الهواتف الذكية... منافسة حتى الرمق الاخير

 

شبكة النبأ: لاتزال الحرب التنافسية الشديدة بين الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الأجهزة الذكية، قائمة ومتواصلة من خلال استكشاف وإضافة كل ماهو جديد ومميز في سبيل جذب اكبر عدد ممكن من الزبائن بهدف السيطرة على الأسواق العالمية وإقصاء الآخرين، فيما يخص الهواتف الذكية التي أصبحت اليوم احدى أهم التقنيات الضرورية التي لايمكن الاستغناء عنها فقد قال باحثون من شركة هوليت باكارد "اتش بي" الاميركية إنهم طوروا شاشة ثلاثية الأبعاد جيدة بشكل خاص لأجهزة الهاتف الذكي "سمارت فون" وغيره من الأجهزة الصغيرة مثل الساعات. واستخدم الباحثون في صناعة هذه الشاشة تقنية من نوع جديد، حسبما أشار الباحثون تحت إشراف ديفيد فاتال في دراستهم التي تنشر نتائجها في مجلة "نيتشر".

وقال الباحثون إن شاشتهم قادرة على إظهار الصور الملونة ثلاثية الأبعاد والصور المتحركة وإن مشاهدة هذه الصور لا تحتاج إلى نظارة ثلاثية الأبعاد لإظهار تأثيرها ثلاثي الأبعاد. كما أكد الباحثون أن الشاشة نفسها شفافة وأن بها الكثير من النقاط الضوئية التي تعكس الضوء وأنها مزودة بنتوءات "أخاديد" ضئيلة وتعكس الضوء الساقط عليها كل في جهة معينة.

وعادة ما يتولد التأثير الثلاثي الأبعاد من خلال عدسة توضع فوق الشاشة ولكن المهندس ماركوس فراتس، الباحث بمعهد فراونهوفر الألماني للتقنية أوضح أن سمك العدسة التي طورها باحثو شركة اتش بي لا يتجاوز عدة مليمترات.وقال فراتس إن الشاشة بالغة الرقة والشفافية مناسبة جدا للأجهزة الإلكترونية المحمولة.

على صعيد متصل عرضت شركة يابانية هاتفا محمولا قادرا على قياس نبض مستخدمه من خلال نظرة واحدة. وتنوي شركة "فوجيستو" تسويق هذا الاختراع الجديد خلال السنة الحالية وهو يسمح بجمع البيانات المفيدة حول الصحة من مركز العمل او من المنزل من دون الحاجة الى استخدام اجهزة قياس خاصة. ويعمل الجهاز على قياس التقلبات في لمعان وجه الشخص الناجمة عن تدفق الدم. ومن خلال توجيه هذا الهاتف الذكي الى الوجه لمدة خمس ثوان، يمكنه قياس نسبة خضاب الدم مستفيدا من ميزة هذا البروتين القادر على استيعاب الضوء الاخضر للطيف المرئي. بحسب فرنس برس.

والنظام قادر على إعطاء قياس دقيق لدقات القلب على ما افاد الباحثون لدى شركة "فوجيتسو". واوضحت الشركة ان الجهاز يمكن وضعه على وسائط اخرى غير الهاتف مثل شاشة التلفزيون او المرآة. واكدت فوجيتسو في بيان ان "ثمة تطبيقات اخرى ممكنة في مجال الامن لا سيما في الاماكن العامة او نقاط التفتيش في المطارات لرصد الاشخاص المرضى او الذين يتصرفون بطريقة مشبوهة".

خصائص مهمة

في السياق ذاته كشفت شركة سامسونغ عن هاتفها الجديد المترقب، Galaxy S4، ليكون آخر إصدارات الشركة العملاقة، ويصبح أول هاتف بنظام تشغيل الأندرويد منافس لجهاز شبكة آبل، iPhone. وهنالك الكثير من الخصائص، التي تمكن مستخدمي الجهاز من التحكم به، دون الحاجة إلى لمسه، منها: Air View: تمكن هذه الخاصية مستخدمي الجهاز من تكبير الصور أو المواد المعروضة على الشاشة من خلال تحريك أصابعك في الهواء المحيط بأجهزة الاستشعار للجهاز، وذلك دون الحاجة إلى لمسه.

