اللجوء... صداع يؤرق الدول الغربية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تتسم الإجراءات التي تتخذها بعض دول ضد طالبي اللجوء، بالتمييز بناءً على مكان وكيفية وصولهم كما هو الحال مع أستراليا، من خلال السياسات الحكومية المستمرة في معاقبة الوافدين غير الشرعيين عن طريق القوارب، الذين يتضح في نهاية الأمر أن اللاجئين الحقيقيين يمثلون الغالبية العظمى منهم، وبسبب حوادث غرق القوارب التي تعرض لها المهاجرين في الآونة الأخيرة، وتعد قضية جوهرية في استراليا ومازالت غير محسومة، وعلى اثر هذه حوادث المتكرر صوت البرلمان الاسترالي ضد مشروع قانون اللجوء عقب جدل حام أثارته تلك الحوادث، فمن المعروف بأن اللاجئ بحاجة الى لجوء في بلد يحترم حقوق الإنسان ويضمن حرياته، فكل شخص له الحق ترك أو السفر من بلده الى بلد أخر والعودة الى بلده مرة أخرى، وهذه الحقوق التي تؤكد عليها اتفاقية جنيف لحقوق الإنسان و كل خرق لحقوق الإنسان يعتبر اضطهاد، فقد تكون رحلة اللاجئ هربًا من العنف او  البحث عن الامان، الكرامة، العمل، السكن، التقدم الدراسي، أسباب أخرى؟، لكن في المقبل فان اللاجئ أيضا سيواجه عقوبة قاسية في بلده أو الذي يفقد حريته لفترة طويلة بسبب الهروب من الخدمة العسكرية أو السفر بطريقة غير شرعية يمكن أن يواجه عقوبة قاسية، ومن جهة أخرى فقد بينت منظمات حكومية وغير حكومية بأن عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة وغزة والشتات، كما يواجه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان اسوأ ظروف معيشية في المنطقة، وبسبب الأزمات الإنسانية حول العالم عدة سنة 2011 أصعب سنة على اللاجئين العالميين.

قانون اللجوء

فقد صوت البرلمان الاسترالي بنسبة 39 مقابل 29 صوتا ضد مشروع قانون اللجوء عقب جدل حام أثاره غرق قاربين يقلان مهاجرين أجانب متجهين إلى أستراليا، وكان مشروع القانون يتضمن السماح بإعادة فتح مركز احتجاز وإرسال طالبي اللجوء إلى ماليزيا للنظر في طلبات لجوئهم، وكان مشروع القانون قد أقر في مجلس النواب لكن مجلس الشيوخ رفضه، في هذه الأثناء نقل العشرات من المهاجرين الذين جرى إنقاذهم بعد غرق القارب الى جزيرة "كريسماس"، وأعلنت رئيسة الوزراء جوليا جيلارد عقب التصويت أن لجنة ستشكل برئاسة وزير الدفاع السابق أنغوس هيوستون للبحث عن حلول ممكنة للخروج من المأزق، وطلبت من اللجنة تقديم توصياتها في موعد انعقاد جلسة البرلمان القادمة في شهر سبتمبر/أيلول، وكانت جيلارد قد حذرت من أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإقرار مشروع القانون قبل إجازة البرلمان، وقالت لإذاعة اي بي سي"لا أريد أن أرى طفلة في الثالثة عشرة من عمرها تغرق حتى ذلك الوقت، لا أريد أن أرى ذلك"، وكانت جيرالد تحاول التوصل الى حل وسط حيث يدعم حزبها (حزب العمال) عملية تبادل مع ماليزيا حسب اتفاق ترسل بموجبه أستراليا 800 طالب لجوء الى ماليزيا بينما تستقبل 4000 طالب لجوء من هناك على مدى 4 سنوات. بحسب البي بي سي.

