الشبكات الاجتماعية... ثقافة لا تخلو من الاضرار

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تعد شبكات التواصل الاجتماعي أكبر وأسرع قناة اتصال لتوصيل المعلومات لأكبر شريحة من الأشخاص في العالم، لذا فهي تشكل أهمية بالغة في حياة الكثيرين، كونها منبرا مفتوحا على المستويات كافة، سواء أكانت سياسية، اقتصادية، اجتماعية، إذ تمثل ثقافة التواصل الاجتماعية احد ابرز مظاهر العولمة، والحقيقة هناك اثار ناجمة نتيجة استخدامها على أخلاقيات الشعوب والأمم وخاصة ثقافتها وهويتها الوطنية، وتكمن خطورتها اذا استخدمت كسلاح سياسي لتجنيد وتعبئة الرأي العالم بأجندة خاصة، كما تعد بيئة خصبة لمجرمين أكثر عصرية واحتراف، بينما ايجابياتها تتيح مساحة كبيرة من حرية التعبير كما حدث في الربيع العربي، وبرزت كأداة تسويقية فعالة في الآونة الأخيرة، وكونها أداة اجتماعية تجمع بين أصدقاء ايضا، وغيرها الكثير من الوظائف الأخرى، ولعل ابرز المواقع الاجتماعية هي الأكثر شهرة وأهمية وتأثير في العالم موقع فيسبوك وموقع تويتر ويوتيوب.

وعليه فإن هذه الشبكات الاجتماعية، قد دخلت في صلب الحياة العصرية، وليس ثمة مجال الآن للتصرف وكأنها ليست موجودة، تماماً كما كانت الحال مع وسائل الإعلام الأخرى من تلفزيون وإذاعة وسواها لدى ظهورها. ومن هنا لا بد أن يتعلم الجميع كيف يتعايشون ويتعاملون معها، لتكون تلك المواقع أداة فعالة بيد من يستعملها ونقمة بيد من يسيء استعماله.

فمازلت العديد من الأمور الذي يحتويه هذا المجتمع الجديد سواء كانت ايجابية او سلبية، تقف عند حدود المستخدم فهو سيد الموقف، فإذا أراد استخدامه للفائدة فسيحصل على الفائدة وأكثر، وإن أرده للتسلية وهدر الوقت هباء منثورا فايضا سيحصل على ذلك.

الآباء يساعدون الأبناء في خرق قوانين

فقد قال وزير شؤون الأطفال البريطاني تيم لوفتون إن الآباء يساعدون أبناءهم دون السن القانونية في إنشاء حسابات على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، وأشار إلى أن هذا يعني أن الأطفال يشاركون في شبكات التواصل الاجتماعي في سن مبكرة جدا مما قد يؤثر على سلامتهم وخصوصيتهم، وأضاف أن الآباء يتحملون مسؤولية مراقبة الأنشطة التي يقوم بها الأبناء على الإنترنت، تأتي هذا التصريحات في ظل الجدل الدائر في البلاد في شأن إرسال الشباب الصغار صورا جنسية لبعضهم البعض عبر الهواتف المحمولة، وقال لوفتون، الذي له ثلاثة أبناء في سن المراهقة، إن الآباء عليهم مسؤولية متابعة أنشطة أبنائهم على الإنترنت وأضاف "أن الدخول على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ينبغي أن يكون لمن بلغ 13 سنة على الأقل"، مؤكدا أن هذا هو الإجراء المنظم للاشتراك في هذا الموقع، إلا أنه لا يطبق بشكل قانوني، وعندما يفتح الأشخاص حسابات جديدة على موقع فيسبوك، ينبغي عليهم الإجابة على سؤال يؤكد أنهم فوق سن 13 من خلال تسجيل تاريخ الميلاد، وقالت متحدثة رسمية باسم فيسبوك إن الشركة وضعت شرط السن القانونية عند تسجيل الحسابات لتلتزم بالمعايير الدولية التي تنظم دخول الأطفال إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الشركة على موقعها على الإنترنت: "نحن نطبق المزيد من إجراءات الحماية والأمن على الشباب في المرحلة العمرية من 13 إلى 17 سنة، وذلك لضمان أن مشاركاتهم ورسائلهم لا تظهر في نتائج البحث العام للجمهور، وتأتي تصريحات لوفتون بعد أن طالبت النائبة في مجلس العموم آن كوف الحكومة وشركات الهاتف المحمول بعمل المزيد من أجل مكافحة ظاهرة تبادل المواد الجنسية بين طلاب المدارس في سن المراهقة.

