الوهابية لا تجيد فن ترقيع التاريخ

سامي جواد كاظم

التاريخ لا يقبل الترقيع الفاسد بل انه مهما حاولوا ذلك فان الحقيقة ستبقى وتضاف اليها حقيقة الراقع والرقعة لتكون دليل على الحقيقة التي ارادوا تزييفها ومثل هذه العملية كثيرا ما يتعرض لها التاريخ الاسلامي من قبل الذين يخشون ادانته اي التاريخ.

هنالك ترقيعات عجيبة بحيث انها لا يقولها حتى الطالب الكسول لتبرير كسله امام المدرس، ولنا امثلة كثيرة على الترقيعات الوهابية نأخذ منها مثالين.

الاول : هو ساعة وفاة رسول الله (ص) فعندما طلب كتف ودواة ليكتب كتاب لن يضلوا من بعده قال عمر انه ليهجر، وبعد وفاة رسول الله انكر عمر وفاته وقال انه ذهب الى ربه كما ذهب موسى الى ربه وسيعود قالوا الوهابية ان محبة عمر للنبي ومن شدة صدمته بوفاة النبي قال انه لم يمت، هذا الترقيع الضعيف نقول له فهل الذي يذهب الى ربه يكون في حالة هذيان؟ وهل موسى هجر قبل ذهابه الى ربه؟ واذا كان عمر يحب رسول الله فهل يصح التطاول عليه وهو على فراش الموت؟ نحن العوام عندما يكون لنا مريض يعيش اواخر ايامه نعمل جاهدين على تلبية كل حاجاته حتى البعض منهم فعلا يبدا بالهذيان ولا يعي ماذا يقول فنسايره ولا نكذبه لانه عزيز علينا وعلى وشك فراقنا فكيف اذا كان عزيزنا هو نبينا فهل يصح قول ذلك؟

 واذا كان على علم بانه يهجر في ساعة احتضاره فمن اين له علم بانه بعد موته ذهب لملاقاة ربه فهل الذي يذهب لملاقاة ربه يموت ومن ثم يحيى؟ فان كان ذلك فلماذا انكار الرجعة عند ظهور الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف؟

المثال الثاني : عندما سارت عائشة لقتال علي في حرب الجمل نبحتها كلاب الحوأب فقالت ماهذه المنطقة قيل لها الحواب فقالت ردوني لقد تذكرت حديث رسول الله وهو يحذرهم من الخروج على امام زمانهم ولكن قام الصحابي طلحة بإحضار مجموعة من شهود الزور واقسموا لها بان هذه المنطقة ليست الحواب، يقولون انها ما كانت تنوي الخروج على علي وان هذه المعركة هي فتنة.

عجبا ان عائشة تذكرت حديث كلاب الحواب فالمفروض انها تؤمن بان الامام علي امام زمانها طالما ان الرسول حذر من الخروج عليه سواء نبحتها كلاب الحواب ام لم تنبحها فالغاية ان لا تخرجوا على علي عليه السلام فهل عدم نباح كلاب الحواب تسلب الشرعية من علي عليه السلام؟ او انها ليست مؤمنة او مصدقة لما قاله الرسول بخصوص التحذير لهن من الخروج لمقاتلة علي عليه السلام؟ هنا لسنا بصدد الاستدلال بالتاريخ لرد الترقيع بل بالعقل لرد الترقيع، وكم من رقعة غيروها الوهابية ظهرت لهم فسادها.

الان خصصت وشكلت الوهابية لجان لحذف ما لا يتفق وغاياتها الهدامة للإسلام من كتب التاريخ العائدة لهم وانا انصح الامامية بضرورة الاسراع لشراء كتبهم قبل التغيير فقد ظهرت بعض الكتب التاريخية وقد غيرت فيها بعض الحقائق التي كانوا يقرونها لانها اظهرت بطلان معتقداتهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/نيسان/2012 - 24/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م