الإنترنت... بيئة خصبة لمجرمين أكثر عصرية واحتراف

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تحولت شبكة الانترنت إلى حلبة يرتع فيها المجرمون خاصةً في الآونة الأخيرة حول العالم، وتنفذ فيها العصابات عمليات سرقة الأموال من الحسابات المصرفية، عن طريق الاحتيال عبر الإنترنت وهو أسلوب يتم فيه إغراء الهدف للقيام أما بالكشف عن معلوماته الشخصية وهويته الحقيقية أو الكشف عن معلومات مهمة ليقوم أناس على الطرف الآخر بعدها بسرقة كلمات المرور السرية لسلب أمواله أو معرفة أرقام بطاقته الائتمانية... الخ، من خلال استخدام خدمات الإنترنت المختلفة كالبريد الإلكتروني، غرف المحادثة، مواقع الويب والمنتديات الاجتماعية... وغيرها.

وقد أظهرت التقارير المختصة في هذا المجال بان المصارف حول العالم فقدت ملايين الدولارات، بسبب الاحتيال المصرفي، وقد بلغت 239.1 مليون دولار في آخر ثلاث سنوات، مقارنة بحوالي 18 مليون دولار فقط في أوائل العقد الماضي.

إذ تتفاوت أنواع الاحتيال حسب الزمن والطريقة والنوعية فهناك الاحتيال عن طريق اليانصيب وبه يتم إخبار الشخص بأنه ربح في اليانصيب وما عليه الا إرسال مبلغ من المال ليستلم جائزته. وهناك أيضا طريقة (الاحتيال الرومانسي) وذلك عن طريق اقناع الضحية بايجاد حبيب له مقابل مبلغ من المال، بالإضافة إلى طريقة فعل الخير وذلك بمحاولة اقناع الضحية بالتبرع من اجل القضايا الإنسانية من حروب وأوبئة ومجاعات، وقد وقع ضحيتها العشرات في العالم العربي.

على الرغم من حملات التوعية المتعلقة بمختلف الوسائل الإعلامية حول هذا النوع من الاحتيال، إلا أن العديد من الضحايا ما زالوا يقعون في شرك عصابات الاحتيال طمعا في الحصول على الملايين من الدولارات. ومع العديد من المعوقات التي تعترض مكافحة عمليات الاحتيال إلا أن أجهزة الأمن بدأت بمكافحة هذه الظاهرة بالتعاون على المستوى الدولي في تبادل المعلومات.

إذ أنه لابد من تفعيل نظام مكافحة جرائم المعلوماتية أمام تلك الظاهرة العالمية وكذلك من الضروري العمل على نشر الوعي الاجتماعي بالآثار السلبية لاستخدامات شبكة الإنترنت.. ولكن متى؟ وكيف.. ومن هي الجهات المسئولة بذلك؟

احتيال عبر الإنترنت

فقد حذر خبراء الكمبيوتر مستخدمي خدمات البريد الإلكتروني من مغبة السقوط ضحية لعمليات الاحتيال، التي تتم بواسطة الرسائل الإلكترونية. وعلى الرغم من أن برامج مرشحات البريد الإلكتروني أصبحت أكثر كفاءة في اقتناص الرسائل غير المرغوب فيها والتخلص منها، إلا أن عمليات الاحتيال عبر الانترنت مازالت تجرى على قدم وساق.

ويقول الخبراء إن الضحايا يمكن أن يسقطوا ضحية لعمليات الاحتيال عبر الانترنت، عن طريق تلقي رسائل إلكترونية تطلب منهم الكشف عن معلومات شخصية أو تحويل مبالغ معينة إلى جهات غير معروفة. ومهما كانت الرسالة تبدو شرعية، يتعين على كل مستخدم أن يتوخى الحذر عندما يجد نفسه بصدد رسالة تطلب منه الكشف عن معلومات شخصية.

