المواقع الاجتماعية... مجتمعات بدائية في عوالم افتراضية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: عندما ينظر المرء الى المواقع الاجتماعية وسرعة التطور والاقبال الذي حظيت بها خلال السنوات القليلة المنصرمة، اضافة الى دورها البارز في التأثير واحداث الحراك السياسي والاقتصادي والثقافي داخل المجتمعات، لا بد ان يراجع افكاره قليلاً قبل ان يضعها في خانة المواقع الرقمية التي تتناول الجوانب الترفيهية او التعارف او الدعاية. وفي هذا السياق يعتبر (فيسبوك وتويتر) من ابرز المواقع الاجتماعية ذات التأثير القوى على الرأي العام والتي فاق عدد مستخدميهما المليار ونصف من مختلف قارات العالم، خصوصاً وان شواهد التغيير كانت حاضرة في قضية الربيع العربي وعشرات الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت دولاً مختلفة من العالم نتيجة للازمات الاقتصادية او السياسية وكذلك للمطالبة بالحريات العامة والدعوة للديمقراطية وحرية الانتخابات.

وتحت هذا المستوى العالي والذي لا يمكن تجاهله او الغائه من قبل الحكومات وجهاتها الرقابية وان حاولت ذلك، وبرزت العديد من الاشكاليات والقضايا السلبية والتي دعت الى وجود مراجعة شاملة لتصحيح مسار المواقع الاجتماعية ومدى الحاجة الى اعتماد ضوابط اخلاقية وقانونية تحفظ الحقوق وتصون الواجبات وتمنع التجاوزات الغير مبررة او سوء الاستخدام لدى البعض.

وقد تحولت بعض القضايا المتعلقة بالجوانب الاخلاقية والتي اثيرت مؤخراً الى قضايا لـ"الرأي العام" نتيجة للجدلية التي رافقتها حول الكيفية التي يمكن ان تدار بها ادبيات المناقشة واسلوب الحوار على هذه المواقع الاجتماعية وهل هناك حاجة فعلية لتدخل القانون وسن الاحكام التي تراعي حرمة الاخرين وتوضح المسار الواجب اتباعه لكن من دون اتخاذ هذا الامر كذريعة للتدخل الحكومي.

ضوابط قانونية واخلاقية

فقد أثارت قضية سب القائد العام لشرطة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، الفريق ضاحي خلفان، من قبل أحد المغردين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عدة تساؤلات في الأوساط الإلكترونية والقانونية حول الضوابط التي يجب أن تحكم سلوكيات الأفراد على هذه المنابر، فمع تزايد استخدام مواقع، كالفيسبوك وتويتر، من قبل شرائح مختلفة في المجتمع، باتت الحاجة إلى مراعاة حدود حرية التعبير عن الرأي، واحترام الآخرين، أمراً ضرورياً جداً، فهناك من يرى ضرورة في عدم تجاوز خطوط حمراء تتمثل في احترام الآخرين، وآخر يرى أن هذه المنابر قد فرضت واقعاً جديداً لحرية التعبير يصعب ضبطها لما تحتويه من صعوبة في التعرف إلى المستخدم، ومراقبة مشاركات الجميع، خصوصاً عند الأخذ بعين الاعتبار السرعة والوفرة في نشر المشاركات والمعلومات والتغريدات على هذه المواقع، ونظراً لحداثة استخدام هذه المواقع في الدول العربية، لم تتطرق الأبحاث الأكاديمية إلى الضوابط الأخلاقية التي يجب أن تحكم مشاركات المغردين على تويتر. بحسب سي ان ان.

