عالم الإنترنت... غرابة وتطور بلا حدود

 

شبكة النبأ: أصبح الإنترنت اليوم هو نظام ووسيلة اتصال الأولى في للكثير من الإفراد والمؤسسات الحكومية او التجارية في جميع دول العالم دون استثناء ، فهو وبالإضافة الى سرعته الفائقة في تحليل ومعالجة المعلومات والبينات يقدم أيضا آلاف الخدمات الأخرى التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا، ويشهد قطاع خدمات الانترنت منافسة قوية سواء بين شركات الاتصال التي تسعى الى استقطاب اكبر عدد من المستخدمين او بين دول وحكومات العالم التي تتسابق الى توفير هذه الخدمات الى مواطنيها بهدف تطوير قابليتهم والاستفادة منها. وفي هذا الشأن فقد أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستستخدم أموالاً مخصصة لعشر مدن بريطانية من أجل رفع سرعة شبكات الإنترنت. ومن خلال هذا التخصيص ستحصل لندن على النصيب الأكبر ، وهو 114 مليون جنيه استرليني أضيفت إلى مبلغ 25 مليون استرليني كانت مرصودة لها، وتبعتها في الميزانية مدينتي ليدز وبدفورد والتي وزع على كليهما 14.4 مليون استرليني.

وسيتم استخدام هذه الأموال في بناء شبكات للإنترنت في المدينة بالكامل لتكون السرعة التي تصل إلى المنازل وأماكن العمل هي 100 ميغابايت في الثانية. وتأمل الحكومة في أن تجعل المملكة المتحدة أسرع دولة في الإنترنت على مستوى أوروبا بحلول عام 2015. كما تم تخصيص خمسين مليون استرليني إضافية لعشر مدن صغيرة.

وتعهدت ماريا ميلر وزيرة الثقافة الجديدة بتجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بتأسيس شبكات الإنترنت، آملة أن يتم الإنتهاء من بناء الشبكات في أسرع وقت ممكن. وقالت الوزيرة :" لدينا خطط طموحة وشاملة لهذه المدن العشرة ، بما يضعها في مصاف الريادة الرقمية، وتسهم في منح اقتصاداتها دفعة حقيقية." وأضافت ميلر :"كما أن الاستثمارات الجديدة ستساعد هذه المدن التي ستكون في مركز المرحلة الرقمية، على رفع تنافسيتها في الوظائف والاستثمارات مع المدن التي تماثلها عالميا." بحسب بي بي سي.

وإلى جانب الأموال الحكومية فإنه يتوقع أن تقوم كل مدينة باستثمار أموالها الخاصة في المساهمة في مشروعات تحديث الشبكات. ويتوقع أن تسهم الخطط في هذه المدن العشر في زيادة عدد المساكن المجهزة بشبكات الانترنت إلى 230 ألفا إضافة إلى 55 ألفا من الأماكن المجهزة للشركات خاصة بعد رفع سرعة الإنترنت في التصفح والتحميل لتصل إلى ما بين ثمانين إلى مئة ميغا بايت في الثانية، وتكون الأسرع على الإطلاق في الإنترنت اللاسلكي. ويتوقع أن يكتمل بناء الشبكات نهائيا بحلول عام 2015.

السويد تتصدر

في السياق ذاته تصدرت السويد المؤشر الجديد للتقييم العالمي لاستخدام شبكة الإنترنت الذي أجري على 61 دولة، في حين جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، وبريطانيا في المرتبة الثالثة. ورصدت مؤسسة السير تيم بيرنرز لي لشبكة الإنترنت العالمية، كلا من الأثر الاجتماعي والسياسي على شبكة الإنترنت. ووجدت المؤسسة أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يستخدم الإنترنت عالميا، وأقل من واحد إلى ستة في أفريقيا. وأبرزت الإحصائية أن الرقابة والأسعار تمثل موانع قوية ضد تطبيق شعار "الإنترنت للجميع". وقسمت إحصائيات السنوات الخمس الماضية الشعوب إلى سبع قطاعات مختلفة، هي:

الشعوب التي تمتلك دولها بنية تحتية للاتصالات بتجهيزات تجعلها قادرة على الدخول للأنترنت،

وشعوب أخرى لديها البنية التحتية المؤسسية من خلال التعليم والقوانين والتنظيم والرقابة، وشعوب ترتبط بمحتوى الإنترنت وتحديد المدى المفيد بالنسبة لها، وما يتصل باستخدام الإنترنت في الدولة، وكذلك الآثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية للانترنت.

