الهواتف الذكية... لا مكان لم يأتي متأخرا!

 

شبكة النبأ: يحتدم الصراع و تشتد المنافسة بين الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الهواتف الذكية والتي تطورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، في سبيل الفوز والسيطرة على الأسواق العالمية ويرى الكثير من المراقبين ان دائرة الصراع والمنافسة بين الشركات العالمية العاملة في هذا المجال سوف تتسع في السنوات القادمة بشكل قد يفوق كل التوقعات خصوصا مع ازدياد أعداد المستخدمين لمثل هكذا تقنيات، وفي هذا الشأن توقع التقرير السنوي لشركة (ديلويت) أن يتم بيع نحو بليون هاتف ذكي خلال العام 2013 الجاري. وأظهر التقرير السنوي لشركة (ديلويت) المتخصّص بتحوّل الاتجاهات الرئيسة في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات للعام 2013، أن مبيعات الأجهزة الذكية المتوقعة للعام الجاري ستبلغ نحو بليون هاتف.

كما أظهر تقرير الشركة التي تتخذ من بيروت مقراً لها، انقسام الإعلانات حول الهواتف المحمولة إلى فئتين، اللوحات الرقمية والهواتف الذكية، مشيراً الى تعرّض أكثر من 90% من كلمات المرور التي يحدّدها المستخدم للاختراق في ظرف ثوان. وتوقع التقرير أن "ينجرف المعلنون في فضاء رقمي سريع النمو، وخاصة في ظل استفادة قطاع الإعلانات الملحوظ من الهواتف الجوالة". كما توقع التقرير أن يجني قطاع الهواتف الذكية عائدات بقيمة 4.9 بليون دولار على الصعيد العالمي في العام 2013، في حين أن الإعلانات عبر اللوحات الحاسوبية قد تولد عائدات بقيمة 3.4 بليون دولار. ومن المتوقع أن تصل عائدات الإعلانات المصورة إلى 7 دولار للوحة الحاسوبية الواحدة، و0.60 دولار أميركي للهاتف الذكي الواحد (بما فيها الإعلانات ضمن التطبيقات الالكترونية).

وأشار التقرير الى أنه "سنشهد فورة تقنية شبكة التطور بعيد المدى LTE حيث ستكون 2013 أوّل سنة تنتشر فيها هذه الشبكة في مختلف الأسواق". وأضاف أنه ستزيد قاعدة المشتركين في تلك الشبكة بثلاثة أضعاف لتصل إلى 200 مليون بحلول نهاية عام 2013. ولفت التقرير الى أنه من المفترض أن تنمو الإعلانات "الرقمية" التي تغطي اللوحات الحاسوبية، والهواتف الذكية، والهواتف المحمولة شبه الذكية بنسبة 50% لتصل إلى 9 بلايين دولار على الصعيد العالمي.

أما في الشرق الأوسط، فتتوقع تقرير (ديلويت) أن يرتفع الإنفاق على الإعلانات الرقمية بمعدّل نموّ سنوي متراكم مقداره 35% في المنطقة بين 2011 و2015 ليصل إلى حوالى 10% من مجموع الإنفاق على الإعلانات بحلول العام 2015. وتعتبر هذه التقديرات متحفظة لدى مقارنتها بأسواق المملكة المتحدة مثلأً، حيث بلغ سهم المنصة الرقمية لناحية مجموع الإنفاق على الإعلانات عتبة 32% في العام 2011. بحسب يونايتد برس.

كما أن التقرير توقّع تصدير بليون هاتف ذكي للمرة الأولى في التاريخ "مع ذلك، فإنّ الاستخدام سيزداد تنوّعاً، مع ارتفاع عدد مالكي الهواتف الذكية الذين قلما يصلون هواتفهم بالبيانات أو لا يصلونها أبداً (حوالى 400 مليون من أصل قاعدة مترسخة تصل إلى 1.9 بليون في نهاية السنة)". وفي العام 2012، تم تصدير حوالى 40 مليون هاتف ذكي إلى الشرق الأوسط، ما يمثّل نمواً يزيد عن 30% عن الرقم الذي تحقق في العام 2011. وفي إشارة أكثر دلالة، سبق لدخول الهواتف الذكية إلى العديد من الأسواق الأساسية أن تخطّى عتبة الـ50%. أما "الشاشات المتعددة" فقد سجّلت المنطقة مؤشرات لامتلاك أكثر من شاشة واحدة للفرد الواحد، إلاّ أن التلفزيون يبقى السائد لمشاهدة محتويات الفيديو.

