولم يعطها أهمية ولم يتخذ في هذا المجال قراراً، ولم يحرّك ساكناً.. هذا سببه راجع إلى أن هنالك خلالاً في العلاقة بين العقل والنفس، لأن النفس لم تكن بمستوى أن تمتثل وتطبّق معطيات العقل، ولم تربّ على الخضوع لتلك الحقائق، إننا نجد أن القرآن الكريم يخبرنا عن أناس وصلوا إلى درجة اليقين، أي أنهم آمنوا عقلياً عبر الدليل والبرهان، ولكن أنفسهم قادتهم إلى طريق آخر، وهو الجحود، في قوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)[2].

لأن النفس تتسلّط على العقل كما عن الإمام علي(ع): (وكم من عقل أسير تحت هوى أمير)[3].

لذلك فإن بداية التغيير من أجل الوصول إلى السمو النفسي هو تهذيب النفس وتطويعها لقبول الحق، والإمتثال إلى الأفكار التي تنتج عن العقل، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)[4].

وقال الإمام علي (ع): (من لم يهذّب نفسه لم ينتفع بعقله)[5].

إذاً السمو النفسي يتكوّن بتهذيب النفس وتأديبها لكي تبتعد عن عاداتها السيئة إلى العادات الحسنة بشكل دائم، يقول الإمام علي (ع): (أيها الناس تولّوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها)[6]، وعنه عليه السلام: (أقوى الناس من قوي على نفسه)[7].

الصيام وتحسّس آلام الفقراء

إننا نتحدّث عن برنامج الصيام وكيف يمكنه أن يؤثر في حياتنا، وذلك بأن نمتثله على أكمل وجه، وبأن نستخرج منه قواعد عامة لنستفيد منها في سائر شؤون حياتنا، وقد قدّمنا لذلك بالحديث عن النفس وأثرها في مسار الإنسان، وأهمية أن نوليها عناية لتساهم في التغيير والإنجاز، وفي أجواء الصيام وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، كل عمل يقود إلى تهذيب النفس ويساعد على تزكيتها، ومن ذلك الإمتناع عن المفطرات المعروفة التي قررها الفقهاء، كالإمتناع عن الأكل والشرب، فإن لها علاقة بحالة التقوى، والتقوى هي هدف الصيام ومقصده، ومحلها النفس.

أن يكون الإنسان في حالة الجوع، فهو يتحسس ويستشعر آلام الفقراء والمحتاجين، فلا يكفي أن نتعرف على واقع الفقراء من خلال قراءة المعلومات والإحصائيات العالمية التي تحكي المجاعات ونسبة تدني الأجور في هذا البلد أو ذاك، بل لابد أن نتحسس آلآمهم لكي نتعاطف معهم بشكل أكبر، فإن النفس التي تتحسس ألم الجوع سوف تميل إلى سد تلك الحاجة، وستندفع بشكل أسرع إلى المساعدة..

وتلك النفس التي تستشعر ألم الجوع والعطش، ستكون قريبة من كل معاني السمو النفسي، ومنها واقع الآخرة، وفقر الآخر من الأعمال، وهكذا تستلهم النفس وتقبل سائر المعاني السامية.

فعن الإمام الرضا (ع) (إنما امروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع ما فيه من الامساك عن الشهوات، ويكون ذلك واعظا لهم في العاجل ورايضاً لهم على أداء ما كلفهم، ودليلاً لهم في الآجل، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما افترض الله لهم في أموالهم)[8].

وهذا يعني أن على الإنسان أن يكون مستيقظا في وقت يسعه لتحسّس ألم الجوع، حتى يؤتي ثماره، ولا يقضي جل وقته في النوم، لكي لا يكون من أولئك الذين وصفهم الحديث عن النبي (ص): (كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)[9].

القرآن وتسديد النفس

بقيت فكرة مهمة في مجال تهذيب النفس من أجل تحقيق السمو النفسي، استعداداً لتقبل البرنامج الرمضاني، ومن أجل الإستفادة التامة مما يعطيه من قواعد تفيد في سائر ميادين الحياة، وهذه الفكرة هي معرفة الطريق السديد والصالح الذي تتوجه النفس نحوه، فلا يكفي أن نهذّب النفس دون أن نعرف الطريق الصحيح، فكم من أشخاص وفرق قد ظلّوا وتاهوا، حيث ابتدعوا لأنفسهم سبلاً يدّعون أنها تصلح أنفسهم، فلابد من أن يكون هناك ما يميّز الطريق الصحيح عن الطريق الخطأ للنفس، فليس أي سلوك نفسي سيؤدّي بالضرورة إلى الصواب، وليس بالضرورة سيربي النفس.

