المخدرات... موت رائج في بعض المجتمعات!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تعد تجارة المخدرات أكبر تجارة غير قانونية والأكثر نموا في العالم، حيث أن المخدرات من ابرز المشكلات التي تواجه المجتمعات سواء كانت في البلدان النامية أم المتقدمة، كما هو الحال في السعودية وماليزيا وروسيا وأمريكا وفرنسا والمكسيك التي تعد ابزر دول العالم في هذه التجارة، إذ أصبحت المخدرات في وقتنا الحاضر من اعقد المشكلات التي تواجه المجتمعات وتشكل تحدياً رئيسيا لعالمنا المعاصر ولعملية التنمية المستدامة وذلك لما لها من أخطار صحية واجتماعية واقتصادية ولارتباطها بالعديد من أنماط الإجرام والعنف والسلوك الإجرامي كالجريمة المنظمة.

في حين كشفت دراسة طبية جديدة أن أكثر من مائتي مليون شخص حول العالم يتعاطون المخدرات، مما يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مماثلة لتلك التي تنجم عن إدمان الخمور، غير أنها ليست بقدر خطورة الأمراض المتعلقة بالتبغ، فلا يوجد اليوم مجتمع من المجتمعات، ولا دولة من دول العالم إلا وتعاني من الأضرار السلبية الناجمة عن ظاهرة انتشار المخدرات وخاصة في العصر الحديث مع تزايد أعداد المتعاطين والمدمنين وشيوع وانتشار عدد كبير ممن يتاجرون في هذه الآفة الخطيرة بالعالم .

السعودية

فقد أعلن مسؤول رفيع في وزراة الداخلية السعودية القبض على 681 شخصا بينهم 96 سعوديا متهمين بالتورط في قضايا تتعلق بمخدرات تبلغ قيمتها ما لا يقل عن 450 مليون دولار، وقال المتحدث الامني باسم الوزارة اللواء منصور التركي خلال مؤتمر صحافي ان "الجهات الامنية قبضت خلال الاشهر الاربعة المنصرمة على 681 متهما بينهم 96 سعوديا و585 من 33 جنسية اخرى تورطوا في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج مخدرات"، واوضح ان رجال الامن واجهوا "مقاومة مسلحة في اكثر من 43 عملية" اصيب خلالها 20 منهم بجروح مشيدا ب"التنسيق والتكامل بين مصلحة الجمارك والجهات الامنية المختصة في رصد ومتابعة وضبط محاولات تهريب المخدرات الى المملكة"، واضاف التركي ان قيمة هذه الكميات من المخدارت "تقدر بمليار وسبعمئة واربعة وعشرين مليون ريال"، اي ما يعادل 460 مليون دولار، وتضمنت الكميات المضبوطة اكثر من ستة كيلوغرامات من الهيرويين الخام واكثر من عشرة اطنان ونصف طن من الحشيش واكثر من كيلوغرام ونصف من الكوكايين، وفقا للمتحدث، وضبطت الجهات المختصة "مبالغ مالية في حوزة المتهمين بلغت اكثر من 16 مليون ريال ونصف مليون، اي 4,4 مليون دولار، كما اكد اللواء التركي ضبط 13,2 مليون حبة مخدرة، وتعلن السلطات في المملكة من وقت لاخر ضبط كميات او احباط محاولات تهريب للمخدرات وحبوب المخدر وخصوصا الكبتاغون، كان اخرها ضبط مليون ونصف مليون حبة مخدر من هذا النوع بينما كان يحاول احدهم تهريبها في منفذ حدودي شمالي مع الاردن. بحسب فرانس برس.

وقد كشف التقرير الاحصائي السنوي لنشاط المديرية العامة لمكافحة المخدرات على مستوى المملكة عن ضبط 57 مليون حبة مخدر حاول مهربون ادخالها العام الماضي فضلا عن انواع اخرى من المخدرات مثل الحشيش والهيرويين والقات، يشار الى ان عقوبة تهريب المخدرات في المملكة هي الاعدام، ويصنف مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات مادة كبتاغون على انها "منبه من النوع المثير"، وهذا النوع رائج في دول الخليج العربية وغيرها في الشرق الاوسط. ويشير مكتب الامم المتحدة الى انه يصدر من بلغاريا وبدرجة اقل من تركيا ويعبر الى المنطقة من خلال سوريا.

