تكنولوجيا المستقبل... بين الابداع والسرقة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ما كان بالأمس لا يعدوا كونه مجرد خيالاً علمياً سطره خيال جامح في حكاية او قصة او فلم، تحول، اليوم، الى حقيقة علمية عرفت طريقها الى ايادي مستخدميها بفضل ما قدمته الشركات التكنولوجية من ابتكارات واختراعات تقنية مذهلة والتي اكدت بدورها ان الطريق ما زال مفتوحاً للمزيد من الاكتشافات والابداع.

لكن –وكما هو ملاحظ- في الآونة الاخير اصبح الامر لا يقتصر على الابداع والتنافس المعتدل بين الشركات التكنولوجية العملاقة، بل برزت الى جانب ذلك العديد من الدعاوى والمحاكم والاتهامات بسرقة براءات الاختراع والمعلومات التكنولوجية والتجسس والتقليد وغيره، وقد اشار الخبراء الى ان هذا الامر مقلق للغاية وان استمرار الامر على هذا المنوال ينبأ بمسارات غير محمودة.

وقد ساهم هذا الخلاف بتصاعد وتيرة العداء بين هذه الشركات الامر الذي قد يصعب من التعاون البناء فيما بينها مستقبل، وكما هو الحال بين شركتي ابل وسامسونج وخلافهما المشهور حول الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية، اضافة الى الخلافات القائمة بين المواقع الاجتماعية ومحركات البحث العالمية من امثال ياهو وغوغل وفيسبوك، والتي ما زالت العديد من قضاياها لم تحسم بعد فيما سويت بعضها بطريقة او اخرى.    

"ياهو" تتهم "فيسبوك"

فقد أقامت شركة "ياهو!" دعوى قضائية على خدمة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في كاليفورنيا متهمة الموقع العملاق بانتهاك 10 براءات تمتلكها هذه الشركة الريادية على الانترنت، وقد اتهمت شركة "ياهو!" في مستند قضائي يقع في 19 صفحة تقدمت به إلى محكمة منطقة شمال كاليفورنيا، موقع "فيسبوك" بانتهاك براءاتها في ميادين عدة منها الإعلانات والخصوصية وتوجيه الرسائل، وقد طلبت شركة "ياهو!" التي تتخذ من مدينة ساني فايل في ولاية كاليفورنيا مقرا لها محكمة سان خوسيه أن تأمر "فيسبوك" التوقف عن التعدي على البراءات وأن تقيم الاضرار الناجمة عن هذه الانتهاكات، وذكرت الشركة في بيان "أن +ياهو!+ قد استثمرت موارد طائلة في البحث والتطوير على مر السنين وقد أثمر هذا الاستثمار عن براءات اختراع متعددة في مجال التكنولوجيا تم ترخيصها لشركات أخرى"، وتابعت "تعتبر هذه التكنولوجيات أساس أعمالنا التي تستقطب كل شهر 700 مليون زائر وتشكل جوهر الابتكار الذي هو في صميم الشركة"، وأضافت "للأسف، لم نتوصل بعد إلى حل مع (فيسبوك) وما من خيارنا أمامنا إلا اللجوء إلى المحكمة الفدرالية، ونحن على ثقة اننا سنكسب". بحسب فرانس برس.

وتأتي هذه الدعوى القضائية بعد خمسة أسابيع من تقديم "فيسبوك" ملفها لطرح اسهمها في بورصة وول ستريت بقيمة 100 مليار دولار، حسب التقديرات، وتعتبر الدعاوى القضائية بشأن البراءات جد شائعة في أوساط مصنعي الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية بحيث أن دعاوى قضائية معقدة تطال أشهر العلامات في هذا المجال، غير أنه من النادر رفع دعوى من هذا القبيل في أوساط شركات الإعلام الاجتماعي، وقد أعرب موقع "فيسبوك" الذي استحدث في العام 2004 أي بعد عقد على إنشاء شركة "ياهو!"، عن خيبة أمله بهذه الخطوة التي قامت بها "ياهو!"، وقالت إحدى الناطقات باسم الموقع "خاب أملنا بـ(ياهو!) التي قررت اللجوء إلى القضاء، علما أننا نتعاون معها منذ فترة طويلة وهي قد استفادت إلى حد كبير من هذه الشراكة"، وأضافت "مرة أخرى علمنا بقرار (ياهو!) في الوقت عينه الذي عمم فيه على وسائل الإعلام، وسوف ندافع عن أنفسنا بقوة في وجه هذه التدابير المحيرة"، وتتهم "ياهو!" "فيسبوك" بالاستفادة إلى حد كبير من تكنولوجياتها المشمولة ببراءات في إطار نمو الموقع الذي بات لديه أكثر من 850 مليون مستخدم.

