علاجات جديدة تنعش آمال مرضى السرطان

 

شبكة النبأ: يعد السرطان أحد الأمراض الأكثر خطورة في العالم، وتعد سرطانات الرئة والثدي والمستقيم والمعدة والكبد هي أكثر خمسة أنواع من السرطان شيوعًا في العالم. ويصاب ما يزيد على 10 ملايين شخص بالسرطان حول العالم كل عام ومع ذلك، فإنه مع التقدم الحادث في طرق علاج السرطان، يمكن أن يعود الأمل لهؤلاء المصابين بالسرطان إذا ما علموا أنه من الممكن علاجهم بنجاح، بحسب منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان.

فمع تتطور التكنولوجيا الطبية في وقتنا الحاضر، لم يعد السرطان مرضا قاتلا ويمكن اعتباره مرضا مزمنا اذا تم العلاج بشكل الصحيح، فيمكن علاج السرطان عن طريق الجراحة، والعلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، العلاج المناعي، أو العلاج باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة أو وسائل أخرى. ويعتمد اختيار العلاج على مكان ودرجة الورم ومرحلة المرض، فضلا عن الحالة العامة للمريض (حالة الأداء). وهناك أيضا عدد من الطرق التجريبية لعلاج السرطان قيد التطوير، وعليه عندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الانسان، ولذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

هل يعلق مرضى السرطان كثيرا من الآمال على العلاج الكيماوي؟

فقد أفادت دراسة أمريكية بأن ثلثي مرضى السرطان في مراحله المتقدمة على الأقل يظنون أن العلاج الكيماوي الذي يخضعون له قد يشفيهم على الرغم من أن الهدف منه هو فقط إتاحة بعض الوقت أمامهم أو جعلهم يشعرون بالراحة، وذكر باحثون في دورية نيو انجلاند الطبية أن 69 في المئة من مرضى سرطان الرئة في مراحله الأخيرة و81 في المئة من مرضى سرطان القولون المميت لا يدركون أن من غير المرجح على الإطلاق أن يقضي العلاج الكيماوي الذي يخضعون على أورامهم، وقالت ديبورا شراج من معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن لرويترز "توقعاتهم تختلف تماما عن الواقع، وقد يكون من قبيل المفارقة أن المرضى الذين قالوا أفضل التعليقات بشأن قدرة أطبائهم على التواصل معهم كانوا أقل ترجيحا لفهم الغرض من علاجهم الكيماوي مقارنة بمن أدلوا بآراء متواضعة بشأن تواصلهم مع أطبائهم. بحسب رويترز.

وقالت شراج "ليس للأمر علاقة بأطباء سيئين ولا بمرضى سيئين.. إنها ديناميكية تواصل معقدة. من الصعب الحديث مع الناس وإخبارهم بأنه لا يمكن علاج السرطان الذي يعانون منه"، وأضافت أن الأطباء لا يشعرون بالراحة في مصارحة المرضى بالأنباء السيئة وأن المرضى لا يريدون تصديقها، وتستند النتائج إلى مقابلات مع 1193 مريضا جرى تشخيص إصابتهم بسرطان تفشى أو من ينوب عنهم. ويخضع كل المرضى الذين شملتهم الدراسة للعلاج الكيماوي.

نقلة نوعية

فيما اكتشف عدد من الباحثين الخلايا التي تنمو داخل الأورام والتي يبدو أنها مسؤولة عن إعادة نمو هذه الأورام مرة أخرى، وقد أكدت ثلاث دراسات منفصلة على الفئران نفس الرأي القائل بأن الخلايا الجذعية السرطانية هي الخلايا المسؤولة عن نمو الأورام، ويزعم الباحثون أنهم وجدوا حلا لواحدة من أكبر المسائل الخلافية في مجال أبحاث السرطان ويقولون إن عملهم يمثل "نقلة نوعية" في هذا المجال، وقد نشرت هذه الدراسات في مجلتي نيتشر وساينس العلميتين، وينجح الأطباء في الغالب في تقليص حجم الأورام من خلال طرق مختلفة للعلاج، لكن المرضى يعانون في كثير من الأحيان من انتكاسة وتنمو الأورام من جديد.