Air Gesture : لا تحتاج إلى مسك الجهاز لتقليب الصفحات، فإن هذه الخاصية تمكنك من فعل ذلك من هلال تحريك أصابعك في المساحة الجانبية للجهاز. Smart Pause: ألا تكرهون أن تتم مقاطعتكم أثناء مشاهدتكم للفيديو، ومن ثم إعادة مشاهدة الفيديو لتصلوا إلى المقطع الذي كنتم فيه؟ لا تقلقوا فإن هذه الخاصية توقف تشغيل مقاطع الفيديو عندما تبتعد عينا المستخدم عن الجهاز، وذلك وفق ما قاله النائب التنفيذي لشركة سامسونغ لي يونغ هي، خلال حفل الكشف عن الجهاز.

كما يمكن لهذه الخاصية أن تتحكم بتلقي المستخدم للاتصالات، إذ يمكنها التعرف من خلال حركة الرأس، فيما لو كان المستخدم ينظر إلى الجهاز لعدم تشغيل وضعية النوم، وفي الوقت نفسه ستوفر البطارية بتشغيل الوضعية عندما لا ينظر المستخدم إلى الشاشة. Smart Scroll: هذه الخاصية مكملة لما قبلها، إذ تمكن هذه الخاصية من تحريك الصفحات من الأعلى للأسفل، أثناء نظرك إلى الشاشة، من خلال إمالة الجهاز إلى الأعلى أو إلى الأسفل.

من جانب اخر وبعد إطلاق جهاز بلاكبيري Z10، تعلق الشركة الآمال في أن يعيد النظام التشغيلي بجهازها الجديد إلى دخولها أسواق المنافسة العالمية مجدداً، التي تسيطر عليها حالياً منتجات أبل وسامسونغ. ومن أجل رصد التطوير والإضافات التي أجريت على الهاتف الجديد بلاكبيري Z10، قام موقع CNN بالعربية بفحص الجهاز، وفيما يلي حصيلة ما تم التوصل إليه:

بالمعيار العام، هاتف بلاكبيري Z10 ناجح، إذ تمكنت الشركة المصنعة من انتزاع حلتها القديمة، بما فيها من مشاكل وانتقادات متعددة، وارتداء حلة جديدة عالجت غالبية المشاكل السابقة، وقدمت جهازا يليق بالمعايير والجودة المطلوبة لأحد أرقى الأجهزة الذكية في العالم. ومن خلال التجربة يظهر دور النظام التشغيلي، والذي أطلق عليه اسم "بلاكبيري 10"، حيث يقدم للمستخدم تجربة جديدة وفريدة، تتمثل في إمكانية التحكم بالجهاز بشكل كامل عن طريق الإبهام وبصورة سلسة، مدعومة بتفهم لطبيعة الاستخدام البشري، وهو ما كان يفتقد في بلاكبيري القديم.

وعلى صعيد تجربة المستخدم، فإن أبرز ما يلفت النظر عند استخدام الهاتف الجديد هو القدرة العالية لنظام التشغيل الجديد، الذي يسمح للفرد بفتح أكثر من تطبيق في آن واحد دون الشعور ببطء في الجهاز، مثل أن يتم فتح تطبيق لمشاهدة مقطع فيديو وفتح تطبيق آخر ككتابة رسائل أو الدخول على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

ويتميز الجهاز بالدقة العالية في طباعة الأحرف على لوحة المفاتيح، وطريقة فهم الجهاز لحركة إصبعك عند الطباعة، بعيداً عن المشاكل التي تواجه الأفراد بصعوبة تحديد الأحرف المراد طباعتها، بالإضافة إلى تقديم الجهاز لعدد من التوقعات لكلمات من الممكن أن يقصد كتابتها الفرد، وهي خدمة تتوفر في أجهزة أخرى ولكن ليس بطريقة العرض الفريدة التي يقدمها بلاكبيري Z10.

يقدم Z10 تقنية وصل صفحات المستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وربطها بالأرقام المخزنة على الجهاز، فعلى سبيل المثال يربط الجهاز صورة أحد أصدقاء المستخدم على موقع التواصل الاجتماعي إلى حافظة الأرقام في الهاتف، وإظهار الصورة بمرافقة الرقم عند استقبال مكالمة من هذا الشخص، ولكن لابد من تطابق الاسم المسجل داخل حافظة الأرقام مع اسم الصديق على موقع التواصل الاجتماعي.