وأكدت الشركة أن "غالبية التكنولوجيات التي يستخدمها (فيسبوك)" هي ملك (ياهو!) التي لها حق الأسبقية فيها والتي حصلت من مكتب البراءات في الولايات المتحدة على براءات لحمايته"، وأوضحت أن براءاتها "تشتمل على ابتكارات متقدمة في المنتجات الإلكترونية بما فيها إرسال الرسائل واستجماع الأخبار والإدلاء بالتعليقات والإعلانات ومنع عمليات الاحتيال والتحكم بالخصوصية"، ولخصت الشركة المشكلة على النحو الآتي "يستند نموذج الشبكة الاجتماعية الذي يعتمده (فيسبوك) والذي يسمح باستحداث صفحات شخصية والتواصل مع الأفراد والشركات مثلا بالكامل إلى تكنولوجيات التواصل الاجتماعي التي شملتها (ياهو!) ببراءات"، وأوضحت على سبيل المثال أن وظيفة استجماع الأخبار الشهيرة التي يلجأ إليها "فيسبوك" هي "مثال واضح على انتهاك الموقع لنماذج (ياهو!) الترويجية المشمولة ببراءات"، ويشار إلى أن شركة "ياهو!" التي كانت تضطلع في ما مضى بدور ريادي في عالم الانترنت قد واجهت صعوبات خلال الأعوام الأخيرة في تعزيز مكانتها على شبكة الانترنت والازدهار وجني الأرباح، ومنذ بداية كانون الأول/يناير، تولى سكوت تومسون الذي كان يترأس شركة "بايبال" لتحويل الاموال، إدارة الشركة ووعد باتخاذ تدابير طارئة لقلب المعادلة، وقد تولى سكوت تومسون هذا المنصب بعد مشاكل كثيرة طالت إدارة الشركة ودفعتها إلى التفكير في احتمال بيع أصول قيمة إلى الصين واليابان، وبعد أسبوعين على تعيين سكوت تومسون في منصبه، استقال جيري يانغ أحد مؤسسي الشركة والمدير التنفيذي السابق من مجلس الإدارة.

"فيسبوك" تشتري البراءات

في سياق متصل أعلن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه اشترى براءات من شركة "آي بي ام"، رافضا كشف أي تفاصيل عن هذه الصفقة، وقال أحد الناطقين باسم "فيسبوك" "أتممنا عملية شراء لكن ما من تفاصيل نعممها"، ولم تدل شركة "آي بي ام" بدورها بأي تعليق، ويأتي الإعلان عن هذه الصفقة بعد حوالى عشرة أيام من تقدم البوابة الإلكترونية "ياهو!" بشكوى ضد "فيسبوك"، متهمة موقع التواصل الاجتماعي بالتعدي على براءاتها، ولا سيما في ما يخص الإعلانات وحماية الخصوصية والرسائل، وقد أشارت "ياهو!" إلى أن "فيسبوك" الذي طرح أسهمه في البورصة بقيمة قد تتراوح بين 75 و 100 مليار دولار، يستخدم عشر براءات من دون إذنه، وكان موقع التواصل الاجتماعي قد وعد في 12 آذار/مارس بالدفاع عن نفسه "بقوة في وجه هذه التدابير المحيرة"، وقد قدرت وكالة الأنباء "بلومبرغ" عدد البراءات التي اشتراها "فيسبوك" من "آي بي ام" ب750 براءة تتعلق في الدرجة الأولى بطريقة عمل الشبكة، وقد باعت شركة "آي بي ام" خلال الأشهر الأخيرة آلاف البراءات لشركة "غوغل" العملاقة التي تسعى، تماما مثل "فيسبوك"، إلى تعزيز ملكيتها الفكرية بهدف تفادي المشاكل في هذا المجال. بحسب فرانس برس.