غالاكسي إس 4

في السياق ذاته كشفت شركة "غوغل" عن نسخة جديدة من هاتف "سامسونج غالاكسي إس 4" تعمل بنسخة "أندرويد" دون أي تعديلات، ستطرحها للبيع عبر متجر "غوغل بلاي". وأضافت "جوجل" أن النسخة الجديدة لن تكون "مقفلة" على شبكة اتصالات محددة، كما أنها ستحصل على أي تحديثات جديد لنظام "أندرويد" بشكل أسرع من نسخة "سامسونج" من الهاتف.

وتعمل نسخة "سامسونغ" من الهاتف "غالاكسي إس 4" بنظام أندرويد ولكن مع بعض التعديلات من الشركة الكورية الجنوبية، بالإضافة إلى واجهة "TouchWiz". وأوضحت الشركة الأميركية "أن النسخة الجديدة من "جالاكسي إس 4" تدعم تقنية الاتصال بشبكات الجيل الرابع ذات معيار LTE، وسيدعم شبكات شركتي "تي موبايل" و"أيه تي & تي" الأمريكيتين.

وستبدأ "غوغل" في بيع نسختها من "غالاكسي إس 4" في السادس والعشرين من يونيو المقبل، وستطرحه الشركة الأميركية على "جوجل بلاي" مقابل 649 دولار أمريكي وبسعة تخزين 16 جيجابايت. يذكر أن "غالاكسي إس 4" كان قد حقق معدلات طلب مرتفعة خلال الأيام الأولى لطرحه، حسب تصريحات أحد مدراء "سامسونغ" التنفيذيين لصحيفة Chosun الكورية، حيث شحنت الشركة نحو 4 ملايين نسخة في الفترة مابين 26 و 30 أبريل الماضي، وبحلول العاشر من مايو كانت الشركة قد شحنت 6 ملايين وحدة من الهاتف.

وأعلنت شركة "جوجل"، عن وصول عدد النسخ المفعلة لنظام التشغيل "أندرويد" على الأجهزة الذكية إلى 900 مليون نسخة. وأوضح "سندار بيتشاي" رئيس قسم تطوير أندرويد وكروم في الشركة الأمريكية، أن "جوجل؛ تقوم بتفعيل نحو مليون نسخة من نظام "أندرويد" في اليوم الواحد.

وفعلت "جوجل" نحو نصف مليار نسخة جديدة من نظام التشغيل الذي تطوره خلال عام تقريباً، وتحديداً منذ مؤتمرها لعام 2012 الماضي للمطورين والذي كشفت فيه عن تفعيل 400 مليون نسخة "أندرويد" مقارنة بمائة مليون نسخة تم تفعيلها للنظام في 2011. وعقب "بيتشاي" على اقتراب وصول نسخ "أندرويد" إلى مليار نسخة مفعلة على الأجهزة الذكية المختلفة، قائلاً "أندرويد" بدأ بهدف بسيط هو توفير نظام تشغيل ذكي مفتوح المصدر، ولكن اليوم أصبح أكثر أنظمة تشغيل الأجهزة النقالة شعبية حول العالم”.

وقام مستخدمو "أندرويد" حتى الآن بتنزيل نحو 48 مليار تطبيق عبر متجر تطبيقات أندرويد المعروف باسم "جوجل بلاي"، وأضاف "بيتشاي" أن العائدات القادمة من التطبيقات قد تضاعفت على أساس سنوي. يذكر "أن دراسة سابقة كانت قد أشارت إلى أن التطبيقات المخصصة لنظام iOS على متجر تطبيقات "آب ستور" تحقق عائدات أكثر من الموجودة على متجر "جوجل بلاي" إلا أن تطبيقات "أندرويد" تحقق نسبة نمو مرتفعة في العائدات. وتجدر الإشارة إلى أن معدل تنزيل تطبيقات "أندرويد" اقترب كثيراً من المعدل الخاص بتنزيل تطبيقات iOS والذي وصل إلى نحو 50 مليار تنزيل.

