اليوم العالمي لمجتمع المعلوماتية

متابعة: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: حين اطلقنا في العام 1999 موقع شبكة النبأ للمعلوماتية، اعتبرناه انجازا مستحيلا بالنسبة الينا، بسبب اقامتنا في سوريا، والموانع السياسية المتعددة التي كانت تحيط بالعراقيين.

كان الموقع عبارة عن رؤية صغيرة، ونافذة بحجم حلم بسيط، ان يسمع الاخرون صوتنا.

كل يوم كان بمثابة اكتشاف جديد، واعادة اكتشاف لما اكتشفناه سابقا، وكنا مبهورين به، نحن الان في واد، او ربما سفح اخضر من وديان وسفوح تلك القرية العالمية، نحن المتعودون على ارياف المدن وقرى العواصم العربية الغارقة بوحول الرقابة والطغيان والاستبداد.

حلمنا اصبح واقعا، اخذ يكبر يوما بعد اخر، وتعرفنا على الكثير مما كنا نسمع به من قبل الاخرين الذين سبقونا اشواطا طويلة وربما سنوات من الضوء او البرق، في مجتمعات لا تتنفس الا المعرفة المتواصلة في كل دقيقة من دقائق يومها.

ويبدو ان هناك اتفاقا واسعا على ان اتساع المعلومات وحضورها الشامل في صورها المتعددة، وهو سمة تميز المجتمعات المعاصرة. قد يفكر المرء هنا بنمو تقنيات الاعلام (الفيديو – البرق – التلفاز – القمر الصناعي) والاعلان (الحملات – الملصقات – الطلبات) والاخبار وخدمات الامتاع، ومن الافلام الرقمية الى العاب الحاسوب، والازياء والصور والاسلوب، ووظائف المعلومات المكثفة (التعليم والمحاسبة والتصميم) وتطوير انظمة التعليم في عموم ارجاء المعمورة.

تكمن المشكلة كما يرى لفيف من الباحثين في ان مصطلح المعلومات قد اتسع هنا اتساعا مفرطا، وصار يغطي مناطق عديدة جدا يدعى انها تشترك بسمة مشتركة.ومن المشكوك فيه انه يمكن النظر الى هذه الفعاليات بصورة مشروعة بهذه الطرق المتشاكلة. فالامتداد الاسنثنائي والاختلافات بين الاشياء التي جمعت بهذه الطريقة – من تزايد بروز المعلومات الاقتصادي، والاتساع الملحوظ للاعلام، وتوفير التعليم المتزايد للابتكارات التقنية في الحواسيب والاتصال، ربما لايتناسب مع هذه المقولة المفردة.

 حين نعود الى القرن الخامس عشر كانت المعلومات تشير الى تدوين او توصيل حدث او واقعة او موضوع يوضح المعنى الاولي للمعلومات وضعا متميزا في ميزان صاعد، ترتفع فيه الى الاعلى كلفة البيانات، وتنزل الى الاسفل المعرفة والحكمة. وهكذا قد تكون المعلومات تقريرا جديدا عن حدث ما او عن شخص ما او عن مكان ما.

مع نهاية القرن العشرين اصبحت المعلومات بادئة شعبية لعدد من المفاهيم التي تدعي انها تحدد السمات الجوهرية لنوع من المجتمع الجديد المنبثق. وهكذا اصبح انفجار المعلومات، واقتصاد المعلومات، وثورة المعلومات، وبالذات مجتمع المعلومات من الاوصاف الشائعة.

وقد اقرت الامم المتحدة يوم 17 مايو الذكرى السنوية لتوقيع الاتفاقية الدولية الأولى للبرق وإنشاء الاتحاد الدولي للاتصالات يوما عالميا لمجنكع المعلومات. ويجري الاحتفال سنوياً منذ عام 1969 باليوم العالمي للاتصالات الموافق ليوم تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات وتوقيع الاتفاقية الدولية الأولى للبرق في عام 1865. وأرسى الاحتفال بهذا اليوم مؤتمر المندوبين المفوضين في مالقة - طوريمولينوس في عام 1973.

والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بالإمكانيات التي من شأن استعمال الإنترنت وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) أن يوفرها لشتى المجتمعات والاقتصادات، وبالسبل المؤدية إلى سد الفجوة الرقمية.

في نوفمبر 2005، دعت القمة العالمية لمجتمع المعلومات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان 17 مايو يوماً عالمياً لمجتمع المعلومات من أجل التركيز على أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومجموعة القضايا المتعددة المتعلقة بمجتمع المعلومات والتي أثارتها القمة العالمية. ومن ثم، اعتمدت الجمعية العامة قراراً (A/RES/60/252) في مارس 2006 قررت فيه الاحتفال باليوم العالمي لمجتمع المعلومات في 17 مايو من كل عام.