"ويندوز 8" لاستعادة المكانة

فيما كشف العملاق الأميركي "مايكروسوفت" مؤخراً عن نظامه التشغيلي الجديد "ويندوز 8" في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في برشلونة، على أمل استعادة مكانته بوجود خصمين قويين هما "آبل" و"غوغل"، وتعتبر الأنظمة التشغيلية عنصرا أساسيا في الهواتف الذكية لأنها تسمح لها بأن تكون هواتف ذكية يستطيع مستخدموها تصفح الانترنت والنفاذ إلى مجموعة واسعة من التطبيقات، ويتزامن إطلاق النسخة التجريبية من "ويندوز 8" التي تلي "ويندوز 7" الذي أطلق في تشرين الأول/اكتوبر 2010 مع افتتاح متجر إلكتروني للتطبيقات المصممة خصيصا لهذا النظام الذي يطمح في منافسة "أندرويد" من "غوغل" و"آي أو أس" من "آبل" على الأجهزة اللوحية الرقمية وأجهزة الكمبيوتر، وتعتبر شركة "مايكروسوفت" شركة عملاقة في مجال المعلوماتية تبيع أكثر من 500 مليون جهاز كمبيوتر في العالم لكن دخولها عالم الهواتف الذكية قبل سنتين لم يكن موفق، وقد عقدت "مايكروسوفت" شراكة مع "نوكيا" سنة 2011 لكنها لم تحقق بعد أي نجاح يذكر، وبالتالي، تشكل النسخة الجديدة من نظامها التشغيلي تحديا كبيرا، ولا سيما بوجود برنامج "موتزيلا" من "فايرفوكس" الذي يسمح بتصفح الانترنت مجانا ويعتبر بديلا لبرنامج "انترنت اكسبلورر"، وتسعى "مايكروسوفت" من خلال نظامها التشغيلي الجديد إلى "إقناع جماعات من مطورين (التطبيقات) باستعمال (ويندوز) كالمنصة الثالثة التي طال انتظارها". بحسب فرانس برس.

رقم قياسي

الى ذلك كشفت دراسة عن ان معدل تحميل برامج التطبيقات "apps" قد فاق المليار خلال اسبوع واحد لاول مرة، وقالت محللو شركة فلوري ان 1.2 مليار تطبيق برامجي تم تحميله خلال الاسبوع الاخير من شهر ديسمبر/كانون الاول، ويعزى انتعاش تحميل التطبيقات في هذه الفترة الى ان كثير من المستخدمين قد تسلموا اجهزة جديدة خلال اعياد الميلاد كما قدمت الشركات تخفيضات في اسعار بيع تطبيقاتها خلال تلك العطلة، وتم في الولايات المتحدة الامريكية نصف هذه التحميلات تقريبا تلتها الصين والمملكة المتحدة، وتفوقت المملكة المتحدة بنسبة 81 مليون تحميل بسهولة على كندا (41 مليونا) والمانيا (40 مليونا) وفرنسا (40 مليونا)، واحتلت المرتبة الثالثة بعد الصين التي سجلت 99 مليون تحميل، بينما كانت حصة الولايات المتحدة 509 مليون تحميل، وتعتقد شركة فلوري ان مستوى نشاط التحميل هذا سيكون معيارا اكثر شيوعا في المستقبل اذ تتوقع الشركة في عام 2012 ان "يصبح تجاوز حاجز المليار تحميل في الاسبوع اكثر شيوعا"، حسبما افادت الشركة في مدونتها على الانترنت، وتضيف الشركة "بينما تواصل تطبيقات برامج تشغيل iso لشركة ابل والاندرويد لشركة غوغل تحقيق نمو مدهش ما زال السوق في كل المعايير ناشئا نسبيا"، وتمثل فترة اعياد الميلاد فترة ازدهار لصانعي الاجهزة الالكترونية اذ تقدر شركة فلوري نحو سبعة ملايين جهاز اندرويد وآيفون تم تفعيلها في يوم عيد الميلاد، ولم تكشف شركة أبل عن مثل هذه الارقام، الا ان غوغل اكدت ان اكثر من 3.7 مليون جهاز يعمل بنظام اندرويد تم تفعيلها في عطلة نهاية الاسبوع في اعياد الميلاد.