من جهتها فقد علقت دوسر الحديدي المختصة في التسويق الاجتماعي المتقدم على الأمر بالقول: "حينما بدأ العمل بموقع تويتر قبل عدة أعوام، استخدم كمدونة مصغرة، يتبادل الناس من خلالها أخبارهم وصورهم وآراءهم فيما لا يتجاوز المائة وأربعين خانة، إلا أن الاتجاه تغير لاحقاً، وهو ما دفع المؤسسات والحكومات إلى أن تصبح أكثر وعياً وحذراً من هذه الأداة الجديدة"، وترى الحديدي أن على كل مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعية أن يكون مسؤولاً عن كلامه وتصرفاته، كما أن بإمكان الشركات والدول المتخوفة من الإساءات عبر المواقع الاجتماعية تعيين من يعرف بمسؤول السمعة، وهو شخص يقوم بمراقبة الحوارات وما يعرف بـ "الهاشتاغ" والموضوعات الأكثر شعبية على تويتر، كي يتتبع أية إساءات قد تطال الجهة التي يعمل فيها"، وتؤكد الحديدي أن القوانين الخاصة بالأنترنت لا تزال غامضة في المنطقة العربية.

ولكن الإساءة إلى الآخرين من خلالها يجب أن تكون عقوبتها كعقوبة الإساءة عبر أي منبر آخر، ومن الناحية القانونية، تقول المحامية الإماراتية ديانا حمادة، "إن السب والشتم عبر المواقع الاجتماعية ليس بحاجة إلى قوانين مخصصة لمعاقبة مرتكبيه، فهناك قوانين في الأصل تطبق على من يقدم على ذلك، إذ أن السب والشتم يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في جميع دول العالم، بصرف النظر عن المنبر الذي تم من خلاله". وحول نشر مشاركات مسيئة من خارج الدولة تمس شخصيات داخلها، تقول حمادة: "للأسف القوانين الجنائية محدودة بمكان إقامة المدعى عليه، فعلى المدعي رفع الدعوى في مكان إقامة المدعى عليه، وبالتالي فالأمر يعتمد على طريقة سير القانون وتطبيقه في هذا البلد"، وتضيف حمادة بالقول: "هنا في دولة الإمارات، هناك رقابة على بعض المواقع التي قد تسيء إلى شخصيات معروفة فيها، ولكن قضية الإساءة عبر المواقع الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك جديدة، ولم نسمع عنها كثيراً من قبل، فالقضايا التي قدمت أمام المحكمة محدودة نظراً لأن هذه المنابر حديثة المنشأ"، وتتابع:" كما أن ثقافة رفع دعوى قضائية على مرتكب الإساءة عبر المواقع الاجتماعية غير موجودة حالياً، لأن الكثير ممن يعيشون هنا قد لا يرغبون في توسيع دائرة المشكلة وإشراك القانونيين فيها"، وتقول حمادة: "أحد الجوانب الطريفة التي سمعنا بها مؤخراً، هو رفع دعوى طلاق على الزوجة من قبل الزوج لعلاقاتها المتعددة عبر فيسبوك، وهو ما قد يعتبره بعض الرجال علاقات مشبوهة للزوجة مع محيطها. فكون 'أصدقاء' الزوجة على الفيسبوك على دراية بما تقوم بتحديثه يومياً على صفحتها الخاصة، هو يعتبر علاقة غير مرغوب بها من قبل الزوج".

مصطلحات سياسية

الى ذلك أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة ديلويت أن 88% من محادثات شبكات التواصل الاجتماعية باللغة العربية خلال الربع الأول من العام 2011 اشتملت على مصطلحات سياسية، في حين لم تبلغ هذه النسبة سوى 35% في العام 2010، وقد شملت دراسة "ديلويت" خمسة مجالات أساسية، كان من بينها الاستخبارات، حيث إن استخدام التحليلات المتطورة لمعالجة كمية المعلومات الهائلة المتوفرة لدى الحكومات تمكن وكالات الاستخبارات من توفير قدرات استخباراتية مهمة بأسعار أدنى، وذكرت الدراسة، أن الربيع العربي يعتبر فرصة مجدية حول أهمية الجمع بين المعلومات المتوفرة وأدوات التحليل المتطورة، وقد شكلت عملية تجميع الرسائل على "تويتر" وتحليل محتواها نافذة مهمة لتوقع التطورات التي طرأت لاحقاً، وأضافت، أنه اكتشفت أدوات التحليل الآلية.