المكسيك

في سياق متصل فبعد مقتل 13 سائق أجرة في المكسيك، برزت هشاشة هذه المهنة التي يستخدمها تجار المخدرات كدعم لوجستي والتي تقع في الوقت نفسه ضحية الخلافات بين كارتلات المخدرات، وعثرت شرطة أكابولكو (جنوب) على سبع جثث في شاحنة مهجورة بعد عملية مطاردة. وتبين أن خمسا من الضحايا كانوا سائقي أجرة، وقد قامت مجموعة مسلحة على متن سيارات عدة بقتل ثمانية سائقي أجرة خلال هجوم على محطتين لسيارات الأجرة تبعد واحدتهما عن الأخرى 600 مترا في مدينة غوادالوبي في منطقة مونتيريي. وبالتالي، ارتفع عدد سائقي الأجرة الذين قتلوا في تلك المنطقة الواقعة شمال المكسيك إلى 23 سائقا في غضون سنة واحدة، وقال عضو في الشرطة القضائية الخاصة بولاية نويفو ليون وعاصمتها مونتيرييي، "استخدمت كل مجموعة اجرامية أفرادا من تلك الفئة العمالية من أجل مهام متعددة ومختلفة"، وأضاف أن هؤلاء السائقين يعملون "كمخبرين لأنهم يعرفون زوايا المدينة كلها ويعبرونها من دون إثارة الشكوك، وكذلك كبائعي مخدرات صغار بالإضافة إلى أنهم يسهلون بواسطة سياراتهم أنشطة اجرامية أخرى تمارسها الكارتلات مثل الخطف والاعتداء والسرقة"، وبالتالي، أصبح سائقو الأجرة أحد الرهانات في الخلافات العنيفة التي تنشب بين الكارتلات في إطار تنافسها على الأراضي. وفي شمال البلاد، يشمل الخلاف في الدرجة الأولى كارتل "غولفو" ومجموعة "زيتاس" الاجرامية التي أنشأها في التسعينات عسكريون سابقون من نخبة الجيش المكسيكي، وأوضح المصدر نفسه أن "الرهان الاول في الحرب المندلعة بين +غولفو+ و+زيتاس+ هم +الصقور+ أي الجواسيس وهم عادة من المراهقين ومن بائعي المخدرات الصغار. ثم يأتي سائقو التاكسي في الدرجة الثانية"، وأشار سيزار غارزا رئيس لجنة الأمن التابعة لبرلمان نيوفو ليون إلى أن سائقي التاكسي يعملون في خدمة تجار المخدرات أحيانا بسبب تعرضهم للتهديد ويقعون أحيانا أخرا ضحية القتلة مع أنهم غير متورطين في الجريمة المنظمة. بحسب فرانس برس.

وأوضح "نحن نشهد معركة بين مجموعات الجانحين والعمال الذين يعتبرون للأسف الحلقة الأضعف لأن كثيرين منهم أبرياء ويتعرضون للتهديد ويتورطون رغما عنهم"، ويعتبر هذا الوضع حديث العهد نسبيا. ففي مونتيريي، وقعت جريمة القتل الأولى من هذا النوع في 30 أيار/مايو 2011 عندما أقدم رجال مسلحون على قتل خمسة سائقي أجرة في وضح النهار وعاملة هاتف في محطة لسيارات الأجرة بالقرب من مركز تجاري، ومذاك الوقت، أصبح قتل سائقي الأجرة شائعا في المدينة، وبالنسبة إلى غارزا، يمكن تشبيه هذا الوضع بالمشاكل التي واجهتها نيوفو ليون مع شرطة السير وشرطة البلدية، لكن المدينة تمكنت أخيرا من التخلص من تلك الجماعات، وأضاف أن "شرطة السير والبلدية لم تعد ضعيفة كما في الماضي بفضل تعزيز سيطرة السلطات اليوم. ولذلك، أصبح سائقو الأجرة أكثر ضعفا. لكن الوضع سيتحسن في حال تعاونوا مع السلطات وتنكروا للمجموعات الارهابية".