غوغل وفيسبوك أكثر المواقع تصفحا

من جهته تصدر محرك البحث على الإنترنت غوغل قائمة المواقع الأكثر تصفحا في عام 2011 في الولايات المتحدة الأمريكية، وتلا غوغل في الصدارة موقع التواصل الاجتماعي فسيبوك، ويقول الباحثون في شركة Comscore إن أكثر من 153 مليون متصفح كانوا يزورون المواقع الرسمية التابعة لغوغل شهريا، وإن فيسبوك اجتذب ما يقارب 138 مليون متصفح شهري، وقبع في المرتبة الثالثة موقع ياهو، إذ كان يزوره شهريا نحو 130 مليون متصفح، لكن المحللين يحذرون من تلك النتيجة بالنسبة لياهو، إذا استمر صغار الشباب في العزوف عن استخدام البريد الإلكتروني المعتمد على الإنترنت، مثل بريد ياهو، الدراسة التي قامت عليها الإحصاءات السابقة اعتمدت على 200 ألف متصفح خلال الفترة بين شهري يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، وقد تضمنت الدراسة استخدام المتصفحين لأجهزة الكمبيوتر في البيت أو مكاتب العمل، وعلى الرغم من تقدم غوغل على فيسبوك، فإن غوغل بلس –موقع التواصل الاجتماعي الخاص بغوغل- أتى في مرتبة تالية لفسيبوك في قائمة الشبكات الاجتماعية.

وكان موقع يوتيوب التابع لغوغل أيضا أول مواقع تصفح مقاطع الفيديو على الإنترنت التي يستخدمها المتصفحون، متقدما بذلك على موقع فيفو لفيديوهات الموسيقى، وتفيد الدراسة أن المتصفحين من الأطفال في الولايات المتحدة في سن 12 إلى 17 عاما يقضون وقتا أقل بنسبة 30% في استخدام البريد الإلكتروني المعتمد على الإنترنت، وذلك خلال عام بدأ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2010 وانتهى في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، أما اليافعون في سن 18 إلى 24 فيقضون وقتا أقل بنسبة 21%، يليهم الشباب في سن 25 إلى 34 بنسبة 20%.لكن كبار السن يقضون وقتا أطول في استخدام البريد الإلكتروني المعتمد على الإنترنت، ويقول محللو الإنترنت إن تلك الإحصاءات تثير القلق، ويقول إيان موود –المحلل بشركة Enders Analysis- "إن مشكلة ياهو الأساسية هي أن الناس أخذوا في الابتعاد عن البحث عن كل شيء يريدونه، وأصبحوا يهتمون بما هو أفضل"، ويضيف موود "إنهم وجدوا في فيسبوك أفضل الشبكات الاجتماعية، وفي غوغل أفضل محركات البحث على الإنترنت"، ويقول موود "إن البريد الإلكتروني هو واجهة موقع ياهو، وإذا عزف الناس عن مثل تلك الخدمة –كما تشير الإحصاءات- فسيكون لهذا تأثير ملحوظ على ياهو، وسيواجهون مشكلة كبيرة".