وكانت محكمة أسترالية قد رفضت هذا الترتيب العام الماضي، وورد في الحيثيات أن ماليزيا، التي لم توقع على ميثاق الأمم المتحدة الخاص باللاجئين، لا توفر حماية كافية، ويقول بعض السياسيين إن الترتيب المقترح ضروري لتجنيب طالبي اللجوء المخاطر التي يواجهونها خلال الرحلة البحرية الى أستراليا، يذكر أن ما لا يقل عن أربعة اشخاص قتلوا الأربعاء حين غرق قارب شمل جزيرة كريسماس التابعة لأستراليا، وغرق قارب آخر يعتتقد أنه كان يقل 200 شخص الاسبوع الماضي، وقد أمكن إنقاذ ما مجموعه 110 اشخاص وعثر على 17 جثة.

غرق سفن اللاجئين

في سياق متصل انقذ مسعفون 123 شخصا في عرض المحيط الهندي بعد غرق سفينة تنقل لاجئين غير شرعيين كانت في طريقها الى استراليا وذلك بعد اقل من اسبوع على غرق سفينة اخرى في المنطقة نفسها مما ادى الى مقتل 90 شخصا، وغرقت السفينة المتهالكة على بعد 107 اميال بحرية الى شمال جزيرة كريسماس في المحيط الهندي ثم غرقت بحسب متحدثة باسم هيئة السلامة البحرية في استراليا، واعلنت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد ان بين 123 و133 شخصا كانوا على متن السفينة بعد ان اشارت تقديرات اولية الى وجود 150 شخصا على متنها، وصرحت غيلارد امام البرلمان "بحسب معلوماتي فقد تم انقاذ 123 شخصا"، في وقت تزايدت فيه الضغوط على السياسيين الاستراليين للتوصل الى اتفاق حول كيفية التعامل مع طالبي اللجوء، ويأتي الحادث بعد ايام فقط على غرق سفينة اخرى على متنها مئتي شخص في المحيط الهندي بينما كانت في طريقها الى استراليا، ونجح المسعفون في انقاذ 110 اشخاص كما تم انتشال 17 جثة من السفينة التي غرقت، وتوجهت ثلاث سفن تجارية من بينها سفينة "ام في بايسون" التي ترفع علم الفيليبين وتنقل مواشي، الى مكان الحادث الذي وقع في المياه الاقليمية الاندونيسية، وقالت الهيئة الاسترالية للسلامة البحرية ان سفينتين تابعتين للبحرية الاسترالية وطائرة استطلاع قادرة على القاء اطواف تساعد في عمليات الاغاثة في احوال جوية وصفت ب"الجيدة ولو انها ليست مثالية"، واعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الاسترالية في بيان ان الشرطة تلقت اتصالا بالاقمار الاصطناعية في وقت مبكر من السفينة، واطلقت هيئة السلامة البحرية "ردا فوريا للتقرير وتواصل التنسيق من اجل اعمال البحث والاغاثة"، وتم اطلاع هيئة "باسرناس" لاعمال البحث والاغاثة في اندونيسيا على المعلومات، وكانت اشارت الى تلقيها تقرير بتعطل احد محركات السفينة وبان المياه تتدفق الى داخلها، واظهرت صور التقطتها سفينة "ام في بايسون" ونشرت على موقع هيئة السلامة البحرية الاسترالية قاربا بسيطا مكتظا بالركاب، وقد التقطت الصور على ما يبدو قبل غرق السفينة، واعلنت هيئة الاذاعة الاسترالية ان غالبية الركاب على الارجح من الافغان وان على متن السفينة نساء واطفال ولو ان هذه المعلومات لم تتأكد، وهذا الحادث هو الاخير في سلسلة كوارث تتعلق بقوارب تنقل لاجئين في السنوات الاخيرة اذ تستخدم سفن متهالكة غالبا ما تكون محملة باكثر من طاقتها، وغالبية القوارب تنطلق من اندونيسيا لكن هناك زيادة في المحاولات الاتية من سريلانكا، ومع ان اللاجئين ياتون في اعداد قليلة نسبيا مقارنة بالمعايير الدولية، الا ان طالبي اللجوء يشكلون مسالة حساسة سياسيا في استراليا طغت على الحملة الانتخابية في العام 2010 بعد وصول عدد قياسي من طالبي اللجوء بلغ 6555 شخصا، وتدعم الحكومة والمعارضة في استراليا التعامل مع طالبي اللجوء في عرض البحر لكنهما تختلفان حول المكان الذي يجب ان يتم فيه. بحسب فرانس برس.

