حيوانات... بتدفئة مركزية وأخرى تحطم الارقام القياسية!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لقد استفاد الانسان كثيراً من دراسة سلوك وعادات الحيوان النابعة من غريزته ونجح بتطبيقها في مجالات حيوية شتى، كذلك ليس من المستغرب ان نسمع ان بعض التقنيات العلمية الحديثة انما هي في الاصل محاكاة لحياة الحيوان، ولعل اهمها تلك الاستراتيجيات المستخدمة في الامور العسكرية.

وقد اهتم العلماء من جانبهم بتعزيز واكتشاف المزيد الجوانب الغامضة المتعلقة بالعوالم التي انطوت تحت عالم الحيوان الكبير، فكلما توصل الباحثون والمختصون الى حل بعض الالغاز وفك الشفرات المعقدة لهذا الطيف الواسع من المخلوقات، زاد تعلقهم وذهولهم وكذلك تطلعهم للمزيد من البحث والدراسة والتحري.

وقد شهد مجال البحث والدراسة لعالم الحيوان -في الآونة الاخيرة- خطوات علمية متسارعة ونجاحات غير مسبوقة بفضل التطور التقني الذي مكن العلماء من اختصار عجلة الزمن والحصول على اجابات جديدة لأسئلة قديمة.  

عصفور

اذ ان طير الابلق الاعتيادي عصفور صغير لا يتجاوز وزنه 25 غراما الا انه يحطم على الأرجح كل أرقام الهجرة القياسية، فهو يمضي فصل الصيف في القطب الشمالي والشتاء في افريقيا جنوب الصحراء قاطعا حوالى 30 الف كيلومتر ذهابا وايابا كل سنة، على ما اظهرت دراسة، وقدرت الدراسة التي نشرت في مجلة "بايولوجي لترز" التي تصدرها أكاديمية العلوم البريطانية أنه "نظرا إلى حجمه، تعتبر دورة هجرته أطول دورة معروفة لدى أي طائر في العالم"، ومع أن العلماء يعرفون أن هذه العصافير آكلة الحشرات تتزاوج في شمال كندا وفي ألاسكا وتهاجر إلى مناطق مختلفة في افريقيا إلا أنهم كانوا يجهلون ما إذا كانت تتبع كلها طريقا واحدة وما إذا كانت مجموعات الأبلق الاعتيادي المختلفة تختلط بعضها ببعض، وبغياب أجهزة إرشاد صغيرة بما يكفي لتثبت على عصفور يوازي وزنه ملعقتين كبيرتين من الملح، بقيت حركة هجرة هذا العصفور غامضة، لكن بفضل أجهزة مصغرة لتحديد المواقع لا يتعدى وزنها 1،2 غرام، تمكن علماء أحياء كنديون وألمان أخيرا من تعقب طيور الأبلق لأشهر عدة وعلى مسافات طويلة، فقد زود العلماء ثلاثين عصفور أبلق في جبال ألاسكا برباطات صغيرة يحمل كل منها جهاز إرشاد وزودوا ستة عشر عصفورا آخر بالعدة نفسها في جزيرة بافين الواقعة على ساحل كندا الشرقي قبالة القارة الأميركية الشمالية. بحسب فرانس برس.