في نوفمبر 2006، قرر مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد في أنطاليا، تركيا، الاحتفال بالمناسبتين معاً في يوم واحد وهو اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات في 17 مايو من كل عام. ويدعو المؤتمر في قراره 68 المحدَّث الدول الأعضاء وأعضاء القطاعات إلى الاحتفال سنوياً بهذا اليوم من خلال تنظيم برامج وطنية ملائمة ترمي إلى:

- الحث على البحث وتبادل الأفكار بشأن الموضوع الذي يعتمده المجلس

- إقامة الحوار بشأن مختلف جوانب هذا الموضوع مع جميع الشركاء المعنيين في المجتمع

- إعداد تقرير يبين ما جرى من مناقشات على الصعيد الوطني بشأن المسائل المتعلقة بهذا الموضوع وإرسال التقرير إلى الاتحاد وسائر أعضائه.

وقد انطلقت في جنيف يوم الخامس عشر من هذا الشهر أعمال مؤتمر القمة العالمية لمجتمع المعلومات، بمشاركة مائة وخمسين دولة ومنظمات المجتمع المدن.

المؤتمر سيقوم بعملية مراجعة فعالة لقياس التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف التي وضعها مؤتمر القمة العالمي للأمم المتحدة حول مجتمع المعلومات الذي انعقد في تونس عام 2005.

ويهف المؤتمر إلى تحديد الإستراتيجيات لمساعدة الدول والمنظمات على تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتسريع تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ويناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات تشمل التنمية الريفية والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن الإلكتروني والتنمية المستدامة والتعددية اللغوية والبيئة والتعليم والرعاية الصحية والابتكار.

وفي هذا السياق وجه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون كلمة ألقاها نيابة عنه مدير عام مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قسيم جومارت توكاييف قال فيها إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لها دور محوري في مساعدة البلدان والشعوب في التغلب على الفقر والجوع والمرض. ففي السنوات الأخيرة، كان هناك ثورة في الإبداع التكنولوجي، وأصبح بالإمكان استخدام الهواتف النقالة والتجارة الإلكترونية وغيرها. وأضاف: “كما كان هناك أيضا ثورة في الأرقام، فكل ستة أشخاص من أصل سبعة لديهم اشتراكات بالهواتف المحمولة تتسم بالإبداع والعمل، وهذا يمكننا من إحداث تغيير حتى في المناطق والمجتمعات التي يصعب الوصول إليها ونحن نحتفل بهذا التقدم. لكن لا يمكننا أن ننسى أن ثلثي سكان العالم ما زالوا لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت، وهو ما يستحقونه بالفعل. ففي عصر التصنيع، كانت الطرق والسكك الحديدية وشبكات البنية التحتية للطاقة تعتبر أساسية. وفي عصرنا هذا، عصر المعلومات، علينا أن نضيف إلى القائمة أهمية شبكة الإنترنت”.

وقد أشار الأمين العام في كلمته إلى أن المجتمع الدولي سيتكاتف في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ريو+20، وأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سوف تساهم في الدخول إلى عالم أكثر اخضرارا وختم كلمته قائلا: “احثكم على استخدام هذا المنتدى لإيجاد سبل أفضل للعالم لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لحماية الشعوب والكوكب وأن لا تقتصر مطالب التنمية إلا على الآمال فقط”.

مؤتمر القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2012 الذي يعتبر محفلاً دولياً يضم منظمات ومؤسسات تشترك في الفكر والهدف، يهدف إلى تقليص الفجوة الرقمية بين دول العالم، وذلك عبر إسناد عدد من المهام إلى الدول الأعضاء بهدف تطوير مؤسساتها والبنى التحتية الخاصة بها وتشريعاتها بما يقدم للأعضاء في نهاية المطاف الفرصة للمشاركة في مجتمع المعلومات.

يشار إلى أن مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات هو مبادرة من الأمم المتحدة لإيجاد علاقات متطورة بين أصحاب المصلحة المتعددين ويعمل كمنصة تهدف إلى تعزيز مجتمع المعلومات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

ويهدف المؤتمر أيضا إلى التوصل إلى رؤية مشتركة حول دور مجتمع المعلومات في العصر الحديث والالتزام بها كأحد عوامل التنمية بما في ذلك استخدام وتقاسم المعلومات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/آيار/2012 - 25/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م