آمازون تطوّر

على صعيد متصل ذكر تقرير نشره موقع صحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن شركة آمازون الأميركية تعتزم إطلاق هاتف ذكي من سلسلة "كيندل"، وذلك على غرار حواسبها اللوحية من سلسلة "كيندل فاير" التي تعمل بنسخة معدّلة من نظام أندرويد مفتوح المصدر. وذكر التقرير بأن آمازون تعمل حاليًا على اختبار هاتفين يحمل أحدهما شاشة ثلاثية الأبعاد بتقنية لا تتطلب نظارات خاصة، وسيحمل الهاتف بطبيعة الحال مواصفات عالية. كما يقدم الهاتف تقنية لتتبع حركة العين، قد تكون شبيهة بالتقنية التي قدمتها سامسونج في هاتفها الأخير "غالاكسي إس 4" وهو أمر يبدو متوقعًا كذلك في هاتف من آمازون من المفترض أن يكون مقدمًا بحيث يركز على القراءة بشكل كبير، حيث يمكن توظيف التقنية لقلب الصفحات بشكل أوتوماتيكي عند الانتهاء من قراءة كل صفحة.

وبحسب التقرير فإن تقنية تتبع العين قد تُستخدم كذلك لتحسين جودة التأثير ثلاثي الأبعاد حيث يمكن من خلال معرفة اتجاه العين القيام بتركيز الصورة ثلاثية الأبعاد وفقًا لذلك، وبالتالي لن يكون المستخدم محصورًا بالنظر ضمن زاوية معينة للحصول على أفضل صورة ممكنة. بالإضافة إلى الهاتف ذكر التقرير بأن آمازون تعمل كذلك على تطوير جهاز صوتي متخصص بتشغيل الموسيقا السحابية التي يقوم المستخدم بشرائها من خلال حسابه في آمازون. كما تعمل أيضًا بحسب التقرير على تطوير جهاز ملحق بالتلفاز set-top box يتيح مشاهدة الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت.

وقالت الصحيفة بأن جميع هذه الأجهزة ما زالت قيد الإختبار والتطوير، وبالتالي فقد نشاهدها جميعًا، أو نشاهد بعضًا منها في الأسواق، حيث من المتوقع أن يتم الكشف عنها خلال الشهور القليلة القادمة. ويُذكر أن شركات مثل "إتش تي سي" و "إل جي" قد قدمت سابقًا هواتف بشاشات ثلاثية الأبعاد، إلا أن هذه الهواتف لم تلقَ انتشارًا كافيًا في الأسواق.

هواتف أخرى

الى جانب ذلك أعلنت شركة "نوكيا" عن هاتفها الجديد "آشا 210" Asha الذي يعتبر أول هاتف يأتي مزودًا بزر مخصص لفتح تطبيق التراسل الفوري "واتس آب". ويصنف الهاتف الذي أعلنت عنه الشركة الفلندية، ضمن فئة الهواتف ذات الميزانية المنخفضة، إذ لا يتجاوز سعره 72 دولار أميركي، ويدعم الاتصال بشبكات "واي فاي" والاتصال بتقنية 2 جي 2G، مع تطبيقات للتواصل الاجتماعي مُثبتة مسبقًا، مثل فيسبوك و"تويتر" ويوتيوب.

ويرى مراقبون أن هاتف "آشا 210" الجديد قد يلقى رواجًا لدى أصحاب الدخل المحدود من مستخدمي تطبيق "واتس آب" الذي يعتبر من أشهر تطبيقات التراسل الفوري، إذ يبلغ عدد مستخدميه 200 مليون شهريًا، يقومون بتبادل أكثر من 8 مليارات رسالة واردة يوميًا و12 مليار رسالة صادرة، وذلك بحسب شركة "واتس آب" المطورة للتطبيق. ويُذكر أن هذا الهاتف ليس الأول من نوعه، إذ قامت "نوكيا"سابقًا بإصدار هاتف مزود بزر مخصص لفتح شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مباشرة. ويأتي هاتف "آشا 210" الذي يعمل بنظام التشغيل "Series 40″ التابع لشركة نوكيا، بعدة ألوان مثل الأصفر والأزرق والأرجواني.

على صعيد متصل أعلنت شركة "نوكيا" عن عزمها قريبًا إصدار تحديث سلسلة هواتف "لوميا" العاملة بنظام التشغيل "ويندوز فون 8"، بحيث يجلب لهم إمكانية الاستماع إلى الراديو على موجات FM. وقالت الشركة الفلندية "إن جميع هواتف "لوميا" ما عدا "لوميا 620"، ستحصل على "أمبر" amber وهو الاسم الذي أطلقته الشركة على التحديث، والذي من شأنه إضافة إمكانية الاستماع إلى الراديو.

