اتحاد نفطي!

حسن الأنصاري

في الغرب، الانتعاش الاقتصادي يعتمد على سعر برميل النفط، وفي معظم الأحيان فإن حكومات وشعوب الدول الخليجية تدفع ثمن الصراعات السياسية حتى يتم تأمين وصول ناقلات بترولنا إلى الموانئ الغربية بأقل تكلفة.

 الدول الصناعية الكبرى G8 تسعى لوضع خطة استراتيجية تهدف لخفض سعر برميل النفط حوالي 40 دولارا وعلى أن يتراوح السعر ما بين 60 إلى 70 دولارا، حكومات دول الغرب تجتهد وتجاهد وتكافح في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال زيادة التبادل التجاري وخلق الفرص الاستثمارية لأن المسؤولية الملقاة على عاتقها هي المحافظة على المستوى المعيشي للأفراد، هذه هي المنافسة في الحياة.

 أما الكفاح لأجل التعبير عن حرية الرأي فقد انتهى أمره بالنسبة لهم منذ زمن طويل، والجهاد في سبيل الله حتى يسكن الشهيد الجنة فهي بالنسبة لهم قضية فردية لأن الغربيين أيضا مشغولون بالتنافس فيما بينهم لتحقيق الأفضل بينما حكوماتهم المشغولة بتحقيق سبل وأدوات العيش الكريم!

 هذه الدول تعتقد أن سعر 60 دولارا للبرميل مناسب لدول الأوبك لأن معظمها تبيع النفط فقط لانجاز المشاريع الاجتماعية وان سعر + 60 دولارا يعني بقاء تلك الحكومات في السلطة لمدة أطول! الدول الخليجية ولأكثر من ستين عاما تبيع النفط الخام على أنه مادة لتوليد الطاقة بينما في الغرب فهو عبارة عن مادة أساسية لمئات المصانع، فمثلا أجهزة الهواتف الذكية معظم مكوناتها من المنتجات النفطية وسعر أرخص جهاز في الأسواق المحلية لا يقل عن 600 دولار ولا أعلم عدد الأجهزة التي يتم إنتاجها من البرميل الواحد إلى جانب منتجات أخرى مثل الأنابيب ومعجون الأسنان وأحمر الشفاه والاطارات والعدسات اللاصقة اللينة ومواد طبية وقائمة طويلة من منتجات صناعية تراها حولك على الدوام ولا يمكن الاستغاء عنها.

حتى الآن حكومات الدول الخليجية لم تتبن سياسة نفطية إستراتيجية متحدة متكاملة لمصلحة شعوبها ولضمان استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولتأمين بقاء الحكومات في السلطة!

 أعتقد أن التفكير في هذا الاتجاه أفضل بكثير من تضييع الوقت والتفكير بانشاء اتحاد خليجي لا يرعى مصالح الشعب الخليجي ولا يحقق وحدة الصف.

www.aldaronline.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/آيار/2012 - 30/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م