روسيا

فيما تعذر على كاتيا نيكيتينا النوم أو التفكير وحتى الحركة خلال الأيام السبعة الأولى في مركز إعادة التأهيل، كانت كاتيا نيكيتينا مدمنة على الهيرويين في منطقة الأورال الروسية، وقد انتقلت إلى مركز في مدينة ييكاتيرينبرغ لتقلع عن إدمانها، وتتذكر قائلة "يصعب علي استعادة تلك الفترة التي لم أستطع خلالها النوم أو الجلوس أو الوقوف من شدة الألم. جل ما كنت أفعله هو المشي في الظلمة والاصطدام بالأثاث"، وهي، حالها حال جميع المدمنين هنا، قد احتجزت في غرفة صغيرة أقفلت نافذتها ولم يقدم لها إلا الخبز والعصيدة والبصل طوال شهر أمضته في "الحجر الصحي"، اليوم تعيش كاتيا البالغة من العمر 28 عاما مع 36 شابة أخرى في مركز إعادة التأهيل الذي أنشأته جمعية "سيتي ويذاوت دراغز" الفريدة من نوعها في روسيا والتي حظيت علاجاتها القاسية بدعم متزايد في بلد تعصف به آفة الإدمان على المخدرات، وتكافح هذه الجمعية مشكلة المخدرات فتفرض تفرض إقلاعا سريعا وفوريا عن المخدرات على شكل "تكتيك الصدمة" المعتمد في المعارك، فضلا عن وحدة عمليات خاصة تعمل على توقيف التجار. و"سيتي ويذاوت دراغز" جمعية خاصة لا صلة لها بالكنيسة الاوروثوذكسية التي لها نفوذ كبير في روسيا، ويوضح إيفجيني رويزمان رئيس الجمعية أن مادة الهيرويين باتت تشكل قرابة نصف إجمالي المخدرات غير الشرعية في روسيا. لكن الأنواع الجديدة من المخدرات هي أكثر خطرا وتستهدف الشباب بصورة متزايدة ويصعب ضبطها، وبحسب الوكالة الروسية المعنية بمكافحة المخدرات، تحصي البلاد خمسة ملايين مستهلك للمخدرات، وتودي هذه الآفة كل سنة بحياة نحو 100 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والثلاثين، وعلى الرغم من عدم توافر بيانات كافية في هذا المجال، إلا أن الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات في تزايد وهي تؤثر سلبا على تراجع النمو السكاني الذي تشهده البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ولطالما انتقدت المنظمات الدولية تقصير روسيا في مكافحة هذه الآفة، ويؤكد إيفجيني رويزمان أن "السياسات التي تعتمدها الحكومة في هذا المجال غير ناجعة اليوم (...) فما من إرادة سياسية، على الرغم من أن مهمة الحكومة الرئيسية تكمن في الحفاظ على سلامة شعبها.. وها هي تفشل في إتمام واجبها"، وبات رئيس الجمعية من المشاهير المحليين وهو لا يتوانى عن الدفاع عن النهج الذي يعتمده والذي يصفه البعض بالعنيف وغير المجدي. بحسب فرانس برس.