وفي السنة التالية وبعد عودة خمسة عصافير فقط من العصافير الثلاثين التي زودت بالرباطات في ألاسكا في العام 2009، قام العلماء بتحليل بيانات أجهزة الارشاد التي كانت تسجل نور الشمس مرتين في اليوم واستنتجوا أن تلك العصافير أمضت الشتاء في افريقيا الشرقية في أقاصي السودان وأوغندا وكيني، أما في الخريف، فقد حلقت فوق شمال روسيا وكازاخستان قبل أن تعبر الصحراء العربية. وبالتالي، عبرت العصافير 14600 كيلومتر تقريبا مبعدل 90 يوما تقريب، وفي الربيع التالي، تبعت هذه العصافير الصغيرة طريق الهجرة نفسها بالاتجاه المعاكس في 55 يوما فقط، أما العصافير الستة عشر التي زودت بأجهزة الارشاد في شرق كندا سنة 2010 فعبرت مسافة ال3400 كيلومتر التي تفصل بين جزيرة بافين والجزر البريطانية في أربعة أيام فقط أي بسرعة معدلها 850 كيلومترا في اليوم، بحسب الدراسة، ثم توجهت عصافير الابلق الكندية إلى الجنوب فعبرت أوروبا لتمضي فصل الشتاء على ساحل موريتانيا وتعود أدراجها في الربيع المقبل، ويقول راين نوريس من جامعة غيلف (أونتاريو) الكندية "إنها دورة مذهلة ولا سيما بالنسبة إلى عصفور بهذا الحجم، تخيلوا عصفورا أصغر من أبي الحن يربي صغاره في القطب الشمالي وبعد أشهر قليلة يبحث عن قوته في افريقيا"، ويختم نوريس بالقول إن الابلق الاعتيادي هو "الطائر البري الوحيد المعروف الذي يربط نظامين بيئيين مختلفين تماما بين العالم القديم ومناطق القطب الشمالي في العالم الجديد".

التنصت على عالم الحبار

الى ذلك بدأ علماء الأحياء المائية في تكوين فكرة جيدة عن حاسة السمع لدى الحبار وعن كيفية تعامله مع الصوت في المحيط، ولم يقبل العلماء إلا مؤخرا أن لدى الحبار والفصيلة الاخطبوطية القدرة على السمع، ولكن التجارب اوضحت أن الحبار يتجاوب مع الاصوات متفاوتة العلو والتردد بمجموعة من ردود الفعل مثل افراز الحبر أو تغيير اللون، ونشرت نتيجة البحث في أجتماع ابحاث المحيطات الذي يعقد كل عامين، وقدم نتائج البحث آران موني من معهد وودز هول للدراسات المحيطية، واهتمام موني بالحبار ينبع من كونه وسط العديد من السلاسل الغذائية في المحيط، حيث يتفاوت وجوده بين الصياد في شبكة غذائية والفريسة في شبكة أخرى، ولهذا "يجب علينا أن نعرف ما قد يسببه الانسان من اضطراب للحبار أو تغير في سلوكه"، وقال الدكتور موني "اننا نحدث الكثير من الضوضاء جراء الاستكشاف في المحيطات والبحث العلمي والتنقيب عن النفط والغاز والنقل التجاري البحري"، وأضاف جزء كبير من هذه الضوضاء منخفض التردد وهو ما يلتقطه الحبار، واذا كنا نؤثر على هذه الفصيلة فإننا بالتأكيد يمكننا تغيير سلوكها"، وقد أوضحت دراسات أخرى أجراها معهد وودز هول للدرراسات المحيطية أن الحبار بإمكانه سماع اصوات بين ترداد 50 إلى 500 هيرتز ولكن قدرتهم المثلى على السمع في حدود 300 هيرتز، وهو نفس مجال السمع للسمك. بحسب بي بي سي.

