بين التكنلوجيا والمال... علاقات تناسبية الحركة

 

شبكة النبأ: تولي الكثير من وسائل الإعلام اهتماما خاصا بكل النشاطات والاخبار التي تقوم بها شركات التكنلوجيا العملاقة، حيث تسعى هذه الوسائل الى رصد ونقل كل ما هو جديد في عالم التطور والابداع يضاف الى ذلك باقي الانشطة المالية والارباح والاعمال الاخرى التي تقوم بها هذه الشركات العملاقة مثل رعاية بعض الفعاليات الانسانية والمساهمات والتبرعات الخيرية والتي يعتبرها البعض مشاريع دعائية لأجل السيطرة على الاسواق العالمية، وفي هذا الشأن اعلن الملياردير الاميركي بيل غيتس مؤسس شركة ميكروسوفت في ابوظبي عن تبرعه بمبلغ 1,8 مليار دولار لحملة القضاء على مرض شلل الاطفال. وقال غيتس الذي يعد من اكبر الاغنياء والمحسنين في العالم في مؤتمر حول اللقاحات في العاصمة الاماراتية "يسعدني ان اعلن عن التزام مؤسسة بيل وميليندا غيتس بتمويل ثلث الحملة، اي ب1,8 مليار دولار".

وذكر غيتس انه "تم جمع اربعة مليارات دولار، ما يمثل نسبة 73%" من الميزانية المحددة ب5,5 مليارات دولار للحملة الهادفة للقضاء على مرض شلل الاطفال في غضون ست سنوات.

واعلنت بريطانيا خلال المؤتمر عن تقديم 457 مليون دولار فيما اعلنت كندا عن تقديم 250 مليون دولار والنروج عن 240 مليون دولار.

من جهته، تبرع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ب120 مليون دولار والمانيا بمئة مليون يورو اضافية تزاد الى المبلغ الذي اعلنت تقديمه في وقت سابق، فيما قدم البنك الاسلامي للتنمية مبلغ 227 مليون دولار. بحسب فرانس برس.

وتمول مؤسسة بيل وميليندا غيتس مشاريع للصحة وللقضاء على الفقر في الدول النامية، ويشمل ذلك خصوصا الابحاث حول الملاريا وبرامج التلقيح. ومنذ اطلاق حملة القضاء على شلل الاطفال في 1988 تحت رعاية الامم المتحدة، انخفض عدد المصابين بنسبة 99 %. وما زال المرض يتفشى في ثلاث دول خصوصا هي باكستان وافغانستان ونيجيريا. الا ان منظمة "اطباء بلا حدود" نددت بالارتفاع الصاروخي لكلفة اللقاح الذي ارتفع سعره بنسبة 2700 % في السنوات العشر الاخيرة. ونددت المنظمة ايضا في بيان ب"النقص في الشفافية من قبل شركات الادوية حول كلفة صناعة اللقاحات".

610 الاف دولار

في السياق ذاته دفع شخص مجهول 610 الاف دولار في مزاد علني لأغراض خيرية نظم عبر الانترنت ليتمكن من شرب فنجان قهوة مع رئيس شركة "آبل" تيم كوك. وقال كوبي هولزمانت المدير التنفيذي ومؤسس موقع "تشاريتي باز" الذي نظم المزاد "نحن مذهولون بهذا الامر. شكرا الى المزايدين والى ضميرهم الاجتماعي. نحن سعيدون باننا جمعنا اكثر من مليون دولار خلال الربيع لحساب مركز روبرت كينيدي" وهي جمعية اميركية مدافعة عن حقوق الانسان.

وسيتمكن شخصان من تمضية 30 دقيقة الى ساعة مع خليفة ستيف جوبز في رئاسة "آبل" في مكتبه في كوبيرتينو في كاليفورنيا (غرب). وهي المرة الاولى التي يخصص فيها تيم كوك الساعي الى عكس صورة معينة منذ حلوله مكان ستيف جوبز والذي كان يتمتع بكاريزما كبيرة، بعضا من وقته لهذا الحدث السنوي الهادف الى جمع الاموال لمنظمة مدافعة عن حقوق الانسان. بحسب فرانس برس.

