إسرائيل وعملية القرصنة الاكبر في تاريخ الانترنت

هل ستشطب تل ابيب من الشبكة العنكبوتية؟

 

شبكة النبأ: باتت حرب الانترنت ركنا رئيسيا في التخطيط الاستراتيجي الحربي ألمعلوماتي ولاستخباري في معظم البلدان المتقدمة، وربما تكون بديلة للمعارك العسكرية في المستقبل.

وهذا ما تجسد من خلال الهجمات الالكترونية الشرسة التي تعرضت لها إسرائيل في الاونة الأخيرة، فقد نجحت شبكات القرصنة في اختراق فضاء الانترنت الإسرائيلي.

وكان من أبرز ضحاياها مواقع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ووزارة التعليم ومركز الاحصاء الاسرائيلي وغيرها العديد من مواقع المؤسسات الاقتصادية والأمنية، ويُشار إلى أن مجموعة (انونيموس) الدولية الناشطة في مجال قرصنة المواقع الإلكترونية تبنت مسؤولية هذه الهجمات، وحمل هذا الهجوم إسم (أوب إسرائيل).

حيث جاءت هذه الهجمات بعدما هدد القراصنة بشن هجوم "يمحو إسرائيل من الوجود على شبكة الإنترنت" في السابع من نيسان/ ابريل الذي يوافق عشية إحياء ذكرى الهولوكوست (محرقة اليهود)، كما حذروا من أن الهجوم القادم على إسرائيل سيكون أكبر هجوم إلكتروني من نوعه ضد دولة في التاريخ.

 ويرى بعض المحللين ان الدوافع التي أدت إلى شن مثل هذه الهجمات كلها نابعة من أغراض سياسية، سواء بهدف التجسس أو سرقة معلومات حساسة أو إلحاق أضرار جسيمة بمرافق البنية الأساسية الإسرائيلية، إذ تكمن أهداف هذا الصنف الجديد من المعارك بتدمير البنية التحتية للدولة.

من جهتها سارعت الجهات المسئولة في إسرائيل الى تهوين من قوة الهجوم الالكتروني الأخير، فقد تضاربت التقديرات حول تأثير الهجوم الإلكتروني على مواقع كيان إسرائيل إلا أن جهات رسمية اعترفت بتعرضها لأقوى هجوم إلكتروني، والذي احدث الضرر الأساسي تمثل بتوقف عمل مواقع إلكترونية حكومية لفترات قصيرة، لكن التوقعات تشير إلى هجمات كهذه أقوى في المستقبل.

في حين  يرى اغلب المحللين بأن تعرض إسرائيل للقرصنة في الوقت الحالي، يهدف الى توجيه رسائل تحذير من لدن خصومها، ويأتي الهجوم في وقت تكررت فيه في الآونة الأخيرة الهجمات الإلكترونية بعدة مواقع من العالم، بما ينذر بدخول عصر جديد من المواجهات الحرب الالكترونية.

الهجوم الإلكتروني يصيب إسرائيل بالشلل

في سياق متصل قالت مصادر في الهيئة الإسرائيلية لحماية المعلومات، إن هجوم السايبر استهدف ما بين 300 و600 موقع إلكتروني، بينها المواقع الإلكترونية لوزارة التربية والتعليم والصناعات العسكرية التي لحقت بهما الأضرار الأكبر وتوقف عملهما عدة ساعات، وأعلنت وزارة المالية الإسرائيلية أنها تصدت لعدة هجمات سايبر ضد مواقعها الإلكترونية.

ونقلت صحيفة هآرتس عن أفي فايسمان، مدير عام شركة سي سيكيورتي المسؤولة عن تفعيل الهيئة الإسرائيلية لحماية المعلومات، قوله إن الهجوم كان أقوى من أي هجوم واجهناه في الماضي، ورغم ذلك فإنه كان مفاجئاً بضعف نوعيته، ونتوقع أن يكون الهجوم المقبل أشد قوة بكثير من حيث النوعية والكمية.

وقدّر فايسمان أن هجوم السايبر الحالي كان أقوى بعشرة أضعاف من هجوم مشابه تعرضت له إسرائيل خلال عملية عمود السحاب العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة في نوفمبر الماضي، وتابع أن أقل من 100 موقع إلكتروني صغير وحوالي 15 موقعا إلكترونيا لمنظمات كبيرة تضررت لفترات تراوحت ما بين دقائق معدودة وعدة ساعات، وبينها موقعين أو ثلاثة تضررت لفترات طويلة.