ويستخدم الحبار عضوان سمعيان متقاربان للسمع، وقال موني "إن عضو السمع لدى الحبار يشبه كرة التنس المقلوبة، حيث به شعيرات من الداخل وتوجد حصوات من الكالسيوم على هذه الشعيرات"، ما يحدث هو أن موجات الصوت تحرك جسم الحبار إلى الأمام والخلف بينما تبقى حصوات الكالسيوم الكثيفة ثابتة مما يؤدي إلى التواء الشعيرات التي تحملها مما يسبب استجابة عصبية في مخ الحبار"، وتسعى الدراسة الأخيرة إلى اكتشاف ما يعنيه الصوت للحبار وكيف يستجي معه، وفي حوض في المختبر يشغل موني ضوضاء متفاوتة العلو والتردد ويراقب رد فعل الحبار، وتمكن من رسم خريطة لردود فعل الحبار مع الصوت، وقال موني "يبدأ رد فعل الحبار بعد حوالي 10 ميللي ثانية وهذا رد فعل سريع للغاية، وهذه السرعة امر مهم فيما يتعلق برد الفعل السلوكي، فهو ينم عن تصرف تلقائي مباشر وليس عن تفكير أو قرار"، وأضاف موني "رد الفعل يكون سريع، قد يغير الحبار لونه أو يتحرك بسرعة أو يفرز الحبر"، من المحتمل ان الحبار يستخدم حاسة السمع لمعرفة طريقهم في بيئتهم، على سبيل المثال يمكنهم استخدام حاسة السمع للتوجه صوب الشعاب المرجانية أو للابتعاد عنها أو للاقتراب أو الابتعاد عن السطح"، وقد ركز موني دراسته حتى الآن على فصيلة لونجفن وهي فصيلة من الحبار تنتشر في الساحل الشرقي للولايات المتحدة ولكنه يسعى لتوسيع أبحاثه لتشمل فصائل أخرى.

سحالي متناهية الصغر

فيما عثر باحثون في مدغشقر على أحد أصغر السحالي في العالم، ويبلغ طول الواحدة منها نحو 29 ميليمترا، وقد أطلقوا عليها اسم "بروكيسيا ميكرا"، كما عثر علماء ألمان أيضا على ثلاثة أنواع صغيرة أخرى من السحالي في شمال مدغشقر، بحسب ما جاء في دورية بلاس وان التي تنشر بحوثا أساسية في مجالي العلوم والطب، ويخشى باحثون من أن هذه السحالي قد تواجه مخاطر حال حدوث أي اضطرابات في المناطق التي تعيش فيه، ويرأس الفريق البحثي الدكتور فرانك غلاو، من مجموعة زولوجيخ ستاتسامونغ لعلوم الحيوان في مدينة ميونخ الألمانية، ويتمتع فريق غلاو بخبرة في مجال دراسة السحالي الصغيرة داخل مدغشقر، إذ سبق له أن تناول بالدراسة أنواع أخرى من هذه الحيوانات في الماضي، وأجرى الباحثون تحليلا جينيا للتأكد من أن السحالي تنتمي إلى أنواع مختلفة، وقام الفريق بجولات ميدانية في مدغشقر بحثا عن هذه السحالي الصغيرة التي يسهل تجاهله، ويشير الدكتور غلاو إلى أن هذه السحالي تفضل عادة المكوث خلال النهار وسط أوراق الأشجار المتساقطة، بينما تعود في الليل لتتسلَّق الأشجار، وبالتالي تصعب رؤيتها. بحسب بي بي سي.

وقد استخدم العلماء الكشافات للبحث عن السحالي في أماكن يُحتمل وجودها فيه، وقد عثروا داخل جزيرة صغيرة نائية في مدغشقر على سحالي صغيرة يعتقدون أنها قد تمثل حالة نادرة من وجود الكائنات القزمة في الجزيرة، وتحدث هذه الظاهرة عندما يتضاءل حجم الكائن الحي مع مرور الزمن ليتكيف مع موئل محدود مثل جزيرة، ويقول الدكتور غلاو، "ربما كانت جزيرة مدغشقر الكبيرة قد أنتجت المجموعة الأساسية من كائنات الحرباء القزمة، بينما قد تكون الكائنات ألأصغر منها قد نشأت في جزر أصغر"، وأجرى الباحثون تحليلا جينيا للتأكد من أن السحالي تنتمي إلى أنواع مختلفة، وقال عضو فريق الباحثين ميغول فينس من جامعة براونشفايغ التقنية فس ألمانيا، إن الفروق الجينية بين الفصائل بدت "واضحة"، وأضاف "يظهر ذلك أن هذه السحالي انفصلت عن بعضها قبل ملايين السنين"، ويقول الدكتور غلاو: "تتركز بعض الأنواع في مناطق صغيرة من مدغشقر، ولذا من المهم الحفاظ عليها"، ويعتقد علماء أن لدى السحالي الصغيرة حساسية تجاه أي اضطرابات تطرأ على المنطقة التي تعيش فيها.