ومن خلال المؤشر جاءت آيسلندا كأكبر مستخدم لشبكة الإنترنت بنسبة 95 في المئة، بالنسبة لتعداد سكانها الذين يرتادون الشبكة العالمية. وجاءت أيرلندا التي احتلت المرتبة العاشرة في التصنيف العام لتكون الأعلى في الأثر الاقتصادي بنسبة 14.8 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي الذي يأتي من خلال صادرات الخدمات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الفترة ما بين عامي 2007 و 2010. وجاء اليمن في قاع التصنيف في ثلاث قطاعات تتضمن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية على شبكة الإنترنت.

ويشرح سير تيم بيرنرز لي سبب اعتقاده في أهمية هذا المؤشر قائلا: "يصبح المؤشر أداة قوية من شأنها تمكين الأفراد والحكومة والمنظمات وتحسين مجتمعاتهم من خلال تسليط الضوء على العوائق التي تحول دون أن تكون شبكة الإنترنت للجميع". ومن خلال التقييم فإن 30 في المئة من الدول ذات التوجه المعتدل تفرض فيها الحكومة قيودا شديدة على الوصول إلى المواقع، في حين أن نصف هذه الدول تقريبا تظهر مؤشراتها تزايد التهديدات لحرية الصحافة. بحسب بي بي سي.

ويحذر سير تيم: "إن الإنترنت هو حوار عالمي، ونمو مفاجئ في حرية التعبير. وأعتقد أنه على الرغم من الأموال التي تدفع في غرب أوروبا، فإن الدخول على الإنترنت لايزال يعتبر في معظم البلدان ترفا". ولاتزال الاتصالات الواسعة النطاق تكلف ما يقرب من نصف الدخل الشهري للفرد، في الدول الإحدى والستين التي تم عليها البحث. ويضيف سير تيم: "أن التكلفة المرتفعة هي التي تمنع مليارات البشر من الوصول إلى حقوقهم في المعرفة والمشاركة. وأتوقع أن تنخفض التكاليف بشكل كبير".

الى جانب ذلك أظهر تقرير حول "السويديين والانترنت في العام 2012" أن 40% من الأطفال السويديين الذين يبلغون من العمر سنتين يستخدمون الانترنت. وأوضح التقرير أن "الأطفال باتوا يستخدمون الانترنت في سن مبكرة جدا، وفي العام 2012 استخدمه نصف الأطفال البالغين من العمر 3 سنوات و40% من أولئك البالغين من العمر سنتين".

وأوضح جان إيلفيليد المسؤول عن التقرير إن الأطفال يستخدمونه "في أغلب الأحيان من أجل الألعاب والفيديو". وجاء في التقرير أنه "عندما دخل الانترنت البيوت قبل 17 سنة، لم يثر اهتمام الشبان ولا الأطفال. لكنه وصل إلى الأطفال في دور الحضانة بعد عشر سنوات. واليوم، يعتبر الشبان الأكثر استخداما للانترنت". بحسب فرنس برس.

وأضاف جان إيلفيلد أنه ما من دراسات حول استخدام الأطفال الصغار للانترنت لأن "النفاذ إلى الانترنت منتشر بشكل كبير في السويد والأطفال يولدون في بيئة متصلة بالانترنت". يصدر تقرير "السويديون والانترنت" كل سنة منذ العام 2000 وهو يرتكز على حوالى ألفي مقابلة هاتفية مع أشخاص فوق الثانية عشر من العمر يعيشون في السويد. أما الأسئلة المتعلقة بالأطفال دون الثانية عشرة من العمر فتطرح إلى ذويهم. يذكر أن 89% من الشعب السويدي يستخدمون الانترنت.