وتقول عضو مجلس العموم إن هناك مخاطر من أن يتداول الطلاب الصور الجنسية فيما بينهم التي قد تصل إلى أي مكان وإلى أي شخص بعد ذلك، وهو ما قد يهدد سلامتهم وأمنهم، وطالبت النائبة شركات الهاتف المحمول بأن تقوم بحملات توعية تنبه فيها الى مخاطر تبادل الصور الجنسية بين المراهقين، وكذلك تقديم التدريب الكافي لوكلاء بيع أجهزة الهواتف المحمولة لمعرفة كيفية التعامل مع احتياجات الأعمار المختلفة.

يوميات مثيرة للجدل

فيما نشرت برازيلية في الثالثة عشرة من العمر "يومياتها المدرسية" على موقع "فيسبوك"، منتقدة المرافق البالية في مدرستها الرسمية، فضلا عن سلوك بعض المدرسين. وقد أثارت مبادرتها هذه حماسا عارما من جهة، واستنكار مدرسيها من جهة أخرىـ وفي غضون شهر، حصلت إزادورا فابر الطالبة في مدرسة ماريا تومازيا كويلو الرسمية في مدينة فلوراينوبوليس (جنوب البرازيل) على أكثر من 60 ألف تعليق "أحب" على منشوراتها، وقد مدحت هذه التعليقات بجرأة هذه الفتاة التي لم تخف من أن تكشف عن الوضع السائد في مدرستها، من الأسلاك الكهربائية العارية إلى النوافذ المكسورة والأبواب التي تفتقر إلى مقابض، مرورا بشريط فيديو يظهر الفوضى السائدة خلال صفوف الرياضيات.

لكن هذه التعليقات هي من مصادر مجهولة. أما اليوميات المدرسية التي نشرتها إزادورا فابر فقد انتقادا لاذعا في أوساط مدرستها حيث تدرس منذ سبع سنوات، على ما جاء في صحيفة "إستادو دي ساو باولو"، فقد ابتعد عنها أصدقاء عدة ووصف مدرسوها هذه المبادرة بالخرقاء، وفي تعليق نشر في 24 آب/أغسطس، أخبرت إزادورا أن مدرس اللغة البرتغالية قرر التكلم على السياسة والانترنت، مشيرا بكل وضوح إلى أنه "لا يجوز لأحد التكلم على الاساتذة". وأكدت التلميذة أن الاستاذ اعتذر منها بعد أن اشتكى والدها إلى إدارة المدرسة، وقد رفضت التلميذة إغلاق الصفحة التي فتحتها على "فيسبوك"، فقالت لها مديرة المدرسة إنه ينبغي عليها تحمل عواقب فعلتها. بحسب فرانس برس.

وتحظى إزادورا فابر بدعم عائلتها. وقد نقلت صحيفة "إستادو دي ساو باولو" عن أمها ميل فابر قولها "نبهتها من أنه ينبغي عليها التنبه كثيرا فائقة لكل ما تكتبه الآن بعد أن أصبحت تحت الأضواء، إذ إنها ستتحمل مسؤوليته مدى الحياة"، وجل ما ترغب فيه إزادورا فابر هو أن "تظهر المدارس الرسمية على حقيقتها"، وهي تدعو تلاميذ آخرين إلى أن يحذو حذوها، وعلى الرغم من الجدل الذي دار حول هذه المبادرة، يبدو أن الأوضاع تتحسن في مدرستها، فقد زودت الأبواب بمقابض واستبدلت الأسلاك العارية بأخرى جديدة، وبحسب إحصاءات معهد إبوغا نيلسن، يتمتع حوالى 79 مليون برازيلي بنفاذ إلى الانترنت في بلد يضم 191 مليون نسمة.