المتصفح رقم واحد

بدورها نجحت غوغل مؤخراً في رفع مرتبة متصفح الإنترنت "كروم"، الذي تمتلكه، إلى المرتبة الثانية بين برامج تصفح الإنترنت، متجاوزا بذلك برنامج فايرفوكس، واليوم، تسود التوقعات بأن "كروم" قد ينجح في القريب العاجل في إزاحة "انترنت اكسبلورر" عن رأس القائمة، ليصبح المتصفح رقم واحد للإنترنت، ووفقا لشركة "ستيتكاونتر"، المتخصصة في تحليل بيانات الشبكة، استأثر "كروم" بـ27 في المائة من حصة استخدام شبكة الإنترنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مقارنة بـ"اكسبلورر" الذي استحوذ على 37 في المائة من السوق، وهو هبوط بمعدل 2 في المائة مقارنة بالشهر الذي سبقه، أما فايرفوكس، فقد حل في المرتبة الثالثة بنسبة 25 في المائة، ومنذ إطلاقه، كانت معظم ردود الأفعال بشأنه إيجابية، فقد كتب موقع PCMag حول كروم: "أداء سريع وفعال، كما أنه يتمتع بمميزات أمنية كثيرة، إضافة إلى سرعة تحميل المواقع الإلكترونية وغيرها"، ويرى المحلل ديفيد ميتشل سميث أن "كروم" يستمد قوته من كونه منتجا قويا، ويضيف: "الناس يستخدمونه لأنه متصفح سريع، كما أن غوغل أنفقت الكثير للترويج له، وهو ما زاد من وعي المستخدمين بمميزاته". بحسب سي ان ان.

ويقول سميث إن المستخدم اليوم لديه الكثير من الخيارات بشأن برامج تصفح الإنترنت، فلسنوات، كان انترنت اكسبلورر هو المستحوذ الأكبر على السوق، لكونه جزءا مجانيا من جهاز الويندوز، ويأتي نجاح "كروم" ضمن مساعي غوغل لتوسيع أدائها خارج محرك البحث الشهير، وأنظمة تشغيل الهواتف (أندرويد)، ومواقع التواصل الاجتماعي (غوغل بلص)، وفي الوقت ذاته، تخوض غوغل منافسة شرسة مع مايكروسوفت، التي حاولت في عام 2009 منافسة محرك البحث غوغل، عبر إطلاق مرحك "بينغ"، الذي، ووفقا لخبراء، لم يتمكن من منافسة غوغل بحصوله على 15 في المائة من حصة السوق، مقارنة بغوغل ، الذي حصل على 61 في المائة.

الافلات من غرامة ضخمة

من جهة اخرى قالت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إن شركة "آي بي إم" الأمريكية للحوسبة، بذلت ما يكفي للافلات من غرامة أوروبية ضخمة في مجال مكافحة الاحتكار، وذلك بعد أن أغلقت تحقيقاً استمر لمدة خمسة عشر شهر، وكانت المفوضية الأوروبية بدأت تحقيقها في يوليو من عام 2010، بعد الاشتباه في أن الشركة تمنع الشركات الأخرى من تقديم خدمات صيانة لأجهزتها الكمبيوترية العملاقة عبر تقييد حصولهم على قطع غيار ومعلومات فنية، لكن منذ ذلك الحين، تعهدت "آي بي إم"، بتوفير هذين الأمرين "بشكل سريع وبأسعار معقولة تجارياً وبشروط غير تمييزية" وفقاً لما قالته المفوضية في بيان، وأضافت المفوضية أنه طالما أنها تواصل العمل بالتعهد الملزم قانوناً للسنوات الخمس القادمة، ستنجو "آي بي إم" من غرامات كانت ستصل إلى 10% من إجمالي مبيعاته، وتتولى المفوضية مهمة تطبيق قواعد المنافسة للاتحاد الأوروبي، التي تنص على عدم السماح لأي شركة تهيمن على سوق معينة أن تستغل قوتها في إغلاق شركات منافسة، وكانت المفوضية أغلقت في سبتمبر، ملفاً آخر يتعلق بالشركة الأمريكية والذي كانت فتحت تحقيقاً بشأنه في وليو عام 2010، حيث كانت الشركة متهمة بإغلاق شركات منافسة تقدم برامج مخصصة لأجهزة كمبيوتر "آي بي إم" العملاقة، وتستخدم أجهزة الكمبيوتر العملاقة من جانب الشركات الضخمة والمؤسسات العامة لتخزين ومعالجة معلومات الأعمال المهمة. بحسب وكالة الانباء الالمانية؟