ويعتقد بعض الباحثين أن هذا يحدث بسبب فشل الطرق المختلفة للعلاج في القضاء على نسبة صغيرة من الخلايا المتبقية والتي تدفع الورم للنمو مرة أخرى، وتعرف هذه الخلايا باسم الخلايا الجذعية السرطانية، ويرى الباحثون أن هذه هي الخلايا التي ينبغي أن تستهدف في الأساس للقضاء على الورم إلى الأبد، وكان الدليل على وجود هذه الخلايا الجذعية السرطانية ضعيفا، لكن ثلاث مجموعات من الباحثين -كانت تعمل بشكل منفصل- توصلت إلى أدلة مباشرة على أن الخلايا الجذعية هي التي تسبب نمو الأورام في أمراض سرطان الدماغ وسرطان القناة الهضمية وسرطان الجلد، ويقول سيدريك بلانبين الأستاذ بجامعة بروكسل الحرة، الذي قاد فريق البحث في إحدى هذه الدراسات، إن هذه النتائج تمهد الطريق للتوصل إلى علاج للعديد من أمراض السرطان.

وقال بلانبين "إذا كانت هذه الخلايا هي التي تؤدي إلى نمو الأورام، فربما يمكننا استهدافها"، لكن هذا الأمر قد يكون سهلا من ناحية نظرية وليست عملية، ذلك لأن الخلايا الجذعية مشابهة جدا للخلايا الجذعية السليمة المسؤولة عن نمو انسجة الجسم وتجددها، وقد يؤدي أي علاج يستهدف هذه الخلايا الجذعية السرطانية إلى تدمير الأنسجة السليمة، وبالتالي ستكون أولوية الباحثين هي معرفة ما إذا كانت هناك اختلافات هامة بين الخلايا الجذعية الطبيعية والأخرى السرطانية بحيث يمكن للعلاج التمييز بينها، ولكن يقول هوغو سنيبرت الأستاذ بالمركز الطبي الجامعي في اوتريخت، والذي قاد فريقا لدراسة أورام الأمعاء، إن التأكيد على وجود هذه الخلايا يعد خطوة هامة في مجال أبحاث السرطان في المستقبل. بحسب البي بي سي

وأضاف "لقد زعم العديد أن مثل هذه الخلايا غير موجودة، لكننا اكتشفنا للمرة الأولى أن هناك خلايا جذعية سرطانية وأن الأورام تحافظ على بقائها من خلال هذه الخلايا"، واعرب لويس بارادا الأستاذ بجامعة تكساس، قائد فريق البحث الذي اكتشف وجود الخلايا الجذعية السرطانية في مخ الفأر، عن اعتقاده بأنه سيكون هناك نهج جديد لتطوير علاج جديد لأمراض سرطان الأورام، وأضاف: "الخلايا الجذعية السرطانية تغير الاعتقاد السائد، وسيتحول الهدف من مجرد تقليص الأورام إلى استهداف الخلايا السرطانية في هذه الأورام"، وقال ميكايلا فري العالم بمؤسسة بحوث السرطان البريطانية والأستاذ بجامعة كامبريدج "هذه النتائج تضيف أهمية أكبر للنظرية التي تقول إن أمراض السرطان تنشأ عبر مجموعة محددة من الخلايا التي تسمى الخلايا الجذعية السرطانية، لأن مرض السرطان يثبت أنه مرض شديد التعقيد"، وأضاف "لا نعرف حتى الآن مدى ملائمة هذا البحث الذي تم على الفئران للتطبيق على البشر، لكنه يقدم لنا آراء جديدة في كيفية تطور أمراض السرطان، والسبب في إعادة نموها مرة أخرى بعد العلاج."