تصفحت الانترنت فوجدت طفلها معروض للبيع

ذكرت مؤسسة البث الكندية "سي بي سي" أن شرطة الخيّالة الملكية الكندية تلقّت اتصالاً من امرأة تدّعي عثورها على إعلان يعرض طفلها للبيع على الانترنت باستخدام صور له سبق أن نشرتها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقال الضابط في شرطة الخيالة ستيف بيريت إن الإعلان أزيل هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن المحققين الجنائيين الرقميين لديهم مشتبه به، واعتبر بيريت أن "مرتكب هذا العمل لديه حس فكاهة منحرف، إذ يضع إعلاناً يعرض فيه طفلاً للبيع"، مشيراً إلى أن الجاني نفسه نشر في وقت سابق إعلاناً يعرض كلباً نافقاً للبيع، وأوضح بيريت أن الوالدة المقيمة في مدينة فورت سانت جون بولاية بريتيش كولومبيا لم تعدّل في شروط الخصوصية لحسابها في موقع الفيسبوك، ما يعني أنّ أياً كان يمكنه أن يطّلع على أخبارها وصورها، وقال بيريت "للأسف، غالباً ما يضع الأشخاص معلومات خصوصية على الانترنت ما يسهّل على الآخرين سرقة هوياتهم".

الأمير هاري

من جهة أخرى انضم أكثر من 14 ألف شخص إلى صفحة على "فيسبوك" تحمل عنوان "ادعموا الامير هاري ووجهوا تحية وانتم عراة"، وقد تعرى بالفعل العشرات منهم تضامنا مع الامير الذي نشرت له صورتان منذ عشرة أيام يظهر فيهما عاريا في لاس فيغاس، وصاحب هذه الفكرة هو جندي سابق في الثامنة والعشرين من العمر طلب بداية من زملائه الحاليين أو السابقين التصور وهم عراة مع الحفاظ على مستوى معين من اللباقة، بغية دعم الأمير هاري وهو نظيرهم بصفته طيار مروحية "أباتشي" في الجيش البريطاني، وقد شهدت هذه المجموعة التي باتت مفتوحة للجميع ازديادا شديدا في أعضائها، وهي تمتلك الآن موقعا خاصا بها وحسابا على "تويتر"، ويأمل مؤسس هذه المجموعة جوردان وايل في أن "يرسم البسمة على وجه" هاري بفضل مبادرته هذه، وكان الأمير الثالث في ترتيب خلافة العرش قد تصدر الصفحات الاولى الأسبوع الماضي مع صورتين يظهر فيهما عاريا التقطتا له خلال العطلة التي امضاها في لاس فيغاس قبل الالتحاق بكتيبته، ومن المتوقع ألا يعاقب هاري على تصرفه هذا الذي اعتبره البريطانيون بمثابة "استراحة المقاتل"، لا من قبل الجيش ولا من قبل العائلة الملكية. ولم يلغ أي من التزاماته الرسمية. بحسب فرانس برس.

تنافس "فيسبوك" و "تويتر"

في سياق متصل فبعد أربع سنوات من الحماس الكبير الذي أثاره "تويتر" في البرازيل، يبدو أن موقع التواصل الاجتماعي يخسر شعبيته اليوم، بحسب ما جاء في دراسة نشرتها شركة الاستشارات البريطانية "كومسكور"، وأظهرت هذه الدراسة التي نشرت في صحيفة "أو غلوبو" أن شعبية موقع التواصل الاجتماعي الأميركي الذي يسمح لمستخدميه بنشر رسائل من 140 حرفا على الأكثر تراجعت بنسبة 24% في غضون سنة، فانخفضت من 12,9 ملايين نفاذ في تموز/يوليو 2011 إلى 9,7 ملايين نفاذ في تموز/يوليو الماضي، وعلى الرغم من توافر نسخة باللغة البرتغالية من "تويتر"، يعتبر الخبراء أن موقع المدونات الصغرى سيواصل تراجعه في أوساط المستخدمين البرازيليين، لأنه لم يستحدث خدمات جديدة على خلافا لمنافسه "فيسبوك". بحسب فرانس برس.

