لكم إسلامكم.. ولنا إسلامنا

رسول الحجامي

ليس كل منتصر في حرب هو بطل، وليس كل الذين يدمنون الموت أو القتال هم أبطالا، للبطولة معنى آخر، مؤكدا انه بعيدا عن الدم أو إلغاء الآخر ودفنه حيا.

هل تساءلنا كم حرب عقائدية خاضها المسلمون فيما بينهم؟ وحينما نتكلم عن الحرب لا نقصد بالحرب الدلالة المجازية التي تحفز الفكر على الانتصار لمعتقداته، بل نعني بها تسخيف عقائد الآخر وتوهينها وإضعافها، بل وسحقها، وقد يمكن تبرير ذلك بلوي عنق التبرير، بل وحتى كسره! ولكن من يبرر شن الحرب على الإنسان الذي اعتقد بذلك المعتقد نتيجة المناخ الفكري أو الطقس الشخصي؟

من يبرر الحرب على الإنسان نتيجة لاختلافات تمتد بجذورها في أعماق الأمة الواحدة، وتنتمي الى نسيج واحد؟

كم حرب عقائدية ما نزال نخوض؟ وكم ولغ بعض رجال الدين وشيوخه بدماء الآخر؟ وهم يخرجون على الفضائيات ولحاهم تقطر دما من دماء المسلمين!

كم حربا فقهية شهرنا فيها السيوف قديما واعددنا لها آلات الموت حديثا؟

هل مفارقة أن تكون الأمة الإسلامية أكثر الأمم التي يتقاتل أبنائها على اختلافاتهم الفقهية، أو قراءاتهم للعقائد، كم حرب؟ وكم عدد ضحايانا؟ ولما لم يتوقف نزيف تلك الحروب الى الآن؟

ألا يكفينا أربعة عشر قرنا من الموت والحقد والكراهية؟

إن تجار الموت وأمراء الحروب وفقهاء الكره والبغضاء ينتشرون بيننا، يبثون سمومهم اللعينة ليعتاشوا على دمائنا، ولكن الى متى؟

هل الإسلام هو ما تختلفون حوله؟

هل الإسلام هو إلغاء الآخر وتكفيره وتمزيقه؟

هل الإسلام أن نتقاتل في الشوارع فيما بيننا؟

هل الإسلام هو فجيعة الموت ومعاناة البؤس؟

هل فهمتم إن الله لا يريدنا أن نعيش معا، أن نبني وطنا أو مدينة أو قرية معا، متى أمركم الله أن تزرعوا في دروبنا الموت، متى أمركم أن ترجموا الحب، وتذبحوا التسامح..

الى متى تفتون بفتح جبهات محلية في الأمة والوطن والمدينة والشوارع.

لماذا تعمدتم وأد الإسلام الأخلاقي ودفنه حيا، هل تخافون أن يشهد على انحرافكم، أم يفضح ما تروجونه من بضاعات فاسدة باسم الله؟

أين هو إسلامنا الأخلاقي إسلام الحب والتسامح والتعايش وقبول الآخر

خذوا إسلام فتاوى التكفير والذبح على هوية الفكر والمعتقد..

ودعونا نعيش بإسلامنا الأخلاقي لكي نعيش بسعادة..

اعرف إن سعادة الشعوب محرمة على المساكين في إسلامكم لكننا نريدها ونريد حب ونريد أخوة في الإنسانية والوطن ونريد سلاما فيما بيننا..

لكم إسلامكم.. إسلام الموت والقتل والحقد.

ولنا إسلامنا.. سلام وحب وعطاء.

ولننظر في يوم القيامة أي إسلام يريده الله.

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/حزيران/2013 - 24/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م