وتشير تقديرات شركات إسرائيلية لحماية المعلومات، وبينها شركتا أفنات وكومسك، إلى أن عدد مواقع المصالح التجارية الصغيرة في إسرائيل التي اخترقها الهاكرز يصل إلى مئات وربما أكثر من ذلك.

ونشر الهاكرز الذي نفذوا هجوم السايبر قوائم شملت عشرات المواقع وحسابات على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك وآلاف التفاصيل حول بطاقات ائتمان شملت تفاصيل كاملة حول حامليها لكن تبين، وفقا للتقارير الإسرائيلية، أن قسم كبير منهم ليسوا مواطنين إسرائيليين ولذلك فإنه لا يمكن في هذه المرحلة تحديد عدد البطاقات الصالحة للاستعمال من بينها.

ووفقا لشركة كومسك فإنه على الرغم من نشر عدة وثائق تدل على ما يبدو على تسرب معلومات حول تفاصيل شخصية من مواقع إلكترونية حكومية وأرقام بطاقات ائتمان إلا أنه تبين حتى الآن أن هذه المعلومات ليست صحيحة بغالبيتها العظمى وتبدو كإعادة تدوير لمواد قديمة نشرها الهاكرز في الماضي.

وكانت منظمة أنونيموس التي ينتمي إليها الهاكرز قد أعلنت عن اختراق الموقع الإلكتروني لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية، الموساد، ويذكر أن الهاكرز احتجوا من خلال هذه الهجمات على السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وتضامنا مع الأسير الفلسطيني سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 250 يوما تقريبا ويواجه خطر الموت، وهدد الهاكرز بمحو إسرائيل من شبكة الانترنت، إلا أن صحيفة ذي ماركر الاقتصادية الإسرائيلية قالت اليوم إن هجمات السايبر من شأنها أن تعزز صناعة حماية المعلومات في إسرائيل.

إسرائيل تعترف بجبهة حربية إلكترونية

على الصعيد نفسه قالت الحكومة الإسرائيلة إنها "بصدد المشاركة في جبهة حربية ثانية تواجه فيها هذه المرة عملية قرصنة" تستهدف حضورها على الانترنت، وفقا لما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وزير المالية الإسرائيلي.ومع انتصاف ليل السبت- الأحد، كان الآلاف من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية تتعرض إلى عملية قرصنة كبرى تبنت مسؤوليتها مجموعة "أنونيموس" الدولية.وبحلول منتصف نهار الأحد، توسع الهجوم، حيث شمل مواقع حكومية، وأخرى خاصة من ضمنها ما يعود لمؤسسات مالية، فضلا عن صفحات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.وقبل ذلك ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مجموعة "أنونيموس" الدولية لقراصنة الكومبيوتر بدأت بالتعاون مع نشطاء بشن هجوم إلكتروني ابتداءً من الدقيقة الأولى لليوم الأحد على مواقع إنترنت إسرائيلية. بحسب السي ان ان.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، يوفال سنيتينز، إن البلاد تعرضت لما لا يقل عن 44 مليون هجمة في الأيام الأخيرة، ولم "تنجح كل تلك الهجمات باستثناء هجوم وحيد نجح في تعطيل أحد المواقع لمدة لم تتجاوز سبع دقائق."غير أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين قولهم إنه "رغم أن حجم الأضرار لم يتم تحديده بعد، إلا أن المؤشرات تقول إنها بسيطة."ونقلت يديعوت أحرونوت عن المسؤول في مكتب الحماية من القرصنة الإسرائيلي إسحاق بن إسرائيل، إن "القراصنة فشلوا في تعطيل أغلب المواقع الحيوية."غير أن بعض المواقع لم تكن تعمل بالفعل، ومن ضمنها موقع مكتب الإحصاءات الإسرائيلية الذي لم يكن يعمل بالفعل في حدود منتصف نهار الأحد، غير أنه ليس في حكم المؤكد أنّ ذلك بفعل الهجمات الإلكترونية.ونشر موقع "أنونيموس" لائحة بالمواقع التي نجح في اختراقها.(اللائحة).ويأتي الهجوم في وقت تكررت فيه في الآونة الأخيرة الهجمات الإلكترونية بعدة مواقع من العالم، بما ينذر بدخول عصر جديد من المواجهات.وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن مواقع مهمة لعدة وزارات وهيئات تعرضت لهجمات لكن تم لاحقا إعادة العمل الطبيعي لها.غير أن صفحات ناشطين أكدت أن القراصنة اخترقوا عدة مواقع لمؤسسات إسرائيلية، منها موقع البورصة والموساد والتعليم وموقع الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، بالإضافة الى اختراق 20000 حساب فيسبوك و5000 حساب في تويتر و 30000 حساب مصرفي في البنوك الإسرائيلية، وأكثر من 400 موقع إلكتروني مفصلي تم اختراقه.أما منظمة أنونيموس فقد أكدت أنها استهدفت ما لا يقل عن 700 موقع خاص وعمومي، وأنها نجحت حتى في اختراق قاعدة بيانات بنك القدس، كما أنها عطلت موقع وزارة الخارجية مؤقتا. 

