المقاومة والمقاومين والخطأ الاستراتيجى

محمود جابر

بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عملت على خلق محور استراتيجي فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وعرف هذا المحور بـ " محور المقاومة"، وفى هذا الاطار عملت إيران على قطع علاقتها السياسية بالولايات المتحدة الامريكية، وكذلك الكيان الصهيوني، وتمكين منظمة التحرير من سفارة الصهيوني فى طهران حتى تكون سفارة للدولة الفلسطينية، وكانت البداية الأولى لإيران في الملف الفلسطيني بداية استراتيجية جدا، قامت من خلالها بمد جسور التواصل مع مع اغلب التنظيمات الفلسطينية، ومع الوقت اصبح أكثر التنظيمات قربا من إيران هما " الجهاد و حماس".

وقبل هذا عملت الثورة الاسلامية على مد جسور التواصل مع جماعة الاخوان المسلمين مستفيدة من فترة نشاط "جماعة التقريب" ونشاط جماعة " مجاهدي اسلام " في مصر.

واليوم نرى الجمهورية الاسلامية تدفع بثقلها خلف جماعة الاخوان المسلمين فى " مصر وتونس وغزة" ونرى أن الجمهورية الاسلامية سقطت فى خطأ استراتيجي كبير.

وحتى نتعرف على الخطأ الذي وقعت فيه "إيران" لابد ان نتعرف على الفرق بين " المقاومة" و"المقاومين" .

فالمقاومة هي عملية الحفاظ على الهوية والخصوصية ومقاومة الاستكبار والاستعمار ضد هذا المستعمر والمستكبر سواء كان دولة أو جماعة .

والمقاومين هم اؤلئك الذين يقومون بعملية الحشد المادي والمعنوي في مقابل المستكبر والمستعمر مهما كلفهم من تضحيات للحفاظ على الهوية والأرض، ودائما يقدم المقاوم نفسه وروحه في سبيل النصر أو الشهادة.

واذا ما نظرنا الى جماعة الاخوان المسلمين والتي ترى " ايران" انها صاحبة رؤية اسلامية " مشروع إسلامي" وأن "حماس" جزء من الجماعة المقاومة في فلسطين.

وهنا لابد لنا من عدة وقفات :

الاولى : ان تنظيم الاخوان المسلمين فى مصر او سورية أو فلسطين أو سورية أو تونس ....الخ، جميعها تنظيما واحدة لا انفصام فيه او تنوع وأن اخوان العراق هم انفسهم اخوان موريتانيا.

الثاني: أن حماس قدمت مصالحها التنظيمية على القضية حينما قامت بالانقلاب الذي كرس الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وليس فقط، فقد قامت حماس بعقد مجموعة من التفاهمات مع حكومة العدو خاصة بعد العدو على غزة فى 2012، وتقدم الرئيس المصري محمد مرسى بضمان هذا الاتفاق والتهدئة، وهنا نطرح سؤال هل من يعقد اتفاقات تهدئة يبقى طرفان في معادلة المقاومة؟

الثالث: من الثابت والواضح حتما ان جماعة الاخوان المسلمين وحماس هم احد الكيانات الضالعة في ضرب وسورية من الداخل وجزء مهم في تكوين جماعة المعارضة السورية المسلحة والتي تمثل جزء من مجموعة من الدول على رأسهم الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وتركيا وجميعهم يهدفون لقطع الطريق على محور المقاومة الممتد من الجمهورية الاسلامية مرورا بسورية التي تقوم بدعم المقاومة الاسلامية فى لبنان " حزب الله"، وكذلك الفصائل الفلسطينية في سورية وفلسطين .

وعليه فإن دعم جماعة الاخوان المسلمين فى اي بقعة من البقاع سواء خارج الاقليم أو داخله تمثل دعما لهذا التنظيم – الاخوان المسلمين – الذى يعمل ضمن محور الاستكبار فى سورية والعراق وفلسطين، فالامريكان يريدون دعم النظام الحاكم الجديد في الصومال، فيرسل مرسي وزير الخارجية لافتتاح سفارة في دولة بلا دولة، الامريكان يريدون ابعاد الحكومة العراقية عن دعم نظام الاسد، فيتم ارسال هشام قنديل برسائل مع بعض الحوافز الاقتصادية..الامريكان يريدون تهدئة في غزة فيتم ارسال فرق امنية مصرية توقع على ضمانات بحماية امن اسرائيل وهدنة طويلة الامد ودعم مفتوح لحماس..

إن قرار مرسى بمعاملة السوريين فى المدارس والجامعات المصرية معاملة المصريين ليس سوى قرارا بدعم الوجود الاخواني في سورية، وهو الامر الذي اكده " مرسى" فى كافة لقاءاته الاعلامية والحوارية، وهذا الدعم ليس دعما ليس لصالح مشروعا اسلاميا وليس لصالح مشروعا إخوانيا، بل هو مشروع ضد المقاومة وبالتالي فهو بشكل او بآخر ضد الجمهورية الاسلامية . فهل تدرك الثورة الاسلامية هذا الخطأ الاستراتيجي قبل فوات الأوان ؟!!!

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/آذار/2013 - 1/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م