وفي المقابل، ازدادت شعبية "فيسبوك" بنسبة 64% في غضون سنة، وبات الموقع يضم اليوم 42,4 ملايين مستخدم في البرازيل، بحسب موقع "كومسكور"، ويؤكد الخبراء أن تراجع شعبية "تويتر" يعزى إلى نقص الخدمات الابتكارية، فضلا عن سلوك البرازيليين الذين يحبون التفرج على الصور والتناقش مع مستخدمين آخرين، اما في الولايات المتحدة، فقد ارتفع عدد مستخدمي "تويتر" بنسبة 22% في غضون سنة ليصل إلى 40,2 مليون مستخدم في تموز/يوليو 2012، ومن أصل 83 مليون برازيلي يتمتع بنفاذ إلى الانترنت، يملك 40 مليون برازيلي حسابا على "تويتر".

أداة تسويقية فعالة

على صعيد اخر خاضت أغلبية الشركات اليوم غمار مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العائدات الاقتصادية لهذه الخطوة لا تنسحب على الجميع إذ وحدهم التجار الاكثر إبداعا يمكنهم أن يأملوا جني الأرباح من هذه المبادرة، يشرح يانيك فرانك المستشار المتخصص في التوزيع والتجارة الإلكترونية لدى شركة "كورت سالمون" أن "مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية التجارية الشاملة" تساعد في التعريف عن الشركات وتحسين صورتها، ويزور 36% من المستخدمين في فرنسا المعجبين بالعلامات هذه الصفحات، لكن 3% منهم لا غير قد قاموا بمشتريات إلكترونية، بحسب دراسة عرضتها هيئة "إس إن سي دي" التي تضم اختصاصيين في التسويق المتعدد القنوات، خلال معرض التجارة الإلكترونية في باريس، ولا تكمن ميزة هذه المواقع في المبيعات، بل هي ترتكز على تقديم المشورة وبناء علاقة مع الزبون، على حد قول يانيك فرانك الذي لفت إلى أن أهل القطاع يطلقون على هذا الاتجاه مصطلح "التجارة الاجتماعية"، ويقع "فيسبوك" الذي يضم 955 مليون مستخدم ناشط في قلب هذه الظاهرة، حتى لو كانت بعض المبادرات قد أبصرت النور على "تويتر" في الولايات المتحدة، من قبيل مبادرتي "بيست باي" و"ديل" اللتين تقدمان خدمات بعد البيع.

وعلى الرغم من أن فتح الصفحات هو مجاني على "فيسبوك"، إلا أن موقع التواصل الاجتماعي يفرض بدلا مقابل بعض الخدمات مثل الإعلانات أو بطاقات الخصومات الجديدة التي أطلقت هذه السنة على سبيل التجربة والتي أعلن الموقع الخميس انها لم تعد مجانية، وينبغي على العلامات أن تدفع أيضا مقابل محتويات صفحاتها، وهي ترتقب بالتالي مردودا على الاستثمار لا تجنيه دوما، ما دفع علامات أميركية كبيرة (من قبيل +غاب+ و+جي سي+ و+غايمستوب+) إلى إغلاق متاجرها في "فيسبوك"، وكشف تيموتيه ويرث المدير الإقليمي لشركة الاستشارات "ليثيوم تكنولوجي" في مقابلة مع المجلة المتخصصة "إل إس إيه" أن 2% من المستخدمين الذين يضغطون على زر "يعجبني" يطلعون مجددا على صفحة العلامة، واعتبر بيار دوارت أحد مؤسسي شركة "دايناسوشل" المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي أن "التخلي عن فيسبوك" ليس فكرة صائبة، لكن ينبغي "عدم زيادة الضغوطات التسويقية"، وأكد فرانك دا سيلفا المدير التجاري ل "فيسبوك" خلال مداخلة له في معرض التجارة الإلكترونية أن "نقل موقع التجارة الالكترونية إلى +فيسبوك+ من دون إضفاء أي جديد عليه لا يجدي نفعا"، وأعطى مثالا يحتذى به هو موقع "سيديسكاونت" الذي أضاف زر "أريد"، على نسق زر "يعجبني"، بهدف تمكين المستخدم من إضافة سلع إلى قائمة المنتجات المرغوب فيها، في إطار "عملية تصفح هي جد اجتماعية"، على حد قول فرانك دا سيلفا. بحسب فرانس برس.