إسرائيل تهون من الهجوم الالكتروني

الى ذلك هون عوفير غندلمان، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء الاسرائلية، من شأن هجوم الكتروني على مواقع جهات رسمية إسرائيلية، من بينها وزارة الدفاع ومكتب رئاسة الوزراء.

وقال غندلمان نقلا عن افياتار متانيا، رئيس هيئة الفضاء الالكتروني الاسرائيلية قوله " "كان للهجمات الالكترونية الأخيرة تأثير قليل فقط على مواصلة عمل المنظومات المحوسبة وكانت الأضرار التي ألحقت بها ضئيلة وذلك بفضل الاستعدادات المبكرة التي قامت بها كل من هيئة الفضاء الالكتروني الوطنية التابعة لمكتب رئيس الوزراء والدوائر الحكومية المعنية بالحماية التي عملت بشكل منسق خلال الهجمة".

وقال البروفسور يتسحاق بن اسرائيل رئيس المجلس الوطني للبحوث والتنمية انه من غير المرجح ان تكون مجموعة "انونيموس" تسعى الى احداث ضرر حقيقي بالبنية التحتية الرئيسية في اسرائيل.

واضاف "ليس لدى انونيموس القدرة او الهدف لتدمير البنية التحتية الاساسية للبلاد. ولو كانت كذلك، لما اعلنت عن الامر مسبقا" مشيرا الى ان هدفها كان على ما يبدو اثارة الجدل حول النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي. بحسب البي بي سي.

واكد غاي مزراحي وهو المؤسس لشركة الاستشارات الاسرائيلية لحماية البيانات (سايبريا) ان المواقع الالكترونية الاسرائيلية كانت تتعرض "لهجوم كبير" في الايام القليلة الماضية.

وقال مزراحي للاذاعة العامة "إن الهجوم كان عاصفا، فلقد تعرض عدد من المواقع الالكترونية الحكومية للقرصنة وتركت رسائل على بعض منها، وسرقت بيانات من اخرى"، وتابع "هذا لا يعني انه سيتم ازالة اسرائيل عن الانترنت او ان اشارات المرور ستتوقف عن العمل غدا ولكن هذا بالطبع هجوم كبير".

وكانت المواقع الالكترونية الاسرائيلية تعرضت في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الى هجوم الكتروني وتعرضت حسابات وزراء للقرصنة بعد العملية العسكرية على قطاع غزة.

من جانب آخر نفت وزارة الداخلية التونسية الأنباء التي ترددت في وقت سابق حول اعتقال هاكر تونسي بسبب مشاركته في الهجوم الإلكتروني على إسرائيل، فيما كذّبت حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد أن تكون هددت بمقضاة كل من شارك في الهجوم المذكور.

وقال الرائد محمد علي العروي الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية في تصريح إذاعي، إن الأنباء التي أشارت في وقت سابق إلى إعتقال الهاكر التونسي مروان الهيشري للتحقيق معه حول مشاركته في الهجوم الإلكتروني على إسرائيل"غير صحيحة".

وكانت صحيفة تونسية أشارت في وقت سابق إلى أن الأجهزة الأمنية بمحافظة نابل(60 كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة) "ألقت القبض على الناشط بالانترنت مروان الهيشري بمنزله للتحقيق معه على خلفية ما نُسب إليه من المشاركة في الهجوم وقرصنة مواقع إسرائيلية مع مجموعة "أنونيموس"، وبالتوازي مع ذلك، كذّبت حركة النهضة الإسلامية ما نُشر على صفحة مكتبها الثقافي بشأن موقفها من الهجوم الإلكتروني على إسرائيل. بحسب يونايتد برس.

ولفتت في بيان توضيحي أن البيان المذكور "مزيف، وأن صفحة مكتبها الثقافي تعرضت للقرصنة"، علما وأن بيانا حمل توقيع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية نُشر على الصفحة المذكورة "أعلنت فيه حركة النهضة أنها ستلاحق قضائيا كل من شارك من تونس في الهجوم الإلكتروني على إسرائيل وذلك بتهمة "المساس بأمن دولة أجنبية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/نيسان/2013 - 30/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م