الإنترنت يهدّد عرش التلفزيون

على صعيد متصل كشفت دراسة للهيئة المشرفة على الإعلام البريطاني «أوف كوم»، أن التلفزيون قد بدأ يفقد بريقه كأفضل اداة للترفيه لدى الاطفال، ففي بريطانيا على الاقل يُمضي الاطفال وقتاً اكبر في تصفح مواقع الانترنت وارسال رسائل نصية اكثر من السابق، وذلك وفقاً لآخر دراسة سنوية نفذتها الهيئة المشرفة على الاعلام البريطاني، ونشرها موقع بي بي سي عربي. فقد وجدت الدراسة ان الاطفال من سن 12 عاماً حتى 15 عاماً يقضون اوقاتاً متساوية امام التلفزيون، أو يتصفحون الانترنت بما يعادل 17 ساعة اسبوعياً للتلفزيون، ومثلها للانترنت. ويقول الاطفال انهم يعتمدون على هواتفهم النقالة اكثر من اعتمادهم على تلفزيون الاسرة. واظهرت الاحصاءات أن ملكية الهواتف النقالة الذكية قد تضاعفت لدى المراهقين خلال السنة الماضية. وتقول الدراسة إن الجيل الصاعد يعتمد بكثافة اكثر من سابقيه على التقنيات الحديثة، حيث يستطيع حتى الاطفال الصغار التعامل مع الاجهزة الرقمية الحديثة، والاستفادة منها بيسر و سهولة اكثر من ذويهم الكبار في اغلب الاحيان. واظهرت الدراسة ان عدد الاطفال الذين يملكون هواتف نقالة ذكية قد تضاعف خلال سنة واحدة فقط.

وتشير الدراسة ايضاً الى أن نسبة امتلاك الاجهزة الحديثة واستعمالها في الترفيه لدى جيل الاطفال واليافعين اعلى بكثير من المتوسط العام للسكان. وتؤكد الدراسة الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة، لاسيما عند البنات، حيث ترسل الفتاة الصغيرة ما لا يقل عن 30 رسالة نصية يومياً، اي ما يزيد على 35٪عما يرسله الاولاد. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتقول الهيئة المشرفة على الاعلام في بريطانيا، إن تلك النتائج تمثل تحديات كبرى يواجهها الاهل اثناء الاشراف على تعامل اطفالهم مع التقنيات الحديثة التي يمكن ان تكون مصدراً لا ينضب للمعلومات المفيدة، لكنها يمكن ان تكون ايضاً مصدراً فتاكاً لعقول الصغار.

الافراط في تبادل المعلومات

الى جانب ذلك تختلف اللغات والثقافات لكن أسباب انزعاج مستخدمي تكنولوجيا الهواتف المحمولة في أنحاء العالم تبقى واحدة حيث يشعر الغالبية بالضيق من تلقي كم هائل من المعلومات وذلك وفق استطلاع للرأي. وقال نحو 60 بالمئة من البالغين والمراهقين في ثماني دول ان أشياء أكثر من اللازم تظهر أثناء استخدام الانترنت من بينها صور غير لائقة وآراء غير مرغوب فيها وتجديف وتفاصيل مذهلة بشأن الحياة اليومية.

وقالت جيسيكا هانسن المتحدثة باسم شركة انتل التي طلبت إجراء المسح "نحب التكنولوجيا لانها تجعلنا نتواصل وتمنحنا متنفسا للتعبير لكن في الوقت نفسه نشعر ايضا ان هناك بعض الافراط في المعلومات." وقال نحو نصف الذين شاركوا في الاستطلاع على الانترنت وعددهم 7087 بالغا و1787 مراهقا ان هذا الكم من المعلومات يشعرهم بالإرهاق. ويفضل 90 بالمئة تقريبا ان يفكر الناس بشان مشاركاتهم وكيف سيستقبلها الاخرون على الانترنت. بحسب رويترز.