وذكر المدير أيضا مثل علامة "بوربوري" التي وزعت على المعجبين بها عينات مجانية من عطرها الجديد، وأيضا علامة "دانيت" التس تشرك المعجبين في عملية اختيار وصفاتها الجديدة، وتكلم جاك ستاكيه المسؤول عن علامة "ميو فيفر" التابعة لمجموعة "أوشان" التي فتحت صفحة على "فيسبوك" في شباط/فبراير عن "مشروع متمحور على مجتمع"، وهو لا يفكر البتة في تكديس العروض الترويجية أو حتى بيع المنتجات مباشرة، إذ أن الهدف من هذه المبادرة يكمن في إشراك المعجبين في نقاشات حول التغذية ودعوتهم إلى فعاليات خاصة. ولفت إلى أن الصفحة تضم ألفي مشارك ناشط، من أصل 18 ألف معجب منتسب إلى الصفحة، وختم فرانك دا سيلفا قائلا إنه "من الافضل التمتع بقاعدة معجبين تضم 5 آلاف شخص تتعاملون معهم، بدلا من قاعدة مؤلفة من 150 ألف معجب لا تقومون معهم بأي مبادرة".

مواقع التواصل الاجتماعي "مسيّسة"

الى ذلك اعتبر أمير سعودي، أن مواقع التواصل الاجتماعي، جميعها "مسيسة"، وتستخدم للاختراق الأمني للمملكة، ورفض رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، "تسمية مواقع كـ (فيس بوك) و(تويتر) ونظائرهما بمواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنها مواقع (مسيسة) ولها دورها في اختراق المجتمع السعودي". بحسب يونايتد برس.

وقال خلال رعايته افتتاح أعمال الملتقى العلمي حول أمن وسلامة السياحة والآثار الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، اليوم، "إن مواقع التواصل السياسي - ولا أقول الاجتماعي - تستغل وجود أعداد لا يستهان بها من الشباب الذين لا يعرفون وطنهم جيداً ومقدراته ومكتسباته، لإظهار المملكة بصورة أخرى بخلاف صورتها الواقعية"، وحذر الأمير سلطان، وهو نجل ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبد العزيز، في كلمته التي نشرتها صحيفة "الوطن أون لاين" السعودية، اليوم، على موقعها الإلكتروني، "من مغبة أن يفتح ذلك الباب أمام الاختراق الأمني للمملكة، إذا استمرت الثقافة الوطنية مغيبة عن أذهان الشباب".

كبار السن

من جانب أخر ستتاح للامريكيين من كبار السن بمن فيهم اولئك الذين تخطوا التسعين عاما قريبا الفرصة لتكوين صداقات جديدة عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي بفضل مكتبات في ولاية نيويورك تقدم دروسا لمساعدة المسنين في التعلم او صقل مهاراتهم لشبكة التواصل الاجتماعي، وكانت كارول وايت (69 عاما) لها حساب بالفعل في فيسبوك عندما التحقت بفصول "فيسبوك للكبار" في مكتبة سبايتن دايفل في برونكس. لكنها لم تفهم طريقة عمله، اما روزاليند ليشت (76 عاما) فعضو جديد تماما في موقع التواصل الاجتماعي واعربت عن املها في ان يقدم لها الفصل طريقة جديدة للبقاء على اتصال باسرتها واصدقائها، وقالت "اتفهم عدم استخدام الشبان والاحفاد للبريد الالكتروني بكثرة الان. انهم يستخدمون فقط فيسبوك بشكل خاص ولذا اشعر انها طريقة جديدة للتواصل معهم. بحسب رويترز.

