فضائح الفيفا هل تسقط بلاتر؟

 

شبكة النبأ: تشهد الفيفا حاليا صراعات جديدة مع آخر ما كشف عن قضية قديمة تتعلق بشركة "آي اي ال" المتهمة بدفع رشاوى من البرازيلي جواو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي السباق، وفي وقت ذاته برز الاتحاد الألماني من خلال انتقاده هذه الصراعات والتصريحات التي ادلى بها رئيس الاتحاد الدولي الحالي، حيث قالت بانه لا يتمتع بالصلاحية لمعاقبة سلفه جواو هافيلانج (96 عاما) بعد اتهام الاخير بتلقي رشاوى، وكان بلاتر اثار غضب الاتحاد الألماني في قضية شراء مونديال 2006، حيث تعدد وسائل الفساد الرياضي من الرشوى الى شراء الأصوات في انتخابات الى المراهنات غير المشروعة، من جهة أخرى توضح المنظمات الرقابية العالمية بأن الفيفا يجمع بين كونه منظمة غير حكومية وغير هادفة للربح وبين كونه شركة عالمية تحقق عائدات ضخمة... لها نفوذ سياسي وتأثير اجتماعي هائل على مستوى العالم، فان الافتقاد الى المحاسبة الاجبارية امام العالم الخارجي يجعل من غير المحتمل حدوث تغيير في مجال الفساد، وعانى الفيفا من سلسلة من فضائح الفساد خلال الفترة الاخيرة، مما يثير الكثير من تساؤلات حول الحقوق الرياضية ومصداقية الفيفا.

رشوة هافيلانج وتيكسيرا

فقد كشفت وثائق نشرتها المحكمة العليا في سويسرا ان الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم البرازيلي جواو هافيلانج حصل على رشوة من الشريك التسويقي السابق لفيفا "أي أس أل"، الشركة التي أعلنت إفلاسها عام 2001، وكشفت الوثائق ان هافيلانج (96 عاما) الذي تربع على رئاسة الاتحاد الدولي لمدة 24 عاما قبل ان يخلفه السويسري جوزف بلاتر عام 1998، حصل على مبلغ قدره 5ر1 مليون فرانك سويسري من "اي اس ال"، فيما نال رئيس الاتحاد البرازيلي وعضو اللجنة التنفيذية في الفيفا سابقا ريكاردو تيكسيرا 74ر12 مليون فرانك سويسري على اقل تقدير، وتم تفصيل الرشوة في وثائق نشرتها المحكمة العليا في سويسرا وكشفتها للعلن شبكة "بي بي سي" البريطانية، كما قام الموقع الرسمي للفيفا بنشرها ايضا من اجل التأكيد ان الرئيس الحالي بلاتر لا علاقة له بهذه الفضيحة، مضيفا "ان القرار الذي اتخذته المحكمة الفدرالية السويسرية يؤكد ان هناك مسؤولين اجنبيين فقط سيتم نشر اسميهما كجزء من القضية و...رئيس الفيفا ليس متورطا في هذه القضية"، لكن الوثائق التي نشرتها المحكمة تشير الى ان رئيس الفيفا كان على علم بحصول هافيلانج وتيكسيرا على الاموال وبان الاتحاد الدولي اضطر لدفع مبلغ 5ر2 مليون فرانك سويسري كتعويض شرط ان يتم اسقاط اي اجراء قضائي ضد هافيلانج وتيكسيرا، وكان هافيلانج استقال في اواخر العام الماضي من اللجنة الاولمبية الدولية قبل ايام من جلسة التحقيق المقررة معه في هذه القضية بالذات، وجاءت استقالة هافيلانج لتفادي ايقافه من قبل اللجنة الاولمبية الدولية، في حين بررت الصحف البرازيلية استقالته لتقدمه في العمر وسوء حالته الصحية، وكانت لجنة الاخلاق في اللجنة الاولمبية الدولية فتحت في حزيران/يونيو الماضي تحقيقا مع هافيلانج، عضو اللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1963، بشأن الرشوة التي تلقاها عام 1997، وكتبت الصحف البريطانية انذاك ان هافيلانج، الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لكرة القدم، دخل قفص الاتهام بعد تلقيه رشوة قيمتها مليون دولار اميركي عام 1997 وكان بلاتر على علم بذلك لكنه لم يقم باي ردة فعل، وذلك من خلال ما بثه برنامج "بانوراما" الفضائحي على "بي بي سي"، وترتكز المزاعم على تلقي هافيلانج، رئيس الاتحاد الدولي بين 1974 و1998 وأقدم اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1963، رشوة من "أي أس أل" التي افلست عام 2001، بيد ان الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض فتح تحقيق في هذا الموضوع بحسب ما أضافت الصحيفة. بحسب فرانس برس.            