خطوط الحمار الوحشي والذباب

في سياق متصل ظلت الأسباب التي تطور من أجلها الحمار الوحشي ليصبح له خطوط على جسده سوداء وبيضاء موضوعا للجدل لعقود بين العلماء، والآن يقول باحثون من المجر والسويد أنهم فكوا هذا اللغز، ويقولون إن الخطوط التي تظهر على جسد الحمار الوحشي جاءت لتبعد عنه حشرات الذباب الماصة للدماء، وقال الباحثون في مجلة علم البيولوجي التجريبي إن هذا النمط من الخطوط الرفيعة يجعل الحمار الوحشي "غير جذاب" بالنسبة للذباب، ولكن النقطة الرئيسية في هذا الأمر، هي كيف يعكس هذا الشكل من الخطوط الضوء الساقط عليه، وقالت سوزان أكيسون من جامعة لوند، وهي أيضا أحد أعضاء فريق البحث الدولي الذي قام بإعداد الدراسة "لقد بدأنا أولا بدراسة الخيول ذات الجلود السوداء أو البنية أو البيضاء"، واستمرت أكيسون قائلة، "ووجدنا أنه في الخيول السوداء والبنية، حصلنا على أضواء مستقطبة أفقيا"، وهذا يجعل الخيول ذات الألوان الداكنة جذابة لذباب الخيل المعروف باسم "تابانيد"، وهذا يعني أن الضوء الذي ينعكس من جلود الخيول الداكنة، وينتقل في موجات إلى أعين الذباب الجائع، يتحرك على مستوى أفقي، مثل الثعبان الذي يزحف وجسده ممتد بشكل مستو على الأرض. بحسب بي بي سي.

ووجدت أكيسون وفريقها أن ذباب الخيول كان ينجذب بشدة إلى هذه الموجات "المسطحة" من الضوء، وأضافت "ويتم الحصول على ضوء منعكس غير مستقطب من جلود الخيول البيضاء"، حيث تنتقل موجات الضوء غير المستقطبة عبر أي مستوى، وكل مستوى في نفس الوقت، ولذلك فهي أقل جاذبية للذباب، ونتيجة لذلك، فالخيول ذات الجلود البيضاء هي أقل معاناة من الذباب من مثيلاتها من الخيول ذات الجلود الداكنة اللون، وبعد ما وجد فريق البحث أن الذباب يفضل الجلود الداكنة، أخذ الفريق يهتم بالحمار الوحشي، فقد أراد أن الفريق أن يعرف نوع الضوء المنعكس من الجسد المخطط لهذا الحمار، وكيف يؤثر هذا في الذباب الذي يعد من أكثر الأعداء إزعاجا للخيول والحمير، وقالت أكيسون "لقد أقمنا نموذجا تجريبيا وقمنا بدهان الأشكال المختلفة على لوحات"، ثم وضع الفريق لوحات سوداء وأخرى بيضاء، ولوحات أخرى عديدة عليها خطوط بأحجام مختلفة طولا وعرض، وثم وضع ذلك في أحد الحقول التي تضم مزرعة للخيل في منطقة ريفية بدولة المجر، وقالت أكيسون "وقمنا بوضع مادة لاصقة للحشرات على اللوحات وقمنا بإحصاء عدد الذباب الذي جذبته كل لوحة".