ويروي "نحن نعمل منذ 12 سنة في هذا المجال وقد شهدنا على الحالات جميعها. فقد قصدنا 10 أشخاص بملء إرادتهم، في حين جلب بعض الأهل أولادهم وقد أحضر آخرون في صناديق السيارات الخلفية مكبلين أحيانا"، يتابع "عالجنا تسعة آلاف شخص وقد أقلع أكثر من نصفهم عن الإدمان بصورة نهائية اليوم. فالمدمن يعجز عن التفكير بشكل واع، ولا فائدة من انتظاره حتى يقرر بملء إرادته أن يضع حدا لإدمانه"، بشكل أساسي، توفر الجمعية بيئة خالية من المخدرات وتقدم خدمات استشارية لمدة سنة مقابل ثمانية آلاف روبل (270 دولار) في الشهر، على أمل أن يتحلى المدمن بعزيمة كافية تمكنه من تفادي الوقوع مجددا في هذه المشكلة عند عودته إلى المنزل، لكن ليس هناك من إجراءات متابعة رسمية. ولا تعلم هذه المنظمة غير الحكومية ما الذي حل بالذين أقلعوا عن الإدمان وخرجوا من مركزها، إلا إذا قرر هؤلاء البقاء على اتصال، وقد عينت الجمعية 15 متخرجا من مركزها لرصد نشاطات تجار المخدرات غير الشرعية في مناطق محددة من بلدة ييكاتيرينبرغ بالتعاون مع الشرطة بغية القبض على المروجين، ويشرح ميخائيل بولوتورني الذي كان مدمنا على الهيرويين في ما مضى وأقلع منذ سنوات عدة، "يصعب على الشرطي الذي لا لم يكن مدمنا في أحد الأيام، أن يعمل على قضايا في هذا المجال (...) فهو لن يتمكن من كشف النشاطات الخاصة بالمخدرات في الشوارع، وهو لن يتمكن أيضا من التعرف على المدمنين"، وكان ميخائيل بولوتورني قد قصد مركز إعادة التأهيل آتيا من إسرائيل حيث كان قد لجأ إلى مراكز تأهيل مكلفة للاقلاع عن إدمانه. واليوم، يتجول بسيارة قديمة مع ثلاثة هواتف خلوية في حين يتصل به السكان للابلاغ عن نشاطات مشبوهة، وتقول كاتيا نيكيتينا وهي تشرب العصير في المطبخ "تدرك الحكومة تمام الإدراك أن المخدرات مشكلة أساسية في روسيا تقضي على أمتنا"، تضيف "لا أعرف لماذا يتجاهلون هذه المشكلة، لعلهم ينتفعون منها؟ ينبغي إنشاء المزيد من المراكز المماثلة لإعادة التأهيل، فهي أكثر فعالية من المراكز العادية إذ لا صلة لها بجمعيات دينية".

المانيا

في حين أوقفت شرطة ميونيخ (جنوب ألمانيا) رجلا أراد أن يسدد لسائق سيارة الأجرة مستحقاته على شكل قنب هندي بدلا من المال، كما عثرت في منزله على عشرات نبتات الماريجوانا، بحسب ما أفادت مصادر في الشرطة، وقد عثرت الشرطة على الرجل ثملا بعد أن أبلغها سائق سيارة الاجرة أنه لم يحصل على مستحقاته، فاصطحبه عناصر الشرطة إلى منزله، وبعد أن لاحظ عناصر الشرطة رائحة ماريجوانا قوية، قرروا تفتيش الشقة، بحسب ما أشارت شرطة ميونيخ في بيان، فعثروا على 31 نبتة من القنب الهندي و353 غراما من القنب الهندي الجاهز، وموازين وزيت القنب، وقد شرح الرجل البالغ من العمر 30 عاما للشرطة أن هذا الانتاج مخصص لاستهلاكه الشخصي إذ لم يكن يريد أن يعتمد على مروجي المخدرات. بحسب فرانس برس.

ماليزيا

من جهة أخرى طوال 30 عاما ظل فيصل فخر الدين يعيش حياة مدمن الهيروين وينام في الشوارع ويقع في مشكلات مع الشرطة وظل يتردد على مراكز العلاج من الإدمان دون جدوى، في ماليزيا التي تسكنها أغلبية مسلمة والتي يعتبر ادمان المخدرات فيها من المحرمات أصبح فيصل بسبب إدمانه شخصا منبوذا إلى أن وجد الدعم من مصدر لم يكن يفكر فيه.. مسجد الرحمن الواقع في العاصمة كوالالمبور، بعد أن يؤدي فيصل الصلاة يصعد للطابق العلوي بعيدا عن باقي المصلين ليتلقى جرعة من الميثادون وهو مسكن للألم من مركز لعلاج الإدمان تقول منظمة الصحة العالمية إنه أول مركز في العالم من نوعه يعمل داخل مسجد، قال فيصل "في الماضي لم يكن هناك أي شخص يساعدني." وكان يشعر أن المجتمع "يلفظه"، ويرجع فيصل الفضل في نجاح علاجه إلى الإرشاد الروحي من رجال الدين في المسجد وكذلك دواء الميثادون الذي يعطيه له أطباء مرتين، كان السماح للمسجد قبل عامين بإقامة مركز لعلاج الإدمان واللجوء الى استخدام الميثادون مثار دهشة كبيرة في بلد يفرض عقوبة الإعدام على مهربي المخدرات، وتعين على رشدي عبد الرشيد كبير منسقي مركز علوم الإدمان التابع لجامعة ماليزيا والذي يدير المركز بذل مجهودات كبيرة لإقناع مسؤولي المسجد والسلطات الدينية بالسماح بإفتتاح مثل هذا المركز، ووافقت السلطات الدينية في ماليزيا في نهاية الأمر على طريقة العلاج وقررت أن الميثادون ليس عقارا محظورا وفقا لأحكام الإسلام. بحسب رويترز.