محتالون يزدادون دهاء

على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات وصناعة الإنترنت لإغلاق شبكات الاحتيال عن طريق رسائل البريد الإلكتروني إلا أن الغالبية العظمي لرسائل البريد الإلكتروني المرسلة تعد رسائل متطفلة وترسل نسبة مئوية غير معروفة من هذه الرسائل بغرض الاحتيال ويراقب مركز شكاوى جرائم الإنترنت وهو مشروع للشراكة بين مكتب التحقيقات الاتحادي ومركز وايت كولار للجريمة جرائم الإنترنت في الولايات المتحدة مع إحالات تقدم من أرجاء العالم، وان الخسائر السنوية من جراء الاحتيال عن طريق الانترنت التي يتكبدها المشتكون بملايين الدولارات .

تطورت جرائم النصب على شبكة الإنترنت عن زمن الاحتيال الساذج فيما مضي عندما كان أمراء نيجريون مزيفون يبعثون برسائل الالكترونية للضحايا يخبرونهم فيها بأن ثروة طائلة ستهبط عليهم فجأة إذا وفروا أرقام حساباتهم المصرفية فحسب وحتى مع محاولة السلطات القضاء علي هذه الخدع وعمليات الاحتيال الأخرى عن طريق البريد الإلكتروني والإنترنت يزداد المحتالون دهاء ويعثرون على ثغرات جديدة لاستغلالها، والأغلبية الساحقة من رسائل البريد الإلكتروني تنف ضمن البريد المزعج وهناك نسبة غير معلومة من هذا البريد تهدف إلي الاحتيال ويعني نطاق الاحتيال الإلكتروني أن بوسع المجرمين تحقيق مكاسب ضخمة حتى إذا لم تنخدع سوى نسبة صغيرة من الناس، ويشير الاحتيال الإلكتروني عادة إلي رسائل الكترونية مخادعة يزعم أنها من بنوك أو مصادر أخري جدير بالثقة تسعي إلي خداع متلقيها للكشف عن أرقام حساباتهم المصرفية أو بطاقاتهم الائتمانية وكلمات السر الخاصة بها، وحققت الحكومة الأمريكية انتصار كبيرا في نوفمبر الماضي حين تم إغلاق شركة مكولو كورب التي تستضيف مواقع الإنترنت وتتفاوت التقديرات لكن صحيفة واشنطن بوست قالت أن 75% من إجمالي الرسائل المزعجة علي مستوى العالم كانت ترسل من خلال هذه الشركة وحدها لكن شركة "بوستيني" المتخصصة في الأمن والتابعة ل"جوجل" قالت إن الرسائل الالكترونية التي تعرض حميات النجوم وحبرا رخيصا للطابعات وإسقاط ديون البطاقات الائتمانية أو توفير المتعة الجنسية وجدت طريقا جديدا إلي صناديق البريد الالكتروني . بحسب رويترز.

اميركا

في سياق متصل ارتفعت خسائر الاحتيال عبر الانترنت في اميركا إلى رقم قياسي بلغ 264 مليون و600 ألف دولار العام الماضي وفق تقرير مركز شكاوي الاحتيال عبر الانترنت الذي تديره المباحث الاتحادية الاميركية "اف. بي.اى" والمركز الوطني لجرائم ذوي الياقات البيضاء. واشار التقرير الذي صدر أمس إلى تزايد جرائم الاحتيال التي يكون مصدرها من مختلف انحاء العالم في الاغلب من اميركا وكندا وبريطانيا ونيجيريا والصين هذا العام مع زيادة نسبتها 50% تقريبا في الشكاوي التي تم ابلاغ السلطات الاميركية عنها في اذار فقط. ووفقا للتقرير فان الشكوى الاكثر شيوعا خلال العام الماضي كانت عدم توصيل البضائع المشتراة عبر الانترنت تلتها المزادات الوهمية ثم الاحتيال ببطاقات الائتمان والاحتيال بزعم الاستثمار.بحسب رويترز.