أما بالنسبة لمواصفات بلاكبيري Z10 فإن شكله متشابه لحد ما جهاز أبل أي فون 5 إلا أنه أكبر حجما وأقرب لحجم هواتف سامسونغ غالكسي، حيث تتوسطه علامة بلاكبيري أسفل شاشة اللمس دون وجود زر مثل ذاك الموجود في آي فون 5، مزود بمعالج للمعلومات ثنائي النواة، وبسرعة 1.5 غيغاهيرتز، ومزود بذاكرة سعتها 16 غيغابايت.

وتمكنت بلاكبيري من تجاوز إحدى مشاكل عمر البطارية التي واجهتها في الأجهزة السابقة، حيث تم تزويد الجهاز ببطارية مصنوعة من الليثيوم خفيف الوزن، حجمها أكبر من بطاريات الهواتف الأخرى وأنحل، الأمر الذي يقدم للمستخدم قدرة على التحدث على الجهاز وتصفح الإنترنت لمدة عشر ساعات متواصلة ولمدة 305 ساعات دون إجراء مكالمات أو تصفح للإنترنت. وزود الجهاز بكاميرا أمامية تواجه المستخدم بدقة 2 ميغابيكسل، وهي دقة مناسبة لإجراء المكالمات بالصوت والصورة، في الوقت الذي زود بكاميرا خلفية بدقة 8 ميغابيكسل. بحسب CNN.

وعلى الصعيد الآخر فإن سلبيات الجهاز بسيطة، وهي متصلة بالتطبيقات المرافقة للجهاز أكثر من كونها عيوباً تقنية، وفي مقدمة هذه السلبيات تطبيق الخرائط حيث أن النسخة التي زود بها هاتف بلاكبيري هي نسخة بدائية مقارنة مع نسخ خرائط غوغل، حيث لا تقدم تفاصيل كافية عن بعض الطرق الفرعية، أو أسماء مقاهي وفنادق ومحال تجارية. ومن السلبيات الأخرى العدد المحدود من التطبيقات التي تقدمها الشركة لهاتفها الجديد في الوقت الحالي، وخصوصاً بتطبيقات قراءة بعض ملفات الـPDF.

طاقة الضوء

الى جانب ذلك وعلى الرغم من أن استخدام الطاقات النظيفـة، وبشكل خاص الطاقة الشمسية، دخل منذ سنوات طويلة في عـدد من المجالات والصناعات المختلفة، إلا أن بعض أكثر الأجهزة الإلكترونيـة استخداماً في يومنا هـذا، وهي الهواتف والحواسب اللوحية، مازالت تعتمد بشكل كامل على البطاريات التقليدية.

وعلى الرغم من أن بعض الشركات درست إمكانية تضمين خلايا شمسية ضمن الهواتف، بحيث يمكن استخدامها مصدراً نظيفاً للطاقة لشحن بطارية الهاتف، إلا أنها فشلت في ذلك، لأن نوع الخلايا الشمسية التي يمكن صناعتها بصيغة خفيفة ومرنة وقابلة للدمج ضمن إطار الهاتف الذكي، لا تمتلك قدرة الحصول على طاقة كافية يمكن أن تجعل منها تقنية تستحق التبنّي.

لكن شركة آلتا ديفايسيز، المتخصصة بالطاقة الشمسية، ومقرها وادي السيليكون في كاليفورنيا، تعتقد أنها وجدت طريقة لاستخدام أرسينيد الغاليوم، وهو المركب الكيميائي الذي يمكن أن يعطي أعلى فاعلية ممكنة للخلية الشمسية، بصيغة يمكن دمجها مع الأجهزة الإلكترونية المحمولة، مثل الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، ويمكن للوحة مصنوعة بهذه التقنية أن تضيف كثيراً إلى عمر بطارية الجهاز.

