طعامك... قد يفتك بك!

الاغذية بين الفوائد والمضار

 

شبكة النبأ: اعتماد قواعد التغذية السليمة امر ضروري ومهم في حياة كل انسان يجنبه الوقوع في العديد المشاكل والاخطار الصحية، والغذاء الصحي أو الغذاء المتوازن يقصد به النظام الغذائي الذي يؤدي إلى تحسين صحة الفرد. وبحسب خبراء الصحة العامة فان الجسم يعتمدان على توازن العناصر الأساسية الواردة إليه عن طريق الطعام المتناول، وتختلف الأطعمة حسب كمية و نوعية المواد الغذائية التي تحتوي عليها لذلك فمن المهم ، عند تنظيم التغذية ، اختيار نوع وكمية الطعام بحيث يكون متوازن ومفيد. نوع غذاء الإنسان من مولده إلى شيخوخته من أهم العوامل التي تؤثر على صحته الجسمانية والعقلية.

وفي هذا الشأن قال رئيس صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان نحو 165 مليون طفل في انحاء العالم عانوا من سوء تغذية في الصغر ينتظرهم في الكبر الفقر وحياة معتلة وتعليم متدن ودخول منخفضة. وقال انتوني ليك المدير التنفيذي لليونيسيف ان مشكلة سوء التغذية يستهان بها على نطاق واسع لان كثيرا ما يتم الخلط بين سوء التغذية ونقص الطعام.

ويقول انه في واقع الامر يؤثر سوء التغذية وتبعاته الصحية التي لا يمكن التخلص منها على دول في وضع جيد نسبيا مثل الهند حيث يوجد الكثير من الطعام لكن لا توجد مساواة في فرص الحصول عليه كما ان المحتوى الغذائي يمكن ان يكون منخفضا. وقال ليك "سوء التغذية خاصة توقف النمو هو من اقل الازمات المعترف بها بالنسبة للأطفال في العالم."

وتوقف النمو هو من عواقب سوء التغذية في الالف يوم من عمر المولود الاولى تقريبا بما في ذلك فترة الحمل. والاطفال الذين يعانون من ذلك تقل قدرتهم على التعليم وتزيد بينهم احتمالات ان يعيشوا في فقر وان تعاني ذريتهم من بعدهم بتوقف النمو نتيجة لسوء التغذية. ويقول ليك ان هذا بدوره يزيد من الفقر في الدول والمناطق التي تعاني منه اصلا ويوسع الفجوة بين الاثرياء والفقراء. بحسب رويترز.

وقال ليك "الارقام مذهلة في الهند.. على سبيل المثال هناك نحو 48 في المئة من الاطفال يعانون من توقف النمو وفي اليمن تصل النسبة الى 60 في المئة تقريبا. فكر في اثر هذا على التنمية. "النقطة المهمة هي ان ذلك لا رجعة فيه تماما. يمكنك ان تطعم طفلا يعاني من نقص الوزن لكن الطفل الذي توقف نموه ولان ذلك يؤثر على المخ أصبح لديه بشكل دائم قدرة ادراك متدنية وهو في الثانية من عمره."

شوكة ذكية

في السياق ذاته طور العلماء اختراعاً باسم HapiFork الذي يعمل على قياس عدد لقم الطعام التي يتناولها المستخدم على المائدة والسرعة التي يتناول فيها الشخص طعامه، مما يمكنه أن ينبه الشخص بضرورة الإبطاء في الأكل، أو التخفيف منه، وبالتالي المساهمة في إنقاص الوزن تدريجياً. ويمكن أن يؤدي التناول السريع للطعام إلى زيادة الوزن، إذ تستغرق المعدة حوالي 20 دقيقة لإعلام الدماغ بشعورها بالشبع، وبالتالي يمكن للأكل السريع أن يزيد من كمية الطعام الذي يدخل الجسم، وبالتالي ازدياد الوزن، كما يمكن للأكل البطيء أن يقلل من احتمال الإصابة بالسمنة المفرطة وبمرض السكري.

وتساعد التكنولوجيا في عصرنا الحالي الأشخاص على تتبع نظام للحفاظ على الصحة وتحسين مستوى الحياة، إذ يمكن اليوم من خلال هذه التكنولوجيا قياس معدل نبضات القلب وقياس الرطوبة في الجو، وتحديد المزاج، كما تعدى الوضع إلى تنبيه الأجهزة لضرورة شرب المستخدم للمياه.