يُذكر أن نظام "ويندوز فون 8" الذي أطلقته شركة "مايكروسوفت" في شهر أكتوبر من العام الماضي، لا يتضمن دعمًا للراديو، على الرغم من أن الإصدار السابع من النظام يقوم بذلك. ووعدت "نوكيا" بأن تحديث "أمبر" القادم سيجلب معه أيضًا تطبيق الكاميرا الجديد "سمارت كاميرا" Smart Camera لهواتف "لوميا"، وهو التطبيق الذي أطلقته الشركة اليوم مع هاتف "لوميا 925"والهدف منه، بحسب الشركة، تحسين قدرات الهاتف في مجال التصوير. تجدر الإشارة إلى "أن الشركة قامت بالكشف عن هاتفها الجديد "لوميا 925" العامل بنظام "ويندوز فون 8"، والذي يتميز عن غيره من هواتف لوميا بكونه يأتي بهيكل مصنوع من الألمنيوم، مما يمنحه وزنًا أخف وسماكة أنحف".

من جانب أخر كشفت مجموعة "بلاكبيري" الكندية عن هاتف ذكي جديد مزود بلوحة مفاتيح كلاسيكية وبشاشة تعمل باللمس وستطلقه هذا الصيف في البلدان الناشئة وفي بعض الأسواق الأوروبية. ويتمتع الهاتف المسمى "كيو 5" بشاشة حجمها 3,1 انش (7,9 سنتمترات) وهو يستخدم منصة "بي بي 10" التي اطلقتها "بلاكبيري" في نهاية كانون الثاني/يناير مع الهاتف الجديد "زد 10" المزود بلوحة مفاتيح وشاشة تعملان باللمس. ولم تحدد المجموعة سعر هاتف "كيو 5" الذي يعتبر مشتقا من هاتف "كيو 10" الذي يتمتع بلوحة مفاتيح كلاسيكية وبشاشة تعمل باللمس والذي اطلقته "بلاكبيري" في نهاية نيسان/ابريل في كندا وبريطانيا.

واعلن رئيس المجموعة ومديرها العام، ثورستن هاينس، عند الكشف عن الهاتف الجديد في مؤتمر لمطوري التطبيقات بث مباشرة عبر الانترنت من اورلاندو في فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة) "أعلم بأنه سيحقق نجاحا كبيرا". وسيكون الهاتف متوافرا بأربعة ألوان هي الابيض والاسود والزهري والاحمر. وكانت المجموعة قد أعلنت انها تعتزم إطلاق مجموعة جديدة من الهواتف منخفضة الثمن من اجل البلدان الناشئة مشتقة من هاتفيها الذكيين الجديدين "زد 10" و"كيو 10".

وسيطرح "كيو 5" في تموز/يوليو في بعض البلدان الأوروبية وفي الشرق الأوسط وأفريقيا واسيا واميركا اللاتينية. وتحاول "بلاكبيري" التي كانت الرائدة في مجال الهواتف الذكية قبل أن تتغلب عليها هواتف "آي فون" من "آبل" والهواتف العاملة بنظام "اندرويد" من "غوغل" أن تنهض من كبوتها بفضل هذه الهواتف الجديدة التي تستخدم منصة "بي بي 10". بحسب فرانس برس.

وتوقع هاينس ان تصبح هذه المنصة الاداة الرئيسية التي يستخدمها سكان البلدان النامية الذين لا يملكون جهاز كمبيوتر لتصفح الانترنت. واكد ان الهاتفين الجديدين "زد 10" و"كيو 10" ينالان ترحيبا "ايجابيا جدا" من الشراة وأن المستخدمين يستطيعون الان الاستفادة من 120 الف تطبيق في مقابل 70 الف تطبيق عند اطلاقهما.

في السياق ذاته أثار ظهور هاتف محمول "فيرست فون" جديد خاص بالأطفال فى سن 4 سنوات فى بريطانيا، انتقادات من جانب النشطاء المعنيين برعاية الأطفال الذين وصفوه بأنه خطة تفضل الربح على صحة الطفل. وذكرت صحيفة ديلى تلجراف البريطانية، أن الهاتف لا يسمح بكتابة رسائل نصية، أو الاتصال بشبكة الإنترنت، وهو أمر قال صانعوه إنه يؤدى إلى إزالة المخاطر المرتبطة بالهواتف المحمولة، ويسهل على الوالدين البقاء على اتصال مع الأطفال.