وكانت اللوحات التي تتخذ أقرب الأشكال لشكل جلود الحمار الوحشي هي التي اجتذبت عددا أقل من الذباب على الإطلاق، "حتى أقل من اللوحات البيضاء التي كانت تعكس الضوء غير المستقطب"، وقالت الباحثة أيضا "كانت هذه مفاجأة، لأنه بالنسبة للشكل المخطط، فلا تزال لدينا هذه المناطق الداكنة التي تعكس الضوء المستقطب بشكل أفقي"، "إلا أن الخطوط الضيقة -كما في جسد الحمار الوحشي- كانت الأقل جذبا للذباب"، ولاختبار رد فعل الذباب، بشكل واقعي على نموذج ثلاثي الأبعاد، وضع الفريق أربعة نماذج من الخيل بنفس الحجم الحقيقي في أحد الحقول، ووضع عليها مادة لاصقة، وتنوعت ألوان هذه النماذج الأربعة، فكان واحد منها باللون البني، وآخر بالأسود، وثالث بالأبيض، ورابع مخططا بألوان بيضاء وسوداء، مثل الحمار الوحشي، وأخذ الباحثون يجمعون الذباب العالق بسبب المادة اللاصقة كل يومين، ووجدوا أن نموذج الحمار الوحشي ذي الخطوط البيضاء والسوداء، هو الأقل عددا في جذب الذباب، مقارنة بالنماذج الأخرى، وقال البروفيسور ماثيو كوب، وهو عالم أحياء متخصص في التطور البيولوجي من جامعة مانشستر، إن التجربة "قوية ومثيرة" لكنه لم يستبعد الافتراضات الأخرى، بشأن أصل الحمار الوحشي المخطط، وقال كوب، "عموما، كان ينبغي على الباحثين، ليصبح هذا التفسير حقيقيا، أن يظهروا أن لدغات الذباب من نوع "تابانيد"، كانت تمثل ضغطا كبيرا بالفعل على الحمار الوحشي، وليس على الخيل والحمير العادية الموجودة في أي مكان آخر في العالم، والتي ليست بها خطوط"، وأضاف كوب "هم يدركون ذلك في دراستهم، ولكن رأيي هو أنه ليس هناك تفسير واحد، وأن العديد من العوامل لها علاقة بالخطوط على جسد الحمار الوحشي".

نظاما للتدفئة المركزية في الكلاب

فهل تعجبت يوما كيف تستطيع الكلاب السير حافية على الجليد، الان يقدم لك عالم ياباني اجابة محتملة، انه نظام تدفئة مركزي، ويقول الاستاذ الجامعي هيرويوشي نينوميا بجامعة يامازاكي جاكوين الى الغرب مباشرة من العاصمة طوكيو ان السر يكمن في طريقة سير الدورة الدموية للكلاب لمنع سريان القشعريرة الى باقي الجسم من ملامسة الاسطح شديدة البرودة، ويقوم هذا النظام على استخدام الدم الدافيء المحمل بالاكسجين لتدفئة الدم البارد الذي لامس سطحا باردا قبل اعادته الى قلب الكلب ودورته الدموية المركزية، وقال نينوميا عن كشفه الذي نشره في دورية علم أمراض الجلد البيطرية "الكلاب لديها نظام لنقل الحرارة عند أطراف سيقانه، تتدفق دماء الشرايين حتى أطراف سيقانها ثم تسخن دماء الاوردة قبل ان تعيدها الى القلب"، بمعنى اخر فهي لديها نظام للتبادل الحراري في أقدامها"، واستخدم العالم الياباني مجهرا الكترونيا لدراسة ساق كلب محفوظة ووجد ان تقارب الشرايين والاوردة في القدم يجعل حرارة الدماء القادمة من القلب عبر الشرايين تنتقل بسهولة الى الدم البارد في الاوردة، وبفضل هذا النظام لنقل الحرارة تظل أقدام الكلاب دافئة حتى حين تتعرض لبرودة شديدة، ويقول نينوميا ان الكلاب ليست وحدها التي تملك مثل هذا النظام لنقل الحرارة وان الدلافين من بين حيوانات أخرى تتمتع به، لكنه اشار الى انه ليس كل الكلاب قادرة على العيش في أجواء باردة وان ذلك يرجع الى مربي الكلاب والصفات الخاصة التي يسعون وراءه، واستطرد "الكلاب تطورت من الذئاب ولذلك تحتفظ ببعض خصائص أجدادها"، لكن هذا لا يعني ان يذهب احدها دائما للهو وسط الجليد طول الوقت، فهناك أنواع كثيرة من الكلاب الآن لا تتحمل البرد". بحسب رويترز.