النشاط الجسدي

كما يساهم النشاط الجسدي الملائم في الحد بنسبة 50 % من خطر الانتكاسة لدى المرضى المصابين بسرطان الثدي والقولون والبروستات، بحسب تييري بوييه المتخصص في أمراض السرطان، ويصر الدكتور بوييه على نقل هذه الرسالة وهو أحد مؤسسي شبكة "كامي" (سرطان وفنون قتالية ومعلومات) التي تعتبر الشبكة الوطنية الوحيدة المتخصصة في الرياضة والسرطان التي تقدم جلسات كاراتيه ويوغا وجمباز إلى نحو 3 آلاف مريض في أكثر من عشرين مركزا في فرنسا، ويقول في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن الدراسات أظهرت أن الحركة تفيد مرضى السرطان، أيا كانت توقعات سير المرض، مشيرا إلى أنواع السرطان الثلاثة الأكثر استجابة للنشاط الجسدي وهي سرطان الثدي والقولون والبروستات.

لكن البيانات العلمية تظهر أيضا أن لا نفع من ممارسة الرياضة إن لم تكن مكثفة، ويوضح الدكتور بوييه أن "الأنسولين والاستروجين واللبتين التي تساهم في نمو السرطانات لا تنخفض إلا ابتداء من مستوى معين من القوة" الجسدية يختلف بين سرطان وآخر. فسرطان الثدي يتطلب حوالى ثلاث ساعات من المشي السريع أسبوعيا فيما يستوجب سرطان القولون والبروستات ست ساعات أسبوعيا، ومن الضروري أن يبذل المريض هذا الجهد لفترة تراوح بين 6 و12 شهرا كي يستفيد. بحسب فرانس برس.

لكن اقتراح هذا البرنامج على المرضى المنهكين من السرطان لم يكن طبعا مهمة سهلة. ويقول بوييه "كان علينا أن نجد محفزات تنمي لدى المرضى الرغبة في ممارسة نشاط رياضي"، أطلق بوييه شبكة "كامي" في العام 2000 بالتعاون مع الرياضي السابق جان-مارك ديكو لمحاولة إيجاد حل للتعب الذي يشعر به المرضى قبل كل شيء، ويقول بوييه إن "النشاط الجسدي هو الوحيد الذي يقضي على التعب"، مشددا على ضرورة الشعور بالمتعة عند ممارسة الرياضة لأن "الناس يستسلمون اذا شعروا بالضجر"، وتقدم "كامي" إلى المرضى أنشطة متنوعة أكثر فأكثر، مثل الرقص والتزحلق الفني والسيرك، يشرف عليها أشخاص متدربون. ويقول بوييه "نطلب من المرضى البقاء لمدة سنة واحدة، لكن معظمهم يبقى لفترة أطول". ويدفع المرضى بين 20 و120 يورو في السنة الواحدة، فيما يتم تأمين بقية التمويل من خلال هبات أو مخصصات، وكافحت "كامي" لإطلاق أول إجازة جامعية بعنوان "الرياضة والسرطان" في جامعة باريس 13، لكن من الضروري أيضا رفع الوعي لدى الأطباء الذين ما زالوا يترددون جدا في نصح المرضى بممارسة الرياضة، على حد قول تييري بوييه، ويضيف هذا الأخير "إذا مارس 30 % من مرضى السرطان الرياضة، فقد يتمكن الضمان الاجتماعي من توفير مبلغ 600 مليون يورو في مجال العقاقير وحدها، من دون احتساب فترات التوقف عن العمل بسبب المرض.

العلاج باللمس

في حين وجدت دراسة جديدة، أن الآثار الجانبية لعلاج السرطان، تتحسن بشكل ملحوظ، عند المرضى الذين يتلقون علاجاً باللمس، وذكر موقع "ساينس ديلي" الأميركي، أن باحثين في جامعة "كنتاكي"، وجدوا أن مرضى السرطان سجلوا تحسناً ملحوظاً في كل جلسة من علاج اللمس، في ما يخص الألم والإجهاد النفسي والغثيان بدءاً من الجلسة الأولى، ويعتبر علاج "جين شين جيوتسو"، القديم نوعاً من العلاج باللمس، مماثلاً للعلاج بوخز الإبر، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة جنيفر برادلي، "سررت برؤية التحسن النوعي الذي لوحظ عند المرضى.. كان من المثير للاهتمام ملاحظة تحسن ملحوظ، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو التشخيص عند مرضى السرطان، في الآثار الجانبية للعلاج". بحسب يونايتد برس.