بريطانيا

بينما كشف تقرير جديد نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن مستخدمي الكمبيوتر في بريطانيا يتعرضون لجريمة احتيال كل سبع ثوان، وقال التقرير إن 3.7 مليون من ما تُسمى "رسائل الاقتناص" عبر البريد الإلكتروني جرى إرسالها إلى البريطانيين خلال الأشهر الإثني عشر الماضية من قبل مجرمين انتحلوا صفة مشغّلي عمليات الانترنت في مصارف كبرى، واضاف ان 285 جنيهاً استرلينياً هو متوسط ما يخسره ضحية جرائم الانترنت ورسائل التصيد، المصممة لخداع الضحايا من أجل تسجيل حساباتهم المصرفية وكلمات السر للدخول إليها على موقع مصرفي وهمي، ووجد التقرير أن 25% من البريطانيين اعترفوا بأنهم وقعوا ضحايا الاحتيال الالكتروني والرسائل الالكترونية المصرفية الوهمية التي تُعد الأسلوب الأكثر استخداماً من قبل المجرمين، واشار إلى أن أكثر من 50% من مستخدمي الكمبيوتر البريطانيين تلقوا سحوبات يانصيب كاذبة، فيما جرى استهداف واحد من بين كل اثنين منهم من قبل محتالين أجانب كان مصدر غالبيتهم من نيجيريا.

الصين

في حين بدأت الحكومة الصينية في إتخاذ إجراءات وتدابير لمكافحة المجرمين الإلكترونيين داخل البلاد في خطوة تهدف لمنع سرقة التفاصيل المصرفية للمتسخدمين عبر الإنترنت، وكجزء من تلك الإجراءات، ستعمل الحكومة على ضمان ظهور مواقع الويب الشرعية الخاصة بالبنوك داخل البلاد في أعلى نتائج البحث على الإنترنت داخل البلاد، وتأتي خطوة الحكومة عقب الهجوم الإلكتروني الذي نجم عنه سرقة معلومات شخصية حساسة تخص الحسابات المصرفية لما يزيد على 45 مليون عميل في سلسلة من الهجمات المنفصلة، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط، وتجري الحكومة الصينية حالياً تحقيقا بشأن السرقات الإلكترونية ، حيث شددت على أن مثل تلك الحوادث كانت بمثابة تهديداً حقيقياً لأمن الإنترنت، كما تم إقناع أكبر عشرة محركات للبحث داخل الصين لدعم وتأييد رؤية وخطة مكافحة الاحتيال الجديدة، فقد تعهدت بعض من تلك المحركات بوضع أيقونة خاصة بجانب مواقع البنوك الشرعية لضمان عدم حدوث ارتباك لدى العملاء بشأنها.

كما أعلنت الشرطة في جنوب الصين إنه القي القبض على أكثر من 90 مشتبه بهم على خلفية عملية احتيال تم من خلالها الاستيلاء على 6.5 مليون دولار من مستثمرين من هونج كونج. وكان قد تم إقناع مجموعة من كبار السن في هونج كونج يعيشون في مدينة شينزين باستثمار أموالهم في شركة للأسمدة الحيوية علي أن تنمو استثماراتهم بنسبة 42 % سنويا، وقالت الشرطة في شينزين إن الشركة كانت وهمية وجري القبض علي أكثر من 90 شخصا يشتبه في تورطهم في قضية الاحتيال ويجري التحقيق معهم. ويشار إلي أن عشرات الآلاف من كبار السن في هونج كونج يقيمون في شينزين و أجزاء أخري في جنوب الصين بعد التقاعد حيث أن تكاليف المعيشة أقل بالإضافة لزواج بعض المتقاعدين من فتيات صينيات أصغر سنا. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