وتقدم مواقع التواصل الاجتماعي فرصا جديدة للكثيرين من المواطنين من كبار السن وخصوصا الذين يعيشون بمفردهم وبعيدا عن عائلاتهم للبقاء على الاتصال فيما بينهم وتبادل الصور وتكوين اصدقاء جدد واعادة الاتصال مع الاصدقاء القدامى، وسبايتن دايفل واحدة من بين 87 مكتبة في نيويورك تساعد كبار السن في كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي. وخلال الدورة التي استمرت 90 دقيقة شرح جوش سول كبير امناء سبايتن دايفل ما هو فيسبوك وكيفية بدء حساب على الموقع والتعامل مع الاشعارات وتواتر الاخبار واليوميات ومسائل الخصوصية، وفصول التدريب العملي شائعة وتجتذب كبار السن من جميع الاعمار. وأكبر تلاميذها امرأه يبلغ عمرها 97 عاما.

كثرة ألأصدقاء تعني النرجسية

 هل لديك المئات من الأصدقاء على موقع فيسبوك؟ وغالباً ما تعمد إلى تحديث صفحتك؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون نرجسياً، بحسب ما تشير إليه دراسة جديدة، فقد أظهر بحث أجرته جامعة إلينوي الغربية وجود صلة بين عدد الأصدقاء على فيسبوك، وكثرة النشاط على الموقع، وبين احتمال أن يكون الشخص نرجسياً ذا نزعة "مدمرة اجتماعياً."

وأجري البحث على نحو 300 مشارك، خضعوا لاستبيان صفات الشخصية النرجسية، ونشرت نتائجه مؤخراً في مجلة "الشخصية والفروقات الفردية، وأظهرت النتائج أن أولئك الذين لديهم أصدقاء أكثر على فيسبوك، ويضعون لأنفسهم رابطاً في عدة صور، ويحدثون صفحتهم على مدار اليوم، أقرب إلى أن يكون لديهم صفات نرجسية، وقال مؤلف الدراسة، كريس كاربنتر، من جامعة إلينوي الغربية، إن "الناس الذين لديهم حاجة متزايدة للشعور بالرضا عن أنفسهم سوف يتحولون في كثير من الأحيان إلى فيسبوك كوسيلة لتحقيق ذلك، وأضاف قائلاً: "فيسبوك يعطي تلك النزعات النرجسية بوجود الفرصة لاستغلال هذا الموقع والحصول على ردود الفعل التي يحتاجونها كي يصبحوا محور الاهتمام، وقال كاربنتر إن مستخدمي فيسبوك الذين يروجون لأنفسهم على الموقع يظهرون علامات على اثنين من السلوكيات النرجسية، الأول ويطلق عليه مصطلح "محبي الاستعراض" وهم الذين يحبون أن يكونوا في بؤرة الاهتمام. والثاني، هو سلوك "طلب الاستحقاق" وهم الذين يفعلون أي شيء للحصول على الاهتمام الذي يعتقدون أنهم يستحقونه.

روبوت جديد يطلق

على صعيد مختلف يبعث "أوولي" رائحة خفيفة تنبه صاحب الحساب عند ذكر اسمه في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي المعتقدات الشعبية لدى بعض الشعوب يقال للشخص الذي تحمر اذنه او يشعر بحكة في رجله أن ثمة ذكره او تحدث عنه في مكان اخر، ويبدو ان ذلك بات حقيقة في القرن الواحد والعشرين وفي مواقع التواصل الاجتماعي ولكن هذه المرة عبر حاسة الشم.