وقال رشدي وهو محاضر وطبيب نفسي يعالج المرضى بالميثادون منذ عشر سنوات "عقار الميثادون هو هبة من الله. يساعد في علاج إدمان المخدرات على المدى الطويل ويمنع المرضى من الارتداد للإدمان، ويعتزم مركز علوم الادمان توسيع هذا البرنامج إلى ثلث مساجد البلاد والبالغ عددها ستة آلاف مسجد وذلك بحلول عام 2015 بهدف الوصول إلى 72 ألف متعاط للمخدرات. ويقدر أن في ماليزيا 350 ألف مدمن للمخدرات وهو عدد من الممكن أن يرتفع إلى نصف مليون بحلول 2015 ومن أسباب ذلك كما يقول رشدي ارتفاع معدلات الارتداد الى تعاطي المخدرات، ويرغب المركز في إشراك الكنائس والمعابد الهندوسية في البرنامج، ونجح هذا العلاج مع فيصل الذي بدأ تعاطي الهيروين عندما كان في سن 15 عاما. والان أصبح فيصل البالغ من العمر 48 عاما وهو أب لأربعة من الأنباء يعزف الموسيقى في مواقع سياحية شهيرة في كوالالمبور، ولم تنته الحلقة المفرغة التي كان يدور بها فيصل إلا عندما التحق بمركز حكومي للعلاج بالميثادون قبل ست سنوات ثم كان من بين 50 مريضا تم اختيارهم لبرنامج مسجد الرحمن، وأضاف "أفضل أن آتي إلى هنا لأني أشعر أنني أقرب إلى الله. أشعر أني تطهرت.

فرنسا

الى ذلك اثار اقتراح وزيرة فرنسية الغاء تجريم الحشيشة جدلا واسعا في فرنسا، ودعت وزيرة الاسكان سيسيل دوفلو في مقابلة تلفزيونية الى الغاء تجريم الحشيشة، في اجراء اعتبرته السبيل الوحيد لمكافحة التهريب وللبدء في سياسة وقائية، وهو ما يعارضه الرئيس الجديد فرانسوا هولاند، ويقدر عدد مستهلكي الحشيشة في فرنسا بمليون ومائتي الف شخص، بحب المرصد الفرنسي للمخدرات، ويقدر رقم الاعمال لتهريب الحشيشة بين 700 مليون يورو ومليار يورو، وقالت الوزيرة "لا اعرف موقف الحكومة من ذلك، لكني السكرتيرة الوطنية لحزب الخضر واستطيع التعبير عن موقفه"، وكانت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم اكدت ان الرئيس هولاند يعارض تشريع الحشيشة، واغتنم اليمين الفرنسي الفرصة لشن هجوم على اليسار مع اقتراب الانتخابات التشريعية، وقال هنري غينو احد مستشاري الرئسي السابق نيكولا ساركوزي والمرشح للانتخابات التشريعية "ان فكرة تشريع الحشيشة كارثة اخلاقية"، وقال الوزير السابق كزافييه برتران "اذا فاز اليسار في الانتخابات التشريعية سيشرعون الحشيشة، انا واثق من ذلك"، في المقابل دعا عدد من شخصيات اليسار الى فتح "نقاش جدي" حول الموضوع. بحسب فرانس برس.