وكانت كانبيرا توصلت العام الماضي الى اتفاق لارسال 800 لاجئ اتوا على متن قوارب الى ماليزيا لقاء اربعة الاف لاجئ مسجلين في ماليزيا في محاولة لردع المهربين من القيام بالرحلة البحرية التي تنطوي على مخاطر مميتة الى استراليا، الا ان الائتلاف الحكومي الهش برئاسة غيلارد عجز عن تمرير التشريع اللازم في البرلمان دون الحصول على تاييد المعارضة، وذلك وسط قلق ازاء ماليزيا التي لم توقف معاهدات الامم التحدة حول شؤون اللاجئين، واستبعد زعيم المعارضة توني ابوت الذي يدعم فرز اللاجئين في جزيرة نورو واعادة القوارب ادارجها قدر الامكان، مرة اخرى الحل الماليزي، وردا على ذلك، علنت غيلارد دعمها لمشروع قانون اقترحه النائب المستقل روب اوكشوت تتيح لوزير الهجرة ان يعتبر اي دولة "مكانا لفرز اللاجئين في عرض البحار" اذا كانت هذه الدولة وقعت على معاهدة بالي، ومعاهدة بالي هي عبارة عن اتفاق تعاون اقليمي للتعامل مع طالبي اللجوء وقعته اكثر من 40 دولة، وعرضت غيلارد كمبادرة تسوية اعادة فتح مركز توقيف في نورو وحثت في الوقت نفسه على المضي قدما في الاتفاق مع ماليزيا في حال وافقت المعارضة على التصويت على مشروع القانون الذي تقدم به اوكشوت.

سواحل جزيرة استرالية

فيما أعلنت السلطات الاسترالية ان زورقا على متنه حوالى 200 مهاجر غرق قبالة سواحل جزيرة كريسماس الاسترالية موضحة ان هناك ناجين دون ان تحدد عددهم، واوضحت السلطات ان الزورق اطلق نداء استغاثة عصرا اشار فيه الى انه يغرق على بعد 120 ميلا شمال جزيرة كريسماس التي تبعد عن استراليا 2600 كلم و300 كلم عن سواحل اندونيسيا، وقالت متحدثة باسم الهيئة الاسترالية للامن البحري (امسا) ان الزورق الذي غرق "يتوقع انه كان ينقل 200 شخص"، مؤكدا وجود ناجين دون تحديد عددهم، واضافت ان فرق الانقاذ الاندونيسية تنسق عمليات الاغاثة، وتابع ان ثلاث سفن تجارية ومركبين تابعين لسلاح البحرية الاسترالية اضافة الى طائرة من طراز اوريون، توجهت جميعا الى مكان الحادث، واعلنت الجمارك ان دورياتها رصدت الزورق المنكوب، وانها ارسلت اليه زورقين مجهزين بقوارب نجاة، وخلال الاربعة والعشرين ساعة الاخيرة ضبطت عدة زوارق تحمل عشرات المهاجرين في تلك المنطقة ما ادى الى ادلاء وزير الداخلية جيزن كلير بتحذير، وقال كلير قبل الحادث في اشارة الى حوادث غرق سابقة "تذكروا ما جرى، لقد قضى 200 شخص قبالة السواحل الاندونيسية و11 قبالة ماليزيا". بحسب فرانس برس.

ومنذ الاول من كانون الثاني/يناير ضبطت السلطات الاسترالية 62 زورقا تحمل في المجموع 4484 مهاجرا وهو عدد قياسي لفترة ستة أشهر، وقد شهدت جزيرة كريسماس حادث غرق في كانون الاول/ديسمبر 2010 عندما تحطم زورق كان يقل مهاجرين من العراق وايران على صخور الساحل عندما كان البحر هائجا ولم تتسن معرفة عدد الضحايا تحديدا لكن رجح انهم كانوا 50 تقريبا، ويبحر المهاجرون ومعظمهم من الاكراد الايرانيين والعراقيين من اندونيسيا على متن زوارق غالبا ما تكون مكتظة وغير آمنة محاولين الوصول الى استراليا، ولدى وصولهم يودع العديد منهم في مراكز احتجاز في انتظار النظر في ملفاتهم.