هونج كونج

من جهتها قالت الشرطة في هونج كونج إن تلميذا (13 عاما) كان بين 15 شخصا ألقي القبض عليهم فيما يتعلق بمزاد مزيف عبر موقع على الإنترنت خسر المشترون من خلاله حوالي 50 ألف دولار. واتهمت المجموعة بإدارة الموقع الذي يعرض محتويات مختلفة من هواتف "آي فون" وحتى حقائب اليد الفاخرة وألماس ولكن دون توصيل هذه السلع للمشترين رغم دفع ثمنها، وقال متحدث باسم الشرطة إن التلميذ يزعم أنه عرض هاتف "آي فون" بسعر 515 دولار واستخدم الحساب البنكي الخاص بوالديه لتلقي الثمن. وتردد أن الصبي استغل الأموال لشراء ملابس وكمبيوتر محمول. جدير بالذكر أن اثنين من الذين ألقي القبض عليهم دون سن 18 عاما حيث ألقي القبض أيضا على فتاة (16 عاما) متهمة بالاحتيال على مشترين عبر الإنترنت والحصول على أكثر من 600 دولار بعد عرض حقيبتي يد فاخرتين، وبموجب القانون في هونج كونج ، يمكن توجيه التهم الجنائية للأطفال فوق سن العاشرة كما يمكن أن يمثلوا للقضاء أمام محاكم البالغين بداية من سن 16 عاما. وقال المتحدث باسم الشرطة إنه يزعم أن المشتبه بهم قطعوا كافة الاتصالات مع المشترين بعدما حصلوا منهم على النقود. جدير بالذكر أن جميع المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم أمس الاثنين أصدقاء أو تربطهم صلات ببعضهم البعض ، ويبلغ عمر أكبرهم 45 عاما. وقالت الشرطة إن ضحايا موقع المزادات المزيفة بلغ عددهم 30 شخصا على الأقل وخسروا أموالا إجماليها تساوي 47700 دولار. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

مبادرة عالمية

الى ذلك تزايدت خلال الآونة الأخيرة عمليات “الاحتيال الإلكتروني” بوتيرة سريعة، وتعددت أساليبها، ويعد E-Mail Phishing أو “تصيد المعلومات” عن طريق الرسائل الإلكترونية أكثرها انتشاراً. إذ يستدرج المجرمون، عبر حيل عدة، مرتادي شبكة الإنترنت للكشف عن معلوماتهم الشخصية السرية المصرفية وغيرها، بهدف جمع المعلومات والبيانات من أجل الاستغلال المادي أو للتشهير أو للمغامرة والتحدي الإلكتروني فقط، لذا قررت كبرى شركات الإنترنت اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذا الوباء العالمي وحماية المستخدم من مغبة الوقوع في مصيدة هذه الرسائل المزيفة، وذلك في إطار فريق عمل تقني أو نظام مشترك أُطلق عليه اسم“Dmarc” وهو اختصار لـDomain-based Message،Authentication،Reporting  and conformance. خصص لهذا النظام موقع خاص هو Dmarc.org، هذا التحالف يتألف من 15 شركة متخصصة في مجال الإنترنت من بينها شركة جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وياهو وشركة “AOL” الأمريكية وشركات مالية مثل “Bank of America” و”Fidelity Investments” و”باي بال” بجانب شركة “America Greetings” و”LinkedIn”، كما يتضمن شركات متخصصة في تقديم خدمات حماية وتأمين البريد الإلكتروني مثل شركة “Agari” و”eCert”، و”Cloudmark”، و”Return Path”، و”Trusted Domain Project”، وهذه المبادرة هي نتاج تعاون دام طوال 18 شهراً، لتحديد الملامح الأساسية لهذه الخطوة من أجل تعزيز وتأمين رسائل البريد الإلكتروني بما يتناسب مع نمو التعاملات الإلكترونية في الوقت الراهن.

