إلى الزميل عبدالحسين السلطان

حسن الأنصاري

اليوم اكتملت صفحات تاريخية في الاعلام الكويتي بعد صدور الحكم القضائي ضدكم وأضاف شرفا وعزة وكرامة في سجل الصحافة الكويتية، ولا اعتراض على الحكم بل نحترمه ونجله. وإذا كنا نعيش في زمن انقلبت فيه موازين الحق، فعلينا ألا نميل إلى جهة الباطل مهما بلغ الأمر وإن كان الحكم قاسيا، وألا نستنشق إلا الهواء النقي وإن كانت الأجواء السياسية ملوثة بأنواع العنصرية والطائفية والفئوية.

وبعيدا عن الحكم القضائي الذي نرضى به فان تبرير ممارسة التعسف والظلم أصبح سمة لدى الطائفيين، وهؤلاء يعتقدون أن الأحرار يرهبهم ترويج الطائفية وقرع طبولها للفتك بالوحدة الوطنية وتمزيق المجتمع، ويعتقدون أنهم في درجات النقاء والصفاء وأنهم في الطبقات العلى ولا يحق للبقية الدنو منهم ويرفضون مبدأ المساواة، بل ويرفضون الدستور والنظام الديمقراطي.

ولكن إلى أين سوف ينتهي مثل هذا الرهان واستمرار السخط من ضغائنهم؟! الحق سلاح المؤمن ودرعه الواقي وأما من يصر على مراميه الباطلة فمصيره الزوال وإن كان مستندا الى قوة مستكبرة.

 ومن جاء يطلب ملء ركابه فضة أو ذهبا بعد أن اعتقد أنه وأد الحق، لم يكن إلا مثالا لمن يريد أن يحتذي الباطل ومثله اليوم كثيرون، حيث ان أشكال التدين السياسي تحاول أيضا اختراق الاجندات التقليدية الأصيلة بهدف عزل العاشق الليبرالي من الديمقراطية والوطني المغرم من وطنه!

 لكنهم في النهاية لن ينالوا إلا خيبة الأمل، لأن الأحرار في بلدي لن يقبلوا مرارة تعسفهم ومحاولات اغتيالهم للديمقراطية والحرية واحترام الرأي الآخر!

الأخ الزميل العزيز المهندس عبدالحسين السلطان، أدرك تماما أن موقفكم الحاسم لن يتغير وأنكم على العهد ماضون، وأدرك تماما أن الأحرار من أمثالكم لا يميلون إلا مع الحق، لكنك لست وحدك في هذا الطريق الذي لا يسلكه إلا من رمى بوجه الشيطان الأخرس كلمة الصدق والحق ويؤمن (أن الله لا يصلح عمل المفسدين) الذين تزينوا بلباس التدين وينشرون في أجهزة الحكومة أنفاس الطائفية، فاصبر على قضاء الله وقدره.

صبرا على شدة الأيام إن لها عقبى وما الصبر إلا عند ذي حسب

www.aldaronline.com

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/آيار/2012 - 25/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م