الضفة وغزة والشتات

من جهة أخرى قال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء ان عدد اللاجئين الفلسطينيين بحسب سجلات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) وصل الى 5.1 مليون لاجئ، وأضاف الجهاز في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي للاجئين "ان هذه الارقام تمثل الحد الادنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، وقال البيان ان نسبة "السكان اللاجئين في الاراضي الفلسطينية حوالي 44 في المئة من مجمل السكان المقيمين في الارض الفلسطينية، وأضاف "تشير البيانات الى ان حوالي 30 في المئة من السكان في الضفة الغربية لاجئون في حين بلغت نسبة اللاجئين في قطاع غزة حوالي 67 في المئة، ويبلغ عدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ما يقرب من 4.2 مليون نسمة بحسب الإحصاءات الفلسطينية، وبلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن حسبما أورد البيان 40 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في حين بلغت النسبة 9.1 في المئة في لبنان وعشرة في المئة في سوريا. بحسب فرانس برس.

وقال البيان "بناء على تقديرات الامم المتحدة عام 1950 فقد شرد وطرد نحو 957 ألف عربي فلسطيني من الاراضي الفلسطينية التي سيطرت عليها اسرائيل عشية حرب عام 1948، واضاف "66 في المئة من الفلسطينيين الذين كانون يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 تم تهجيرهم، واستعرض البيان مجموعة من الاحصاءات المتعلقة باللاجئين من حيث الفقر والتعليم والعمر وقال "نسبة الافراد اللاجئين الذين تقل اعمارهم عن 15 سنة في الاراضي الفلسطينية قد بلغت 41.7 في المئة العام 2011، وأضاف البيان "مخيمات اللاجئين في الاراضي الفلسطينية هي الاكثر فقرا مقارنة مع سكان الريف والحضر."

أسوأ ظروف معيشية في المنطقة

كما جاء في تقرير نشرته منظمة غير حكومية تنشط في الضفة الغربية وغزة ولبنان والاردن ان الفلسطينيين المقيمين في مخيمات لبنان هم الذين يواجهون اسوأ ظروف معيشية في المنطقة، وقال تقرير المنظمة "الأميركية للشرق الادنى لمساعدة اللاجئين" الذي نشر بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، ان "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تعتبر اسوأ مخيمات اللاجئين في المنطقة من حيث الفقر والصحة والتربية وظروف الحياة"، وقالت المنظمة ان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون من التمييز والعزلة والفقر والبطالة ومشاكل السكن وغياب المدارس الحقيقية وأنظمة الصرف الصحي، وأضاف التقرير "في لبنان اعلى معدل من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في فقر مدقع. ويعيش فلسطينيان من اصل ثلاثة باقل من ستة دولارات في اليوم"، وقال ان اكثر من 450 الف فلسطيني مسجلون لدى مكتب الاونروا التابع للامم المتحدة في لبنان، لكنهم بالفعل بين 260 الفا و280 الفا بحسب المنظمة "الاميركية للشرق الادنى لمساعدة اللاجئين"، واضافت المنظمة في تقريرها ان "اللاجئين الفلسطينيين في لبنان محرومون من عدد من الحقوق الاساسية، فيحظر عليهم على سبيل المثال ممارسة حوالى عشرين مهنة"، مضيفة ان معظم اللاجئين الفلسطينيين يعتمدون على مساعدة الامم المتحدة للبقاء على قيد الحياة. بحسب فرانس برس.

ونشر هذا التقرير بعد بضعة ايام من مقتل ثلاثة فلسطينيين في عدد من الحوادث التي وقعت بين الجيش اللبناني وسكان في المخيمات -- اثنان سقطا في مخيم نهر البارد (شمال) واخر في مخيم عين الحلوة الاكبر في لبنان قرب مدينة صيدا (جنوب)، وأعرب احد سكان مخيم نهر البارد ردا على سؤال عن الاسف وقال ان "الفلسطينيين في لبنان يعاملون على انهم مشكلة امنية وليس على انهم بشر لهم حقوق"، وقال زياد شتوي (43 عاما) "نشكر لبنان على ايوائنا كل هذه السنين، لكني لا افهم لماذا يتعين علينا ان نحرم من كل حقوقنا".