كما كشفت التحليلات الموجهة التي طالت المحادثات الاجتماعية الإعلامية حول الأوضاع في مصر أن المطالبة بإطاحة الرئيس السابق حسني مبارك تأتي في المرتبة الرابعة فقط من ترتيب المطالبات الشعبية، بعد إطاحة وزير الداخلية، وزيادة الحدّ الأدنى للأجور، ووضع حدّ لقوانين الطوارئ، وقال الشريك المسؤول عن خدمات تكنولوجيا المعلومات في ديلويت في الشرق الأوسط، طارق أجمل "لعل قيمة المعلومات المفتوحة تكمن في أنها مجانية أيضاً، وعلى الرغم من كمية المعلومات الرقمية المتوفرة حالياً، يمكن لتطور التحليلات أن تساعد الحكومات على إعطاء معنى للكمية الهائلة من البيانات، واستخدامها في ما بعد لاتخاذ قرارات ترتكز على تحليل المعلومات"، وأضاف "تسمح قدرات التحليل الاجتماعي بأن نتوقع حتى يومنا هذا متى سيشهد بلد ما حركة احتجاجية عامة لافتة، أو حتى نشوء حركة سياسية ما، أما مجالات الفرص الأربعة الأخرى التي يمكن أن تساعد فيها تكنولوجيات تحليل المعلومات الحكومات، فهي كما قالت ديتلويت لعدالة الجنائية، حيث يمكن للرقابة الإلكترونية أن تكسر المُفاضلات بين المزيد من السجون أو المزيد من الجرائم. بحسب يونايتد برس.

المستخدمات العربيات لموقع فيسبوك

فيما خلص تقرير اصدره برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية تحت عنوان (تقرير الاعلام الاجتماعي العربي) الى ان استخدام النساء العربيات لوسائل الاعلام الاجتماعي يبقى منخفضا مقارنة بالرجال حيث لا تمثل النساء سوى ثلث المستخدمين العرب لموقع (فيسبوك)، واعتمد التقرير على دراسة اقليمية استهدفت رجالا ونساء لتحديد آرائهم حول استخدام النساء العربيات وسائل الاعلام الاجتماعي كوسيلة لتمكين المرأة العربية مدنيا وسياسيا واقتصاديا، ووفقا للاستبيان بلغت نسبة مستخدمي موقع (فيسبوك) في المنطقة العربية من النساء الثلث فقط وذلك في تباين واضح مع مستخدمي الموقع من النساء حول العالم حيث يشكلن ما يقارب نصف عدد مستخدميه. وقال مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية وأحد كتاب التقرير فادي سالم ان "الفجوة لا تزال كبيرة من حيث استخدام النساء العربيات لوسائل الاعلام الاجتماعي رغم ان 70 بالمئة من المستخدمين الناشطين في العالم العربي هم من شريحة الشباب من الجنسين". بحسب وكالة الانباء الكويتية.

من جهتها عزت الباحثة المشاركة في البرنامج والمعدة الرئيسية للتقرير رشا مرتضى "الفجوة الملحوظة في استخدام النساء العربيات لوسائل الاعلام الاجتماعي الى القيود المجتمعية والثقافية التي تواجه النساء على أرض الواقع وتحول دون اشراكهن بشكل كامل"، وبحسب الاستبيان فقد بلغ عدد مستخدمي موقع (فيسبوك) في العالم العربي 36 مليونا بزيادة قدرها 68 بالمئة عن بداية عام 2011 في حين ارتفعت نسبة المستخدمين من النساء من 32 بالمئة كما في نهاية عام 2010 الى 5ر33 بالمئة مع نهاية العام الحالي، وتهدف سلسلة تقرير وسائل الاعلام الاجتماعي الى تسليط الضوء على اتجاهات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي وتحليلها وهي جزء من مبادرة بحثية أكثر شمولا تركز على المشاركة الاجتماعية من خلال تقنيات المعلومات من أجل سياسات أفضل في الدول العربية، ويذكر ان كلية دبي للإدارة الحكومية تأسست عام 2005 بالتعاون مع كلية كينيدي بجامعة هارفارد وتلتزم الكلية بانتاج المعرفة ونشر أفضل الممارسات العالمية في الوطن العربي كما تنظم برامج مختلفة بهدف زيادة قدرات المنطقة على اعتماد سياسات عامة فعالة.

