رمضان المبارك بين الفائدة والترفيه

 

شبكة النبأ: يتميز شهر رمضان المبارك بأجواء خاصة، تجعله مختلف عن جميع شهور السنة، ومن بين أهم مزايا هذا الشهر الكريم، البحث عن سبل الترفيه التي تقلل من المصاعب التي يتعرض لها الصائم، بعد نهار الصوم الطويل، والصبر ازاء العطش والجوع، وكبح الجوارح كلها عن الرغبات المختلفة، لذلك نلاحظ اهتماما بالترفيه، من لدن جهات متعددة اعلامية وثقافية وحكومية وسواها، كلها تحاول بطريقة أو اخرى أن تريح الصائم وترفّه عنه كي ينسى عناء النهار الطويل، فضلا عن استثمار هذا الشهر ثقافيا وفكريا واخلاقيا ودينيا.

وهناك منظمات ومقاهي وكازينوهات تقدم انواعا مختلفة للترفيه، منها ما يتميز باقتران الفائدة مع الترفيه ومنها ما يشكل اضاعة للوقت والفائدة معا، لذلك لابد من مراعاة ان تكون الفائدة مقرونة بالترفيه، حتى لو كان الامر يتعلق بالمقاهي الكثيرة التي تنتشر في عموم البلدان الاسلامية والعربية، إذ تشكل المقاهي مكانا اساسيا يقضي فيه الشباب والناس عموما اوقاتا كثيرة في رمضان الكريم وسواه، ولكن تصبح المقاهي مزدحمة بعد الافطار اكثر من الشهور الاخرى، لهذا يستحسن ان يتم استثمار هذه الظاهرة لصالح المجتمع.

واذا عرفنا ان رمضان المبارك لهذا العام يتزامن مع العطلة الصيفية، فإن الفراغ الكبير واقبال الشباب على وسائل الترفيه اصبح مضاعفا، لهذا يجب الانتباه الى اهمية استثمار التجمعات الكبيرة للناس في المقاهي وسواها، خاصة الشباب والتلاميذ الذي يقضون عطلتهم الصيفية في رمضان المبارك والتدفق الكبير نحو اماكن الترفيه لقضاء الوقت، لذلك لابد أن يقوم المعنيون بتطوير مهارات الشباب والمجتمع عموما بدورهم في الاهتمام بالمجتمع، مثال ذلك ان تقدم المقاهي انشطة ثقافية متنوعة، محاضرات ومسابقات ثقافية، ونشر معلومات متنوعة تعمل على تطوير الانسان، وبهذا تقترن الفائدة بالترفيه في الوقت نفسه.

ويعتبر التلاميذ الفئة الأكثر استفادة من هذا اللقاء الرمضاني الصيفي، وهو ما سيمكن التلاميذ من عيش تجربة فريدة. وفي اسئلة قمنا بتوجيهها لهم تضاربت آراء بعض التلاميذ حول هذا الموضوع فمنهم من يرى في تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية استفادة حتى يستمتع أكثر بالعطلة وأجواء رمضان الخاصة دون أن تكون الدراسة عائقا، ومنهم من يرى في شهر رمضان ملهاة عن الدراسة لذلك يفضّل أن يكون رمضان مزامنا للعطلة، إضافة إلى كون رمضان مع الدراسة متعب ومرهق لهم. كما يرى تلاميذ آخرون أن الدراسة تمثل وسيلة لسد الفراغ. وهناك مجموعة أخرى تملأ هذا الفراغ خلال شهر الصيام بالاستعداد للعودة المدرسية من خلال متابعة دروسهم، فيما يعتبر بعضهم اقتران شهر رمضان بالعطلة الصيفية فرصة لبعض التلاميذ للتدرب على الصوم.

وهكذا يمكن ان يكون تزامن هذا الشهر الكريم مع العطلة الصيفية عاملا مساعدا على تطوير قدرات الطلاب، فضلا عن اقدامهم على الصوم الذي يساعدهم على بناء شخصية تتميز بالصبر والتحمل ومواجهة المصاعب الجسدية والنفسية في وقت واحد، ولذلك لابد أن يقترن هذا الشهر بالانشطة التثقيفية المتنوعة التي تزيد من المعلومات المهمة التي تسهم في تطوير عقلية الشاب او الانسان في مختلف الفئات العمرية.

ان ظاهرة الاقبال على الترفيه في شهر رمضان المبارك، لابد أن ترافقها الفائدة، ولابد للجهات المعنية الرسمية والاهلية كالمؤسسات الخيرية والمنظمات الثقافية، لابد لها أن تقدم فعاليات متنوعة تصب في صالح المجتمع، وتستغل فرصة التجمعات الكبيرة للناس في شهر رمضان، لأنها قد لا تتكرر بالكم والاعداد نفسها في الشهور الاخرى، ويبقى الامر خاضعا للتخطيط بالدرجة الاولى على ان تسبقه ارادة المعنيين على اهمية نشر الثقافة بين عموم الناس في هذا الشهر الفضيل، خصوصا ان رمضان لهذا العام يتزامن مع عطلة الطلاب الصيفية، وهم معظمهم من الشباب، الامر الذي يتطلب تطويرهم مع بالتزامن مع الاوقات المخصصة للترفيه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 14/تموز/2013 - 5/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م