يذكر ان بلاتر من أشد المقربين لهافيلانج، المحامي السابق الذي مثل البرازيل في مسابقة السباحة في الالعاب الاولمبية عام 1936 وفي مسابقة كرة الماء في العاب هلسنكي 1956، وعمل كامين عام الاتحاد الدولي بين 1981 و1998 قبل ان يخلف البرازيلي المحنك في سدة الرئاسة، ولعب هافيلانج دورا رئيسا في عمل اللجنة الاولمبية، وفي اجتماعها في كوبنهاغن عام 2009 كان عنصرا رياديا في ملف مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية التي حصلت على حق استضافة الالعاب الاولمبية الصيفية لعام 2016، متفوقة على مدن شيكاغو الاميركية ومدريد الاسبانية وطوكيو اليابانية، اما بالنسبة لتيكسيرا فهو استقال بدوره من رئاسة الاتحاد البرازيلي وعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي ومن منصبه كرئيس للجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014، وجاءت استقالة تيكسيرا (64 عاما) الذي كان "رجل" هافيلانج، على خلفية تحقيق فتحته السلطات البرازيلية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي من اجل التأكد من التقارير التي اشارت الى انه كان يبيض الاموال من خلال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، علما بان شبكة "بي بي سي" البريطانية كانت بثت عام 2010 تقريرا يكشف بان تيكسيرا حصل من "أي أس أل" على مبلغ 5ر9 مليون دولار كرشوة من اجل عقد حقوق النقل التفلزيوني لمباريات كأس العالم.        

الاتحاد الالماني

فيما اعرب رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم فولفغانغ نيرباخ عن "صدمته" من التصريحات التي ادلى بها رئيس الاتحاد الدولي (فيفا)، السويسري جوزيف بلاتر وقال فيها انه لا يتمتع بالصلاحية لمعاقبة سلفه جواو هافيلانج (96 عاما) بعد اتهام الاخير بتلقي رشاوى، وقال نيرباخ "رلبد فعل رئيس الفيفا صدمني. اذا كان هناك اناس في الفيفا وليسوا من الموظفين الصغار ارتشوا وان الجواب هو ان هذا الامر لم يكن ممنوعا في تلك الحقبة، فاننا كاتحاد الماني ليس بوسعنا الا الابتعاد"، وردا على سؤال حول مطالبة رئيس الدوري الالماني راينهارد راوبال باستقالة بلاتر، قال نيرباخ "انه قرار يجب ان يتخذه (بلاتر) بنفسه". بحسب فرانس برس.             

سحب وسام الاستحقاق من بلاتر

في سياق متصل طالب مسؤولون المان سحب وسام الاستحقاق اعلى امتياز في البلاد، من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم نظرا لسلوكه في فضيحة الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي للعبة، وقال راينهارد بوتيفوكر النائب الاوروبي عن الخضر لصحيفة دي فلت: "هناك ادلة على ان جوزيف بلاتر هو جزء من الفساد المستشري في فيفا. لذا يجب ان نسحب منه وسام الاستحقاق الالماني"، وقال تماس اوبرمان المسؤول عن مجموعة برلمانية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي للصحيفة عينها: "اذا استمر بلاتر بعدم توضيح مسألة الرشاوى، يجب التفكير في سحب الاستحقاق منه"، وتابع: "تأكد ان رشاوى دفعت لمسؤولين في فيفا. والسيد بلاتر كان علم علم بهذه المدفوعات"، وكان بلاتر منح وسام الاستحقاق عام 2006 من المستشارة انغيلا ميركل بعد استضافة المانيا كأس العالم لكرة القدم. بحسب فرانس برس.              