شرطة دبي تراقب

بدوره قال مسؤول بالشرطة مؤخراً ان دبي تراقب مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن أي مؤشرات على محاولات لتنظيم احتجاجات أو اضرابات وأشار الى وجود عدد كبير من العمال الاجانب في البلاد كمصدر للقلق، وقال العقيد عبد الرحيم بن شفيع مدير ادارة مكافحة الجريمة المنظمة في وزارة الداخلية في دبي ان شرطة الامارة تراقب عن كثب مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، وقال "كل من ينشر أخبارا وبيانات كاذبة ومغرضة من شأنها الحاق الضرر بالامن العام يعاقب (بالسجن) من شهر الى ثلاث سنوات"، وتابع "يتم رصد كل وسائل الاعلام بشكل عام بما في ذلك وسائل الاتصال الاجتماعي"، وأضاف "تويتر وفيسبوك اخترعت لتسهيل العالم، وأخذه بشكل عكسي فان القانون يحاسب"، وقال ان قادة أجهزة الامن في الامارات لاحظوا كيف استخدم من قاموا بعمليات نهب في بريطانيا هذا الشهر وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم تحركاتهم أثناء الشغب، وقال بن شفيع "ما يحدث في بريطانيا قد يحدث هنا" مشيرا الى العمال الاجانب في الامارات، وأضاف "في (هناك) تقييم شبه دوري للجريمة في اجتماعات على مستوى مدراء الادارات وقادة الشرطة لمتابعة الاحداث وتحليلها". بحسب رويترز.

ونحو 80 في المئة من سكان الامارات عمال أجانب كثيرون منهم من اسيا، ونظم عمال اسيويون وغالبيتهم من شبه القارة الهندية اضرابات عن العمل في السابق احتجاجا على تدني الاجور والظروف السيئة، وقال بن شفيع "لدينا خطط طوارئ للتعامل مع الاضرابات ونعمل تدريبات لمواجهة مثل هذه الحالات"، واتخذت قوات الامن في الامارات اجراءات صارمة ضد مجموعة من النشطاء يعلو صوتها على نحو متزايد نظموا حملة من أجل الاصلاحات الديمقراطية في الامارات، واعتقلت قوات الامن خمسة نشطاء على الاقل تجري محاكمتهم في أبو ظبي بشأن اتهامات بإهانة قادة الدولة والتحريض، وزادت الحكومة عدد مواطني الامارات الذين يحق لهم التصويت الشهر القادم في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي وهو مجلس استشاري، وفي العام الماضي هددت الامارات بوقف خدمات بلاك بيري بسبب الوصول الى الخدمات المشفرة للبريد الالكتروني والرسائل النصية القصيرة، وتوصلت فيما بعد الى اتفاق التزمت بمقتضاه شركة ريسيرش ان موشن الكندية المصنعة للهاتف الذكي بالقواعد الاماراتية.