ويتوقع الخبراء بأن المستقبل يحمل آمالاً في ربط أجهزة الاستشعار التي توفرها هذه التكنولوجيا ببعضها البعض، لتوفر معلومات مثل كم يحتاج المستخدم من الطعام عندما يتسنى له النوم لمدة ثمان ساعات؟ أو هل تؤثر نوعية الهواء في المنزل على مزاج سكانه.

من جانب اخر حذرت أحد الأبحاث المنشورة مؤخرا من الخطر الذي قد ينتج عن تسخين بعض أنواع الأطباق في الأفران الكهربائية أو ما يعرف بـ"المايكروويف،" حيث أن بعض هذه المواد قد تتحلل بفعل الحرارة وبالتالي التأثير على صحة المستخدم. وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن من هذه المواد المستخدمة بصناعة الأطباق هي مادة "ميلامين،" التي وعند تعرضها لدرجات حرارة عالية ولمدة طويلة تبدأ جزيئاتها بالتحلل، الأمر الذي قد يسبب العديد من الأمراض.بحسب CNN.

وألقى التقرير الضوء على أن مادة الميلامين، تدخل في صناعة العديد من أدوات ومعدات المطبخ، مثل الأطباق المقعرة للحساء وغيرها والتي غالبا ما يستخدمها الفرد في الأفران الحرارية بقصد تسخينها. وأشار التقرير إلى أن هذه المادة قد تسبب عدد من الأمراض التي تتفاوت حدتها بتفاوت الجرعات التي تم تناولها، وفي مقدمها التسبب بالحصى الكلوي. وتنصح الدراسة من الأفراد الإطلاع على المواد التي استخدمت في تصنيع معدات المطبخ وذلك قبل ابتياعها.

الدهون المتحولة

على صعيد متصل ذكرت دراسة امريكية انه على الرغم من الدهون المتحولة او غير المشبعة التي تتعرض لانتقادات كثيرة ترفع مستويات الكوليسترول "الضار" فانه ليس لها تأثير دائم على مستويات السكر في الدم. وكتب باحثون في دورية التغذية السريرية الامريكية ان كلا من السكر في الدم والانسولين وهو الهرمون الذي يحافظ على ضبط مستويات السكر في الدم كان متشابها بصرف النظر عن كمية الدهون المتحولة التي تناولها الشخص.

وهناك قبول واسع النطاق للصلة بين الدهون المتحولة وارتفاع مستويات الكوليسترول ولكن يوجد عدم وضوح بشأن تأثيرها على السيطرة على السكر في الدم . وقال كريستوس مانتزوروس من كلية هارفارد الطبية في بوسطن انه "على الرغم ان الادلة من مجموعة دراسات اشارت الى ان استهلاك الحمض الدهني المتحول ربما يكون مرتبطا بمقاومة الانسولين والسكري فان تجارب اعطاء ادوية وهمية بشكل عشوائي اسفرت عن نتائج متضاربة."

وتوجد الدهون المتحولة في المنتجات الحيوانية والزيوت النباتية المهدرجة. وفي رد على الدراسات التي ربطت بين زيادة تناول هذه المواد وزيادة خطر الاصابة بمرض القلب الزمت الادارة الامريكية للاغذية والعقاقير شركات صناعة الاغذية بالكشف عن الدهون المتحولة في بطاقات المواد الغذائية.

وحظرتها بعض المدن والولايات في المطاعم او المدارس. وجمع مانتزوروس وزملاؤه هذه النتائج من سبع تجارب شملت 208 اشخاص. وفي خمس من هذه الدراسات جرت مراقبة مستويات السكر والانسولين والكوليسترول في دم المشاركين لعدة اسابيع بموجب حمية غذائية تضمنت استهلاك كمية كبيرة من الدهون المتحولة ومرة اخرى لعدة اسابيع عندما تم استبدال الدهون المتحولة بدهون اخرى مثل زيت النخيل وزيت الصويا.

