جراح غزة تحرج مدعي الجهاد

رسول الحجامي

الجرائم – الآن- التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل والتي مزقت أجساد الأطفال وأحرقت العجزة وقتلت النساء والصور والأفلام الحية ابلغ في الوصف وشاهد عيان على عظم الجريمة وبشاعة المجرم.

ولكن...

هذه الجرائم الصهيونية لم تكن مدروسة، لأنها أحرجت أصدقاء إسرائيل، أحرجت عملاء إسرائيل، أحرجت خدم إسرائيل، جميعهم منزعج لان التوقيت غير مناسب لأسباب عديدة:

- هذه الجرائم هي جزء من فحص إسرائيلي للكرامة العربية هل عادت لها الحياة بعد الربيع العربي أم إن أزهار الربيع العربي اغتصبت في بذورها. وضرب السودان كان الفحص السابق.

- إحراق غزة وقتل الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من شبه صواريخ بدائية محلية تحرج الدول العربية التي تهسترت بنقل السلاح الى المقاتلين السوريين، لان التبرع بالسلاح الى مجاهدي غزة أفضل واوجب أيضا وهذا ما جعل مشايخ قطر يصابون بالتهاب البلعوم الذي اخرس ألسنتهم الطويلة بالكرامة والحرية والجهاد، وجعل الجزيرة تصور للعالم إن الأطفال الفلسطينيين قد احرقوا ثلاثة أرباع إسرائيل قبل أن يسقط عليهم سقف الغرفة التي ينامون فيها، وللأمانة فان ملك المجاهدين وأعظم المشترين للأسلحة في الأرض الملك عبد الله آل سعود قد غضب على الفلسطينيين لأنهم لا يلتزمون بفتوى المملكة ببطلان قتال الصهاينة أو الإعانة عليهم مما سبب آلاما في الظهر لملك المجاهدين أدخلته الى المستشفى الى حين انتهاء إسرائيل من جرائمها القذرة.

- قادة عرب الربيع زاروا غزة وقالوا لها مصبرين: (تحملي يا أختاه ليالي الاغتصاب فسريعا سوف تمر، وسوف تتعهد دول الخليج بتفصيل فستان أجمل من ثيابك الممزقة وكرامتك المسفوحة ومن مصر طقم ملابس داخلية (جنن)).

- الشيخ الظواهري يحشد مجاهديه ليفجروا أنفسهم في الحرب المقدسة ضد المسلمين -جيش مصر ورافضي العراق وشباب اليمن - وكل المسلمين المنحرفين عن سنة الصهيونية والسلف العميل لها، ماذا يفعل شيخ المجاهدين لو أحرجه احد الخبثاء مثل صاحب المقال وتحداه أن يقوم بعملية تفجير واحدة في إسرائيل، إن سكت كما هو فاعل منذ عشرات السنين فهذا دليل إخلاصه للسنة والشريعة وحفظا لتراث ما يعتقد به من ضرورة عبادة العجل اليهودي.

- وأخيرا فان الأبطال المجاهدين القادمين من شرق الأرض وغربها يا ليت يتبرع احدهم ويفجر نفسه لا في أسواق المسلمين ولا في جوامعهم ولا يقود سيارته لاستهداف مدارس الأطفال، كل ما نريده أن يقوم مجاهد واحد وللتاريخ بعملية داخل إسرائيل حتى يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض وإلا فقد ضجرنا من قتلكم المسلمين على أتفه الأسباب بينما تمتنعون عن ضرب القتلة بالطماطم.

أين ألسنة شيوخ الافتاء المجاهدين وصراخهم وحرابهم التي تجرح بعضهم بعض ليل نهار. ام ان طبول حربهم لا تقرع الا للحرب على المسلمين وانتهاك حرماتهم؟؟

 ماذا تنتظر غزة اليوم كيس دقيق ثمن سكوتها أم بطانية من مساعدات إمارة موزة لتستر جسدها المغتصب؟!

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/تشرين الثاني/2012 - 4/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م