مصنع للرقائق في الصين

على صعيد مختلف استطاعت شركة "سامسونج إليكترونكس" الحصول على موافقة حكومية لخططها الرامية إلى إنشاء مصنع لرقائق الذاكرة في الصين، وقالت وزارة المعرفة والإقتصاد الكورية التي أعطت الموافقة أنها ستوفر استشارات أمنية بشكل منتظم لضمان حماية أي تسريبات للقدرات التكنولوجية الكورية إلى الخارج، وكانت سامسونج وهي أكبر شركة عالمية في مجال تصنيع الرقائق تسعى إلى الدخول إلى الأسواق الصينية الأسرع نموا على مستوى العالم، وسيقوم المصنع الجديد بانتاج الرقائق المستخدمة في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي "تابليت" و مشغلات "إم بي ثري"، ويقول المحللون إنه بالرغم من وجود مخاوف حقيقية من تسرب التكنولوجيا الكورية الحساسة، إلا أن مجال تصنيع الرقائق يعد عملا دقيق التخصص وأن التجسس فيه ليس بهذه السهولة، وقال تيم تشارلوت من مجموعة تشارلوت للإعلام "تحتاج هذه الخطط إلى استثمارات بالعديد من المليارات، لذلك فالأمر ليس بهذه السهولة أن يقوم شخص بسرقة تصميم أحد الرقائق وعمل نسخة منها". بحسب بي بي سي.

وسينتج مصنع سامسونج رقائق ذاكرة فلاش من نوع "ناد"، ووفقا لشركة "جارتنر" للتحليل، من المتوقع أن تصبح قيمة الصناعة العالمية لشرائح "ناد" بما يعادل 29 مليار دولار (18.5 مليار جنيه استرليني) هذا العام، ومن المتوقع أيضا أن يأتي الجزء الأكبر من هذا النمو من الصين وحدها، حيث أدى التوسع الإقتصادي والقوة الإنفاقية الكبيرة للمستهلك إلى الزيادة في الطلب على هذه المنتجات ذات التقنية العالية، وتقول شركة "جارتنر" للتحليل إن الصين التي تعد ثاني أكبر قوة إقتصادية في العالم من المتوقع أن تكون مسؤولة عن 55% من مبيعات الرقائق العالمية بحلول عام 2015، وقال تشارلتون إن الصين هي أكبر مُصَنِع ومستهلك للمنتجات الإلكترونية في العالم، وأضاف: "وعندما تضع هاذين العنصرين معا، تجد أن سامسونج تدرك أنها ينبغي أن تقوم بصناعة الرقائق الخاصة بها بأقرب مكان ممكن من المستهلك الأخير".

افلاس "كوداك"

من جانبها وفي كل يوم يبدو المستقبل قاتما أكثر فأكثر بالنسبة إلى شركة "كوداك" الرائدة في عالم التصوير الفوتوغرافي والتي شكلت في ما مضى أبرز رموز الرأسمالية الأميركية، فهي باتت اليوم على شفير الإفلاس، والشركة التي مضى على تأسيسها أكثر من 100 عام والتي تتخذ من روتشستر في شمال ولاية نيويورك مقرا لها، تتدهور أكثر فأكثر بعد ان فاتها قطار التكنولوجيا الرقمية في بداية الألفية، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "إيستمان كوداك" التي ما زالت تستخدم 19 ألف موظف، تستعد لطلب الحماية بموجب الفصل 11 من القانون الأميركي الخاص بالإفلاس بحلول بداية شباط/فبراير، الأمر الذي عجل وتيرة انهيار أسهمها في البورصة، وبعد انخفاض اول بنسبة 30% ، ثم انخفض السهم بنسبة 6،15% ليصل إلى 44 سنت، ومن ثم باتت قيمة الشركة تقدر بأقل من 120 مليون دولار مقابل أكثر من 30 مليار عندما سحبت من مؤشر "داو جونز" المرموق في العام 2004، بعد أن ظلت لأكثر من 70 عاما من بين أبرز 30 شركة مرجعية أميركية. بحسب فرانس برس.