اذ ابتكر العلماء انسانا آليا (روبوت) يمكنه متابعة ملايين الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي واطلاق رائحة معينة عندما يرصد حالات يتم فيها ذكر اسم صاحب الحساب الشخصي المسجل على تلك المواقع، وفي كل مرة يذكر فيها الاسم تنبعث رائحة خفيفة من الروبوت الذي يعرف باسم "أوولي".

ويقول بنيامين ريدفورد، الذي صنع "أوولي" في إطار مشروع لشركة التقنية "مينت"، إن الهدف كان تصنيع جهاز يرتبط بالانترنت من دون عرض مدخلاته على شاشة، وأضاف في تصريح لـ"بي بي سي": "أردنا مكافأة الناس في العالم الحقيقي نظير تفاعلهم الرقمي والاجتماعي"، مراحل التطوير، وقال ريدفورد إن الرائحة تنبعث سريعا كتعبير جيد عن هذه المكافأة لتنبيه الشخص من دون تشتيت تركيزه، وقد مر الروبوت "أوولي" بالعديد من المراحل منذ أول تصميم له، وتوصلت آخر التصميمات إلى جهاز أصغر كثيرا من أول تصميم تم التوصل إليه، ويشير ريدفورد ان الخطط الرامية إلى تصنيع هذا الروبوت وضعت على الإنترنت لمشاركة الجمهور في تطويره،بحيث يمكن لأي شخص أن يضع ما يراه من تطوير وتحديث ملائم لهذا الروبوت، وفور الانتهاء منه، سيتمكن الروبوت أوولي من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، أو اي موقع تواصل اجتماعي آخر على الانترنت. بحسب البي بي سي.

ويمكن ضبط البرنامج الذي يتحكم في الروبوت أوولي للحصول على أنواع مختلفة من انبعاثات العطر وفقا للتفاعل الذي يتم على هذه المواقع مثل إعادة كتابة رسالة على موقع تويتر، أو ارسال تعليق لك على الفيسبوك، أو حينما يذكر اسم الشخص أو عند تحديد البحث عن كلمات أو نصوص معينة، واضاف ريدفورد ان التعقيدات المحيطة بإنشاء هذا الروبوت جعلت الجمهور غير مقبل إلى حد ما على شرائه، ولكنه اضاف أن عددا صغيرا لكنه متزايدا من هذه الأجهزة بات يستخدم الآن حول العالم، وقام أحد الطهاة بالولايات المتحدة بتحميل اسم المطعم الخاص به على الروبوت الجديد وذلك لرصد عدد المرات التي يذكر فيها اسم المطعم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد قررت إحدى الشركات تصنيع العديد من الروبوتات الجديدة للمساهمة في حملة تسويقه التي ستبدأ في أواخر 2012.

التخلص من الاكتئاب

في حين تلقي معظم الدراسات باللوم على استخدام الانترنت كسبب للمشكلات النفسية والاجتماعية عند الشباب، إلا أن بحثاً جديداً أظهر أن مواقع التواصل الاجتماعي من شأنها أن تبعد الاكتئاب عن مستخدميها الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً.

ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين في جامعة ألاباما راقبوا أكثر من 8 آلاف رجل وامرأة في سن يزيد عن 50 عاماً، وجدوا أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هم أقل عرضة للاكتئاب بقرابة الثلث مقارنة بغير المستخدمين لهذه المواقع، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة شيليا كوتين، "نتائجنا تظهر أن لاستخدام الانترنت تأثير إيجابي على الاكتئاب"، وأظهر استطلاع لمركز "بيو" للأبحاث تزايد عدد المستخدمين المسنين للإنترنت، بحيث أن ثلث من يتخطى عمرهم الـ 65 يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعية، مقارنة بـ 6% قبل 3 سنوات، وبيّنت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا تغييرات دماغية عند النساء والرجال بعد أسبوع من استخدام الانترنت لأول مرّة، وقال الباحثون إن استخدام الانترنت يثير نشاط الخلايا العصبية، ويمكن أن يحفز وظيفة الدماغ لدى الراشدين الكبار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/أيلول/2012 - 10/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م