إمارة سهول الوئام لإنهاء الانقسام

توفيق أبو شومر

وأخيرا تمكن الفلسطينيون من توليد مصادر استثمارية جديدة من حالة الانقسام، فبعد أن نجحوا في إشغال الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي سنوات عديدة في إدارة ما يسمى( ملف الانقسام)، تمكنوا أخيرا من استحداث تنظيمات ومؤسسات علاجية جديدة هدفها إزالة الانقسام الفلسطيني، اللعين الكئيب المشؤوم والمذموم!!

ونظرا لخبراتهم الطويلة في هذا المجال فإنهم استطاعوا استحداث لجانٍ خاصة بإدارة ملف الانقسام، ولكي يُرضوا أطراف الانقسام، قاموا بتفريع اللجان إلى لُجان، ثم لُجينات أخرى، وعينوا لها سدنتها ومستشاريها، وتمكن أعضاء اللجان واللجينات من إزالة الشحنات والضغينات من نفوس المشاركين في اجتماعات اللجان واللجينات!!

 وصار المنقسمون إخوةً متحابين في اللجينات واللجان، يمازحون بعضهم، ويأكلون على مائدة واحدة، ويقدمون الخدمات والتسهيلات لبعضهم على حساب ملف الانقسام، ويسافرون على حساب الانقسام، وهكذا نجحت اللجان ولجان اللجان ولجيناتها، والأحزاب والحركات والتجمعات وتياراتها في تحويل المتصارعين المتخاصمين إلى أصدقاء حميمين، ومنَّ اللهُ عليهم بالشفاء من داء الانقسام!!

 وبقي الانقسام المقيت المعيب سائدا فقط بين أفراد الشعب!!

لذا فأعضاءُ اللجان واللجينات سيتضامنون معا لعلاج شعبهم المنقسم، ولأجل هذه الغاية النبيلة فإنهم ينوون أن يوسعوا مجالات نشاطاتهم العلاجية خارج جغرافيا شعب غزة المنقسم، وحتى يكون العلاجُ ناجعا، يجب أن يسافر الأطباءُ من أعضاء اللجان إلى كل بلاد العالم ليتمكنوا من اقتباس الخبرات في مجالات إنهاء الانقسامات، فلم يعد السفرُ إلى بلاد العرب مجديا، بعد أن جُربتْ كل أدوية العرب، من معاهدة مكة، حتى اتفاقات القاهرة وما حولها!

لذا فإنني أقدم الاقتراحين التاليين لأعضاء لجان الانقسام ومَن يفوضهم:

الاقتراحُ الأول:

 أن يسافروا إلى منتجعات سويسرا وفرنسا في الربيع القادم ليتمكنوا من العثور على إكسير الشفاء والدواء من عاهة الانقسام، أو يقترحوا تسفير كل سكان غزة إلى تلك الدول حتى يقبسوا من تاريخها قبساتٍ تُشفي من مرض الانقسام !

أما الاقتراحُ الثاني:

أن يشرعوا بتنفيذ برنامج جديد يشبه برنامج مدينة واحة السلام، التي تقع في منتصف الطريق بين تل أبيب والقدس، والتي أسسها برونو أوسار عام 1970 ليسكنها الأعداءُ (العرب والإسرائيليون) معا، حيث يعيشون فيها متحابين، فالمدارس مشتركة وكل مرافق الحياة مشتركة بينهم!

لذا فإنني أقترح أن نقدم طلبا عاجلا لأمريكا ودول السوق الأوروبية المشتركة بأن عليهم أن يقدموا لنا دعما ماليا يمكننا به أن نُنشئ مدينة:

( سهول الوئام، لإنهاء الانقسام)

على أن تكون المدينة الجديدة في المواقع الجغرافية التالية:

جزيرة كوك في المحيط الهادي، أو جزر مالديف في المحيط الهندي، أو إذا رغبوا في أوروبا فلتكن جزيرة المايوركا في إسبانيا، أو تعذر ذلك فلتكن المدينة في جزر فاي فاي في تايلند!!

طبعا وبلا شك وبلا ريب !! فإنه لا يتسنى تحقيق ذلك إلا بشرط واحد وهو، أن تدوم حالة الانقسام لتبقى لجان الانقسام هي وحدها التي تُدير جمهورية سهول الوئام!!

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/كانون الثاني/2013 - 5/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م