حجب مواقع الكترونية اجنبية

في سياق متصل قضت محكمة في قازاخستان بحجب 13 موقعا الكترونيا اجنبيا منها موقع لايف جورنال Live Journal"" الشهير للمدونات قائلة انها تروج للإرهاب وتحض على الكراهية الدينية، وابلغت اليانا اسكندروفا المتحدثة باسم المحكمة في استانة في تصريح عبر الهاتف "مصادر الانترنت هذه، ومنها لايف جورنال، تنشر مواد بها دعاية للإرهاب والتطرف الديني وتفتح دعوات للقيام بأعمال ارهاب وصنع عبوات ناسفة"، ولا زالت قازاخستان التي يعتنق الاسلام 70 في المئة من سكانها البالغ عددهم 16.5 مليون نسمة بعيدة عن العنف الاسلامي المتشدد الذي عصف بجيرانها السابقين في الاتحاد السوفيتي بمنطقة وسط اسيا، ولكن سلسلة من تفجيرات غامضة وقعت مؤخرا واشتباكات عنيفة بين مسلحين في عدة مناطق في البلد الشاسع الغني بالنفط اثارت قلق السلطات، والقت الحوادث بظلالها على صورة قازاخستان كبلد مستقر مجاور لأفغانستان وسط منطقة مضطربة، ورفضت المتحدثة اعطاء اي امثلة عن الانشطة غير القانونية مضيفة ان المحكمة اتخذت قرارها بعدما رفع مدعي دعوى ضد هذه المواقع، وقالت المتحدثة ان "ما بها من مواد تتعارض مع التشريع القازاخستاني"، وأضافت المتحدثة باسم المحكمة ان "القرار اصبح ساريا"، وشكا مستخدمو الانترنت في قازاخستان مرارا من حجب مواقع الكترونية لا تقبلها السلطات.

من أجل فيسبوك وتويتر

على صعيد مختلف ينصرف الشباب البريطاني عن قراءة اعمال ديكنز وشكسبير وكيتس لانشغاله بمواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك وتويتر حيث أظهر استطلاع أن شابا واحدا بين كل ستة شباب لا يتمكن من قراءة كتاب واحد في الشهر، والاستطلاع الذي سأل 18141 طفلا تتراوح اعمارهم بين ثمانية اعوام و17 عاما أظهر ايضا أن أقل من نصف الشبان يختار قراءة كتاب من خارج المناهج الدراسية مرة واحدة على الاقل شهريا، وبدلا من ذلك يأتي اطلاع الاطفال على الكلمة المكتوبة في الغالب من ارسال رسائل نصية عبر الهاتف المحمول ورسائل البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك وتويتر، واجرت الاستطلاع المؤسسة البريطانية الخيرية (ناشونال ليتراسي ترست)، وقال جوناثان دوجلاس مدير المؤسسة في بيان "دفع هؤلاء الاطفال للقراءة ومساعدتهم على حب القراءة هو الوسيلة لتحويل حياتهم ومنحهم فرصا وتطلعات جديدة"، وقالت المؤسسة الخيرية انه في ظل مؤشرات على أن وتيرة القراءة لها صلة مباشرة بالتحصيل فهناك "حاجة ماسة" لسبل جديدة لتشجيع الشباب أكثر على القراءة، ووصفت اقتراحات وزير التعليم البريطاني مايكل جوف بأن جميع التلاميذ الذين بلغوا 11 عاما ينبغي عليهم قراءة 50 كتابا في السنة بأنه "تحد كبير" في ضوء هذه النتائج. بحسب رويترز.

كما افادت دراسة نشرت ان نصف البالغين الاميركيين يشاركون بشبكة واحدة او اكثر للتواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وماي سبيس ولينكد-ان، وقال مركز الابحاث بيو ان 65 بالمئة من مستخدمي الانترنت الراشدين يزورون هذه المواقع، اي ما يمثل خمسين بالمئة من كل الاميركيين الذين تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر، وفي 2005، كان ثمانية بالمئة فقط من الراشدين يدخلون هذه المواقع، حسب المؤسسة نفسها، وعلقت كاترين زيكور التي ساهمت في اعداد الدراسة ان "مواقع التواصل الاجتماعي تثبت نفسها اكثر فاكثر كشريك مهم في النشاطات على الانترنت"، وتابعت ان النساء يستخدمن هذه المواقع اكثر من الرجال (69 بالمئة مقابل ستين بالمئة للنساء)، وتجذب هذه المواقع بشكل منتظم 33 بالمئة من الاميركيين الذين تجاوزت اعمارهم الخامسة والستين و83 بالمئة من الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و29 عاما وسبعين بالمئة من الذين يبلغون من العمر بين ثلاثين و49 عاما و51 بالمئة من الذين تبلغ اعمارهم بين خمسين و64 عاما، وشملت الدراجة 2277 بالغا واجريت بين 26 نيسان/ابريل و22 ايار/مايو، وقد حدد هامش الخطأ فيها بـ2،4 بالمئة.