العودة الى المحيط الاطلسي

بدوره قال مسؤولون بحريون ان اكبر سرطان بحر يتم اصطياده في ولاية مين الامريكية ويزن 12.25 كيلو جرام والذي اطلق عليه لقب "روكي" وهو ذو مخالب قوية بما يكفي لكسر ذراع رجل اطلق مرة اخرى الى المحيط في وقت سابق بعدما وقع في شرك شبكة جمبري (روبيان) مؤخر، وقالت الين جونز مديرة التعليم لقسم الموارد البحرية للولاية ان سرطان البحر وهو ذكر من القشريات في مثل حجم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات اطلق الى مياه المحيط الاطلسي، وقالت جونز "الوزن كله في المخالب، يمكن ان يكسر ذراعك"، وتم اصطياد سرطان البحر بالقرب من شاطىء قرية كوشينج ونقل الى حوض سمك ولاية مين في وست بوثباي، وتحظر الولاية على الصيادين الاحتفاظ بسرطانات البحر التي يتجاوز حجمها 12.27 سنتيمتر من العين الى بداية الذيل، ولانه تأقلم على المياه بالقرب من حوض السمك فان سرطان البحر اطلق في وست سبوثباي بدلا من المكان الذي اصطيد منه. بحسب رويترز.

الذباب يصاب بالأرق

من جهة اخرى وجدت اختبارات جديدة أجريت على الذباب، أن الذبابات التي تحمل طفرة في جين «الأرق»، تنام أقل بمرتين أو ثلاث عما هو طبــيعي، ويقصر عمره، ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن باحثين في جامعة «روك فيلر» أنه على الرغم من الاختلاف الكبير بالنسبة لطريقة الحياة بين الذباب والبشر، فإن آليات النوم واليقظة تبدو على الأرجح متشابهة جد، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة نيكولا ستافروبولوس إن «النوم هو سلوك أساسي عند كل الحيوانات، وهو غير مفهوم بوضوح من الجانب العلمي بعد»، وأشار إلى ان البحث قدّم مفاتيح جديدة حول كيفية ضبط مسألة النوم على مستوى الجزيئات، وقد يكون مفيداً في فهم وعلاج الاضطرابات المتعلقة بالنوم، وقال فريق البحث إنه عن طريق نسخ واختبار جين «الأرق» لدى أكثر من 20 ألف ذبابة، اكتشف آلية جديدة تماماً يجري فيها تنظيم النوم، وتبيّن أن الحشرات التي لديها المتغيّر نامت بمعدل 317 دقيقة في اليوم بدلاً من الوقت الطبيعي وهو 927 دقيقة، وكان عمرها أقصر من الذبابات الأخرى. بحسب يونايتد برس.

