الطوائف المسيحية في مهرجان الغدير العالمي

مجاهد منعثر منشد

قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82. صدق الله العلي العظيم.

وصف الامام علي، السيد المسيح (عليهما السلام) قائلا: كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب وكان ادامه الجوع وسراجه القمر وظلاله في الشتاء مشارق الارض ومغاربها وفاكهته وريحانه ما تنبت الارض للبهائم ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله دابته ورجلاه وخادمه يداه.

وبذلك يوضح ويظهر لنا أمير المؤمنين (عليه السلام) اهمية السيد المسيح (عليه السلام) وزهده في الدنيا لعل ابناء الدنيا يؤوبون الى الحق ويحجون الى المقصد الاسمى.

فيمر عليّ بن ابي طالب(عليه السلام) على خرِبة فقيل لهُ:ـ هذه كنيسة؟.. قال:ـ بلى هي كنيسة فقيل لهُ:ـ لكم أُشركَ بالله هاهنا؟ فانبرى بأفقه الواسع قائلاً:ـ ولكم عُبدَ الله هاهنا.

قال زينبا بن أسحق الرسعني الموصلي النصراني

عديٌّ وتيمٌ لا أحاول ذِكرَها...........بسوءٍ ولكنّي مُحِبٌّ لهاشمِ

وما تعتريني في عليٌّ ورهطِهِ...........إذا ذكروا في الله لومة لائمِ

يقولون:ـ ما بال النصارى تُحِبُّهم...........واهل النُهى مِن أعرُبٍ وأعاجمِ

فقلت لهم:ـ إني لأحسبُ حبهمُ...........سرى في قلوب الخلق حتى البهائمِ

ويقول عبد المسيح الإنطاكي المصري

كذا النصارى بحبّ المرتضى شُغِفَت...........ألبابُها وشَدت فيهِ أغانيها

فلست تسمع منها غير مدحته الــ...........ـغرّاءِ ماذَكَرتهُ في نواديها

فارجع لقُسّانها بين الكنائس مع...........رُهبانِها وهي في الاديار تأويِها

أن الفكر المسيحي فكر متفتح مستنير، فضلا عن ذلك أنه فكر اصيل وملتزم.

والمسيحيون أكثر منطقية من غيرهم، فحضور الطوائف المسيحية وعلى راسهم الدولة الفتكانية حيث سيرسل سماحة بابا الفاتيكان مندوب عنه يمثل عاصمة الدولة الكاثوليكية العالمية في مهرجان الغدير العالمي الاول، ورئيس الكنيسة السريانية في العالم قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكأ الاول الذي اكد حضور عدد من المطارنة ومشاركتهم في المهرجان.

والسيد المهندس رعد جليل كجه جي رئيس الوقف المسيحي، أكد على مشاركة رجال الدين المسيحيين من طائفة الكاثوليك والبروستانت والارثوذكس.

فهذا الحضور له أسباب عديدة، وباعتقادي القاصر هو حالة تقيميه للشخصية الاسلامية البارزة التي لعبت أدوراً مهمه في تاريخ الإنسانية.

والسبب الاخر لان الفكر المسيحي المعاصر أقرب للأحكام الموضوعية والمنطقية النابعة من حب البحث عن الحقيقة.

والمسالة الثالثة وجود جذور تاريخية تربط المجتمع المسيحي بالإمام علي (عليه السلام).

وهذه الجذور تخللتها أواصر المحبة منذ العلاقة الحميمة الايجابية لأمير المؤمنين (عليه السلام) مع نصارى نجران.

ولاتتوقف مستوى العلاقة الى هذا الحد، بل برزت مواقف عديدة من الامام علي (عليه السلام) تجاه النصارى.

والامام علي (عليه السلام) ثلثي الكرة الأرضية كانا تحت سلطته، أي أن دولتهِ تشمل أكثر من خمسين دولة بجغرافية اليوم.

ولنتصور خمسين دولة بيد رجل واحد، ولاتوجد منظمات حقوق انسان، أو أبواق إعلامية تعلن عما يحدث.

وكل هذه الدول تعامل بالعدالة والانسانية والحرية بدون تميز أو عنصرية.

وباعتقادي قد وجد الفكر المسيحي بأن الامام علي (عليه السلام) الوصي الموسوعي والفيلسوف القانوني الذي اختصر الزمن والتاريخ والقانون في علمه وذاته وطاقته.

وكون الفكر المسيحي صاحب حضارة، ويحافظ على أرثه وتاريخه، نجده يقيم الشخصية الكونية، مستندا لمواقف تاريخية صدرت من فكر الامام علي (عليه السلام) مع بني جلدته سواء كانوا رهبان أو قسسه أو من المجتمع المسيحي العادي، فعلى سبيل المثال:

عندما سار امير المؤمنين الى حرب صفين ونزل بارض بلقع، فعندما اراد رجاله الماء، قال لهم (عليه السلام) ان الله عزوجل سيسقينا في هذا المكان ماءً اعذب من الزلال وابرد من الثلج واصفى من الياقوت ثم اقبل يجر رداءه وبيده سيفه.

