الحب من أول نظرة

تلوين لسلوك الإنسان

علي إسماعيل الجاف

كثيرا ما نسمع ان شابا أحب شابة منذ أول لقاء لهما بالمصادفة، دون ان يكون اتفاق مسبق بينهما على اللقاء. فكأن تلك الشابة قد انتزعت قلبه وأسرته، ولكأن ذلك الشاب قد انتزع قلبها وأسره، فلا يكاد أي منهما يستطيع ان يستبعد تلك الصورة الذهنية التي تربعت على ذهنه، واستأثرت بشغاف قلبه.

وأكثر من هذا فان النوم يخاصم أجفان شريكي هذا الحب المفاجئ، ويظل السهر حليفهما، والأرق مهيمنا على قوامهما النفسي، فيتلوى كل منهما على سريره طوال الليل، ويفشل في اجتلاب النوم الى جفونه مهما حاول ذلك للتخلص من ذلك الهيام المباغت بذلك المخلوق الذي لا يكاد يعرف عنه شيئا. فهو يعجز عن ذب صورته التي تجسدت وتأججت في خياله، بل يظل في حال شوق جارف للقائه، وإلا فسوف يلفظ أخر أنفاسه ويقضي نحبه او يرتمي في هوة الانتحار او الجنون.

ولكن الواقع ان هناك ما يمكن ان تعتبره قاعدة عامة يخضع لها جميع الناس، مؤادها ان بأننا نحبهم ونتقبلهم، او أننا نكرهم وننبذهم. فمسالة الحب من أول نظرة لا تقتصر في نطاق التعسف الجنسي الرومانسي، كما ان التعلق القلبي وتقبل من نلقاهم لأول مرة، والارتباط الوجداني بهم لا يكون بالضرورة عنيفا بين الطرفين، بل هناك درجات في شدة العاطفة التي يحس بها المرء سواء كانت عاطفة حب وإقبال، أم كانت عاطفة كراهية وأدبار.

ولعنا نفسر ذلك التفاوت في المشاعر الوجدانية في ضوء طبيعة المرء، وما تتصف به شخصيته من خصائص وجدانية، وأيضا في ضوء النمط المزاجي الذي ينتمي أليه. فالناس ليسوا منتمين جميعا الى نمط واحد. بل هناك أنماط محددة ومعينة قام علماء النفس بتوزيع الناس جميعا فيها. فثمة أناس شديد الحساسية الوجدانية، بينما هناك آخرون يتصفون بالبرود الوجداني.

ولكن برغم تلك الاختلافات في مدى الحساسية الوجدانية، فمن المقطوع بع ان جميع الناس يغير استثناء يحسون بالتجاذب او التنافر تجاه الأشخاص الذين يقابلونهم لأول مرة. ولكن من الممكن ان يلون المرء سلوكه فيبدي من المجالات ما ليس لديه أي رصيد في دخيلته.

والمعول ما يحس به المرء في قوامه الداخلي سواء عبر مشاعره باللسان او بملامح الوجه او بالتصرفات او المواقف او أبدئ غير ما يحس به من مشاعر وأحاسيس وجدانية معتملة في قوامه النفسي.

البرود العاطفي وكثرة الشجار والعلاقة بألوان البيت!

ان اللون يؤثر في مزاجك او حالتك النفسية، وهناك الألوان الحارة مثل الأحمر والبرتقالي وهنالك الباردة مثل الأزرق والأخضر. فان اختلاف الناس في تفضيلهم للون معين له علاقة بنوع مزاجهم... آذ تبين ان الانبساطيين يفضلون اللوحات الزاهية الملونة فيما يفضل الانطوائيين اللوحات المعتمة. والسبب ان الجهاز العصبي عند الانطوائي يكون حساسا ونشطا وعليه فانه يتجنب الألوان الصارخة مثل الأحمر فيما يكون عند الانبساطيين اقل تحسسا فيسعى لمشاهدة الألوان الزاهية والبراقة بهدف تنشيطه.

ويبدو ان الإناث يختلفن عن الذكور في تفضيلهن للألوان: فهن يفضلن الخفية منها مثل الوردي والأزرق الفاتح فيما يفضل الذكور الألوان الأكثر كثافة مثل الأزرق النيلي والجوزي.

وهنالك اعتقاد سائد بان لكل لون دلالة خاصة به. فالأحمر مثلا يدل على "الثورة" ولهذا اتخذته بعض الحركات الثورية رمزا او شعار لها. او قد يعبر عن غضب شديد او الحاجة الى الدفء والمحبة... وقد يرمز الى القلب بدليل انك تهدي من تحب وردة حمراء!

وإذا اعتبرنا ان اللون هو الأصل ضوء فان هناك غددا معينة في جسم الإنسان يؤثر عليها الضوء الذي يعد مصدر الألوان ويحفزها على إفراز هرمونات معينة، ولذلك نجد الإنسان يميل الى الحيوية والنشاط في النهار ويميل الى الهدوء والسكون في الليل. ومعلومة جديدة قيد الدراسة: "ان كل عضو او عضلة او عظم في جسدنا له ذبذبة محددة تتوافق في ترددها مع احد الألوان." وعليه فان المرض يحدث عندما يتغير التردد او الذبذبة في أي جزء من أجزاء الجسم، ويتم علاج المرض ببساطة عن طريق أمداد ذلك الجزء بلونه المناسب له، فالذي يشكو من مرض القلب قد يعالجوه بالون البرتقالي لأنه منشط القلب!

فاللون الأحمر أعلى الألوان طاقة ولذلك لا يناسب غرف النوم وأماكن الراحة والاسترخاء لأنه يصدر ذبذبات عالية قد تؤدي الى زيادة في حركة ونشاط الخلايا وتسارع دقات القلب، ولذلك فان النوم في غرفة مطلية بالون الأحمر قد تؤدي الى الأرق والكوابيس والأحلام المزعجة. بينما اللون الأزرق السماوي يقلل من الشعور بالغضب ويجعلك تميل للهدوء. واللون الأزرق الغامق يناسب الأشخاص العصبين ويقلل من سلوكهم العدواني ويلطف الجو ويبرد الأعصاب. وبالأخص الذين يعيشون في أجواء حارة ورطبة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/آذار/2012 - 6/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م