وا إعلاماه

توفيق أبو شومر

استدعتْ عضو البرلمان البريطاني ورئيس لجنة الإعلام والثقافة من حزب المحافظين[ لويس منش] استدعتْ مدير عام وكالة الأنباء البي بي سي [مارك تومبسون] لاستجوابه أمام البرلمان البريطاني، لا لفساده المالي أو الأخلاقي، ولا لإساءته إلى التقاليد الملكية البريطانية، ولا لاستخدامه الإعلام كوسيلة ابتزاز كما حدث لامبراطورية إعلام روبرت مردوخ، بل لاستجوابه حول تغطية البي بي سي لأحداث مقتل خمسة إسرائيليين من قبل شابين فلسطينيين في مستوطنة إيتمار القريبة من نابلس في شهر مارس 2011، وهما أمجد عوض ويبلغ سبعة عشر عاما وحكيم عوض يبلغ ثمانية عشر عاما من قرية عورتا.

ملاحظة: ((الشابان لا ينتميان إلى أي تنظيم إرهابي، كما أشارت صحيفة هارتس نقلا عن قضاة التحقيق))!

 وتهمة وكالة البي بي سي هي تقصيرها في تغطية الحادث تغطية شاملة وموسَّعة، بما في ذلك قطع البرامج لبث الحدث.

 قال مدير الوكالة أمام لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية:

" لقد أخطأنا، فقد كانت الأخبار كثيرة، فهناك تسونامي اليابان، والحرب في ليبيا، وكان رئيس قسم الأخبار واقعا تحت ضغوط نفسية في يوم مقتل خمسة الإسرائيليين، وكان مفروضا أن نغطي الحادثة تغطية أشمل لبشاعتها"!!

 الخبر من صحيفة يديعوت أحرونوت 27/6/2012

يشير الخبر السابق إلى كفاءة الإعلام الإسرائيلي في أبرز خصائص الإعلام،[ المتابعة الإعلامية] ويشير أيضا إلى نفوذ اللوبي الإسرائيلي في كثير من الدول، فلم تكتفِ إسرائيل بالشجب والاستنكار والاستغراب والانتقاد وإصدار البيانات الصحفية، وفق التقاليد العربية الإعلامية، بل إن الإعلام الإسرائيلي واصل البحث والمتابعة، حتى وصل إلى البرلمان البريطاني، وتدخَّل حتى في (مضمون الرسالة الإعلامية)، والتي تشمل مدة التغطية وآلياتها ومضامينها!

ولم يتعلم معظم العربُ بعد هذه الآلية من الإعلام الإسرائيلي، ودائما يكتفي العربُ بالشكوى إلى بعضهم من تقصير وسائل الإعلام في نقل الأحداث التي تجري في فلسطين وبقية العالم العربي!

 وصار معتادا أن يُردد معظمُ العرب، هروبا من مواجهة عجزهم عن المتابعة الإعلامية:

 إن لإسرائيل نفوذا أقوى من أي نفوذ، فهم يملكون السطوة والقوة والمنعة والنفوذ في كل بلدان العالم!

ففي يوم 1/7/2012 نشرت المؤسسة الحقوقية الإسرائيلية بيتسيلم فيديو مرعبا، لجنديين إسرائيليين وهما ينفذان عملية إرهاب ضد طفل فلسطيني رضيع في الخليل يخرج من زقاق البيت حيث يُرعبه أحد الجنود، ثم يقوم جنديٌ آخر بدعم الجندي الأول، ولا يكتفي بما أحدثه الأول من رعبٍ وفزع للرضيع، بل يركله بحذائه العسكري !!

وأخير حاولت أن أتابع أخبار الشريط الذي وزعتُه أنا مجتهدا على كثير من وسائل الإعلام، ووزعه مجتهدون آخرون مثلي، ونشرتْهُ مواقعُ إخبارية اجتهادية، والذي امتنعت معظم القنوات الفضائية التي أرسلتُهُ لها أن تبثَّه، كما أنني لم أجد بعد مرور ثلاثة أيام من هذه الفعلة من قام بمتابعة هذا الملف الإعلامي، لكي يُبرز زيفَ شعار جيش الدفاع الذي يقول:

" الجيش الدفاع الإسرائيلي من أكثر جيوش العالم تمسكا بطهارة السلاح!!"

 وبما أنني عربيٌ فإنني سوف أصرخ الصرخة العربية (المعتصمية )التقليدية التي تنفِّس الكربة: وا إعلاماه!!

وإليكم رابط الفيديو:

http://link.brightcove.com/services/player/bcpid926210325001?bckey=AQ~~,AAAAksUQvhE~,eddxTv64gTBjDhaRDypB2j--X17dt2I-&bclid=0&bctid=1715959382001

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/تموز/2012 - 21/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م