وبحسب الشركة، فإن هذه التقنية لا تعني الاستغناء عن البطارية التقليدية للهاتف، لكنها ضمن ظروف الإضاءة المناسبة يمكن أن تضيف بسهولة ما يصل إلى 80٪ من عمر البطارية، وهذا يعني استخدام الهاتف ساعات عدة إضافية. وتتميز هذه الطريقة التي تعتمد أرسينيد الغاليوم بأنها ليست أفضل من الخلايا الشمسية التقليدية من حيث الفاعلية فحسب، بل بقدرتها على التقاط الطاقة حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة، والتي تكون فيها الخلايا التقليدية ذات فاعلية شبه معدومة. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن وكالة الفضاء الأميركية ناسا تستخدم أرسينيد الغاليوم ضمن برنامج الفضاء، وذلك لقدرته على التقاط جزء كبير من الضوء الذي يستقبله، لكنه يأتي عادةً بصيغة غير ملائمة للهواتف، وهي عبارة عن حبات كريستالية صلبة وثقيلة وقابلة للكسر، في حين تأتي الخلايا الشمسية المستخدمة في بعض الأجهزة المحمولة كالآلات الحاسبة الصغيرة مؤلفةً من غشاء رقيق ومرن، لكنها لا تستقبل من الطاقة إلا جزءاً بسيطاً.

لكن شركة آلتا ديفاسيز تقول إنها توصلت إلى طريقة تستطيع من خلالها تصنيع خلايا أرسينيد الغاليوم بالمواصفات الفيزيائية نفسها التي تتمتع بها الخلايا الشمسية المستخدمة في الآلات الحاسبة، مع قدرة أعلى بكثير على التقاط الطاقة، إذ تستطيع تحويل 30.8٪ من الطاقة الموجودة في الضوء إلى تيار كهربائي. وتتألف الخلية التي طورتها الشركة عملياً من طبقتين من الخلايا، تقوم الأولى التي تحتوي على أرسينيد الغاليوم بالتقاط الطاقة من الضوء الموجود في معظم أطوال الموجة، لكنها تسمح لبعض أطوال الموجة الأقصر بالمرور إلى الطبقة الثانية المؤلفة من مادة ثانية مهمتها الحصول على الطاقة من الموجات القصيرة. ويبدو أن التقنية مازالت بحاجة إلى شيء من التطوير قبل أن تصبح صالحة للاستخدام التجاري.

وفي لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز، قال الرئيس التنفيذي لشركة آلتا ديفايسيز، كريستوفر إس نوريس، إن التقنية مستخدمة حالياً للأغراض العسكرية فقط، إذ يستخدم الجنود هذه الخلايا الشمسية لتقليص كمية البطاريات التي يتوجب عليهم حملها في أرض المعركة، إلا أن الشركة من خلال سعيها الجاد لنقل هذه التقنية إلى الهواتف الذكية، صنعت غطاء لأحد هواتف سامسونغ غلاكسي، كما تم تصميمه بحيث يمكن استخدامه مع هواتف ذكية أخرى، بحيث يمكن استخدام الغطاء لمد بطارية الهاتف بالطاقة.

وأوضح نوريس أن دمج الغشاء الذي يحتوي على الخلايا الشمسية مع الهاتف عملية سهلة جداً، إذ إن معظم العتاد الإلكتروني والبرمجيات اللازمة لربط الخلايا مع البطارية، موجودة بالفعل ضمن الهاتف. وتُقدّر كمية الطاقة التي يمكن أن تمنحها هذه التقنية للبطارية بساعة كاملة من زمن التحدث على الهاتف لكل 10 دقائق من شحن البطارية عبر الطاقة الشمسية، بشرط أن يتم هذا تحت ضوء الشمس المباشر، ويختلف الأمر بحسب حجم البطارية وقوة الإضاءة، إذ يتم الشحن بشكل أبطأ ضمن ظروف الإضاءة الداخلية. ويعتقد نوريس بوجود سوق قوية جداً لهذه التقنية في أميركا الشمالية وأوروبا واليابان، لكنه يعتقد كذلك بأن فرصة نجاحها في أسواق العالم الثالث أقوى بسبب وفرة الأماكن التي تصلها شبكات الخليوي قبل شبكات الكهرباء.

ويمكن أن تكون للتقنية تطبيقات أخرى قريباً في عالم السيارات، إذ يسمح سطح السيارة بتوليد طاقة كافية لتشغيل المحركات التي تسمح بتسيير سيارة كهربائية، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية الأخرى في السيارة كجهاز التكييف مثلاً. وتعتقد الشركة المطورة للتقنية أن استخدام التقنية تجارياً في شتى المجالات بات قاب قوسين أو أدنى، وقد نراها خلال فترة قريبة نسبياً في الهواتف الذكية والحواسب اللوحية كبداية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/آذار/2013 - 12/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م