وقارنت اثنتان من هذه الدراسات اشخاصا تناولوا وجبة اشتملت على دهون متحولة باخرين تناولوا وجبة دون دهون متحولة. وقالت مجموعة مانتزوروس انه لم يحدث تغيير في مستويات السكر بالدم او الانسولين اثناء الوقت الذي تناول فيه الاشخاص الدهون المتحولة بالمقارنة مع الوقت الذي تناولوا فيه دهونا اخرى. بحسب رويترز.

ولكن الباحثين وجدوا انه خلال اسابيع تناول الدهون المتحولة انخفض الكوليسترول "الحميد" كما ارتفع مستوى الكوليسترول "الضار." وقال مارك بيريرا وهو خبير في الصحة العامة والتغذية في جمعية مينيسوتا في مينابوليس "لقد رأوا ما كنتم تتوقعونه فيما يتعلق بالكوليسترول وهو ما يثبت ان تلك الدراسات تمت بشكل جيد." واضاف ان هذا ليس دليلا قاطعا على ان الدهون المتحولة يمكن ان تؤثر على مستويات السكر بالدم.

التغذية السليمة

من جانب اخر أكدت مجلة يونيكوم الألمانية المعنية بشؤون التعليم، أهمية التغذية السليمة بالنسبة للطلاب أثناء الاستذكار والاستعداد للامتحانات، موضحة أن الأطعمة الدسمة والصعبة الهضم تصيب الطلبة بالكسل، وتعيقهم عن تحصيل المعلومات. ولزيادة التركيز ورفع القدرة على تحصيل المعلومات، تنصح المجلة الصادرة بمدينة بوخوم، الطلاب بتناول الأطعمة الخفيفة ذات القيمة الغذائية العالية، مثل الخبز الأسمر والزبادي واللبن المخثر والخضراوات والبقوليات.

وأوضحت المجلة أن هذه المواد الغذائية هي أكثر الأطعمة التي تمد المخ بالطاقة، كونها تحتوي على نسبة عالية من الألياف والكربوهيدرات المعقدة، التي تتميز ببطء تفككها داخل الجسم، من ثمّ تُحافظ على ثبات نسب السكر بالدم وتمد الجسم بالطاقة بصورة منتظمة. كما أوصت المجلة الألمانية الطلاب بضرورة الانتباه جيداً إلى إمداد جسمهم بكميات وفيرة من الفيتامينات، لافتةً إلى أنه يُمكن الحصول عليها من خلال إتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضراوات واللحوم.

وأكدت المجلة ضرورة ألا يستغني الطلاب عن تناول الحلوى بشكل تام، مشيرةً إلى أن حصولهم على قطعة صغيرة من الشوكولاتة من آن إلى آخر على سبيل المكافأة، يُسهم في تحسين حالتهم المزاجية بشكل كبير. وأوصت المجلة الألمانية الطلاب بالحرص على ممارسة الرياضة، خلال فترات الدراسة الصعبة وأيام الامتحانات المجهدة، إذ تُسهم الرياضة في تنشيط المخ والحد من الضغط العصبي الذي يتعرض لهما الطالب خلال هذه الفترات، ما يساعده على اجتياز الامتحانات بنجاح وتحقيق أعلى الدرجات.

الخضراوات والفاكهة

على صعيد متصل يبدو أن الخريف هو الشهر المناسب لمكافحة السرطان، إذ يقدّم مجموعة من الفواكه والخضار التي يثني الاختصاصيون على أفضالها في مكافحة هذا المرض الخطر. وقالت اختصاصية التغذية، ستايسي كينيدي، إن فصل الخريف يقدّم مجموعة متنوعة من الخضار والفواكه التي تساعد على مكافحة السرطان.

ودعت كينيدي إلى تناول هذه الأطعمة وهي غير ناضجة ومن دون إزالة قشرتها، موضحة أن القشرة هي التي تحتوي على المغذيات. وأشارت إلى أن الدراسات أثبتت أن التفاح، الذي ينمو في هذا الفصل، يقي من سرطانات الحلق، والفم، والقولون، والرئة، والثدي. ونصحت الاختصاصية بشراء أكياس من الفراولة الطازجة، ووضعها في الثلاجة ليتم استخدامها لاحقاً. بحسب يونايتد برس.

