السعودية وتصدير الفتنة

علاء الخطيب

أتقن آل سعود صناعة الفتنة والكراهية الى جانب تأسيس قنوات العهر العربية، ومن اجل الارتقاء بهذه الصناعة طوَّر خبراء الكراهية طرق تمزيق المجتمع العربي والإسلامي باستخدام الطائفية والمذهبية وخصصت السعودية رجال مبدعون شغلهم الشاغل هو نبش التاريخ والتركيز على المتناقضات، وقد حددت شروط لكبير خبراء الكراهية والفتنة وهو فقدان البصر والبصيرة، فلأكثر من سبعين سنة ورئيس هيئة كبار العلماء والقضاة أعمى!! ابتداء من الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ الذي احتل منصب قاضي قضاة نجد وامام المسجد الكبير وامام العيدين منذ عام 1931 م ثم أصبح مفتي المملكة منذ عام 1948م، والشيخ عبدالله بن حميد قاضي القضاة ورئيس المجلس الاعلى للقضاء حتى وفاته عام 1983م، والشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء والمفتي الاكبر حتى وفاته عام 2000م، الى عبد العزيز آل الشيخ وهو المبدع الأخير في سلسلة الهيئة المبدعة للكراهية وصناعة الحقد والمفتي الاكبر حاليا، ولا أدري هل اختيار العميان حكمة سعودية أم هو شرط في تولي المنصب فرضته مصالح العائلة الحاكمة؟.

 مجموعة العميان هؤلاء بدأوا يوزعون الكفر والايمان على المسلمين ويدخلون الجنة من يشاؤون ويلقون بالنار منْ يريدون(جنتهم ونارهم بالطبع) لأنهم نواب لرب العزة والجلالة كما يعتقدون!!!.

 فاقدو البصر والبصيرة هؤلاء يفتون بناءاً على حاسة الأذن، وانا أقسم دونهم، فهم لم يشاهدوا أي حدث ولم يقرؤوا أي رواية ومع ذلك تأتي فتاواهم كفلق الصبح !!!، وكثير من الفتاوى تأتيهم عن طريق المنامات، عندما يأكلون المندي أو المظبي مع الرز البخاري وبلا شك أنها أكلة تفتح شهية النفس للمنامات المقدسة والفتاوى البائسة.

الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، واحد من هؤلاء الذين وضعوا قواعد للتكفير والايمان. وهو يفتي بجهل الكبيسي وضلاله ويتهمه بأنه كان باطنياً.

فتاوى الكفر والإيمان هي السوط الذي يجلد به المرتدون عن عقيدتهم، فكل من لا يقبل معاوية كافر ومرتد، وكأن الإسلام هو معاوية وأبيه وامه وبنيه والسر المستودع فيه، فبعد الدكتور عدنان ابراهيم والعلامة الدكتور الشيخ البوطي والشيخ الحسون مفتي سوريا جاء دور الشيخ احمد الكبيسي ليوصف بالضال المضل وينضم الى قافلة المرتدين عن الوهابية فالف الف مبروك للشيخ الكبيسي على هذا اللقب الذي أدخله خانة التنوير.

 ولا ينسى أن الراعي الحصري لهذه الفتاوى حكومة خادم الحرمين، بماركة مسجلة ومحمية لدى دوائر الخبرة العالمية وحسب الطلب، لأن الملف الطائفي يوضع بشكل مستمر على الرف في غرفة الاستقبال يتناوله الحكام حينما يداهمهم خطر الإزالة، يساعدهم على ذلك غياب العقلانية والتفكر.

وعندما تغيَّب العقلانية فأن الكراهية تستعيد قوتها وتكون مستعدة للإنتاج، وهذا ما حصل ويحصل في عالمنا العربي والإسلامي، يحاول حكام السعودية أن يتفننوا في صناعة الفتنة وتصديرها خصوصاً بعد التطور الهائل في وسائل الإنتاج والاتصال والتكنولوجيا.

كل ذلك من أجل ان يبعدوا خطر الثورات والصحوات العربية عنهم بأشغال الناس والدول بالمشاكل الطائفية، لقد قامت السعودية بدفع عطايا سخية وكبيرة للمتطرفين في مصر فقد ذكرت الغارديان البريطانية ان السعودية دفعت 60 مليون دولار لحزب النور السلفي فيما أجزلت العطاء للرئيس علي عبد الله صالح من اجل تطبيق خطتها في اليمن وهي التي ضغطت على الولايات المتحدة لاستقبال صالح.

 ولم يتوقف مارد الكراهية السعودي عند اليمن بل تحرك نحو تسليح ودعم المعارضة السورية بالمال والسلاح على خلفية الفشل الذي منيت به في لبنان بعد الملايين المدفوعة لحلفائها الخائبين، كما حاولت ان تتمدد الى الأهواز والمناطق العربية في الجنوب الإيراني بنفس الوقت الذي قمعت فيه المواطنين السعوديين في المنطقة الشرقية والرياض وطالبات جامعة الملك خالد، وهي تغض الطرف عن القتل الإسرائيلي للفلسطينيين، وترسل قواتها لقمع الشعب البحريني المطالب بالحرية والعدالة. وتبذخ بذخاً كبيراً لدعم قنوات الحقد والكراهية والفتنة وقنوات العهر والسفالة في آن واحد.

هذه الازدواجية التي تعاملت بها السعودية وفسيفساء الدعم والقمع يظهر لنا ان السعودية وحكامها عبارة عن شركة متضخمة لصناعة الكراهية والفتنة من اجل إبعاد الخطر عن تسلطها على ثروة النفط الهائلة التي تتمتع بها أرض نجد والحجاز.

 فلا يتم ذلك إلا بإدخال فايروس الطائفية الى جسد العالم الاسلامي والعربي، وقد نجحت الى حدٍ في سوريا واليمن والبحرين، مع تغيير بسيط في سيناريو الصراع في مصر إذا استبدل الشيعة بالاقباط، ولربما يستبدل الطوارق بالاقباط في ليبيا.

كل هذه الأحداث جرت وتجري والشارع العربي مع الأسف لم يتنبه لما يحاك له بعد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/نيسان/2012 - 1/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م