قصة زواج معاصرة

الأب يفضل ابنة اخيه والأم تريد ابنة اختها والابن يهوى زميلته

عبد الكريم ابراهيم

بعد ان حصل على وظيفة مناسبة، قرر المهندس محمد (26) عاما ان يكمل نصفه الثاني ودخول عش الزوجية بمحض ارادته. العقبات المالية لم تكن حائلا دون تحقيق هذه الرغبة بل هي الصراعات الاسرية في اختيار الزوجة المناسبة لابنهم الوحيد.

وهنا تظهر العقبة الكأداء، لان الاب يريد ابنة اخيه، فهي من لحمه ودمه كما يقول ابو محمد (54) عاما والموظف في احدى الدوائر الحكومية: من خلال تجربتي الحياتية وجدت ان الزوجة المناسبة لابني الوحيد ابنة عمه فهي انسانة مثقفة جامعية فضلا على انها ستكون لي ولوالدته سندا في ايام الكبر.

 في حين تعارض ام محمد (50) عاما (ربة بيت) رغبة الاب قائلة: اريد لابني انسانة تعرف معنى البيت، مهذبة، خلوقة، وهذه الصفات وجدتها في ابنة اختي وانا ربيتها منذ الصغر وتعدني بمثابة امها رحمها الله.

 وتضيف ام محمد " المرأة تعرف المرأة اكثر من الرجل، وابنة اختي خبرتها وعرفتها فوجدتها الاصلح ". اما محمد الذي وقع بين كماشة الاب ورغبته والام واختيارها، كان له رأي اخر مخالف لوالديه، فقد اختار شريكة حياته قائلا: احترم رغبات ابي وامي واقدر حرصهما على مصلحتي في اختيار الافضل، ولكن انا من سيعيش مع هذه المرأة وليس هم.

 ويضيف محمد " كل واحد منهما ينطلق من ميل خاص به وهو شعور محترم من قبلي وحقيقة الامر انا على علاقة باحدى زميلاتي منذ ايام الدراسة واستمرت هذه العلاقة بعد التخرج واتفقنا على الزواج ". ويعقب محمد على جدلية الاختيار بين رغبة الاهل والابن فيقول " العلاقة الزوجية الجيدة قائمة على ايجاد مشتركات وتفاهمات بين طرفي القضية ولا بد من وجود عناصر اساسها المودة والشعور المتبادل والقضية ليست طبخ واعداد مسلتزمات البيت ".

يجد محمد في بداية الامر صعوبة في اقناع والديه في ترجيح كفة الفتاة التي اختارها قلبه " ابي وامي لهما وجهة نظر محترمة ينطلقان من خلالها على ادامة صلة القربى والمعرفة المسبقة بعروس ابنهم، هما يعتقدان ان وجود امرأة غريبة في البيت سيجعل التعامل معها صعباً مفضلين اختيار القريبة لغاية في نفسيهما، هنا يلغيان رغبة الابن من الوجود في اختيار زوجة المسقبل" الفتاة التي اختارها المهندس محمد تملك من المؤهلات العلمية والاخلاقية والجمالية ما يجعلها زوجة مناسبة كما يقول: اخترت فتاة مناسبة لي جدا وتربطني بها علاقة تفاهم وانسجام لسنوات طويلة فهي تملك مؤهلات تجعلها زوجة المستقبل مع كل احترامي لبنات اقاربي.

كيف استطاع محمد ان يكسب المعركة ؟ التحرك على جميع الجهات واستخدام وسائل الاقناع الهادئة وتبادل الاحاديث جاءت بنتائج جيدة" فتحت حوارا مع ابي وامي في جدية اختيار الزوجة المناسبة، في البداية وجدت صعوبة في اقناعهما لانهما كانا مصران على موقفهما، لكن هذا الموقف بدأ يلين بعض الشيء امام اصراري على تحقيق رغبتي ".

استطاع محمد ان يفتح نافدة في جدار التصلب لدى والديه، فقرر ان يوسع تحركاته الدبلوماسية " قلت لهما زورا اهل الفتاة وشاهداها ثم اعطيا رأيكما فيها ". الزيارة والتعارف عن كثب جاء هذه المرة بما تشتهي رياح محمد " بعد اللقاء ومشاهدة الفتاة واهلها، تغيرت وجهة نظرهما، حيث ابديا اعجابا بطريقة كلامها واسلوبها فضلا عن وجود اسرة متعلمة ومثقفة يتشرف كل شخص ان يصاهرها " وبهذا كسب محمد معركته في الحصول على فتاة احلامه واختيارها رغم معارضة الاهل التي واجهته في بداية الامر ولكن صوت الحكمة والتعقل كان هو المرجح في هذه المعركة الاسرية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/حزيران/2012 - 29/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م