وأضافت أنه لأمر مشجع ملاحظة التحسن في هذا المجال، الناتج عن علاج "جين شين جيوتسو"، الذي يتضمن لمس 52 منطقة طاقة محددة في الجسم، وفي الأصابع والأذرع وأسفل الأرجل، بطريقة منتظمة.           

العلاج الكيميائي

على الصعيد نفسه أظهرت دراسة نشرت الأحد أن العلاج الكيميائي المخصص لمكافحة السرطان قد يلحق الضرر بالخلايا السليمة ويدفعها بالتالي إلى إفراز بروتين يعزز نمو الورم ومقاومته للعلاجات المقبلة، وتوصل باحثون في الولايات المتحدة إلى هذا الاكتشاف "غير المتوقع بتاتا" بينما كانوا يحاولون أن يشرحوا لما تكون الخلايا السرطانية مرنة جدا داخل الجسم البشري فيما يسهل القضاء عليها داخل المختبر، واختبر الباحثون الآثار التي يخلفها نوع من العلاجات الكيميائية على أنسجة مستخرجة من رجال مصابين بسرطان البروستات ووجدوا "أدلة على تضرر الحمض النووي" في الخلايا السليمة بعد العلاج. بحسب فرانس برس.

يساهم العلاج الكيميائي عادة في منع تكاثر الخلايا سريعة الانقسام، كتلك الموجودة في الأورام، لكن العلماء وجدوا أن الخلايا السليمة التي تتضرر بسبب العلاج الكيميائي تفرز كميات أكبر من بروتين "دبليو أن تي 1 6 بي" الذي يحافظ على استمرارية الخلايا السرطانية، وتبين أن هذا البروتين يتفاعل مع الخلايا السرطانية المجاورة ويدفعها إلى النمو ومقاومة كل علاج مقبل، وقال الباحثون إنهم أكدوا هذه النتائج في ما يتعلق بالأورام السرطانية التي تصيب الثدي والمبيض، وأوضح الباحث بيتر نلسون ان هذه النتائج تمهد الطريق أمام علاجات جديدة وفضلى، وأضاف ان إعطاء المريض "جسما مضادا لبروتين +دبليو أن تي 1 6 بي"، بالاضافة إلى العلاج الكيميائي، قد يحسن رد الفعل (أي قد يقتل مزيدا من الخلايا السرطانية). وقد يكون من الممكن بالتالي اللجوء إلى جرعات من العلاج أصغر وأقل سمية".

المبضع الإلكتروني

في سياق متصل لقي اختراع "المبضع الإلكتروني" اهتماما كبيرا في أوساط السياسيين والإعلاميين ولدى العامة، على حد سواء، يقول خبراء في مجال استخدام التكنولوجيا المتطورة في مجال العلاج الإشعاعي لمرض السرطان إن مثل هذه الطريقة لقت إجحافا في السابق لطالما حلت دوما في مرتبة أقل أهمية من استخدام الأدوية والعلاج الكيميائي.

يقول ريتشارد إيفانز، المدير التنفيذي لجمعية وكلية فنيي الأشعة في بريطانيا، إن النظرة الجديدة لتقنيات العلاج بالأشعة هي "بداية التغير"، وإن كان هنالك الآن تركيز أكثر من اللازم على النسخة الجديدة والمتطورة من هذه الأشعة وتقنياتها التي لا تصلح بطبيعة الحال لعلاج كافة الحالات، يُشار إلى أن هنالك رأيا سائدا لفترة طويلة من الزمن في أوساط العاملين في مجال العلاج بالأشعة مفاده أن شركات الأدوية أثبتت فعالية إلى درجة تثير الحسد في مجال نشر وتسويق أدويتها الخاصة بمرض السرطان، حتى تلك التي أثبتت أن لها فائدة هامشية، كما أن هنالك قلقا حيال وجود نوع من القيود على تسليط الضوء على قدرة تقنيات العلاج بالأشعة على احتلال المكانة البارزة التي تستحقها، سواء في مجال التصور والإدراك الشعبي لها ولأهميتها، أو من جهة التركيز السياسي على القضية برمتها.

