حوزة الازهر

سامي جواد كاظم

العلاقات المصرية السعودية علاقة متأثرة بالعقائد الاسلامية فقط ولا اثر للمواقف السياسية او الاقتصادية فما تسعى اليه السعودية الوهابية هو اسقاط الازهر بالقاضية ومهما كان الثمن والاسلوب ولا ننسى مواقف جمال عبد الناصر من السعودية التي كانت تمثل له اسوء دولة قبل اسرائيل.

افضل موسم للوهابية كانت فترة حسني مبارك المتذبذب في كل مواقفه مع العالم والثابت في حقده على الشيعة وقد شطح لسانه كثيرا في تهجمه على الشيعة، وقد عانى شيعة مصر مثل ما عانى الشيعة من صلاح الدين الايوبي من ظلم حكامها، وجاءت الثورة في مصر لكي تسقط الطاغية مبارك وتنفس الشيعة الصعداء وجاء الاخوان ليركبوا ثورة الشباب ليقولوا نحن من ساهم بل لنا الدور الرئيسي في اسقاط مبارك وبالتالي استطاعوا من الاستحواذ على حكم مصر، وحالما دخل مرسي قصر الرئاسة شد الرحيل للسعودية لتثير هذه الزيارة لغطا ما اذا كانت زيارته دينية ام سياسية.

الشيعة في مصر قاموا بافتتاح حسينية وتبعه افتتاح مدرسة وقبلهما جامع في 6اكتوبر وكذلك طالبوا بتأسيس حزب التحرير ولكن الحكومة رفضت ذلك الحزب ومما اثار انفعال وهابيّ مصر هو عندما قال شيعة مصر في مسجد راس الحسين قالوا حسين وقالوا هيهات منا الذلة وهاجت غرائز الوهابية الانتقامية والتكفيرية لتعلن صراحة ان الشيعة كفر هذا ما ذكره داعيتهم الدكتور صفوت حجازي من على قناة العربية في برنامج الحدث المصري مع الدكتور احمد راسم النفيس، وكان سبب قلقهم هو السياحة مع ايران لانهم يخشون الالتقاء بالشيعي لعلمهم اليقين بان مجرد اللقاء يعني نسف معتقداتهم الخاوية على عكس الشيعية الرصينة، هذا القلق جعلهم يلفقون الاكاذيب عن الشيعة ولم استغرب عندما يدعي من يقال له دكتور صفوت حجازي بان الجيش الايراني يقاتل في سوريا ولبنان والعراق والبحرين فمثل هذا الادعاء يظهر حجم تفكيرهم الضحل والمتهرئ والذي لا يقنع حتى الجهلة.

في لقاءات قدمتها فضائيات كثيرة واغلبها حوارية محورها الحسينية في مصر من هذه القنوات الرحمة والحافظ والنهار ودريم والعربية وغيرها الكثير ولكن المحصلة النهائية من خلال متابعة اكثرها وجدت ان المصريين على مستوى عال من الثقافة والادراك في ما يعتقدونه من مذهب فاغلب المستبصرين المصريين هم من الاساتذة والمفكرين وعلى راسهم الدكتور المستشار الدمرداش العقالي والذي يتحدث بمنطقية لدرجة انه احرج واسكت الدكتور عبد المنعم عثمان والذي لم يحسن الحوار وما كان لديه الصحابة وسبهم وزواج المتعة والتقية وهذا ان دل على شيء فانما يدل على انهم سيكونون دعاية اعلامية للشيعة، وكل ما لديهم ان مصر سنية ولا يجوز ان تكون شيعية وكأنهم حجروا على الافكار فصاحب الفكر الرصين لا يخشى الافكار الاخرى والشيعة يكفيها فخرا انها لا تضع قيود على اي كتاب سني وهابي سلفي في كل مكتباتهم وجوامعهم وجامعاتهم.

 نحن لا نريد ان نقول ان اصل مصر شيعة والازهر والاصل الزهراء هي الشاهد على ذلك وقد اقر محمد حسان داعية الوهابية والمتلون اقر بان الايوبي اباد الشيعة في مصر وحولها الى سنة، بالمناسبة محمد حسان كان يدعو لمبارك قبل الثورة وعاد ليشتم مبارك بعد السقوط وهذا دليل نفاق واما جهله بالدين فاذكر لكم هذا المثال فانه ذكر عمرو بن الحمق الخزاعي وقد انزل سب وشتم له معتبرا اياه قاتل عثمان وذكر قوله اي الخزاعي انه قال طعنت عثمان تسع طعنات ثلاثة لله والست لغاية في نفسي وبدا حسان يسب الخزاعي قائلا : عمرو بن الاحمق انت ضال وكافر وزنديق وحقير وما الى ذلك من السب وفي الحلقة الاخرى من خطابه اعتذر حسان حيث نبهه اصحابه بان عمرو هذا صحابي لرسول الله وانك شتمته وبدا يعتذر ويقول اعتقدت ان هنالك عمرو بن الحمق اخر وبالتالي فان قتله لعثمان اجتهد واخطأ وسيدنا عمرو بن الحمق قتل سيدنا عثمان وله رايه ولا يجوز سبه وانا اعتذر وما الى ذلك من سفاسف، هذا داعية وخطيب ومفكر... تضحكون على عقول من؟ على من تعتقدون بانهم سذج وهم شعب مصر؟ ولهذا السبب نراهم يخشون سياحة الشيعة في مصر لانهم سيطلعون اي الشعب المصري على عوراتهم.

لو قام شيعة مصر بافتتاح حوزة باسم الزهراء او الازهر فكيف سيكون الحال؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/نيسان/2013 - 10/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م