فقال(عليه السلام) يا مالك احتفر انت واصحابك قال مالك فاحتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة وفيها حلقة تبرق كاللجين فرمناها بأجمعنا ونحن ماءة رجل فلم نستطع ان نزيلها من مكانها فدنا امير المؤمنين (عليه السلام) رافعاً يده الى السماء وهو يدعو ثم اجتذبها فرماها عن العين اربعين ذراعاً قال مالك فظهر لنا ماء اعذب من الشهد وابرد من الثلج واصفى من الياقوت فشربها وسقينا دوابنا.

ثم رد امير المؤمنين (عليه السلام) الصخرة وامرنا ان نحثو عليها التراب ثم ارتحل فلما سرنا غير بعيد قال من منكم يعرف الصخرة قلنا كلنا نعرفه يا امير المؤمنين فرجعنا فخفي مكانها علينا واذا نحن بصومعة راهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فقلنا أعندك ماء قال عندي ماء قد استعذبته منذ يومين فأنزل الينا ماء مراً خشناً فقلنا هذا وقد استعذبته منذ يومين فكيف لو شريت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا وحدثنا بالامر فقال صاحبكم هذا نبي قلنا لا ولكنه وصي نبي فقالوا انطلقوا بي اليه فلما بصر به امير المؤمنين (عليه السلام) قال شمعون، قال الراهب هذا اسم سمتني به امي ما اطلع عليه احد الا الله تعالى وقال وما تشاء يا شمعون قال هذا العين واسمه قال راحومة وهو من الجنة شرب منها ثلاث ماءة وثلاث عشر وصياً وانا آخر الاوصياء شربت منه.

قال الراهب هكذا وجدت في جميع كتب الانجيل وانا اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وانك وصي محمد (ص).

وبعد ان وجد الراهب ضالته مع الامام ابى الا البقاء مع الامام مع علمه ان الامام ذاهب الى حرب ضروس تطحن العظام والجماجم طحناً فرحل الراهب مع الامام ولدى اشتعال نار الحرب استأذن الامام بالبراز فكان اول من حقق الاماني وفاز بالشهادة والسعادة الابدية مع الامام (عليه السلام) مثيل عيسى بن مريم (عليه السلام) في الزهد والعبادة.

والمثل الثاني وفي خلافة الامام علي (عليه السلام) كان المسيحي مواطن له ما للمسلم من حقوق، بل الحاكم يضع نفسه مقابل أي مسيحي عادي، ويشهد موقفه (عليه السلام) عندما ضاع درعه وهو قاصد حرب صفين.

وعندما وجده عند رجل مسيحي، وطلب الامام (عليه السلام) القضاء في الموضوع ذهب مع خصمه الى القاضي (شريح)، فوقف الخليفة الحاكم مع الرجل المسيحي امام القاضي بدون أي تميز.

قال (عليه السلام) المدعي انها درعي ولم ابع ولم اهب، فسأل القاضي الرجل المسيحي ما تقول فيما يقوله (عليه السلام) فقال ما الدرع الا درعي وما امير المؤمنين عندي بكاذب فالتفت شريح القاضي الى امير المؤمنين قائلاً هل من بينة يا علي تشهد ان الدرع لك فضحك علي وقال اصاب شريح ليس لي بينة فقضى شريح بالدرع للمسيحي فأخذها ومشى وامير المؤمنين ينظر اليه الا ان الرجل لم يخط خطوات حتى عاد يقول: أما انا فاشهد ان هذه احكام الانبياء امير المؤمنين يدنيني الى قاض يقضي عليه ثم قال: الدرع درعك والله وقد كنت كاذباً فبما ادعيت وبعد زمن شهد الناس هذا الرجل وهو من اصدق الجنود واشد الابطال بأساً وبلاء في قتال الخوارج الى جانب علي(عليه السلام).

وهناك مواقف عديدة للأمير المؤمنين (عليه السلام) نكتفي بذكر هذه الامثلة منها.

فلاغرابة في حضور السادة من الطوائف المسيحية لمهرجان الغدير العالمي، وإنما يتشرفون بوجودهم وضيافتهم بحضرة أمير المؤمنين (عليه السلام)، فصاحب المرقد الطاهر للإنسانية جمعاء.

وقد أشرنا الى أصالة الفكر المسيحي الذي تأثر بمبادئ الإمام علي (عليه السلام) الإنسانية وبمنظومته الفكرية الشاملة، فقد أستلهم هذا الفكر دروسا ومواعظا وعبرا من فكر علي (عليه السلام).