ومن بين الامور الاخرى التي تمت المزايدة عليها عبر "تشاريتي باز" غداء مع المخرج فرانسيس فورد كوبولا وتمضية بعض الوقت مع المملثين روبرت دي نيرو واليك بالدوين ووليام شاتنر. وينوي الموقع ايضا طرح رحلة على متن الصاروخ "سبايس اكس" في المزاد فضلا عن يوم في معسكر تدريب استعدادا للموسم الجديد مع لاعب كرة القدم الاميركية بيتون مانينغ او وجبة طعام مع الممثل روبن وليامز في موقع تصوير فيلمه المقبل.

مدراء ورواتب

على صعيد متصل تقاضت ماريسا ماير المديرة العامة ل "ياهو!" راتبا إجماليا بلغ 36,6 مليون دولار العام الماضي، بعد تسلمها إدارة المجموعة قبل ستة أشهر. وبلغ راتب ماريسا ماير 454862 دولارا أضيفت إليه علاوة نقدية قدرها 1,12 مليون دولار وأخرى تشمل أسهما بقيمة 35 مليون دولار، بحسب ما جاء في مستند قدم إلى اللجنة الأميركية للأوراق المالية والبورصات.

وأوضح المستند أن راتب المديرة العامة الأساسي سيبلغ هذا العام مليون دولار، وقد يضاف إليه مليونا دولار، في حال حققت "ياهو!" بعض أهداف الاداء. وابتداء من هذا العام، سيتسنى لماريسا ماير الاستفادة من المنافع التي يحصل عليها كبار الكوادر في المجموعة، من قبيل 20 يوم عطلة مدفوعة الأجر.

ويذكر أن ماريسا ماير قد ساهمت في إطلاق عملاق الانترنت "غوغل"، وهي كانت أول مهندسة تعمل في المجموعة التي ارتقت فيها لتصبح من كبار كوادرها. وتعد ماير من النساء الاكثر نفوذا في منطقة سيليكون فالي، وقد سلمت إليها إدارة "ياهو!" في تموز/يوليو. وقد أعادت "ياهو!" رسم إستراتيجية عملها التي كانت تتمحور بداية على محرك بحثها، نتيجة تراجع مكانتها في هذا المجال الذي تحتل فيه "غوغل" مرتبة الصدارة.

الى جانب ذلك تقاضى المدير التنفيذي ل "فيسبوك" مارك زاكربرغ راتبا إجماليا بلغ 1,99 مليون دولار في العام 2012 وارتفع بنسبة 16% بالمقارنة مع العام 2011، على ما جاء في مستند قدم لسلطات البورصة ونشره موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. ووصل الراتب الاساسي لمارك زاكربرغ العام الماضي إلى 503205 دولارات، مسجلا ارتفاعا بنسبة 4%. وهو اقترح ان يخفض هذه السنة إلى دولار واحد رمزي، كما هي مثلا حال راتب لاري بايج المدير العام ل "غوغل".

وقد حصل المدير التنفيذي ل "فيسبوك" على علاوات بلغت قيمتها الاجمالية 266101 دولار العام الماضي عكست أداء المجموعة التس شهدت ارتفاعا في رقم اعمالها وعدد مستخدميها الذي تخطى المليار، وسجلت أيضا تقدما ملحوظا في مجال تطوير المنتجات المخصصة للأجهزة المحمولة.

وعلى سبيل المقارنة، تقاضت شيريل ساندبرغ مديرة العمليات التشغيلية في "فيسبوك" راتبا إجماليا قدره 26,2 مليون دولار في العام 2012، بعد ان كان راتبها في العام 2011 يناهز 31 مليون دولار، على ما جاء في المستند. وقد ارتفع رقم اعمال "فيسبوك" بنسبة 37% العام الماضي ليصل إلى 5,1 مليار دولار، لكن المجموعة لم تحقق إلا 53 مليون دولار من الارباح الصافية، في ظل الخسائر التي تكبدتها في البورصة. بحسب فرانس برس.

