تخلصوا من العرب أعضاء الكنيست

توفيق أبو شومر

لقد آن الأوان لتعود دولة إسرائيل إلى عباءتها الدينية، بعد أن أفلحت في إخفائها عن أعين العالمين، وارتدت معطف الديموقراطية وقميص الحرية والعدالة أكثر من نصف قرن!

إن العباءات الدينية الحريدية المتطرفة أصبحت تطغى على كل قسمات المجتمع الإسرائيلي في كل مجالات الحياة، فهناك ثورة على رئيس بلدية تل أبيب لأنه طالب الحكومة بتسيير حافلات يوم السبت في مدينته، وهناك ثورة ضد النساء العلمانيات في بيت شيمش، وأنشأ الحارديم في المستوطنات الحريدية مصاعد للنساء وأخرى للرجال، وعزلوا النساء في المواصلات العامة، وطاردوا الفلاشاه لسواد بشرتهم، وفرضوا على الحكومة أنظمتهم الخاصة وأسسوا فرقا تطارد الحريات الشخصية، بخاصة في القدس.

 كثيرون لا يعنيهم كل ما يحدث في الحياة اليومية الإسرائيلية، غير أن كل المظاهر السابقة انعكست على الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 وهم أصحاب الأرض فلابسو العباءات الدينية يُنفِّسونَ عن كُربهم وضوائقهم وانغلاقهم الفكري والديني، بقطع أشجار زيتون الفلسطينيين وحرق مساجدهم، ومطاردة أطفالهم الذاهبين إلى مدارسهم واعتقالهم!

ويشاركهم في هذا الإرهاب كبار حاخاميهم فيطلبون من الجمهور اليهودي عدم تأجير أو بيع العقارات للعرب، وهي دعوة حاخام صفد شموئيل إلياهو وعددٌ كبير من الحاخامين، ويُضعون القوانين لمنع استخدام اللغة العربية في الملصقات والشوارع.

أما عن القدس فهم اليوم يشكلون عصابات لإرغام أهلنا على تركها، بعدة طرق وأساليب، لدرجة تشكيل فرق من البلطجية (زعران التلال) وفرق إرهابية (فرقة دفع الفواتير) وأصبح المسجد الأقصى والكنائس المسيحية هدفهم الواضح، فنشط لابسو العباءات الدينية في تأسيس عصابات تعد لهدم المسجد وبناء الهيكل الثالث على أنقاضه، وتختص فرق أخرى بإعداد تفاصيل ما بعد هدم المسجد ، مثل عطيرت كوهانيم، وجماعة حي قيوم، وأمناء جبل الهيكل وعشرات العصابات الحريدية الدينية!!

 ولكي يُحقِّقوا أهدافهم، فهم اليوم قد عمدوا إلى تصفية ما بقي من العناصر الفلسطينية التي تُثير انزعاجهم من أعضاء الكنيست العرب.

 فأعضاء الكنيست العرب أصبحوا اليوم هدف المتطرفين، باعتبارهم مَلكات النحل لخلايا العسل الفلسطينية، فقد نجحوا في ترحيل النائب عزمي بشارة، وسجنوا النائب الشيخ رائد صلاح، وهم اليوم يخططون لإبعاد حنين زعبي بعد أن اتهموها بأنها قالت الحقيقة، وأشارت إلى التمييز العنصري ضد الفلسطينيين الصامدين في أرضهم، في مؤتمر راسل في جنوب إفريقية، وشاركت في التضامن التركي لكسر الحصار عن غزة، وكتبت أيضا مقدمة كتاب (التمييز ضد الفلسطينيين للكاتب البريطاني بن وايت) وطالبوا ليس بإلغاء حصانتها البرلمانية، بل بإبعادها خارج إسرائيل.

 وفي هذا اليوم قرأت ما قاله عضو الكنيست من حزب إسرائيل بيتنا إلكس ميلر وما قالته عضو الكنيست الليكودية( ميري ريغف) عن أعضاء الكنيست العرب الذين حضروا مؤتمر نصرة الأقصى في الدوحة بقطر، فقد قالت :

" يجب إلغاء حصانتهم، لأنهم طابور خامس ضد دولة إسرائيل، ولا مجال لوجود حصان طروادة في إسرائيل، فعلى أعضاء الكنتيست العرب ممن يحضرون المؤتمرات المناوئة لإسرائيل أن يلتحقوا بحماس والإرهابيين"!(يديعوت أحرونوت 26/2/2012).

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/شباط/2012 - 6/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م