نيويورك

من جهته دعا حاكم ولاية نيويورك اندرو كيومو المشرعين في ولايته الى تغيير قانون محلي يجرم حيازة الحشيشة للاستخدام الشخصي "علنا" ، وذلك للحد من امكانية سوء تطبيق هذه المادة القانونية بشكل يفتح المجال امام أشكال من التمييز، وأعرب عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ هو الاخر عن تأييده لتعديل قانوني كهذا، بحسب ما جاء في بيان عقب اعلان حاكم الولاية، وبحسب القوانين المعمول بها حاليا في نيويورك، يعاقب الشخص الذي يعثر بحوزته على كمية من الحشيشة لا تزيد عن 25 غراما، بغرامة قدرها مائة دولار، على الا يستهلكها علنا، ويأتي هذا الاعلان من حاكم نيويورك بهدف الحد من التمييز الذي يتعرض له السود وذوو الاصول الاميركية اللاتينية، وهم اكثر الفئات عرضة للمراقبة والتوقيف من السلطات، وفي حال جرى اقرار هذا التعديل القانوني، فان حيازة كمية لا تزيد عن 25 غراما من الحشيشة ستكون عقوبتها غرامة مائة دولار، بغض النظر عن اي ملابسات أخرى، بما فيها تدخين الحشيشة في مكان عام، ويرمي هذا التعديل الى "اعادة العدالة والتجانس في قوانيننا التي تشوبها تناقضات واضحة حول الطريقة التي يتم التعامل فيها مع ضبط كميات صغيرة من الحشيشة"، بحسب حاكم الولاية الذي ينتمي الى الحزب الديموقراطي، ويأتي هذا الاقتراح في ظل الجدل المرتبط بارتفاع التوقيفات خصوصا في صفوف الاشخاص ذوي الاصول الاميركية اللاتينية والسود اثناء عمليات مداهمات تقوم الشرطة في نيويورك. بحسب فرانس برس.

ولاية أريزونا

في المقابل وقع حاكم ولاية أريزونا الامريكية الجمهوري يان بروير مشروع قانون يحظر استخدام الماريوانا للاغراض الطبية في الجامعات الحكومية والمؤسسات التعليمية في أحدث هجوم في معركة مستمرة منذ فترة طويلة على اباحة استخدام هذا المخدر، وخطوة ولاية أريزونا لمنع استخدام هذا المخدر في الحرم الجامعي هي الاحدث في حملة على القوانين التي تبيح الاستخدام العلاجي للماريوانا التي لا تزال تصنف على أنها مخدر غير مشروع بموجب القانون الاتحادي في الولايات المتحدة، وقال انصار القانون ان قانون ولاية اريزونا جاء لحماية التمويل الاتحادي لمؤسسات التعليم العالي والذي قالوا انه في خطر اذا سمح باستخدام الماريوانا الطبية في المدارس الحكومية، وقالت أماندا ريف عضو مجلس النواب عن الولاية وهي جمهورية في بيان "من أجل صحة وسلامة الطلاب في ولاية أريزونا فضلا عن توفير مئات الملايين من الدولارات فان هذا التشريع ضروري للغاية، واضافت "أطفالنا والطلاب البالغون أهم كثيرا من أن نعرضهم للخطر. أنا فخورة بأن أقول أننا تصرفنا بسرعة وحسم عندما واجهنا هذا القلق الواضح، وجرت الموافقة على القانون في المجلس التشريعي للولاية بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومن المتوقع أن يبدأ سريان القانون هذا الصيف ومن المتوقع أن يواجه طعنا قانونيا من قبل أنصار الماريوانا للاغراض الطبية. بحسب رويترز.

ووافق الناخبون في أريزونا على قانون لاستخدام الماريوانا الطبية بهامش ضئيل للغاية في عام 2010 والولاية واحدة بين 16 ولاية بالاضافة الى واشنطن العاصمة بها نوع من اباحة استخدام الماريوانا الطبية، وقالت ريف إن أكثر من 666 مليون دولار من الاموال الاتحادية قد تتعرض للخطر اذا سمحت أريزونا باستخدام الماريوانا الطبية في الجامعات. وقال ماثيو بنسون المتحدث باسم بروير حاكم أريزونا ان المخدرات "لا مكان لها في حرم الجامعة، وقال بنسون "الماريوانا تبقى مادة خاضعة للرقابة الاتحادية بغض النظر عما اذا كان يتم استخدامها كمادة طبية، وتأتي خطوة أريزونا مع سعي الحكومة الاتحادية في الاشهر الاخيرة لاغلاق متاجر الاعشاب الطبية والصوب الزراعية في ولاية كاليفورنيا وغيرها من الولايات الغربية في معظمها التي يرى محققون اتحاديون أنها تعمل كواجهات للاتجار بالمخدرات وكذلك تلك التي تقع بالقرب من المدارس و الحدائق العامة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/حزيران/2012 - 21/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م