ولاشك بأن الفكر المسيحي المعاصر كان جديرا بهذا التأثير حيث كان مع استيعابه لدروس الامام علي (عليه السلام) بدأ ينقل شيئاً من تلك الافكار و المبادئ إلى عقول و قلوب شعوبه، فضلا عن وجود الآراء المعلنة لبعض معتنقي الديانة المسيحية السماوية بحق الامام علي (عليه السلام).

ومن الامثلة على بعض اراء المفكرين المسيحيين وأدباءهم التالي ذكرهم:

1. الفيلسوف الأمريكي (1883-1882) (إمرسون) الذي كان بمثابة الأب الروحي لعملية استقلال أمريكا عن بريطانيا العظمى. وأن إمرسون بالإضافة إلى كونه فيلسوفاً و شاعراً و أديباً، كان أيضاً رجل دين عالي المقام في (كنيسة بوسطن الموحدة)، فإن هذا الفيلسوف الأمريكي (إمرسون) الذي كان يؤمن أن كل إنسان هو باب و مدخل إلى العقل الكوني، كان على صلة وثيقة بالإمام الكوني و بكل كلمة من كلماته الخالدة، و قد صرح بذلك في مقالة له بعنوان (الذات الحق). وعندما اطلع ذلك الفيلسوف الأمريكي على كلمات حكيم الإسلام عليه السلام تغير فكره و كيانه.

2.وذاك الأستاذ الاديب (نصري سلهب)الذي يقول: ((علي من أولئك البشر الذين كتب عليهم أن يموتوا لتحيا، بموتهم، شعوب و أمم. و أعداء علي من أولئك النفر الذين آثروا الحياة على الموت فأماتوا، بحياتهم، كل إباء و شمم)).

3.و البطريرك (إلياس الرابع)، البطريرك الأسبق للروم الأرثوذكس في إنطاكية وسائر المشرق. والمعروف عنه عمق ثقافته و موسوعيتها، والذي كان لديه اهتمام متميز باللغة و بالأدب العربي تحديداً، وعندما سئل مرة عن الأدب الرفيع الذي يحبه و يتفاعل معه، أجاب قائلاً بكل وضوح و صراحة: أحب القرآن و نهج البلاغة.

4. سليمان كتاني الأديب والباحث المسيحي المشهور، فانه يرى في كتابه (الإمام علي نبراس ومتراس) أن الإمام علي (هو ركيزة الأساس وهو بالنسبة للرسالة كل الرسالة في تأسيسها وفي طريقة المحافظة عليها، في نشرها وفي مجالات الدفاع عنها.. وأن له سلسلة من الفوت الكريمة يتجلى بها، فهو قوة وإرادة وشجاعة وبطولة وعقل ومعرفة وحق وعدالة ومثال وكمال..) ويرى أيضاً أن دستور الحياة هو دستور الإمام علي (عليه السلام) ونهجه، لأن الدنيا برمتها ترجع إليه عند كل ساعة تشعر فيها بأنه قد غصَّ بها الطريق، فالإمام علي برأي الكتاني هو دستور الوجود وهو مرجع الإنسانية الوثيق.

5.الأديب والباحث المشهور(جورج جرداق) أحد المدعوين لمهرجان الغدير العالمي الاول، والذي قد عد الإمام علياً (عليه السلام) المطبق الصحيح للشريعة المنزلة من السماء بعد رسول الله محمد، ويتجلى ذلك بشكله الأمثل في سلوك ومنهج الإمام علي (عليه السلام) كما يرى أن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وصاياه الخالدة بضرورة معاملة الرعية بالحسنى وبالكلمة الطيبة والسياسة الحسنة، تمثل أحدى صفحات الإنسانية الناصعة البياض في كتاب حياة الإمام علي (عليه السلام) التي ينهى فيها أصحابه عن سب وشتم أهل الشام الذين أساءوا التعامل معه واستعملوا كل وسائل الغدر والمكر والنفاق، فقال (عليه السلام) موصياً أصحابه: (إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به).

5. والأستاذة (كاتارينا مومزن) أستاذه الأدب الألماني في جامعة استانفورد الأمريكية. والتي لها كتاب قيم بعنوان (غوته والعالم العربي).وكان من تعليقها أما المسرحية ذاتها، فيمكننا أن نذكر شيئاً منها الآن، و ذلك للتأكيد على دور علي (عليه السلام) الإيماني في التبشير والدعوة إلى رسالة محمد الرسول المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم والحث على اتباعه والإيمان به بعمق مثلما آمن هو به باكراً في الوقت الذي سفهه فيه الآخرون.