ومن جانبه أوضح مدير شركة “باي بال” ورئيس مجلس إدارة مجموعة عمل “Dmarc”، بريت ماكدويل أن “كل عام يتم خداع ملايين الأشخاص وكذلك الشركات عبر الحيل الإلكترونية التي تتم عبر رسائل البريد الإلكتروني، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان ثقة المستخدم بالنسبة لمزودي خدمات البريد الإلكتروني، وأضاف أنه “تم تأسيس هذه المجموعة لوقف الهجمات الرامية لسرقة المعلومات طبقاً لسياسة ممنهجة تعمل على تصفية الرسائل غير المرغوب فيها، ولقد تم بناء “Dmarc” وفقاً لمعايير سابقة تتعلق بأمن البريد الإلكتروني مثل “SPF- سجل نظام التعرف إلى هوية المرسل” وكذلك “DKIM- نظام مصادقة البريد الإلكتروني”، من أجل إنشاء بروتوكول معياري لا يحل محل المعيارين السابقين، بل يدمجهما معاً يتصدى لأساليب الخداع الإلكتروني المتعددة، ويتم من خلاله التأكد من صحة الرسائل الصادرة والواردة على حد سواء، وبواسطة “Dmarc” يستطيع مراسلو الإيميلات التأكد من أن رسائلهم تم التعرف إلى مدى مصادقتها من قبل مزودي البريد الإلكتروني مثل “Gmail” ورفض الرسائل التي تحاول محاكاة عناوين المرسلين، وبالتالي تتيح للعملاء التواصل مع المصارف الخاصة بهم بكل ثقة، وذكرت جوجل عبر مدوّنتها أنه حوالي 15% من رسائل برنامج “Gmail” مؤمنة ومحميه من قبل قواعد “Dmarc” الذي تم تفعيله منذ قرابة سنتين. والآن وبعد انضمام مستخدمين ومزودين مهمين من بينهما فيسبوك و”لينكد إن” و”باي بال” قادرون على هذا النظام، أصبح الطريق ممهداً للتصدي والقضاء على آفة “الجريمة الإلكترونية”.

أحدث أساليب الاحتيال عبر الإنترنت

في حين تعددت جرائم السرقة والاحتيال عبر الإنترنت وتفنن القراصنة فى ابتكار طرق جديدة وجذابة لاصطياد فريستهم وكان آخرها ما حذّرت منه شركة "سكيور كمبيوتينج" العاملة في مجال تأمين الاتصالات من تطور هجمات "التصيد الالكتروني" إلى مرحلة الاحتيال عن طريق الاتصال الهاتفي، وفي هذا السياق، تعقب مهندسو شركة "سكيور كمبيوتينج" عدة مواقع إخبارية ومنتديات للدردشة الإلكترونية تناقش تقنية جديدة تسمي "التصيد الالكتروني الصوتي" وتستغل هذه الطريقة الجديدة ميزة التكلفة المنخفضة للاتصال الصوتي المعتمد على بروتوكول الانترنت للحصول على المعلومات والبيانات الخاصة ببطاقات الائتمان والحسابات المصرفية للعملاء، وتمكن هذه التقنية الجديدة المتصيدين من الحصول على رقم التعريف الثلاثي الخاص بحماية البطاقة الائتمانية وتاريخ انتهائها والمعلومات الأساسية الأخرى إضافة إلى أرقام بطاقات العملاء وحساباتهم المصرفية،  كما أنهم يستطيعون استخدام بطاقة تعريف مسروقة لتشغيل نظام اتصال صوتي رقمي من خلال شركة اتصال هاتفي عن طريق الإنترنت، وتتبع عمليات "التصيد الالكتروني الصوتي" طرقا مألوفة، حيث يقوم المتصيد بالاتصال بشكل متسلسل بأرقام هواتف محلية وعندما يجيب أحد الهواتف يبدأ تسجيل صوتي أوتوماتيكي بتنبيه العميل بأن بطاقة ائتمانه قد تم اختراقها ويتوجب عليه أن يتصل على رقم معين، وغالباً ما يكون هذا الرقم للاتصال المجاني أو رقما محليا لشركة مالية وهمية يتظاهر المتصيدون الالكترونيون بأنهم يمثلونها، وعندما يتصل العميل بالرقم، يتم الرد عليه عن طريق برنامج مجيب صوتي يخبره بضرورة التحقق من الحساب عبر إدخال رقم بطاقة الائتمان المؤلف من 16 رقماً عن طريق لوحة أرقام الهاتف، وعندما يقوم العميل بإدخال رقم بطاقة الائتمان، يحصل عندها المتصيد الالكتروني على كافة المعلومات الضرورية ليتم بعدها استغلال البطاقة، كما يمكن استخدام المكالمة للحصول على تفاصيل إضافية مثل رقم التعريف الشخصي الأمني وتاريخ الانتهاء وتاريخ الميلاد ورقم الحساب البنكي. بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