غير أن خبراء حذروا من أن "فيرست فون"، الذى يبلغ ثمنه 55 جنيها إسترلينيا، يحمل خطر اللعب على مخاوف الوالدين من اختطاف أطفالهم، ويمثل استغلالا تجاريا مقلقا للأطفال. كما أعرب الخبراء عن قلقهم حيال الآثار الصحية لهذه الهواتف المحمولة على الأطفال فى هذا السن المبكر. وقالت إحدى الناشطات "إن تسويق هاتف محمول خاص بالصغار فى هذا السن "هو فقط أسلوب آخر لمحاولة جنى أموال من الأطفال وآبائهم". غير أن خبراء آخرين فى مجال رعاية الأطفال رأوا أن الفكرة وراء هذا الهاتف، الذى يستهدف الأطفال من سن أربع إلى تسع سنوات، فى مرحلة يريد فها جميع الأطفال امتلاك هواتف محمولة، قد تكون خطوة إيجابية.

قيد الاختبار

من جهة أخرى بدأت تجربة النموذج الأول لهاتف ذكي يستخدم طريقة "بريل" للمكفوفين في الهند وقال مصمم الهاتف سوميت داجار إنه إذا تمت الاختبارات بشكل جيد فمن الممكن أن يُطرح الهاتف في الأسواق وبدأ سوميت العمل على تطوير الهاتف قبل ثلاث سنوات بعدما عرض الفكرة للمرة الأولى في 2011 في أحد ملتقيات "تيد" في الولايات المتحدة الأمريكية، ونال في نهاية 2012 واحدة من جوائز شركة "رولكس" السويسرية لتشجيع الابتكار بين الشباب، ما منحه التمويل اللازم لتنفيذ فكرته.

ويتميز هاتف "بريل" بشاشة لمسية، ولكن بدلاً من السطح الأملس للشاشات المعتاد، تتضمن الشاشة شبكة متطورة من الدبابيس الصغيرة ترتفع وتنخفض لتكون أجزاء بارزة وغائرة تعرض النصوص كالرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني، وبذلك يتمكن المستخدم من لمسها والتعرف عليها بطريقة تشبه القراءة في "بريل". وبجانب النصوص، يعرض الهاتف الصور والرسوم بنفس الطريقة، فيمكن للمستخدم التعرف على الخرائط وممارسة الألعاب ومكالمات الفيديو، والتعرف على تعبيرات وجوه المتصلين عبر اللمس.

ويعتمد هاتف "بريل" بشكل أساسي على تقنية السبائك المتذكرة للشكل أو "Shape-memory alloy" وتُعرف بالمعادن الذكية، وتتميز بقدرتها على استعادة شكلها الأصلي بعد تعرضها للتشكيل. ويعمل داجار على تنفيذ الفكرة بالتعاون مع المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي، ويتم اختبار الهاتف في معهد "إل في براساد للعيون" في حيدر أباد.

ووصف سوميت داجار الهاتف بأول هاتف ذكي في العالم بطريقة برايل، وقال: "يستند هذا المنتج على شاشة لمسية مبتكرة قادرة على رفع وإنزال أجزائها، لتحويل ما تتلقاه إلى أشكال يمكن التعرف عليها عبر اللمس"، مشيراً إلى عزمهم تقديم نسخ مطورة من الهاتف في المستقبل. وقال "إن ردود الفعل خلال اختبار الهاتف كانت ممتازة، وأن ما دفعه للتفكير في الهاتف كان إدراكه أن التكنولوجيا تخدم العدد الأكبر من الناس وتتجاهل المهمشين".

شحن لاسلكي

من جانب أخر طورت شركة كوالكوم تقنية جديدة لشحن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية لاسلكياً، بشكل جديد لا يتطلب وجود تماس مباشر بين الجهاز ووسادة الشحن، كما هي الحال في التقنية الرائجة حالياً. وتتيح تقنية كوالكوم الجديدة شحن الهاتف أو الجهاز اللوحي بمجرد وجوده قريباً من مصدر الشحن اللاسلكي من دون الحاجة لملامسته. وأكدت الشركة أنها بدأت بالفعل مرحلة الاختبارات النهائية لأجهزة الشحن اللاسلكي الجديدة، التي اقتربت بشكل كبير من مرحلة إنتاجها بشكل تجاري.