 ولا أعتقد أنني أجانب الصواب عندما أقول إن الفكر الأوروبي قد استفاد كثيراً من فكر الإمام علي (عليه السلام)، و كذلك الحال بالنسبة للتيارات الفكرية الإنسانية في أمريكا. و عندما نقول ذلك، فإننا لا نمنن الأوروبيين ولا الأمريكيين بذلك، لأن الإمام علياً عليه السلام في نهاية المطاف – كما قلنا سابقاً – إمام كوني و ليس إماماً مُقتصراً في إمامته على المسلمين فحسب."

والادباء الشعراء ايضا لهم دور كبير في التعبير عن مشاعر الديانة المسيحية تجاه الوصي الكوني علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فذاك بقراط بن أشوط الذي ذكر بيعة الغدير في قصيدته قائلا:ـ

أليس بخُمًّ قد أقام محمَّد عليّاً...........بإحضار الملا في المواسمِ

فقال لهم:ـ من كنتُ مولاهُ منكُم...........فمولاكُمُ بعدي عليّ بنُ فاطمِ

قال: إلهي كنْ وليّ وليّهِ وعادِ...........أعاديه على رغـــــــــم راغمِ

والاديب الشاعر بولص سلامه الذي كتب ملحمة رائعة بحق الامام علي (عليه السلام)، وبدايتها:

يا مليك الحياة أنزل عليا ----- عزمة منك تبعث الصخر حيا

 يا الهي سدد خطاي فاني ------- قد تمرست بالضلال غيا

 بالعذاب الأمر طهر فؤادي------ فيعود الصلصال درا مضيا

 هات يا شعر من عيونك واهتف--- باسم من أشبع السباسب ريا

 باسم زين العصور بعد نبي------- نور الشرق كوكبا هاشميا

 باسم ليث الحجاز نسر البوادي--- خير من هز في الوغى سمهريا

 خير من جلل الميادين غارا------- وانطوى زاهدا ومات أبيا

 كان رب الكلام من بعد طه ----- وأخاه وصهره والوصيا

 بطل السيف والتقى والسجايا---- ما رأت مثله الرماح كميا

 يا سماء اشهدي ويا أرض قري----- واخشعي انني أردت عليا

 يقول بولس سلامة في مقدمة كتابه (عيد الغدير): أجل اني مسيحي ينظر من أفق رحب لا من كوة ضيقة.. قد يقول قائل ولم آثرت عليا دون سواه من أصحاب محمد (ص) بهذه الملحمة؟ ولا أجيب على هذا السؤال الا بكلمات فالملحمة كلها جواب عليه، وسترى في سياقها بعض عظمة الرجل الذي يذكره المسلمون فيقولون: (رضي الله عنه، وكرم وجهه، وعليه السلام) ويذكره النصارى في مجالسهم فيمتثلون بحكمه ويخشعون لتقواه، ويتمثل به الزهاد في الصوامع فيزدادون زهدا وقنوتا، وينظر اليه المفكر فيستضىء بهذا القطب الوضاء، ويتطلع اليه الكاتب الألمعي فيأتم ببيانه، ويعتمده الفقيه المدره فيسترشد بأحكامه.

 أما الخطيب فحسبه أن يقف على السفح، ويرفع الرأس الى هذا الطود لتنهل عليه الآيات من عل، وينطلق لسانه بالكلام العربي المبين الذي رسخ قواعده أبو الحسن... ويقرأ الجبان سيرة علي فتنهدر في صدره النخوة وتستهويه البطولة، اذ لم تشهد الغبراء ولم تظل السماء أشجع من ابن ابي طالب، فعلى ذلك الساعد الأجدل اعتمد الاسلام يوم كان وليدا، فعلي هو بطل بدر وخيبر والخندق وحنين ووادي الرمل والطائف واليمن.

 وأعجب من بطولته الجسدية بطولته النفسية، فلم ير أصبر منه على المكاره. اذ كانت حياته موصولة الآلام منذ فتح عينيه على النور في الكعبة حتى أغمضهما على الحق في مسجد الكوفة....

وغير هؤلاء من المفكرين والباحثين والادباء كثير من الديانة المسيحية الذي تحدثوا عن وصي النبي (صلى الله عليه واله وسلم).

فحضور الطوائف المسيحية ليس تعبير عن مشاعرهم فحسب، وإنما مسألة تقييمية لشخصية كونية قد أشارت بأن المسيح ديانة سماوية وترتبط مع أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بعلاقات متينة ومواقف الهية ناهيك عن وجود الجذور التاريخية.

ومن ذلك يتضح بأن مهرجان الغدير العالمي الاول لايعتبر مؤتمرا عابرا لقضاء بعض الايام للتعبير عن المشاعر في هذه المناسبة الغراء، وانما ملتقى فكري يجمع الاديان السماوية لتسليط الضوء على فكر ومنهاج ودستور الامام علي (عليه السلام)السماوي العالمي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/تشرين الثاني/2012 - 19/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م