وطن اللجوء

الى ذلك ينفذ 21 سودانيا إضرابا عن الطعام امام مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيروت اضرابا عن الطعام، للمطالبة بتسريع عملية توطينهم في بلد آخر، مع تامين ادنى مستلزمات الحياة في لبنان حتى ذلك الحين، ووجه اللاجئون السودانيون كتابا الى المفوضية العليا لكي "تسرع عملية تحديد وضع ملف اللاجئين لكل فرد صاحب معاملة لدى المفوضية... والرجوع فورا للاجئين المعترف بهم والذين يستوفون المعايير المطلوبة، ومساعدتهم في تنظيم الوضع القانوني المؤقت في لبنان"، واعتبروا أن المفوضية "تتحمل مسؤولية كاملة تجاه الناس المسجلين كلاجئين لديها وطالبي اللجوء في لبنان"، معتبرين ان عليها منحهم "كل حقوقهم وفقا للقواعد والأنظمة المعمول بها في المفوضية"، ولفت المضربون في عريضة وقعوها الى جانب عدد من هيئات المجتمع المدني اللبناني وناشطين حقوقيين، الى الصعوبات التي يواجهونها "في العثور على عمل بأجر كاف، نظرا لأنهم لا يملكون أي تصريح أقامة قانوني"، وأوضحوا انه لا يمكن لاطفالهم مواصلة تعليمهم، كما ان "السوداني دائما ما يكون عرضة للاعتقال التعسفي والترحيل غير القانوني الى بلده الأصلي"، لان لم لبنان لم يوقع على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، ووصف اللاجئ السوداني المضرب عن الطعام محمد عبد اللطيف في حديث الى وكالة فرانس برس وضع اللجوء المعطى لهم من المفوضية العليا للاجئين في لبنان بانه "رمزي"، كونه لا يؤمن لهم اي حماية. بحسب فرانس برس.

واتهم الحكومة اللبنانية بانها تعاملهم على انهم "مهاجرون غير شرعيين"، وأضاف عبد اللطيف "لا نعمل، ونعيش في منازل مكتظة وضيقة يعيش في الواحد منها بين اربع الى خمس عائلات، لأننا لا نملك المال الكافي لاستئجار منازل"، وقال زكريا، احد المضربين عن الطعام الذي رفض الكشف عن اسمه كاملا، انه امضى سبعة اشهر في سجن لبناني على الرغم من ان الحكم الصادر عليه لكونه مقيما غير شرعي في لبنان تضمن حبسه شهرا لا اكثر، وابدت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين دانا سلمان في حديث تعاطف المفوضية مع السوادنيين المضربين عن الطعام، معبرة عن تفهمها لاحباطهم، لكنها لفتت الى ان "عملية تحديد وضع اللاجئ طويلة"، موضحة ان "لبنان ليس بلد لجوء"، وأشارت الى وجود 584 لاجئا وطالب لجوء سودانيا في لبنان.