الرجال خداعهم أسهل من النساء

فقد أظهر مسح أجري على أكثر من 1600 مستخدم للإنترنت في الولايات المتحدة وبريطانيا ان الرجال يقعون ضحايا الخداع بشكل أسهل من النساء على شبكات التواصل الإجتماعي، وأجرت المسح شركة “بيت ديفندر” التي تعنى بمكافحة الفيروسات الإلكترونية، وبيّنت نتائجه التي نشرتها صحيفة “دايلي مايل” البريطانية ان 64.2% من النساء دائماً يرفضن طلبات الصداقة على مواقع مثل فايسبوك مقابل 55.4% من الرجال، وأظهرت الدراسة ان الرجال عادة يقبلون طلبات صداقة من نساء شبه عاريات أو مثيرات بكل ما تحمله هذه الطلبات من احتمال وجود فيروسات في حين ان النساء أكثر حذراً من هذه الناحية، وكشفت الدراسة ان الرجال أكثر ميلاً لقبول طلبات صداقة من غرباء والكشف عن مواقعهم وتجاهل معايير الخصوصية وترك حساباتهم مفتوحة أمام الجميع وعدم قراءة سياسات الخصوصية للموقع، وبيّنت الأرقام ان ربع الرجال يسمحون للغرباء برؤية حساباتهم والبحث فيها مقارنة بـ16% من النساء، وقال 25.6% من الرجال انهم يكشفون عن مواقعهم مقارنة بـ21.8% من النساء، واللافت ان المسح أظهر ان الرجال الأميركيين أكثر ميلاً للمخاطرة على الإنترنت أكثر من نظرائهم في بريطانيا. بحسب يونايتد برس.

تذاكر اولمبياد لندن 2012

من جانب اخر حذر مسؤولون بريطانيون جماهير وعشاق الرياضة من خطورة تعرضهم لاحتيال من قبل مواقع الكترونية لبيع تذاكر اولمبياد لندن 2012 مستغلين خيبة أمل كثيرين فشلوا في الحصول على تذاكر لحضور الحدث الرياضي، ووفقا للنظام المتبع لبيع التذاكر فلن يستطيع عدد كبير من الجماهير من الحصول على تذاكر حتى بعد انطلاق الجولة الثانية لبيعها، ويخشى مسؤولو هيئة ضبط معايير التجارة في بريطانيا من تعرض الجماهير لفخ المواقع الوهمية لبيع تذاكر الاولمبياد، ودائما ما تنصب هذه المواقع شباكها للإيقاع بالجماهير والاستيلاء على أموالهم قبل الأحداث الكبرى مثل البطولات والمهرجانات، وتقدم حوالي 1.8 مليون شخص للحصول على تذاكر الأولمبياد ولكن عدد التذاكر المتاحة 6.6 مليون تذكرة فقط، ويسمح للموزعين المعتمدين فقط المسجلين على الموقع الرسمي للاولمبياد ببيع التذاكر للجماهير، ويقوم موقع " محدد المواقع" بمساعدة مستخدمي الانترنت على معرفة المواقع الشرعية عن غيرها غير القانونية، وينصح المشترون بالتأكد قبل شراء تذاكر قبل الأحداث الكبرى من تفاصيل الاتصال وشروط التعاقد والابتعاد عن المواقع المؤقتة المشبوهة، وقالت نيكولا سكوفيلد وتعمل مديرة بهيئة معايير التجارة في نوتنجهامشير إنهم يتوقعون حالات من هذه النوعية في الفترة التي تسبق دورة الالعاب، وأضافت يجب على الجمهور أن يلتزم بشراء التذاكر من المصادر الموثوقة وإلا قد يرفض دخولهم لمشاهدة الدورة أو قد لا تصل إلى أيديهم التذاكر، ومن أشهر الأمثلة على هذه الحوادث، قام والدا السباحة الانجليزية ريبيكا ادلينجتون الحائزة على الميدالية الذهبية في بكين بشراء تذاكر قيمتها 1100 جنيه استرليني من موقع على شبكة الانترنت اتضح فيما بعد أنه موقع مشبوه وأنهما تعرضا لعملية احتيال، وستكون التذاكر غير المباعة من قبل المنظمين لدورة الالعاب متوفرة في جولات أخرى من نظام الاقتراع إضافة إلى إمكانية طرح تذاكر إضافية للبيع بعد الانتهاء من اختبار الملاعب ووضع اللمسات النهائية، من جانبه قال موقع "اي باي" الالكتروني الشهير، وهو موقع متخصص في البيع بالمزاد عبر الإنترنت، انه لن يسمح بإعادة بيع تذاكر الأولمبياد. بحسب البي بي سي.