لقد جعل الله القرآن الكريم هو الفرقان بين الحق والباطل، وبه تتميز الحقائق، وعلى هديه لابد أن نسير، ووفق معطياته لابد أن تنتهج النفس منهجها، فلقد ظهرت العديد من الفرق التي تدّعي أنها توصل الإنسان إلى بناء النفس والذات والسمو النفسي وما شابه ذلك، ولكن ما الذي يميز صحة هذا عن ذاك؟

القرآن الكريم يقوم بهذا الدور، لأنه الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل، وعبر بصائره يمكن تمييز الأفكار، صحيحها من سقيمها، يقول تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[10].

الرجل الذي آمن بالفرقان

في هذا الصدد سأحكي لك قصة أحد الرجال الذين بلغوا في دراستهم تفوقاً كبيراً، وحصل على شهادات عليا، ثم دخل ميدان العمل وأصبح ناجحاً في عمله وشق الطريق نجاحاً تلو النجاح، هذا الرجل حصل على كل ما يريد من الحياة المادية، لكنه وجد نفسه في النهاية لم يشبع من شيء ما، أحسّ أن هناك نقصاً في نفسه ولكن لم يعلم ماهو؟

عاش في الغرب متنقلاً بين دوله، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، بحثاً عن شيء يلبي نهمه، كان يبحث عن ضالة لا يعلمها، ولأن هناك الكثير من الجماعات التي تدعي أنها تقدّم الأفضل للإنسان، وأنها تصيغ شخصيته وتوصله إلى الإنجاز الحقيقي، فقد بات يتنقل من جماعة إلى جماعة ومن فرقة إلى أخرى، مستكشفاً ومطبقاً ما تؤمن به، فجرّب سلوكيات الديانات المختلفة، وجرّب الطرق الصوفية، والسلوكيات الشرقية وماشابه ذلك، لكنه لم يقتنع تماماً، قد شعر في بعضها ببعض الرغبة، ولكن بعد أن صادفه موقف خاص تساءل تساؤلا مهماً..

صادف في رحلة بحثه رجلاً بدى مطمئناً، قال في نفسه لعل هذا الرجل يحمل ما أبحث عنه، استضافه في بيته ليسأله عن ما يؤمن به، فرأى أن لديه فلسفة في الحياة، وقواعد ينتهجها، أصغى إليه، لكنه سرعان ما صدمه صدمة كبيرة، بعد أن سأله الرجل، هل تود أن تكون صقراً أو دجاجة؟

استغرب من سؤاله، وقال لماذا؟ أخبره أنه ينبغي ان يصبح صقراً، لأنه الأقوى، واعترف له بأنه يعبد الشيطان! في هذه اللحظة استشاط غضباً وقام بطرد هذا الرجل عابد الشيطان من بيته، ورغم أنه لم يكن يؤمن بعقيدة ما، ولكنه بعد هذه التجربة وقف على حقيقة كبرى، هي: مادام أن عابد الشيطان يعيش مطمئناً مع كل أولئك، ويعتقدون أنهم على صواب، فأين الحق ومن معه الحق؟ ينبغي أن يكون هنالك فرقاناً يميّز بينهم.

بعد فترة من الزمن كان هذا الرجل في زيارة لبلد مسلم، فوقعت في يديه نسخة من القرآن الكريم في الفندق الذي يسكنه، فعمد إلى قرائته، فأصابته الدهشة مما قرأ.. عرف أن مهمة هذا الكتاب هي أنه يفرق بين الحق والباطل، بين الصواب والخطأ، وهذا ما يحتاج إليه..

وبعد أن أخذ الأمر محمل الجد، آمن بالقرآن واسلم ووالى أهل البيت (ع)، فاكتشف الطريق، وحصل على ضالته، فقام بتأليف خمسة كتب تحت عنوان عام (إحياء أمر أهل البيت) كلها تعالج مشكلات الإنسان، مستوحاة من القرآن ومن روايات أهل البيت (ع)، وقد كتب كتاباً خاصاً روى فيه تجربته بالتفصيل.

ربيع في ربيع

القرآن الكريم هو الفرقان، وهو ربيع قلب الإنسان، وربيع القرآن هو شهر رمضان المبارك، كما عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "لكل شئ ربيع وربيع القرآن شهر رمضان"[11].