التوقف عن استخدام فيسبوك

من جهتها حذرت الوزيرة الألمانية لحماية المستهلك زملاءها من موقع "فيسبوك" الالكتروني الذي يستخدمونه للترويج لتحركاتهم بسبب عدم حمايته البيانات، وذلك في رسالة الكترونية تمكنت مجلة "دير شبيغل" من وضع يدها عليها، والوزيرة إيلزه ايغنر المعروفة بانتقادها الدائم لسياسة الموقع الاجتماعي الخاصة بحماية الحياة الشخصية، وهي كتبت في رسالة داخلية نشرت "دير شبيغل" مقتطفات منها في عددها الصادر مؤخراً، "بعد دراسة قانونية معمقة، استنتجت أنه من الضروري أن نحرص على ألا يتضمن أي من مواقعنا الحكومية أيقونة فيسبوك"، ودعت الادارات أيضا إلى عدم إنشاء صفحات للمعجبين يمكن أن ينضم إليها مستخدمو الموقع، وذلك "بسبب شكوك قانونية دقيقة وحساسة"، وتخشى السلطات الألمانية المعنية بحماية البيانات أن يتم جمع هذه المعلومات بهدف إنشاء حساب خاص وبيعه إلى العاملين في مجال الإعلانات، وأعلنت ايغنر التي طلبت من زملائها ومن أعضاء البرلمان أن "يكونوا قدوة" للآخرين أنها تخلت بنفسها عن حسابها في موقع "فيسبوك" قبل سنة احتجاجا على غياب السياسة الحمائية، ويتوقع أن تزور الوزيرة قريبا الولايات المتحدة لمقابلة المسؤولين عن فيسبوك ومناقشة "احترام المعايير الالمانية والأوروبية الخاصة بحماية البيانات"، وكان الموقع الذي أنشئ سنة 2004 لتسهيل التواصل بين طلاب جامعة هارفرد قد أعلن في خطوة هي الأولى من نوعها أنه سيوقع مدونة سلوك لحماية بيانات مستخدمي الانترنت في ألمانيا، وتولي ألمانيا هذا الموضوع أهمية خاصة لأنها عانت من انتهاكات في هذا المجال خلال الدكتاتوريتين النازية والشيوعية. بحسب فرانس برس.

الحالة المزاجية للعالم

من جهة اخرى اظهر موقع تويتر الاجتماعي على الانترنت ان الناس يكونون اكثر ابتهاجا في الصباح ويصبحون أكثر كآبة مع انقضاء ساعات النهار ثم تعمهم بهجة في المساء تصل لذروتها قبل النوم، ويكون الناس اكثر سعادة من ديسمبر كانون الاول وحتى اواخر يونيو حزيران عندما تزيد الفترة الزمنية للنهار بالتدريج في نصف الكرة الشمالي، وبالاستعانة بموقع توتير كمقياس للمزاج العالمي درس علماء اجتماع 509 ملايين تعليق من 2.4 مليون مستخدم في 84 دولة خلال الفترة من فبراير شباط وحتى يناير كانون الثاني 2010 وفقا لبحث نشر بدورية "ساينس" العلمية، وقال الباحثون وهم من جامعة كورنل ان الاخبار السيئة حتى اذا وقعت لشخص غريب تماما تصيب مستخدمي الموقع بالإحباط، وقال الباحثون ان موقع تويتر القائم منذ خمسة اعوام والذي يسمح لمستخدميه ببث تعليقات يمثل فرصة غير مسبوقة لدراسة السلوك الانساني والشبكات الاجتماعية. بحسب رويترز.