وعلى الرغم من أن المسافة بين الهاتف ومصدر الشحن اللاسلكي يجب ألّا تتعدى ميليمترات قليلة، فإن كوالكوم تقول إن هذه التقنية تتيح سيناريوهات استخدام متعددة لا تتيحها تقنية الشحن اللاسلكي المُستخدمة حالياً. وعلى سبيل المثال، تقول كوالكوم إنه يمكن وضع مصدر الشحن اللاسلكي خلف الجدار، أو تحت الطاولة أو ضمن الأثاث، ويمكن لمجموعة من الأجهزة المتعددة أن توضع فوق أو جوار أي سطح من هذه الأسطح وتلقّيها للشحن مباشرةً من المصدر.

يُذكر أن العديد من شركات الهواتف المحمولة تصدر هواتف تدعم الشحن اللاسلكي مثل سامسونغ و إل جي ونوكيا، إلا أن هذه الأجهزة تعمل بمعيار الشحن اللاسلكي المُسمى تشي، الذي يتطلب تماساً مباشراً بين الهاتف ووسادة الشحن اللاسلكي التي توضع أسفل الجهاز، كما يجب وضع الجهة الخلفية للهاتف ضمن دائرة محددة على وسادة الشحن، بحيث يفقد الجهاز قدرته على الشحن فيما لو تمت إزاحته قليلًا عن الموضع المحدد حتى ضمن سطح الوسادة نفسها.

وكانت متاجر عدة بدأت في توفير الشحن اللاسلكي لزبائنها، وذلك على غرار سلسلة مقاهي ستار باكس التي أتاحت وبشكل تجريبي ميزة الشحن اللاسلكي لمرتاديها في 17 فرعاً ضمن مدينة بوسطن في الولايات المتحدة، إذ عدلت الطاولات بشكل مخصص لدمج وسادة الشحن اللاسلكي ضمن سطح الطاولة، ما يمكن الزبون من شحن هاتفه من خلال وضعه فوق المكان المخصص في الطاولة.

إلا أن مدير التسويق في شركة كوالكوم، جيوف غوردون كتب في تدوينة نشرها على موقع الشركة، أن ما تفعله بعض المتاجر بإضافة ميزة الشحن اللاسلكي لزبائنها ليس عملياً باستخدام التقنيات المستخدمة حالياً، وذلك لأن المتجر سيحتاج إلى صناعة أثاث جديد متناسب مع هذه التقنية أو تعديل الأثاث الموجود، وهو ما قد يكون مكلفاً وغير عملي.

ويرى غوردون أن التقنية الجديدة التي تطورها شركته والمُسماة وي باور هي تقنية أكثر عملية، إذ يمكن تثبيت مصادر الشحن اللاسلكي بسهولة حول أي سطح دون أية تعديلات، كما يمكن تثبيتها مثلًا تحت أي طاولة من دون الحاجة لأي تعديلات أخرى. وقالت الشركة إنه يمكن وضع الجهاز المُراد شحنه على بعد يصل إلى 45 ميليمتراً من مصدر الشحن اللاسلكي.

وذكرت كوالكوم أنها أنتجت بالفعل عينة تجريبية من أجهزة الشحن اللاسلكية الجديدة، وأرسلتها إلى عدد من شركائها لتجربتها حالياً على مستوى محدود، على أن يتم إطلاقها لاحقاً بشكل تجاري خلال فترة لم تحددها الشركة. وتعتمد تقنية وي باور على مجموعة معايير يحددها ما يُعرف بـحلف الطاقة اللاسلكية، وهو عبارة عن مجموعة من الشركات التي تعاونت لوضع هذه المعايير، من بينها سامسونغ و كوالكوم، إضافة إلى شركات أخرى.

أما بالنسبة لتقنية الشحن اللاسلكي المستخدمة في بعض الهواتف حالياً فهي تعتمد على معيار تشي الذي وضعته جمعية الاتصال اللاسلكي، التي يتألف أعضاؤها من 136 شركة. كما توجد حالياً مجموعة أخرى تُعرف باسم بي إم إيه، تعمل على معيار ثالث للطاقة اللاسلكية يُدعى باور 2.0، وتضم بين أعضائها 69 شركة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/آيار/2013 - 11/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م