إلا أنه يبدو أن كل هذا الشيء قد تغير مع ظهور تقنية جديدة تُعرف بـ "الاستئصال بطريقة العلاج الإشعاعي المجسم" (Sterotactic Ablative Radiotherapy "SABR")، وأيضا باختراع جهاز محدد بعينه يُستخدم لإجراء مثل هذا النوع من العلاج ويُعرف باسم "المبضع الافتراضي"، أو المبضع الإلكتروني" (Cyperknife "سايبرنايف")، إن هدف كافة أشكال العلاج بالأشعة هو تسليط جرعة قاتلة من الإشعاع على الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى تقليل الضرر بالنسبة لأنسجة الجسم الطبيعية والسليمة، والسؤال المطروح هو ما الذي يمكن لتقنية (SABR) أو (سابر) هذه أن تقدمه لتحقيق مثل هذا الهدف في بعض أنحاء الجسد، والتي كان من شأن تطبيقها في السابق أن يشكل خطرا أكبر على أعضاء الجسم السليمة؟.

وربما كان الجواب الأولي هو أن أنواع السرطانات التي كان من الصعب علاجها في السابق قد بات علاجها الآن أمرا ممكنا، وفي بعض الحالات، بفاعلية كبيرة، وهنالك العديد من الآلات والأدوات الممتازة التي بإمكانها الآن تقديم العلاج لمرضى السرطان بتقنية (سابر)، إلا أن النجاح الذي حققه "المبضع الإلكتروني" (سايبرنايف) على وجه خاص قد تجلى بتغلب مروجي الاختراع الجديد على العقبات التي واجهوها في السابق في مجال التصور السيء المأخوذ عن العلاج بالأشعة، إذ نجحوا في جعل المنتج الجديد معروفا في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية على حد سواء. بحسب البي بي سي.

وقد نجحوا في ذلك بشكل باهر للغاية، وذلك إلى حد أن ظاهرة "المبضع الإلكتروني" بدأت تأخذ خصائص مماثلة لتلك التي اتسمت بها الحملة التي قامت بها شركات الأدوية من قبل لترويج منتجاتها وتسويقها، وهنالك مناشدات أطلقها البعض عبر شبكة الإنترنت يطالبون فيها بجعل "المبضع الإلكتروني" متاحا لكافة مرضى السرطان.

كما أنه يبدو أن السياسيين يعتقدون أن عليهم واجبا بجعل الجهاز الجديد متاحا في مراكز السرطان المحلية في مناطقهم، أما وسائل الإعلام، فقد نشرت العديد من الصفحات التي تحمل الكثير من السخط على الافتقار إلى "العلاج بواسطة المبضع الإلكتروتي الذي ينقذ من الموت"، وبالتالي، فقد وجد المرضى الذين يصارعون السرطان، كما هي حال أسرهم أيضا، أنفسهم في خضم هذه الضجة الكبيرة المثارة حول آخر تطورات تقنيات العلاج بالأشعة، ومع اقتراب حصول تقنية العلاج بالأشعة من الدرجة التي تستحقها من الدعاية المناسبة، فهنالك أيضا مخاوف من أن مثل هذه الدعاية هي من "النوع الخطأ".

