إنفجار ما بين الحرمين إنذار لكل البشرية في العالم

خضير العواد

منطقة ما بين الحرمين في كربلاء المقدسة تعتبر من أقدس الأماكن عند الملايين من عشاق ابي عبد الله (ع) من المسلمين أو غير المسلمين، فلم تكن هذه البقعة الشريفة التي دارت على ترابها أشرف وأعظم مجابهة ما بين قوى الخير التي يمثلها الإمام الحسين (ع) ومعسكره وقوى الشر التي يمثلها يزيد ومعسكره والتي تمثل الخط الواصل ما بين ضريح سيد الأحرار (ع) وضريح سيد الأوفياء أبي الفضل العباس (ع).

 هذه المنطقة التي تمتزج فيها جميع الأخلاق النبيلة التي يحتاجها بني البشر اليوم، والتي احتضنت الثورة العظيمة التي أعاد بها أبو الأحرار (ع) الأمة الى دين الإسلام القويم بعد أن أراد بني أمية أن يعيدوها الى الجاهلية العمياء ويرجعوا عبادة هُبل واللات والعزى، تعتبر هذه المنطقة النقطة الفاصلة والمانعة والمحطمة للمخطط الأموي الذي أراد تدمير الإسلام والإنتقام من قادته وفي مقدمتهم أهل البيت عليهم السلام، فهذه البقعة عالمية في مكانتها لأنها تمثل القمة التي سطعت منها الغايات السامية والأخلاق النبيلة حتى قال فيها الكاتب المسيحي أنطوان بارا ( ما أجدر بالبشرية اليوم أن تتجه الى قبة الحسين كي لا تضل )، وإسلامية لأن في هذه البقعة قد فضحت المخططات الأموية في إرجاع الأمة الى الجاهلية العمياء بعد أن أخرجها الله سبحانه وتعالى من الظلمات الى النور لهذا قال الفيلسوف الباكستاني محمد إقبال كلمته القيمة الإسلام محمدي النشوء وحسيني البقاء.

 لهذا فأن فضل هذه البقعة على رؤوس جميع المسلمين إن اعترفوا بهذا الفضل أم لم يعترفوا لأنها حقيقة قد وقعت وعاش المجتمع الإسلامي كل دقائقها وحيثياتها، وشيعية لأن الذي حدث على تراب هذه البقعة المشرفة قد أظهر ضلال بني أمية الذين حاربوا الإسلام وقادته بالإضافة الى إنه الحدث الذي بيّنَ حقيقة كل الأحداث الإسلامية التي جرت من السقيفة واختيار الخليفة بعد رسول الله (ص) ومأساة الزهراء عليها السلام ووصول بني أمية الى رأس الهرم القيادي في الدولة الإسلامية لهذا فقد أظهرت المقولة المشهورة كل ما لدينا من عاشوراء أهمية هذه البقعة التي من خلالها نستمد الطاقة والعطاء والثبات على تولي الحقيقة المحمدية السمحاء.

 لهذا فأن الخرق الأمني الذي حدث في منطقة ما بين الحرمين كان لاسامح الله أن يكون الفتيلة التي تهدد السلم العالمي لما يمثل حرم الإمام الحسين (ع) من مكانة في قلوب جميع الشرفاء في العالم، وما الزيارات المليونية التي تتجه الى ضريح سيد الشهداء عليه السلام وأخيه أبي الفضل عليه السلام عدة مرات سنوياً والتي تتضمن أتباع مختلف الأديان والمذاهب وبالطبع أتباع أهل البيت عليهم السلام في مقدمتهم الذين يزحفون زرافات زرافات من جميع بلدان العالم إلا أكبر دليل على المكانة المقدسة في قلوب عشاق هذا الإمام الشهيد عليه السلام الذين ينتشرون في جميع بقاع العالم، لهذا فالحدث الجلل الذي هز قلوب المحبين في جميع أرجاء المعمورة يحث جميع المسؤولين أن يضاعفوا اهتمامهم في حماية هذا المكان المقدس، وأن يستعملوا الأدوات الحديثة التي تكشف المواد المتفجرة وأن يعيدوا جميع خططهم المتبعة في حماية الحرمين الشريفين في كربلاء وكذلك بقية الأماكن المقدسة في العراق، وأن يضغطوا على المؤسسات الدولية المعنية بالتراث العالمي وخصوصاً اليونسكو لكي تجعل هذه الأماكن المقدسة في العراق ومقام السيدة زينب (ع) في سوريا من ضمن التراث العالمي لما تمثل من أهمية في مسيرة الحضارة الإنسانية، وكذلك الضغط على الأمم المتحدة لكي تعطي أهمية خاصة لمكانة هذه المشاهد المقدسة في قلوب الملايين من البشر في هذه المعمورة وأي انتهاك لحرمتها فأن السلم العالمي سوف يهدد.

 لهذا يجب أن تجّرم العصابات الوهابية وأن يمنع أي تحرك لها في جميع بلدان العالم لأن هذه العصابات كالمرض المعدي القاتل الذي يهدد السلم الأهلي بالإضافة الى معاقبة الدول التي ترعى هذه المجاميع الإجرامية لأنها سوف تكون مسئولة عن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المجرمون، وهذا الجهد يجب أن يتكاتف عليه الجميع من مؤسسات رسمية ودينية وعلمية واجتماعية بالإضافة للمنبر الحسيني، ويجب أن تخرج الجماهير المحبة في جميع مدن العراق وكذلك بقية أنحاء العالم مستنكرة هذه الجريمة وضاغطة على الحكومات والأمم المتحدة من أجل تولي مسؤولياتها في الحماية والدفاع عن الأماكن المقدسة في العراق بالإضافة لمقام السيدة زينب في سوريا.

 وكذلك إستعمال الانترنيت وما يحتوي من فيس بوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي لجمع التواقيع وإرسالها للأمم المتحدة وأن يؤخذ الأمر بصورة جدية وعاجلة لأن الجميع معني بهذا الخطب الخطير والمهم في نفس الوقت لأن عواقبه جداً وخيمة والجميع سوف يتأثر به لا سامح الله، لأن العصابات الوهابية ليس عندها مبدأ أو أخلاق أو عواطف وعقليتها مغسولة لهذا يجب أن نتوقع منها كل شيء وتجاربنا معها تثبت هذا الأمر وما تفجير العسكريين (ع) وتفجير مابين الحرمين والمجازر التي ارتكبتها من يوم التغير الى هذه الساعات إلا أكبر دليل على إجرام و جهالة وحقد وغطرسة هذه المجاميع التكفيرية المجرمة، لهذا يجب أن يتكاتف الجميع من أجل حماية مقدساتنا وكذلك البشرية من إجرام العصابات الوهابية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/آذار/2013 - 25/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م