وقد دفع مارك زاكربرغ الذي يملك 29,3% من أسهم شركته غاليا ثمن إخفاق "فيسبوك" في البورصة، فتراجعت ثروته من 17,5 مليار دولار في بداية العام 2012 إلى 13,3 ميلار. وهو بات في المرتبة السادسة والستين من تصنيف أصحاب المليارات الذي تنشره مجلة "فوربز" كل سنة.

بيل غيتس يتقاعد

في السياق ذاته قرر مؤسس مجموعة علي بابا للتجارة الإلكترونية العملاقة في الصين، جاك ما، التقاعد وهو في سن الـ48 عاما، لكن بثورة شخصية تناهز 3.4 مليار دولار. ويقارن الخبراء جاك ما بكل من ستيف جوبز وبيل غيتس غير أنه يفضل أن يقارن بعتاة صيادي بلح البحر، أو جاكي شان، حيث أنه من هواة صيد بلح البحر والرياضات القتالية.

وكان جاك ما، مجرد مدرس إنجليزية في إحدى مدارس الصين قبل أن ينجح في تأسسي شركة قد تفوق عن قريب من حيث النجاح أكبر شركات الانترنت في التاريخ. وقرر جاك ما التخلي عن منصب المدير العام والاحتفاظ بالرئاسة، وهي منصب فخري، في الشركة التي أسسها عام 1999.

ومثل فيسبوك، ستدخل شركة علي بابا البورصة عن قريب حيث يثمّنها الخبراء بمبلغ يتراوح بين 60 و100 مليار دولار. ولم يكن ما يتصور أن شركته ستحقق مثل هذا النجاح الكاسح حيث كان فقط يأمل في أن يحقق بعض الأرباح من لعب دور الوسيط بين البائع والمشتري، فإذا به يكتسح كل مناحي الحياة في الصين.

وفي 2003، أطلق موقعا آخر شقيقا لعلي بابا هو "تاو باو" الذي يعني "البحث عن الكنز" والذي نجح في غضون سنوات قليلة إلى إطاحة موقع "أمازون" حيث يعرض يوميا 800 مليون قطعة للبيع و500 مليون مستخدم. و10 من الـ16 مليون شحنة التي يتم نقلها في الصين يوميا، هي صفقات يتم عقدها عبر أحد مواقع جاك ما. بحسب CNN.

وفي 2005، وفي صفقة شراكة ضخ "ياهو" مبلغ مليار دولار في "علي بابا" الذي أعاد شراء ذلك إثر ذلك بسنوات بأكثر من 7.5 مليار دولار. والآن بدأت مواقع جاك ما في اكتساح العالم ولاسيما أفريقيا بموقع خاص بها زيادة على موقع خاص بآسيا. ورغم أنّ الخبراء مازالوا يتساءلون عن السبب الذي يدفع "شابا" في التقاعد في الوقت الذي تؤكد المؤشرات أنّ مواقعه ستدر عشرات المليارات من الدولارات عليه في غضون السنوات القليلة المقبلة، يصر جاك ما على أن شغفه بأمر آخر أقوى من الانترنت مدرسة صغيرة لتعليم رياضة تاي شيشوان بالمشاركة مع النجم الآخر جاكي شان.