المرجان وعملية التكاثر

من جانبهم اكتشف علماء من أستراليا استراتيجية غير معروفة حتى الآن للتكاثر لدى حيوان المرجان وهي الاستنساخ، وقال العلماء في مجلة "ساينس" الأميركية، اليوم، إنه صغار هذا الحيوان أو أجنته غير المحمية لاتموت عندما تتمزق وتنفصل عن بعضها بسبب هياج البحر، بل إنها تستمر في النمو بشكل منفرد كقطع متماثلة جينيا، وتصبح يرقات تتماسك فيما بعد وتتطور إلى شعب مرجانية، ورجح الباحثون أن تكون هذه الاستراتيجيات المعقدة للتكاثر تزيد من فرصتها في البقاء في ظل ظروف بيئية متغيرة لا يمكن التنبؤ به، وينتمي حيوان المرجان للكائنات المجوفة، ويتكاثر بشكل جنسي وغير جنسي، وينتج خلال التكاثر غير الجنسي بروز صغير من أحد تفرعات المرجان ينتج عنه بروز آخر، وينقسم المرجان في الأصل ذاتيا، وعندما تنفصل قطع صغيرة من أحد الشعب المرجانية فإن الأجزاء المنفصلة يمكن أن تعلق مرة أخرى في قاع البحر وتعاود النمو لتصبح قطعة مرجانية عندما تتوفر لها الظروف المناسبة، وهذا أيضا نوع من التكاثر غير الجنسي، وإن كان بشكل غير متعمد.

أما التكاثر الجنسي فيتم خلال تخصيب بويضات المرجان بحيوانات منوية، ثم تهيم الأجنة الناتجة عن ذلك في مياه البحر ويجرفها التيار المائي، وبهذه الطريقة تستطيع حيوانات المرجان الانتشار في مسافات متباعدة ثم الرسو في موضع آخر وتكون أساس  لشعبة مرجانية جديدة، وأشهر مشهد يعكس ذلك هو المشهد الذي يتوفر عند شعب "غريت بارير" المرجانية في أستراليا، وذلك عندما تتجمع أعداد هائلة من الحيوانات المنوية المرجانية مطلع الربيع في ليلة أو بضع ليال، وعندما توضع بويضات المرجان في الماء ويبدأ إزهار المرجان، وحيث إن الأجنة الصغيرة لا تحتمي بغشاء أو كبسولة حيوية خلافا لغيرها من الحيوانات متعددة الخلايا، فإنها تنفصل عن بعضها بسهولة بسبب هيجان البحر، وهو ما شاهده أندريو هيوارد و أندريو نيجري من المعهد الاسترالي لأبحاث البحار في المختبر، وذلك عندما قلبوا حاويات بها يرقات مرجان أو عندما قاموا بتهويته، ويرجح الباحثون أن الشيء نفسه يحدث في الطبيعة أيضا، وذلك لأنه لا يندر أن يكون البحر هائجا في ليالي التكاثر الهائل بين حيوان المرجان، وذلك حسبما تبين للباحثين خلال الأبحاث التي أجروها فيما بعد. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وتتبع فريق الباحثين هذه الظاهرة بشكل أكثر تفصيلا، وألقى بأجنة عثر عليها في البحر في حاوية من حاوية أخرى على ارتفاع 30 سنتمترا في المختبر لمحاكاة نفس ظروف الطبيعة، فتبين من خلال التجربة أن نصف الأجنة تقريبا تمزقت عن بعضها جراء حركة هيجان الماء، وكان الأمر الأكثر إدهاشا للباحثين، استمرار تطور الأجزاء المنفصلة من دون أن تتأثر بهذا التمزق، وأن اليرقات التي نشأت عن الأجزاء الكسيرة من المرجان تطورت إلى أن أصبحت مرجانات شابة طبيعية، وإن كانت أصغر حجما من مثيلاتها من الأجنة التي ظلت كاملة، ومعلقا على هذه النتائج، قال نجري في بيان صحفي عن المعهد الأسترالي لأبحاث البحار، "يبدو أن غياب غشاء واقي حول الأجنة ليس محض صدفة، لقد انقسم نحو نصف الأجنة التي استخدمناها في تجاربنا، ما يرجح أن هذه الاستراتيجية موجودة منذ زمن طويل ضمن الوسائل التي يستخدمها حيوان المرجان للتكاثر بشكل فعال قدر الإمكان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/آذار/2012 - 21/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م