ورغم شكوى الكثيرين بشأن الافراط في المشاركات على الانترنت فان البعض أقر بأنه يفعل ذلك شخصيا. ويتبادل أغلب الناس المعلومات عبر تكنولوجيا الهاتف المحمول للتعبير عن أنفسهم وللشعور بالتواصل مع الأصدقاء والأسرة. وأظهر الاستطلاع أن الأغلبية يفعلون ذلك مرة في الاسبوع لكن في البرازيل والصين والهند فإن المشاركة اليومية أمر شائع بالنسبة لنحو نصف السكان. وأجري الاستطلاع في وقت سابق في استراليا والبرازيل والصين وفرنسا والهند وتندونيسيا واليابان والولايات المتحدة بهامش خطأ يتراوح بين زائد او ناقص 2.2 الى 6.2 بالمئة وفقا لكل بلد.

التخلي عن الجنس

من جهة اخرى يفضل شاب ألماني واحد تقريبا من أصل خمسة التخلي عن الجنس عوضا عن الانترنت لمدة سنة كاملة، بحسب استطلاع للرأي نشرته مجلة "نيون" الألمانية. ومن بين الشباب الألمان الذين شملهم الاستطلاع والذين تراوحت أعمارهم بين 18 و35 عاما، قال 18% إن رغبتهم في استخدام الانترنت أقوى من رغبتهم في ممارسة الجنس. وأوضحت المجلة أن "الانترنت يلعب دورا مهما بالنسبة إلى الجيل الأول الذي كبر مع الشبكة العنكبوتية، لكن للانسان حياة أيضا بعيدا عن الانترنت". وأشارت إلى أن 57% من الشباب المستطلعين اعتبروا أن شرفة في المنزل أكثر أهمية من خدمة انترنت سريعة في ما يتعلق بنوعية الحياة. بحسب فرنس برس

وأعلن 70% منهم أنهم يزورون باستمرار عشرة مواقع إلكترونية أو أقل، فيما قال 12% منهم فقط إنهم يزورون أكثر من 25 موقعا بانتظام. وشمل هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد "فورسا" 1016 شخصا يتمتع بنفاذ إلى الانترنت..

اليابان تعاقب

على صعيد متصل دخل قانون مثير للجدل حيز التنفيذ في اليابان وهو يلحظ فرض غرامة على مستخدمي الانترنت الذين يقومون بتحميل ملفات بطريقة غير شرعية. وقد كان قطاع الموسيقى الذي أراد الحد من القرصنة وراء إصدار هذا القانون الذي يعاقب المخالفين بغرامة قد تصل إلى مليوني ين (20 ألف يورو) وبسنتين من السجن كحد أقصى. لكنه يثير مخاوف بعض السكان ووسائل الاعلام الذين يعتبرون أن أي مستخدم للانترنت قد يكون معرضا لهذه العقوبة. بحسب فرنس برس

أما مؤيدو القانون فيؤكدون أن مستخدم الانترنت لا يخضع للتحقيق إلا في حال قام أحد أصحاب حقوق المؤلف برفع شكوى في هذا السياق. وكان القانون الياباني يعاقب من قبل الأشخاص الذين ينشرون على الانترنت روابط موسيقية وأشرطة فيديو من دون إذن، دون سواهم. وكانت عقوبة هذه الجريمة تشمل عشر سنوات من السجن وغرامة بقيمة 10 ملايين ين كحد اقصى. وأثناء إصدار القانون الجديد تعرضت المواقع الالكترونية التابعة لوزارة المالية والمحكمة العليا وهيئات حكومية أخرى للقرصنة، في خطوة هدفت إلى التعبير عن الاحتجاج على هذا القانون.

البحث في ياهو

في السياق ذاته قالت شركة ياهو ان انتخابات الرئاسة الامريكية اصبحت اكثر الموضوعات بحثا كما ان النجمة الامريكية الشهيرة كيم كارداشيان كانت اكثر الشخصيات التي جرى البحث عنها في محرك البحث على الانترنت ياهو في عام هيمنت القصص الاخبارية الكبيرة وثقافة الولع بموسيقى البوب على عمليات البحث على الانترنت. وتصدرت كلمة "انتخابات" قائمة البحث على الانترنت ليس فقط نتيجة التغطية الاعلامية المكثفة ولكن ايضا نتيجة اتساع الحوار بشأن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. وجاءت عبارة "الانتخابات السياسية" في المركز الثامن ضمن اهم عشرة مواضيع جرى البحث عنها خلال العام في ياهو.

