حطلة بحيرة لدماء الأبرياء

رسول الحجامي

حطلة ومن حولها من القرى في دير الزور في سوريا مملكة الحضارة وملتقى الديانات ولغة الشعوب، هذه القرية استفاقت صباحا لتجد نفسها على مسرح التاريخ..

كيف يمكن لقرية هادئة مسالمة أن تفتح شبابيكها على سوريا اليوم..

النوم ما يزل عالقا في عيون الأطفال ورائحة الخبز الحلوة يتلاعب بها النسيم..

أجول بناظري خارج التاريخ وأتساءل أين بحيرتك؟ عجبا لم تولد.. ما يزل الوقت مبكرا عندما هاجمت 400 سيارة من مقاتلين جبهة النصرة هذه القرية النائية وما حولها..

يحملون أسلحة فتاكة غربية دهنت بزيت الديمقراطية..!! وحشيت بكل الحقد والبغض الطائفي..!! قرروا أن يقيموا عرسا ثوريا في تلك القرية حطلة.. عرسا انتقاميا متشفيا من هزيمة تنخر عقولهم المظلمة، وتمرغ كل لحظة انحطاط خرائط الموت والدمار التي يرسمونها في بقايا سوريا الحية..

صرخوا فكان صراخهم عواءا في صباح حطلة..

وفي خاصرتها رفعوا أسلحتهم.. شهروا سيوفهم..

ترى أين علم الثورة.. أيرفعه هؤلاء الذباحين من عصابات الجيش المستعبد في تمزيق سوريا..

خرج المزارعون والرعاة ورجال الدين من القرويين، بهم تلوذ النساء، وهن يحملن الأطفال..

آلاف من أشرس المقاتلين، وجوها اكفهرت من ليالي الجريمة، وأدمنت القتل والدمار..

لا ادري لما يتأمل هؤلاء القرويين هذه العصابات وهي تحدق بهم.. مرت لحظات وهم يرثون حال سوريا امثل هؤلاء ينجسون أرضك، ويزرعون الدمار في مدنك..

ترى بأي عنوان سيقتلون..

ليسوا أصحاب سلطة ولا سلاح..

قرى نائية غافية في هموم الحياة..

إنهم شيعة.. عجبا ألا تسقط هذه التهمة.. هل شاركوا في الثورة على الأمويين..!! أم ضايقوا بني العباس..!! أليسوا من أهل سوريا.. هل آذوا أحدا..

المقاتلين الأشاوس المدعومين بالمال الخليجي وبالسلاح الأمريكي وبفتوى الانحطاط البشري ذبحوا رجال الدين وزوجاتهم وأطفالهم جمعوا العشرات من رجال القرية وقتلوهم ومثلوا بهم..

قتلوا مجموعات أخرى من الصبيان والأطفال..

هدموا البيوت

احرقوا ما لا يستطيعون حمله

لنقطع رواية المجزرة ونتساءل: هكذا يريد الجيش الحر أن يحكم سوريا..

هل حاضر حطلة هو مستقبل سوريا.. معاذ الله.

واقتادوا عشرات الفتيات سبايا..

سبايا؟!

في سوريا نسائه ستسبى اليوم أو غدا كل من لا ينتمي لجبهة النصرة هذه المتفسخات الظلامية التي انتفخت بذهب النفط ويقودها السوط الإسرائيلي..

انتهت المعركة – والتي من طرف واحد – بين الأبرياء وعصابات قطع الرؤوس والاغتصاب وسرقة القرى.. انتهت مخلفة بحيرة من الدم..

خرجت السيارات تجوب القرى المجاورة لتقتل وتغتصب وتحرق وتسلب.

حطلة.. قرية شيعية وأخواتها المسيحية والكردية والشركسية والسنية..

يعشن نفس الفاجعة حين تمر بهن عصابات قتلة جبهة النصرة..

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/حزيران/2013 - 5/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م