وعن أمير المؤمنين علي (ع): (وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب"[12].

فشهر رمضان المبارك يمثل القمّة للإستفادة من القرآن الكريم، وهذا الأمر يدعم ما نريد الوصول إليه وهو التسديد، كمقدمات للإنجاز الحقيقي والصائب، ومن خلال آيات القرآن الكريم يمكن أن نستكشف السبل التي تساعدنا في تحقيق ما نريد، دون أن يداخلنا الشك في عجز تلك السبل، لأنها من كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

الدعاء عروج نحو التقوى

الدعاء معراج المؤمن.. كلمة بحق عميقة.. والدعاء يعبّر عن تطلّع الإنسان ليستجيب له الله ويسهل عليه الطريق الذي يقصده. قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[13].

ففي شهر رمضان أنواع من الدعاء وكلها تعطي وقوداً وشحناً للنفس، ومن الدعاء الإستغفار وطلب التوبة.

والتوبة هي طريق مختصر للوصول إلى التقوى، كيف؟

إن شهر رمضان المبارك هو شهر التوبة، والتوبة بدورها تحتاج إلى الإستغفار، والله من صفاته الغفار والعفوّ، فإن الأجواء مهيئة في شهر رمضان المبارك، للتوبة من كافة الجوانب، لهذا جاء الترغيب في التوبة من أجل غفران الذنوب، حيث يقول الرسول (ص) (الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر)[14].

فلابد أن أتعلم من هذه المعادلة شيء مهم، وهو أن "العفو هو أن يتجاوز عن الخطأ، فكيف أطلب شيئاً وأنا لا أؤمن به، بل لابد أن أطبقه لكي أستحق نتيجته".. عبر قانون (تخلّقوا بأخلاق الله)[15].

فلابد أن أعفو عن الناس وأتسامح، حتى يغفر الله لي. يقول تعالى تحقيقاً لهذه القاعدة: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[16]. وقال تعالى: (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[17].

الإنفاق والعطاء.. ترفّع عن المادة

إفطار الصائم، التصدّق على الفقراء وإعانة المحتاجين، سبيل لتزكية النفس وتطهيراً من رواسب المادة؛ لأن المال فتنة، وله جاذبية نحو المادة، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ. وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)[18].

ويقول الرسول الأعظم (ص) في خطبته: (اتقوا النار ولو بشقّ تمرة)[19]، وهذا يعني أنه لابد من المحافظة على الإنفاق حتى مع عدم القدرة، ولو بالقليل، لكي يدخل الإنسان في مساحة الإنفاق، ويتعود على العطاء متخلياً عن المادة، هذه الحقيقة تؤكدها آيات الله تعالى في قوله عز وجل: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[20].

وذلك لأن الإنفاق يزكي النفس، يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[21].

النتيجة

الوصول إلى حالة السمو النفسي من خلال برنامج شهر رمضان، ليرى الإنسان الأشياء على حقيقتها وتتكشف له معادن الأشياء وحقائقها، فمن الضروري أن يربي الإنسان نفسه ويروضها في شهر رمضان لتكون في غيره أفضل وأقدر، يقول الإمام علي (ع): (وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى)[22].

* قسم من كتاب: شهر رمضان شهر الإنجاز-8 قواعد لتكون من المنجزين

http://www.annabaa.org/news/maqalat/writeres/mhamod%20almosiwy.htm

.................................................

[1] / سورة الشمس

[2] / سورة النمل، آية 14

[3] / ميزان الحكمة، ج3

[4] / سورة النازعات، آية 40و41

[5] / ميزان الحكمة، ج4

[6] / المصدر

[7] / المصدر، ج1

[8] / وسائل الشيعة، ج10، ص10

[9] / بحار الأنوار، ج93،ص295

[10] / سورة البقرة، آية 185

[11] / الكافي، الشيخ الكليني ج2/ ص631

[12] / بحار الأنوار، للعلامة المجلسي، ج2، ص31

[13] / سورة البقرة، آية 186

[14] / وسائل الشيعة، ج10، ص314

[15] / بحار الأنوار، ج58، ص130

[16] / سورة النور، آية 22

[17] / سورة البقرة، آية 237

[18] / سورة المنافقون، آية 9و10

[19] / وسائل الشيعة، ج10، ص315

[20] / سورة آل عمران، آية 134

[21] / سورة التوبة، آية 103

[22] / نهج البلاغة. الشريف الرضي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/تموز/2013 - 18/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م