شبكة احتيال نهبت الملايين

الى ذلك أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، اعتقال أكثر من 60 شخصا في الولايات المتحدة، وإنجلترا وأوكرانيا، بعد أن اكتشفت السلطات شبكة احتيال وسرقة إلكترونية، وقال مكتب التحقيقات الفدرالي إن المتهمين في الشبكة تلك "تمكنوا من الاستيلاء على نحو 70 مليون دولار من الولايات المتحدة وحدها، وكانوا يخططون لسرقة مبالغ تصل إلى 220 مليون دولار، وأوضح مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي غوردون سنو أن "الأشخاص الخمسة المحتجزين في أوكرانيا هم من يدير هذه الجريمة الإلكترونية المنظمة"، لافتا إلى أن 39 أمريكيا و20 مقيما في المملكة المتحدة تم احتجازهم، وأشار إلى أن هؤلاء اعتقلوا بتهمة "المساعدة على تنفيذ عملية سرقة متطورة باستخدام الكمبيوتر والتي استهدفت في المقام الأول الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات، قال مسؤولون أمنيون، إنهم تمكنوا من تفكيك شبكة لجرائم تكنولوجيا المعلومات الدولية، تستخدم رسائل البريد الإلكتروني للحصول على كلمات السر الشخصية، تمكنت من جمع 3 ملايين دولار من حسابات مصرفية في الولايات المتحدة، ووجه مكتب المدعي العام الأمريكي تهما لنحو 37 شخصا لاستخدامهم برنامج كمبيوتر خبيث يسمى فيروس "زيوس،" للتسلل إلى حسابات مصرفية لشركات أمريكية ومؤسسات مدنية حكومية، وفي قضية ذات صلة، اتهم المدعي العام في مانهاتن، سايروس فانس، 36 شخصا بتهمة سرقة 860 ألف دولار، من عشرات الأفراد والشركات، بما في ذلك شركة "جي بي مورغان تشيس، كما اعتقلت الشرطة 10 من المتهمين الخميس، بعد أن احتجزت 10 آخرين، ومن المتوقع أن يمثل هؤلاء الأشخاص أمام المحكمة في وقت لاحق في نيويورك، بينما لا يزال هناك 17 مشتبها بهم يجري البحث عنهم في الولايات المتحدة والخارج، وقال النائب العام في نيويورك سايروس فانس في بيان "عصابة الجرائم الحاسوبية المتقدمة هذه مثال مقلق للجريمة المنظمة في القرن 21، فهي تستخدم التكنولوجيا الفائقة على نطاق واسع، ووفقا للشكاوى في محكمة مانهاتن الاتحادية، فقد استخدم المتهمون برنامج "زيوس" خلسة للحصول على المعلومات الشخصية ومن ثم الدخول إلى الحسابات المصرفية الضحايا، وبحسب الاتهامات، فإن القراصنة ثم قاموا بتحويلات غير مصرح بها تتضمن عشرات الآلاف من الدولارات. بحسب السي ان ان.

موقع فول تيلت بوكر

في سياق متصل وجه ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة، الاتهام لمسؤولين تنفيذيين في موقع "فول تيلت بوكر، للقمار على الانترنت، بالاحتيال للاستيلاء على أكثر من 440 مليون دولار من أرباح اللعب لصالح أعضاء مجلس الإدارة والملاك، ووجه مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية في نيويورك الاتهام إلى نجمي لعبة البوكر هوارد ليدرر وكريستوفر فيرغسون، بالمشاركة والاستفادة من عملية الاحتيال، ووفقا للمحامي العام بريت باهرارا فإن الموقع وأعضاء مجلس إدارته، بما في ذلك ليدرر وفيرغسون "احتالوا على اللاعبين بعد أن أفهموهم أن أموالهم المودعة في حسابات المقامرة عبر الإنترنت آمنة ومتاحة للسحب في أي وقت، وقالت لائحة الاتهام "في الواقع فإن الموقع لم يحتفظ بأموال كافية لسداد جميع اللاعبين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشركة استخدمت أموال اللاعبين للدفع لأعضاء مجلس الإدارة وغيرهم أكثر من 440 مليون دولار. بحسب السي ان ان.