وأشارت كينيدي إلى أن الخضار، مثل الشمندر، والجزر، والبروكولي، والملفوف، والكرنب المسوق، تقي من سرطانات البروستات، والمعدة، والرئة. وأوضحت كينيدي أنه كلما اشتدت قوة اللون الموجود في هذه الخضراوات، ازدادت درجة مكافحتها للسرطان. وأشارت إلى أن اليقطين، والقرع، والجزر، والبطاطا الحلوة تحتوي كلّها على مغذي الكاروتينويد.

من جانب اخر وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الخضراوات والفاكهة، يميلون للتفاؤل أكثر بشأن مستقبلهم. وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن الباحثين في جامعة هارفارد، اكتشفوا أن لدى الأشخاص المتفائلين مستويات عالية من مركبات الكاروتينويد النباتية في دمهم.

ومن مركبات الكاروتينويد المعروفة، مركّب بيتا ـ كاروتين، الموجود بمستويات عالية في عصير الليمون والخضراوات الورقية. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن مستويات مضادات الأكسدة المرتفعة، التي تشمل الكاروتينويد، هي مؤشر إلى الصحة الجيدة. وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة جوليا بويم، إن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً يميلون لأن تكون لديهم مستويات أعلى من مركّبات الكاروتينويد، مثل الـ(بيتا ـ كاروتين).

وأشارت إلى أنها الدراسة الأولى من نوعها التي تربط بين التفاؤل ومستويات الكاروتينويد الصحية. وقيّم الباحثون مستويات تسعة مضادات للأكسدة في الدم، بينها الكاروتينويد، مثل بيتا ـ كاروتين والفيتامين إي، لدى قرابة الـ1000 رجل وامرأة أميركيين، في عمر يراوح بين 25 و74 عاماً.

وملأ المشاركون في الدراسة استمارة حول سلوكهم الحياتي، وأخذت منهم عيّنات دم، وقاس الباحثون درجة التفاؤل عند هؤلاء، فوجدوا أن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً كان لديهم ارتفاع بـ13٪ في معدّلات الكاروتينويد بالدم، مقارنة بالأشخاص الأقل تفاؤلاً. ويعتقد العلماء أن الاستهلاك الكثير للفواكه والخضراوات بين الأشخاص الأكثر تفاؤلاً قد تفسّر على الأقل جزئياً النتائج، ووجدوا أن الأشخاص الذين يتناولون حصتين غذائيتين أو أقل من الفاكهة والخضراوات في اليوم كانوا أقل تفاؤلاً ممن يتناولون ثلاث حصص أو أكثر.

في السياق ذاته وعلى الرغم من كلّ النصائح التي تروّج للخضار كغذاء صحي وتدعو إلى تفادي المأكولات الجاهزة الدسمة، إلا أن باحثاً بريطانياً رأى أن السلطة قد تشكّل خطراً أكبر على الصحة من "الهمبرغر" بسبب البكتيريا التي تتواجد في الخضار. ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف"، عن الباحث في مجال البيولوجيا المجهرية هيو بينينغتون من جامعة أبيردين في اسكتلندا، أن الطلب على السلطة تزايد كثيراً في السنوات الماضية بسبب الحملات الداعية لاتباع نظام غذائي صحي.

ولكنه نبّه أن مكونات السلطة هي أكثر المنتجات التي قد تسبب أمراضاً مرتبطةً بالطعام. وأشار بينينغتون إلى أن الخضروات تزرع عادةً في التراب مباشرة ما يجعلها عرضة للبكيتريا والطفيليات التي لا يمكن القضاء عليها إلا بحرارة مرتفعة أو باستخدام مطهرات قوية.

وقال إنه على الرغم من الكثير من المشاكل التي قد تتواجد في اللحوم، إلا أنه يسهل اكتشافها أكثر من تلك الموجودة في الخضروات. واعتبر أن الطريقة الوحيدة لجعل الخضار سليماً هو عبر طهيه على حرارة مرتفعة، ولا يمكن فعل ذلك في حال تحضير السلطة. وحذّر من مخاطر السالمونيلا والكربتوسبوريديوسز والليستيريا في حال تناول السلطة. ونصح الأشخاص الذين يشترون سلطة جاهزة "بغسلها بدقة حتى إن كتب عليها أنها مغسولة وجاهزة للأكل".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/حزيران/2013 - 12/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م