وقال مايكل ماسي الباحث في علم الاجتماع والمشارك في اعداد الدراسة في تصريحات عبر الهاتف "ان تويتر يوفر فرصة غير مسبوقة لعلماء الاجتماع ودراسة السلوك لدراسة السلوك الاجتماعي والتفاعل في الحياة الفعلية بتدرج زمني ساعة بساعة ويوما بيوم على مدار العام والقيام بذلك على مستوى السكان بالملايين عبر العالم"، ويبدو بديهيا ان اغلب أمزجة الناس تتراجع على مدار النهار ولكن ماسي قال ان دراسات سابقة كانت غير حاسمة ربما بسبب اعتمادها على عينات غير ممثلة بشكل كاملة، وقال ماسي ان تقلب المزاج اليومي خلال عطلة نهاية الاسبوع يكون مثل تقلبه في باقي ايام الاسبوع وهو ما يبين ان العمل ليس سببا في التقلب المزاجي لان معظم الناس لا يعملون في العطلة، وقال ان هذا التناغم تكرر في مختلف انحاء العالم من الهند وافريقيا واستراليا ونيوزيلندا الى بريطانيا وكندا والولايات المتحدة، وقال ماسي ان مجموعته ستركز اكثر في الفترة المقبلة على السلوك وليس فقط على الشعور وانها ستحلل الحالات المزاجية الى مشاعر اكثر تحديدا مثل القلق والاكتئاب.

وللحصول على صورة عن المزاج العالمي فقد بحث العلماء في تعليقات تصل كلماتها لنحو الف كلمة وتنطوي على عواطف ايجابية مثل "موافق" و"رائع" و"ممتاز" واخرى سلبية مثل "خائف" و"مجنون" و"رعب"، ودرس الباحثون ما يصل الى 400 تعليق من كل شخص واستثنوا ما لهم في حساباتهم اقل من 25 تعليق، ونوه الباحثون الى مسح اجري مؤخرا عن مستخدمي تويتر الامريكي اكتشف ان 51 في المئة منهم من البيض و24 من الامريكيين الافارقه و17 في المئة من ذوي الاصول اللاتينية، وفي دراسة اخرى نشرت في دورية "ساينس" حدد باحثون بجامعة فيرمونت جدولا زمنيا لتعقب تعليقات العام الماضي انتهت في مطلع سبتمبر ايلول الماضي اظهر ان متوسط تراجع السعادة انخفض من اكتوبر تشرين الاول الماضي، وكان مقتل اسامة بن لادن النقطة المنخفضة الواضحة تلاه بفارق بسيط زلزال اليابان واعمال شغب لندن في اغسطس اب والذكرى السنوية العاشرة لهجمات 11 سبتمبر ايلول ووفاة امي واينهاوس، وتزداد العواطف كما تعقبها تويتر في اعياد الكريسماس واجازة نصف العام وأعياد الحب والشكر والفصح.

شبكة اجتماعية مصرية

بدورها وعلى غرار مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل فيسبوك تعتزم شركة راية لوسائل التواصل الاجتماعي اطلاق شبكة اجتماعية جديدة على الانترنت لكن بنكهة مصرية تحت اسم (اشارك)، وقالت الشركة في بيان لها انها ستطلق النسخة التجريبية لشبكة اشارك (OshareK)، ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر دورا بارزا في حشد التأييد للثورة، واضافت الشركة "تجمع شبكة اشارك مجموعة من ابرز الخدمات والمميزات الموجودة في الشبكات الاجتماعية العالمية علاوة على مميزات جديدة تم تطويعها لتناسب طبيعة استخدامات واحتياجات الجمهور المصري"، وتهدف هذه الشبكة الى خلق حالة جديدة من التفاعل والمشاركة بين الانشطة التي تتم على شبكة الانترنت والواقع الحقيقي بين المستخدمين الذين يعيشون في نطاق جغرافي واحد، وستبدأ الشبكة في أربع محافظات مصرية هي الاسكندرية والدقهلية والمنيا وبورسعيد على أن يتم اطلاقها في بقية المحافظات تباعا خلال عام 2012، ونقل البيان عن مدحت خليل رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة راية القابضة قوله انه "في ظل تنامي الدور الذي تقوم به شبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص في تحريك ونقل الافكار والمبادرات كان التفكير في أشارك انطلاقا من مبدأ تشجيع مستخدمي الانترنت على أخذ مواقف جماعية ايجابية لخدمة مجتمعاتهم المحلية"، وأضاف "هدف شبكة أشارك أن تخلق حالة من التواصل بين الناس والمجتمعات والاماكن التي يعيشون بها بداية من الشارع والمنطقة والمدينة وصولا للمحافظة"، وراية لوسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أحدث كيانات شركة راية القابضة وتأسست في اغسطس اب الماضي، وتعمل الشركة على تطوير المحتوى الرقمي التفاعلي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. بحسب رويترز.