ويهدد مشغل بورصة نيويورك بطرد شركة "كوداك" من "وول ستريت"، وهو كان قد منحها ستة أشهر لإنعاش سعر سهمه، لكنها قد تخرج من البورصة من تلقاء نفسها في حال أعلنت إفلاسها مبكر، ويقول غريغوري فولوخين المسؤول عن قسم الأسهم في الشركة الاستشارية المتخصصة في الاسواق المالية "ميسشيرت كابيتال ماركيتس"، انها "حالة مأساوية فعل، هي حالة شركة تعذر عليها الالتحاق بركب التكنولوجيا عندما كان ذلك بمقدورها"، وكانت شركة "كوداك" قد أطلقت في العام 1975 ما تعتبره أول آلة تصوير رقمية، لكن عندما بلغ العصر الرقمي ذروته، تراجع مصنع أشرطة "كوداكروم" الشهيرة في وجه منافسيه خصوصا الآسيويين، وهذه ليست المرة الأولى التي تذكر الصحافة احتمال إعلان الإفلاس، لكن، عندما انتشر الأمر في نهاية أيلول/سبتمبر أكدت الشركة أن هذا الاحتمال جد بعيد وهي قد لجأت إلى خدمات مكتب المحاماة "جونز ديي" ليرشدها في إعادة هيكلة محتملة، أما هذه المرة فقد اكتفت الشركة بالتصريح في صحيفة "وول ستريت جورنال" أنها لن تعلق على "إشاعات السوق او المضاربات".

لم تحقق الشركة أي أرباح منذ العام 2008، فباتت بحاجة إلى سيولة، وهي كانت قد أوضحت خلال الأشهر الأخيرة انها تعول على بيع محفظتها التي تضم أكثر من ألف براءة اختراع، ويشرح غريغوري فولوخين قائلاُ: "عندما يكون البائع يائسا يفضل المشتري التريث، لانه يعلم ان الأسعار ستنخفض اكثر عندما تعلن الشركة إفلاسها"، ونقلا عن مصادر ملمة بالقضية، تأخذ صحيفة "وول ستريت جورنال" بفرضية أن الشركة ما زالت تحاول بيع ملكيتها الفكرية، لكن بسبب عجزها عن ذلك في الوقت الحاضر، فهي قد تختار إتمام هذه العملية تحت إشراف محكمة متخصصة بحالات الإفلاس مما سيسمح لها أيضا بالتخلص من جزء من ديونه، وقد خفضت مؤخراً وكالة التصنيف الائتماني "موديز" علامة ملاءة الشركة إلى درجة تعكس خطر التعسر عن الإيفاء بالدين، وقد اعتبرت ان "احتمال الإفلاس سيؤثر سلبا على قدرة (كوداك) على بيع براءاتها الرقمية"، وباختصار، وضع الشركة على المحك. وعندما "تبدأ شركة ما ببيع ملكيتها الفكرية، فهذا يعني أن النهاية قريبة"، بحسب ما جاء في صحيفة "وول ستريت جورنال".

راتب بـ26 مليون دولار

من جانب اخر يستعد الرئيس التنفيذي الجديد لشركة ياهو لاستلام مهامه الصعبة على رأس الشركة المتعثرة، لكن صعوبة العمل تلك يقابلها مكافأة ضخمة، إذ سيحصل الرجل على راتب سنوي بنحو 26 مليون دولار يشمل مكافآت ومنحة أسهم، واختير سكوت طومسون، الرئيس السابق لشركة "باي بال،" ليكون الرئيس التنفيذي لشركة ياهو، وسوف يبدأ عمله رسميا يوم 9 يناير/كانون ثاني، وسيحاول تومسون إجراء التحول الذي وعدت به ولم تنفذه رئيسة شركة ياهو السابقة كارول بارتز، والتي أقيلت من منصبها عبر الهاتف في سبتمبر/أيلول، ووفقا للعقد المبرم مع الشركة، سوف يتلقى تومسون راتبا أساسيا قدره مليون دولار لعام 2012، كما سيحصل على مكافآت بمبلغ لا يقل عن مليون دولار، يمكن أن يرتفع ليصبح مليوني دولار إذا حقق أهداف الأداء المختلفة، والعقد، الذي لا يلزم تومسون بعدد محدد من السنوات، نص أيضا على منحه أسهم مربحة، إذ سيحصل على منحة هذا العام تبلغ قيمتها 11 مليون دولار، بالإضافة إلى مبلغ إضافي مقداره 5 ملايين دولار منحة بداية التوظيف، ولكن هذا ليس كل شيء، إذ سيتعين على ياهو تعويض تومسون عن المكافآت التي كان سيحصل عليها من شركته القديمة "باي بال،" وسوف يحصل على مكافأة نقدية قدرها 1.5 مليون دولار، بالإضافة إلى منحة من الأسهم المقيدة بقيمة 6.5 مليون دولار، وقد تم الكشف عن راتب ومكافآت تومسون في توضيح بعثت به الشركة إلى السلطة التنظيمية. بحسب سي ان ان.