الصيام

على الصعيد نفسه أشارت دراسة جديدة للباحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا، نشرها موقع «ساينس ديلي» الأميركي، إلى أن الصيام يحسن من فعالية العلاج الكيماوي للسرطان، ويطيل الحياة، وذلك بعد أن تمت تجربة ذلك على الفئران المصابة بأورام شديدة في المخ. وكانت دراسة سابقة أجراها فالتر لونجو أستاذ علم الشيخوخة والعلوم البيولوجية بجامعة جنوب كاليفورنيا، أظهرت أن الصيام لفترة قصيرة يحمي الخلايا السليمة، بينما يترك الخلايا السرطانية عرضة لخطر الآثار السامة للعلاج الكيماوي. وتعد الدراسة الأخيرة أول دراسة تثبت أن فترات الصيام لها، في ما يبدو، التأثير الإيجابي نفسه على العلاج الإشعاعي للاورام الدبقية، وهي أورام المخ الأكثر شيوعاً. وتبين للباحثين أن صيام الفئران لأجل قصير لا يزيد على 48 ساعة في كل دورة أدى إلى تحسين العلاج الإشعاعي والكيماوي لأورام المخ. لكن لونجو حذر المرضى من أنه يجب عليهم استشارة طبيب الأورام الذي يتولى علاجهم قبل الشروع في أي صيام. وقال: «على المرء موازنة المخاطر، ويتعين عليه أن يفعل ذلك بالشكل السليم. لكن إذا لم يكن أمامك ثمة خيارات أخرى، فإن الصيام لفترة قصيرة قد يمثل إمكانية مهمة للمرضى». بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

عناصر نباتية

الى ذلك ذكرت دراسة اوروبية ان الحصول على كمية متوسطة من مواد نباتية تسمى فلافونيد من خلال الطعام ربما يكون له صلة بخفض خطر الاصابة بسرطان المعدة لدى النساء ولكن ليس لدى الرجال، ووجد الباحثون الذين نشروا دراستهم في دورية التغذية السريرية الامريكية ان النساء اللائي حصلن على اكبر كمية من الفلافونيد قل لديهن احتمال الاصابة بهذا المرض الى النصف بالمقارنة مع النساء اللائي تناولن اقل كمية منه، وقال راؤول زامورا-روس كبير معدي الدراسة لرويترز هيلث عبر البريد الاليكتروني ان "الوجبة الغنية بالفلافونيد تعتمد على الغذاء المستمد من النبات مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبندق والعدس والمنتجات المشتقة منها (الشاي والشيكولاتة والنبيذ)، "هذا النوع من الغذاء الى جانب الاقلال من استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة يمكن ان يكون وسيلة جيدة لخفض خطر الاصابة بسرطان المعدة"، ولا تثبت هذه النتائج ان بامكان الفلافونيد وحده منع هذا المرض لان عوامل اخرى مثل اتباع اسلوب حياة صحي بشكل اكبر يمكن ان تلعب دورا. بحسب رويترز.

وقال زامورا-روس ان الباحثين لاحظوا ان الابحاث السابقة لمحت الى ان الفلافونيد ربما يساعد في الوقاية من السرطان ولكن دراسات قليلة هي التي ركزت على سرطان المعدة وهو رابع اكثر السرطانات شيوعا وثاني اكثرها فتكا بالانسان، ويحتوى الشاي الاخضر على كمية كبيرة من الفلافونيد تزيد عن 12511 مليجراما لكل 100 جرام من الاوراق. وتحتوى ايضا البقوليات على كمية كبيرة من الفلافونيد حيث تبلغ نحو 769 مليجراما لكل 100 جرام من الفاصوليا، ووجد الباحثون في هذه الدراسة ان النساء اللائي حصلن على اكثر من 580 مليجراما من الفلافونيد يوميا قل لديهن بنسبة 51 في المئة خطر الاصابة بسرطان المعدة بالمقارنة مع النساء اللائي حصلن على اقل من 200 مليجرام يوميا، وقال زامورا-روس ان الخطر الذي يواجهه الشخص على وجه الدقة يتوقف على عدة عوامل من بينهما مااذا كان هذا الشخص يدخن او يشرب الكحوليات وكمية اللحوم الحمراء والمصنعة التي يتناولها ومااذا كان بدينا، واضاف ان عدم وجود صلة بين الفلافونيد وسرطان المعدة في الرجال كان مفاجأة وربما يرجع الى الاختلافات في قدر التدخين وشرب الكحوليات او للاختلافات الهرمونية، وقال انه بوجه عام فان هذه الدراسة تضيف مزيدا من الادلة على ان اتباع"اسلوب حياة صحي يحد من خطر الاصابة بامراض مزمنة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/تشرين الثاني/2012 - 5/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م