وقالت فيرا تشان محللة اتجاهات الانترنت في ياهو ان "انتخابات 2012 هيمنت على عمليات البحث في الانترنت وهو امر مدهش لانه اذا كان هناك شيء في الاخبار فانه يمكن الوصول اليه بالفعل.. الناس تشبعوا به في حقيقة الامر ولكن حتى مع ذلك فقد كانت تلك كلمة رئيسية كتبها الناس طوال العام."

وقالت تشان ان قصتين اخباريتين اخريين فقط تصدرتا قائمة البحث خلال السنوات العشر المنصرمة وهما موت مايكل جاكسون في 2009 والتسرب النفطي لشركة بي.بي في 2010 . وجاءت كلمة "اي فون" في المركز الثاني وهو ما قالت تشان عنه انه امر مثير للاهتمام في "فترة ما بعد ستيف جوبز" لانه على الرغم من تواجد اي فون الذي تنتجه شركة ابل بشكل منتظم في قمة عمليات البحث منذ ظهور الجيل الاول في 2007 فقد كانت تلك اول مرة يحتل فيها طراز معين قائمة البحث . وكانت كيم كارداشيان اكثر الشخصيات التي جرى البحث عنها على الانترنت وجاءت في المركز الثالث وتصدرت ست نساء شهيرات في اول عشرة اسماء في عملية البحث على الانترنت. بحسب رويترز.

وقالت تشان ان "سوء سمعة (كارداشيان) ابقى عليها في القمة" مشيرا الى قصة طلاقها المستمرة مع زوجها السابق كريس همفريس وعلاقتها البارزة مع فنان الراب كاني وست وعروضها في قناة ئي. وجاءت في المراكز العشرة الاولى العارضة كيت اوبتون وكيت مديلتون زوجة الامير البريطاني وليام والمغنية الراحلة ويتني هوستون والنجمة ليندساي لوهان ونجمة البوب جنيفر لوبيز . وجاءت كلمة "اولمبياد" في المركز السابع في القائمة مع تحول كثيرون للانترنت لمشاهدة ومتابعة ذلك الحدث الرياضي العالمي الذي اقيم في لندن خلال الصيف.

إنفاق الأميركيان

من جهة اخرى ارتفع انفاق الأميركيين على شبكة الانترنت في فترة الاعياد بنسبة 14% السنة الفائتة، لكنه كان ليسجل ارتفاعا أكبر لولا المخاوف المتعلقة بالمفاوضات حول الميزانية في البلاد، على ما ذكرت شركة "كومسكور". وقد بلغت قيمة المشتريات عبر الانترنت بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، 42,3 مليار دولار. وتخطى الانفاق في تلك الفترة المليار دولار خلال 12 يوما، في مقابل 10 أيام فقط سنة 2011.

وسجلت النسبة الأكبر من المشتريات عبر الانترنت في الاثنين الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر مع نهاية عطلة عيد الشكر التي تترافق عادة مع تنزيلات كثيرة. وبلغت قيمة المشتريات في ذلك اليوم 1,465 مليار دولار (زيادة بنسبة 17% في غضون سنة). وأشار رئيس "كومسكور"، جان فولغوني، إلى أن شركته كانت تتوقع نموا أكبر تبلغ نسبته 16 %. بحسب فرنس برس.

لكن بعد ارتفاع المشتريات عبر الانترنت في فترة عيد الشكر، "توقف المستهلكون فجأة عن الانفاق بسبب المخاوف المرتبطة بالميزانية وتداعياتها على ميزانية الأسر في العام 2013"، بحسب فولغوني. وقد جرت مفاوضات بين النواب الديمقراطيين والجمهوريين حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر لتفادي اجراءات رفع الضرائب والاقتطاع الكبير في الانفاق والتي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ مطلع كانون الثاني/يناير، مهددة الاقتصاد الهش في البلاد بانكماش جديد.