وكان بلاتر المح الى شراء المانيا حق استضافة مونديال 2006 لكرة القدم، ما حتم ردا عنيفا من القيصر الالماني فرانتس بكنباور، وتحدث بلاتر في مقابلة مع صحيفة "بليك" السويسرية عن شكوك حول عملية التصويت عام 2000 التي منحت المانيا حق الاستضافة على حساب جنوب افريقيا، وقال بلاتر: "كؤوس العالم التي يتم شراؤها؟. يذكرني هذا الامر بكأس العالم 2006، عندما ترك احدهم القاعة في اللحظة الاخيرة (النيوزيلندي تشارلز دمبسي). وفجأة بدلا من 10-10 بقي التصويت 10-9 في مصلحة المانيا. انا سعيد لعدم اسقاط الصوت الحاسم (كرئيس لفيفا). لكن حسنا، احدهم قام وترك القاعة. ربما في هذه الحالة كنت حسن النية وساذجا كثيرا"، ورفض بكنباور، رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006 هذه الادعاءات قائلا لصحيفة "بيلد" الاثنين: "لا يمكنني قبول هذه التصاريح والاقتراحات. حتى انه اخطأ في حساب الاصوات. كان 12-11 لنا، وليس 10-9. ما كان حاسما هو تصويت الاوروبيين الثمانية لنا"، وكان رد الاتحاد الالماني عنيفا ايضا، فقال امينه العام هلموت ساندروك: "هذه التلميحات الغامضة لا اساس لها، ويبدو انها وضعت لتحويل الانتباه عن الاحداث الجارية".

بلاتر لا يرى سببا للاستقالة

من جهته اكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جوزيف بلاتر، انه لا يرى سببا لاستقالته من منصبه كما تطالب المانيا على خلفية بعد قضايا الفساد في الاتحاد الدولي، مكررا ان مؤتمر الفيفا هو الذي انتخبه ويعود اليه فقط ان يطالب برحيله، وقال بلاتر في مؤتمر صحافي "لا يكفي ان يقول احد في الصحافة +استقل، استقل+، واذا كان هناك من يريد ان انسحب فعليه ان يطلب من مؤتمر الفيفا (الذي يضم جميع الاتحادات الوطنية) ما اذا كان لا يريدني. في هذه الحال، ساذهب دون نقاش، ولكن اذكر باني انتخبت من قبل مؤتمر الفيفا". بحسب فرانس برس.            

هونيس: الخناق يضيق على بلاتر

الى ذلك رأى رئيس نادي بايرن ميونيخ الالماني اولي هونيس بان الخناق بدأ يضيق على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر مشيرا الى انه لا يعتقد بان الاخير سينهي ولايته على رأس المؤسسة الكروية، وقال هونيس للصحافيين "اخيرا، تجرأ البعض على مهاجمته ولا اعتقد بان الامور ستهدأ بالنسبة اليه. مؤسسة الفيفا في حاجة الى ادارة جديدة من دونه"، واضاف "لقد اعجبني موقف الاتحاد الالماني وبايرن ميونيخ يسانده بقوة في هذا الاطار. لقد بدأ الخناق يضيق على السيد بلاتر، وانا لا ارى شخصيا بانه سينهي ولايته رئيسا للفيفا"، وختم "بعد كل ما حصل لا اعتقد بانه سيخرج سالما". بحسب فرانس برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/آب/2012 - 16/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م