ويطالب الادعاء العام بعقوبات لغسل الأموال ضد أبطال لعبة البوكر، ويسعى أيضا إلى مصادرة الأموال المكتسبة من وراء الخطة المزعومة، وقد اتهمت الشكوى الأصلية في عضو مجلس الإدارة ريمون بيطار و10 متهمين آخرين بالاحتيال على أحد البنوك، والمقامرة غير القانونية، وجرائم غسل الأموال، ولم يتسن الوصول إلى باري بوس، المحامي الذي يمثل موقع "فول تيلت بوكر، للتعليق على الاتهامات.

الزعماء العرب المخلوعين

على صعيد مختلف يعرض محتالون ينتحلون هوية شخصيات مساعدين أو اقارب للزعماء العرب المخلوعين قدرا كبيرا من أموالهم عبر رسائل البريد الالكتروني مقابل تفاصيل الحسابات المصرفية للمرسل اليهم، وقال تشستر ويسنيوسكي كبير مستشاري الامن في شركة سوفوس التي تستخدم مرشحات معقدة للرسائل الالكترونية غير المرغوب فيها لتحديد رسائل الاحتيال الالكترونية "كم الهجمات التي رصدناها من هذا النوع هائل، وفي رسالة تدعي محتالة انها زوجة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وتقول انها تمكنت من الفرار الى تونس وتبحث يائسة عن "شريك موثوق" به تحويل 25 مليون دولار من أموال القذافي، وتقول الرسالة "لقد سئمت من هذه الحروب. يموت الناس كل يوم... أعرض 35 في المئة وستساعدني أيضا في استثمار حصتي البالغة 65 بالمئة في أي عمل تجاري مربح في بلدك... لكن اذا لم يتسن ذلك فارجو ان تحافظ على الاموال حتى تهدأ الاوضاع، وتحاول رسائل البريد الالكتروني الاخرى الوصول الى تفاصيل مصرفية كاملة من المرسل اليهم حيث من المفترض تحويل الاموال للحساب. وغالبا ما يستنزف المحتالون اموال الحساب، وقال افي توريل الذي يعمل في شركة كومتاتش لامن الانترنت "قصة حاكم مخلوع يحاول نقل الاموال خارج البلاد تبدو معقولة جدا بالاضافة الى ما يتعلق بالاحداث الجارية مما يعطيها المزيد من المصداقية، وأضاف "هذا يتيح للمحتالين أن يقولوا شيئا جديدا على عكس الحيل التقليدية التي ربما ألفها الناس، ومن الخدع الشائعة انتحال شخصية رجل اعمال يريد تحويل مبالغ كبيرة لانه يتم مراجعتها من قبل موظفي الحكومة أو البنك ويحتاج الى وكيل لتحويل هذه الاموال، وبعد أن تخلى الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة في فبراير شباط تظاهر المحتالون بانهم افراد من عائلة مبارك ومحاسبه ومحامون عن الاسرة، وناشدت محتالة تدعي انها سوزان زوجة مبارك في رسالة الكترونية ضمير المرسل اليه، وقالت انها "تعاني حالة عداء وارتباك واحباط واذلال ويأس من جانب القيادة العسكرية الحالية لمنظمة التحرير المصرية... كامرأة اشعر بالصدمة فلقد فقدت الثقة في الجميع في هذا البلد في هذه اللحظة، وتكتب سوزان مبارك الزائفة انها تبحث عن مساعدة خارجية لايداع أكثر من مليون دولارن وبعد اختباء القذافي ظهرت رسائل احتيال مماثلة كثيرة. ويدعي المحتالون انهم من افراد عائلة القذافي ويريدون تحويل اموالهم للخارج. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/شباط/2012 - 5/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م