ديمقراطية فوضوية!

حسن الأنصاري

لأنك كويتي، عليك ألا تستغرب لو قلنا إننا بحاجة لمعجزات سماوية لتحسين الوضع الداخلي.. ولأنك كويتي، عليك أن تقبل بحالة توسع فجوة الاستقرار يوما بعد يوم لأننا لا نتأمل خيرا من السياسيين الذين وضعنا مسؤولية معالجة الأوضاع السيئة في أيديهم.

هذه الفوضى التدميرية التي تعصف بالبلاد نجحت في استهداف النظام الاجتماعي، بعد نشرها بذور الطائفية والقبلية بين أبناء الوطن، واخترقت النظام المالي بعد أن انتهكت السرية المصرفية، وعطلت التنمية بعد أن أعاقت النظام الاقتصادي وجمدت عقول الأبناء بعد أن وجهت النظام التعليمي نحو الجهل وقتلت روح الابداع والابتكار.

هذه الفوضى التدميرية اخترقت الأمن والغذاء والهواء والأسرة والمال، المنتشرة في كل مكان، أبشع من الديكتاتورية.. ولو أن الحكومات المستبدة التي انهارت لم تكن تنعم بنظام ديمقراطي، فإن هذه الديمقراطية التي تحاول أن تزيد هذه الثقوب اتساعا بدلا من ترميمها هي أيضا أبشع من الأنظمة الديكتاتورية.

 هذه الثقوب كانت وراء انهيار وسقوط تلك الحكومات وليس نوع نظام الحكم. ولا أستبعد انتقال المواطنين من حالة التذمر التي نعيشها اليوم إلى حالة الصراخ من شدة العذاب بعد أن تفلس الحكومة وتكتشف بعد فوات الأوان أن فوضى الديمقراطية التي «ابتلشنا» فيها هي التي أدت إلى سقوطها، وأنها كانت قادرة على ترميم تلك الثقوب بمفردها.

 وأما الذين يسعون لخلق الفوضى فلعلهم لا يدركون أن الانسان حين يفقد ضوابطه الأخلاقية وقوانينه ويخشى على عقيدته، حينها قد تحدث المعجزات.

ولأنك كويتي، فأنت تستطيع أن ترى وتشعر بمظاهر ونتائج هذه الفوضى أو تتخيلها! ولأنك كويتي، عليك ألا تفقد الأمل وإن رفعت يديك إلى السماء مع الأمهات والآباء الصالحين بالدعاء «أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء»!

www.aldaronline.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/آيار/2012 - 17/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م