هشاشة وسائل الاعلام

الكاتبة جاي كاي رولينغ وميخائيل غورباتشيف وفيدل كاسترو وقداسة البابا هم شخصيات قرر توماسو ديبينيديتي أن "يقتلها" من خلال تغريدات كاذبة على "تويتر" تهدف، على حد قوله، إلى استنكار "نقاط الضعف" لدى وسائل الاعلام و"هشاشة شبكات التواصل الاجتماعي". وكانت الكاتبة جاي كاي رولينغ، مؤلفة روايات هاري بوتر، الضحية الأخيرة لهذا الرجل الايطالي الأربعيني الذي يقول إنه أستاذ أدب في روما.

فقد فتح توماسو ديبينيدتي حسابا مزيفا على "تويتر" باسم كاتب الروايات الجاسوسية جون لو كاريه. ويشرح قائلا "عندما رأيت أن جون لو كاريه لديه 2500 متتبع، من بينهم صحافيون بريطانيون وأميركيون وألمان مرموقون، قررت أن أكتب على حسابه وباسمه أن جاي كاي رولينغ توفيت في حادث". ويشير إلى أن هذه الرسالة نشرت بعد ذلك على "تويتر" مئات المرات وأن إحدى المحطات التلفزيونية في تشيلي أعلنت نبأ الوفاة. ويوضح أن الهدف من تلك الخطوة كان أن "أبين أن تويتر أصبح وكالة أنباء... وكالة الأنباء الأقل مصداقية في العالم".

ويضيف "للأسف، يعتمد العمل الصحافي على السرعة. فالمعلومات الخاطئة تنتشر بشكل كبير، وعندما يقوم صحافي من نيويورك تايمز مثلا بإعادة نشر رسالة على تويتر، يمنحها مصداقية وإن لم ينشرها في صحيفته. وفي النهاية، ينسى الجميع المصدر الأول والحقيقي". ويقول توماسو ديبينيديتي إن نبأ وفاة الكاتبة الكاذب ليس خطوة تجريبية على الاطلاق، إذ إنه سبق أن نشر تغريدات أشار فيها إلى شخصيات توفيت "وفاة سابقة لأوانها". وهو يجاهر بأنه دفع المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، الى نفي خبر وفاة قداسة البابا، وذلك بعد تغريدة كاذبة نشرها بينيديتي باسم الكاردينال تارتشيزيو بيرتوني. ويفتخر أيضا بأنه تسبب بارتفاع أسعار النفط بعد إعلانه وفاة الرئيس الأسد. وبأنه دفع المسؤولين عن موسوعة "ويكيبيديا" الالكترونية إلى تحديث الصفحة الخاصة بميخائيل غورباتشيف بإضافة تاريخ وفاته.

وعند سؤال ديبينيديتي عما إذا كانت هذه "الألعاب" و"المزحات" كما يسميها تلحق ضررا كبيرا بضحاياها، يجيب "أنا لا أستهدف سوى شخصيات رفيعة المستوى لديها كل الوسائل اللازمة لتكذيب الخبر بسرعة كبيرة. لا يمكن أن أعلن يوما وفاة كاتب من الصف الثاني أو وفاة جارتي". وهو يؤكد أيضا أنه يعمد إلى تكذيب النبأ في غضون ساعة من نشره على "تويتر"، قائلا "لا أريد أن يتخطى الأمر وسائل الأعلام، فأنا لست محتالا". بحسب فرنس برس.

ويوضح ديبينيديتي "أريد أن أبين هشاشة وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن فيها لأي كان أن ينتحل شخصية من يريد. إنه خطر كبير أريد أن أبين استنكاري له". ويدعو الصحافيين إلى أن يكونوا "أكثر حذرا وأن يتأكدوا من كل الأخبار، خصوصا في وسائل الاعلام والاذاعات والمواقع الالكترونية الصغيرة المعرضة للوقوع في الفخ بسهولة". يذكر أن توماسو ديبينيديتي هو حفيد ناقد أدبي شهير في ايطاليا وقد كتب مقابلات عدة مع مؤلفين مشهورين نشرت في صحف ايطالية صغيرة... وكانت كلها ملفقة!

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/كانون الثاني/2013 - 5/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م