الشبكات الاجتماعية والمجتمعات البدائيةـ

من جانب اخر أظهرت دراسة أجرتها جامعة «هارفارد» الأميركية، أن علاقات الصداقة في الشبكات الاجتماعية الحديثة تشبه العلاقات التي كانت سائدة في المجتمعات البشرية البدائية التي كانت تعيش على الصيد والجمع، وأجرى فريق الباحثين، بقيادة نيكولاس كريستاكيس، دراستهم على العلاقات التي تربط بين أفراد قبيلة «هادزا»، وهي جماعة معزولة تعيش على الصيد والجمع في تنزانيا، وتتبع أنماط حياة البدائيين نفسها، الذين كانوا يعيشون قبل نحو 10 آلاف عام، ويقول معدو الدراسة، التي نشرتها مجلة «نيتشر» العلمية، إن علاقات الصداقة بين البشر غير عادية مقارنة بالعلاقات التي تجمع بين المخلوقات الأخرى، مشيرين إلى أن علاقات الصداقة تدوم لفترات طويلة في الغالب، وليس لها أي تأثير مباشر في النسل، وأضافوا أن أفراد قبيلة «هادزا» يختارون أصدقاءهم وفقاً لمعايير مماثلة لتلك التي يتبعها «مستخدمو الشبكات الاجتماعية» الحديثة، وأجرى الباحثون تجربتين شارك فيهما 205 من رجال ونساء 17 جماعة تابعة لقبيلة «هادزا» يعيشون حول بحيرة «اياسي». بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وعرض الباحثون على هؤلاء البدو صوراً فوتوغرافية لأفراد من قبيلة «هادزا» ينتمون إلى جماعات مختلفة، وسئلوا عمن يودون اتخاذهم أصدقاء من بين هؤلاء، واختار النساء ستة أصدقاء في المتوسط، بينما اختار الرجال سبعة، وفي التجربة الثانية، تم إعطاء أفراد قبيلة «هادزا» ثلاث عصي من العسل، وهو طعامهم المفضل، وطلب منهم أن يحددوا في السر الأشخاص الذين ينبغي أن يحصلوا عليها هدايا، إما ثلاثة أشخاص مختلفون أو شخص واحد، واتضح العديد من أوجه الشبه بين قبيلة «هادزا» والشبكات الاجتماعية الحديثة، فقد اختلف عدد الأصدقاء من فرد إلى آخر في القبيلة، وربما كان أصدقاء فرد القبيلة تجمعهم علاقات صداقة أيضا، كما أن أفراد «هادزا» المشهورين لديهم أصدقاء مشهورون، كما تبين أن أصدقاء الفرد في قبيلة «هادزا» مماثلون له في العمر والوزن والطول ونسبة الدهون في الجسم، على سبيل المثال، وزاد التقارب المادي من فرص إقامة العلاقات الاجتماعية، وقارن كريستاكيس وزملاؤه بين نتائج البحث والشبكات الاجتماعية للمراهقين في الولايات المتحدة والقرويين البالغين في هندوراس، وقالوا إنه على الرغم من أن كل المعايير ليست متماثلة، إلا أن أنماط السلوك متشابهة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/نيسان/2012 - 19/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م