اهانة الدم العراقي

رسول الحجامي

دم الأطفال العراقيين الذين يسفحه الإرهاب يوميا..

دم النساء.. دم الشيوخ.. وكل الأبرياء في طريقهم الى المسجد أو السوق..

دم طلابنا وطالبتنا في دروب العلم أو على مقاعد الدراسة..

دم شبابنا ورجالنا في أماكن العمل وساحات البناء..

مليون عراقي استشهد بخنجر الإرهاب الغادر، بين رضيع في مهد، أو امرأة في سوق، أو فتاة تتعلم، أو رجل يعمل...

كلهم وبعمد وترصد، بتخطيط وتنفيذ قذر ولئيم، مزقتهم سيارات الإرهاب المتفجرة أو عبواته اللاصقة، ومسدساته الكاتمة، أو نسفه للبيوت، أو قطعه للرؤوس.

مليون عراقي أليس لديهم عوائل، أم إنهم بلا أحبة؟!

مليون عراقي أليس لهم عشائر يطالبون بحقهم، أم إن جميع عشائرهم زهدت بدماء أبنائها؟!

مليون عراقي حزت رقابهم خناجر الإرهابيين أليس لهم من كتل سياسية تطالب بدمائهم، أم أسكرتهم خمرة العملية السياسية وتوافقات الحرامية وحكومة الإشراك بالعدل عن إقامة العدل؟!

وبالرغم من ضعف القوات الأمنية وجهدها الاستخباري وهشاشة إجراءاتها فإنها وعلى مدى سنوات لم تلقي القبض إلا على بضع مئات من هؤلاء الإرهابيين..

ولم يعدم منهم إلا عشرات وبعد التي واللتيا.. ولربما لذر الرماد في عيون عشرات الملايين من أهالي ومحبين ضحايا الإرهاب.

اليوم يلعلع بعض السياسيين بالإفراج الفوري عن القتلة الإرهابيين !!

وتخرج مظاهرات حاشدة تريد أن تثبت إن للإرهاب طائفة، بينما ونحن منذ عشرة أعوام من القتل اليومي نردد إن الإرهاب لا دين له، الإرهاب لا طائفة له..!!

عجبا هل كنا نخدع أنفسنا أم كنا مخدوعين؟!

أليست هذه اهانة للدم العراقي المسفوح، إذن أين القصاص؟ أين حق ولي الدم؟ أين شريعة الإسلام؟!!وأين قانون الدولة؟ وأين أعراف العشائر؟ وأين المرجعيات الدينية، هل قصرنا يوما بواجباتنا تجاهها، فلما تصمت اليوم عن هدر دماؤنا؟

ثم إن جريمة الإرهابي ليست لديها دوافع تتعلق بالحاجات البشرية من مال أو جنس أو منصب أو مكانة، بل إنها ترتبط بتصفية مكون أو مكونات يختلف معه الإرهابي فيجيز لنفسه قتله واستباحة عرضه واستئصال نسله، فهل في هذا النهج الإرهابي فكرة لتأسيس دولة متعايشة متآخية متنوعة الأطياف والمذاهب، وهو يهدد بالحرب على كل من لا ينصاع لأمره سواء عبد فقير أو حاكم صغير..

هل يستجيب من غرر بنا في الانتخابات ليعفو عن من يقطع رؤوسنا ويستبيح أعراضنا، فيصفق لقانون العفو عن الإرهابيين ويلغي جرائم صدام وجلاوزته عن المقابر الجماعية ومظالمنا لأربعين سنة؟!.

هل يرضى العراقي أن يهان الدم العراقي؟

إن كان عراقيا من أي مكان أو مكون في العراق فلن يرضى..

ثم كيف سيكون حال الدولة والحكومة بعد ذلك..

أي دولة ستبقى حينما تعجز عن محاكمة الإرهابيين، سنصبح دولة (كلمن ايدو الو) وسيسود قانون الغاب.

وعندها سوف تحترق بغداد ولان بغداد كبيرة فستحرق معها الأخضر واليابس من اسطنبول الى صنعاء، مرورا بالرياض والدوحة والمنامة، ومن تونس الى كابول..

كل شيء سوف يحترق وكل من يشارك أو تفرض عليه المشاركة في الحرب سوف يخسر، وعندما تتحول شعوبنا الى رماد، وندفن في قبر الخراب، سوف ترفع إسرائيل لافتة (نصر من الله وفتح قريب).

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/كانون الثاني/2013 - 22/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م