"تيسوس" أفضل من "غوغل"

فيما قال علماء في ألمانيا، إن برنامج «تيسوس» العلمي لخدمات الإنترنت الذي انطلق قبل خمس سنوات، وتكلف 200 مليون يورو، توصل إلى نتائج طيبة، وذكر وكيل وزارة الاقتصاد في ألمانيا شتيفان كابفيرر في برلين، ان القائمين على البرنامج توصلوا من خلاله للتعرف بشكل أفضل على الكلمات والصور والمواد السمعية على الإنترنت ذات الصلة ببعضها بعضاً، وبشكل يتيح تطوير تطبيقات تقنية ونماذج عمل جديدة، وأضاف كابفيرر خلال الملتقى الختامي للبرنامج في برلين، أن التقنيات الجديدة لهذا البرنامج حققت نتائج بحث أفضل من «غوغل»، ومول هذا المشروع العلمي مناصفة بين وزارة الاقتصاد الألمانية والشركات المشاركة في المشروع، وانبثق هذا البرنامج في الأصل عن «مشروع كويرو» الفرنسي الذي كان يرمي إلى تطوير آلية بحث أوروبية بديلاً عن «غوغل»، لكنه لم يتجاوز بداياته في هذا الصدد حتى الآن. وتتيح تقنيات البرنامج حفظ أرشيفات خاصة بمواد مرئية وسمعية مثل المكتبة الإعلامية التي توفرها القناة الأولى للتلفزيون الألماني لقناة «إيه آر دي». بحسب وكالة الانباء الالمانية.

"غوغل" تجسست على "آبل"

على صعيد ذي صلة تجسست مجموعة "غوغل" على مستخدمي الانترنت من خلال متصفح "سفاري" الخاص ب"آبل" بطريقة غير شرعية، بحسب ما أفادت مؤخراً صحيفة "وول ستريت جورنال" مشيرة إلى أن "غوغل" قد أوقفت ممارساتها تلك للتو، وقد استخدمت الشركة الأميركية العملاقة وغيرها من شركات الإعلانات رموز برمجة خاصة دستها في نظام "سفاري" بهدف مراقبة عادات التصفح عند مستخدمي هذا التطبيق من "آبل" وتسجيله، وأشارت الصحيفة إلى أن برمجية "آبل" مصممة بطريقة تمنع تدخلات مماثلة، وقد قامت "غوغل" بتعطيل هذه الوظيفة عندما اتصلت بها الصحيفة، وفي بيان موجه إلى الصحيفة، دافعت "غوغل" عن نفسها مؤكدة انها لم تنتهك خصوصية المستخدمين مشيرة إلى أن "سجلات المتصفح هذه لا تجمع معلومات شخصية"، وقال أحد المسؤولين في شركة "آبل" لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "نعمل حاليا على وضع حد" لهذه الممارسة، ويعتبر متصفح "سفاري" الخاص بحواسيب "ماكنتوش" المتصفح الأكثر استخداما على الانترنت في الهواتف ذات الوظائف المتعددة وذلك بفضل نجاح هاتف "آي فون"، وقد كشف جوناثن ماير الباحث في جامعة ستانفورد هذا الانتهاك الذي يطال الخصوصية، ليؤكدها بشكل مستقل أشكان سلطاني المهندس المعلوماتي الذي اتصلت به الصحيفة، وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى ان ثلاث شركات إعلانات إلكترونية أخرى عمدت إلى أسلوب التجسس نفسه، والشركات هي "فايبرنت ميديا إنك" و"دبليو بي بي بي ال سيز ميديا إنوفيشن غروب" و "غانيت كوز بوينترول".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/نيسان/2012 - 30/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م