الأزمات الإنسانية

واستنادًا إلى التقييم السنوي للاتجاهات العالمية الذي جمعته الوكالة الدولية لشؤون اللاجئين، دفع التهديد بالعنف، أو الاعتداء أو الترهيب أو المخاطر الأخرى 800 ألف إنسان إلى الهرب من ديارهم خلال عام 2011؛ ويشكل هذا العدد أعلى رقم تمّ تسجيله خلال سنة واحدة منذ عام 2000، وقد أصدر المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع لمنظمة الأمم المتحدة هذا التقرير بمناسبة حلول اليوم العالمي للاجئين في 20 حزيران/يونيو، نتجت حالات التهجير القسري الموثقة في تقرير عام 2011 عن "سلسلة من الأزمات الإنسانية الرئيسية"، وأشار التقرير بالتحديد إلى ساحل العاج والصومال والسودان، أكد تقرير"الاتجاهات العالمية لعام 2011" أن تلك السنة أدت في نهايتها إلى وجود 42.5 مليون إنسان يعيشون حياة غير مستقرة وغير مضمونة، من بينهم 15.2 مليون لاجئ عبر الحدود الدولية لأوطانهم، و 26.4 مليون نازح في الداخل، هربًا من أعمال العنف أو الكوارث في منطقة سكنهم، ولكنهم لا يزالون داخل بلادهم، و895 ألف إنسان يسعون للحصول على اللجوء في الخارج، أعلن انطونيو غوتيريز، المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع لمنظمة الأمم المتحدة، في بيان صحفي أصدره في 18 حزيران/يونيو، "أن عام 2011 شهد معاناة على نطاق هائل. ولا يسعنا سوى الشعور بالامتنان لأن النظام الدولي الذي يحمي هؤلاء الناس بقي صامدًا خلال معظم هذا العام وأن معظم حدود الدول بقيت مفتوحة خلالها، تؤدي الولايات المتحدة دورًا هامًا ضمن ذلك النظام الدولي، من خلال تقديم المساعدات الطارئة والإمدادات في حالات النزوح المفاجئ وفي مجال تأمين فرص إعادة توطين دائمة لأولئك اللاجئين الذين يقررون أنهم لن يجدوا ملاذًا آمنًا أو حرية في ديارهم، واستنادًا إلى بيان أصدره مكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية الأميركية، قامت الولايات المتحدة في عام 2011 بإعادة توطين 56 ألف لاجئ، وأشار نائب مساعد وزيرة الخارجية ديفيد روبنسون في هذا المكتب إلى أن رعاية اللاجئين لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة يشكل "جزءًا جوهريًا من قيمنا وفضائلنا القومية، واعتبر روبنسون خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن، "أن العديد من المهاجرين تمكنوا على مدى قرنين من تاريخ الولايات المتحدة من الهروب بسبب الاضطهاد أو القمع في بلادهم. وشدد على أنه "من المهم أن نستمر في اتباع هذا التقليد، بسبب ما نحن عليه ولسبب آخر أننا نريد أن نشجّع البلدان الأخرى على المشاركة أيضًا في هذا العمل، وتقديم فرص أكثر للاجئين للعثور على حياة جديدة لهم، وقد أطلقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة حملة ذات هدف يتناسب مع احتفالها باليوم العالمي للاجئين. أطلقت على هذه الحملة اسم "مآزق" للتركيز على الخيارات المعذبة التي يواجهها اللاجئون وهم يتصارعون مع أنفسهم لتقرير ما إذا كان الهرب أو البقاء حيث هم أكثر أمانًا، وما إذا كانوا سيحصلون على مستقبل أفضل إذا بقوا في المكان المألوف لديهم، على الرغم من مشقاته، أو ترك كل ما هو مألوف بحثًا عن سلامة أكبر، هذه الحملة مصممة لبناء التعاطف العام مع المأزق الذي يواجهه اللاجئون. تشمل هذه الحملة حتى تأمين جهاز هاتف ذكي يشرك عامة الناس في لعبة أدوار تسمى "حياتي كلاجئ، تقول سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وهي النجمة السينمائية أنجلينا جولي، في إعلان إذاعي لدعم الحملة: "في كل دقيقة يُجبر ثمانية أشخاص عبر العالم على مغادرة منازلهم هربًا من الحرب أو الاضطهاد، وما من أحد يختار عن طيبة نفس أن يصبح لاجئًا، كشف روبنسون في 18 حزيران/يونيو أن الولايات المتحدة منذ أن بدأت تنفيذ برنامجها هذا في السبعينيات من القرن العشرين، أعادت توطين 3 ملايين لاجئ، وشدد على أن الحاجة الملحّة لكل فرد تشكل المعيار الرئيسي لتقرير أهلية إعادة التوطين، وليس التعليم، أو الدين، أو العرق، أو الثروة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/تموز/2012 - 17/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م