النجوم الصاعدة

من جانب اخر بدأت النجوم الصاعدة في مجال الانترنت تثير مطامع عمالقة القطاع بعد ان اشترت "ياهو!" موقع "تامبلر" في مقابل 1.1 مليار دولار. وشرح مايكل باشتر المحلل لدى مجموعة "ويدبوش سيكيوريتيز" أن "المجموعات الكبيرة جميعها، من فيسبوك وياهو! وغوغل ومايكروسوفت وآبل وأمازون، تعد من الشراة المحتملين. ويختلف الوضع باختلاف الاستراتيجيات المعتمدة والأسعار المطروحة". ولفت ألن فاينر المحلل لدى مجموعة أبحاث "غارتنر" إلى أن هذه المسألة تزداد أهمية "في ضوء ارتفاع قيمة الشركات، فيصبح من المهم بالتالي معرفة قيمة مجموعة مثل تويتر".

فموقع التواصل الاجتماعي هو من الأوزان الثقيلة في مجال الانترنت وهو لا يزال مستقلا حتى الآن "وعليه ان يقرر إذا ما كان يعتزم طرح أسهمه في البورصة"، وإلا قد يقوم عملاق آخر بشرائه"، حتى لو كانت قيمة شرائه تتخطى المليارات او حتى عشرات المليارات من الدولار، وفق ألن فاينر، ما يضيق نطاق الشراة المحتملين "الذي قد يقتصر على فيسبوك"، بحسب مايكل باشتر.

لكن صفقات الشراء المحتملة تبقى جد متعددة، وأبرزها عملية شراء موقع "بينترست" الذي يسمح ب "تعليق" الصور على ألواح افتراضية. وقد صرح ألن فاينر "أظن أن إحدى الجهات ستشتريه في نهاية المطاف، حتى لو كان من السهل استنساخ تقنيته". ويسمح "بينترست" لمواقع أخرى من قبل "تامبلر" ومنصات تشارك أشرطة الفيديو بنشر محتويات مباشرة على صفحته، ضامنا بالتالي استدامته.

لكن فاينر لفت إلى أن الشعبية لا تعني بالضرورة الربحية. وشرح تريب تشوودري المحلل لدى "غلوبال إكويتيز ريسرتش" أنه "من الممكن أن ينجح الموقع في إثارة حماس المستخدمين، ويواجه في الوقت عينه صعوبات في تحقيق الأرباح" من الإعلانات مثلا. وكانت "ياهو!" تدرس احتمال شراء موقع "دايليموشن" لتبادل أشرطة الفيديو إلى أن رفضت الحكومة الفرنسية طلبها في نيسان/أبريل الماضي. واعتبر محللون كثيرون ان الموقع التابع لمشغل الاتصالات "أورانج" قد فوت عليه فرصة كبيرة.

وأقر ألن فاينر بان "الموقع لم يعد مثيرا للاهتمام"، وشاركه تريب تشوودري الرأي معتبرا أن منافسه "يوتيوب" التابع لمجموعة "غوغل" بات من دون منازع يحتل مركز الصدارة في هذا المجال. وأفادت معلومات أوردتها الصحف بأن "ياهو!" أعربت أيضا عن اهتمامها بموقع البث التدفقي "هولو" ومنصة التواصل الاجتماعي لتحديد المواقع الجغرافية "فورسكوير".

وذكر فاينر بأن منصة "فورسكوير" كانت "محط الأنظار منذ سنيتن، لكن الحال لم تعد كذلك اليوم". أما بالنسبة إلى "هولو"، فهو قد تراجع في وجه "نيتفليكس"، لا سيما "بعد مغادرة مديره العام جايسون كيلار الذي كان يتمتع بنظرة استشرافية" في كانون الثاني/يناير الماضي، على حد قول المحلل. بحسب فرانس برس.

وتطرق ألن فاينر إلى تطبيق "شزام" للتعرف على الأغنيات، معتبرا أنها "مجموعة تثير الاهتمام قد يشتريها مصنع أجهزة صوتية، على الرغم من احتدام المنافسة في هذا المجال". وختم المحلل قائلا "أرجح شراء موقع ستوريفاي الذي يسمح بتأليف قصة على الانترنت، وهو يثير اهتمام مجموعات كبيرة، مثل غوغل وياهو! عموما وفيسبوك خصوصا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/حزيران/2013 - 6/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م