فليشهد التاريخ... صلاة الخلفاء

سامي جواد كاظم

عندما يتصرف المسلم تصرفا خادشا للواجبات الشرعية فانه يكون اما يجهل الحكم او يتعمد تجاهل الحكم واقبح صورة عندما يستهتر المسلم في انتهاك حرمة الواجب هنالك دوافع تكون السبب في التجاوز على الواجبات الشرعية فالسرقة حرام ودوافع السارق تكون للحصول على المادة، الزنا حرام ودوافع الزاني الغريزة الجنسية الغش حرام ودوافع الغشاش الحصول على اكبر قدر ممكن من الربح والصوم واجب فيكون دوافع الفاطر القادر على الصيام عدم الالتزام بالصوم بسبب دناءة نفسه، ولكن الذي لا يصلي ماهي دوافعه ؟ فليست سوى عدم خشيته من الله وكانه يعاند الله في الخشوع اليه، الاقبح من هذه الحالة في ترك الصلاة هي الاستهتار بالصلاة نفسها فالذي يترك الصلاة عقوبته اقل ممن يستهتر بالصلاة.

للتاريخ شهادة على صلوات بعض ممن منحوا لقب خليفة المسلمين او امير المؤمنين كيف كانت صلاتهم ومن هذه الشهادات صلاة الوليد بن عقبة والي الخليفة الثالث على الكوفة، أن الوليد بن عقبة كان يشرب مع ندمائه ومغنيه من أول الليل إلى الصباح، فلما آذنه المؤذنون بالصلاة خرج متفضلا في غلائله، فتقدم إلى المحراب في صلاة الصبح، فصلى بهم أربعا، وقال: أتريدون أن أزيدكم؟ وقيل: إنه قال في سجوده وقد أطال: أشرب واسقني، فقال له بعض من كان خلفه في الصف الأول: ما تزيد لازادك الله من الخير. والله لا اعجب إلا ممن بعثك إلينا واليا وعلينا أميرا، وكان هذا القائل عتاب بن غيلان الثقفي. وخطب الناس الوليد فحصبه الناس بحصباء المسجد، فدخل قصره يترنح، ويتمثل بأبيات لتأبط شرا:

ولست بعيدا عن مدام وقينة... ولا بصفا صلد عن الخير معزل

ولكنني أروي من الخمر هامتي... وأمشي الملا بالساحب المتسلسل

اما الخليفة معاوية بن ابي سفيان فانه بلغ به حد الاستهتار انه صلى بجيشه المتوجه الى صفين لحرب امير المؤمنين عليه السلام يوم الاربعاء صلاة الجمعة فادوا الصلاة بامامته ونالوه انتباههم لخطبته وقال معاوية عنهم بهكذا بشر اقاتل علي.

الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك كان يواقع جارية وهو سكران، وجاء المؤذنون يؤذنون للصلاة، فحلف ألا يصلى بالناس إلا الجارية، فلبست ثياب الخليفة وتنكرت وصلت هذه الجارية بالمسلمين وهى جنب و سكرى (الاغاني 7/46).

الخليفة العباسي المستعصم صلى صلاة العيد ليلا ففي عيد شهر رمضان سنة 644هـ خرج موكب الخلفة المستعصم في الاضواء والشموع وصلى الخطيب علي بن المنصوري صلاة العيد في المصلى قريبا من ثلث الليل وعادوا على غير ترتيب وفي عاشر ذي الحجة خرجت العساكر الى ظاهر البلد وصلوا صلاة العيد وقت غروب الشمس (العسجد المسبوك /543).

هل يعتبر مثل هكذا خلفاء اجتهدوا فاخطأوا فلهم اجر واحد واذا كان كذلك فلم تشهرون وتكفرون الشيعة اذا ما سجدوا على تربة فاين اقلامكم بحق ولاة امركم هؤلاء وحشركم الله معهم يوم الحساب.

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/نيسان/2012 - 27/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م